مملكة الشمس السوداء – العاصمة – قاعة المؤتمرات الرئيسية..

الإجتماع بين كبار مملكة الشمس السوداء ما يزال مُنعقد حتى اليوم، بعد حضور جالان برادلي وصل اكثر من دوق اخر على وجه السرعة ايضاً

كانوا يبحثون بشكل أساسي ما حدث في دورة الممالك الثمانية.

فمن أي ناحية نظرت للموقف، ما حدث هناك يعد تفسير لما كانت تفعله مملكة دوليفار على مدار العقود السابقة من تحرشات صغيرة المقياس، و قد يكون مفتاح لفهم التصعيد المفاجئ من قتل عباقرتهم في حدث الصيد ثم محاولة إغتيال قيصر و مقتل القديس مورفي

النظريات تعقدت و تشابكت، احياناً الجلسة الواحدة كانت تنعقد ليومين او ثلاثة متتالين قبل ان يرجع الجميع لمساكنهم المؤقتة في العاصمة، ثم يرجعون صباح اليوم التالي لتبدأ جلسة اخرى

الاحاديث و النظريات تكثر يوم بعد يوم.. لكن الشئ المشترك في نهاية كل جلسة كانوا يرجعون لنظرية القديس فيلكس الاولى.. انه اياً يكن السبب.. دوليفار بالفعل ينوون بدأ حرب شاملة ضدهم.

هذا دفع بالكثير من الإتهامات نحو الدوق جالان و الآيرل براين -الذي حضر مؤخراً ايضاً لإستجوابه-

فهم أرسلوا فقط 60 الف جندي لغزو دوقية! حتى لو ان الدوق جالان أرسل نخبته.. ألا تمتلك دوقية تينلي نخبة ايضاً؟

مع ان اول مواجهتين كانتا اسطورتين يمكن تخليدهما في تاريخ انتصارات الشمس السوداء، و أصبحتا مصدر فخر للمواطنين بعد إنتشار الأخبار…

جيش صغير كهذا سيُهزم مهما طال به الصمود في الداخل، فلماذا أرسلوه؟ ليزيدوا العداء مع دوليفار؟ ليعطوهم السبب الكافي لتنفيذ خططهم بالحرب الشاملة؟

ليس و كأنهم يخافون دوليفار.. لكن القتال بدون المعلومات الكافية ليس خيار حكيم، إن كان جالان و براين فعلاً يسعيان لتأجيج طبول حرب ملكية شاملة فهمها خائنان يستحقان العقاب!

كان تعليق البطريرقين على الإتهامات انهما تلقوا فوائد كثيرة من مُعلم قيصر و انه وعدهم بُنصرتهم إن تأزم الوضع،

تردد كثيراً سؤال *من هو مُعلم قيصر؟ من الشخص الذي صنع تلك الطلاسم المتفجرة؟*

لكن لم يجب أياً منهما بشكل واضح.. إستمرا في المراوغة فحسب.

إستمرت المناقشات و الإتهامات حتى منذ بضع ساعات فقط، حين جاء الرسول يخبرهم بأن دوقية تينلي أرسلوا الجينرال القديس إدغار تينلي على رأس جيشاً قوامه 170 الف جندي لقتال جيش الجينرال إدوارد، و إن الجينرال إدوارد يستعد حالياً لمواجهتهم عند قلعة سيتينا.

170 الف ضد اقل من 60 الف… يبدو ان دوقية تينلي لم تعد تطيق تواجد هذا الجيش الصغير في أرضها بعد الأن

منذ جائت هذه الأخبار الصادمة هدأت المناقشات و مُنع الجميع من مغادرة القاعة حتى تأتي النتائج، الجو ثقيل جداً.. أمضى الجميع هذه الساعات محاولين توقع النتائج و العواقب.

اكثر تنبؤ متفائل كان ان القديسين قد يتمكنوا من الهرب.

حتى جالان و برادلي الذي يعرفون جيداً مقدار الطلاسم مع الجيش إرتعبوا عندما سمعوا عن الجينرال القديس إدغار و جيشه المكون من 170 الف جندي..

في عقولهم بدأوا بالفعل يسبون روبين لأنه لم يكن صبور بما يكفي و يمنحهم مهلة لجمع جيش اكبر او يصنع طلاسم اكثر

ظل الجو الخانق يغيم على الجميع، لو اخبرهم احد قبل عام مثلاً انهم سيجتمعون هنا من متابعة احداث حرب مجرد إيرل كانوا ليستهذؤون به.. لكن القدر لعب لعبته، الكثير جداً متوقف على هذا الجيش الضئيل

مرت الساعات ببطئ، لكن اخيراً

*دق دق*

طُرق الباب مرتين ثم دخل مباشرةً الجينرال نيكولاس، قديس في المستوى 29، انه من احد الجينرالات المحترمين في الجيش الملكي لكن تم تعيينه خصيصاً لجلب الأخبار عن هذه الحرب بسرعة

حُسبت أنفاس الجميع عندما رأوا هذا القديس يدخل، انتظروا حتى تقدم بضع خطوات و إنحنى بإتجاه الحكيم ألبيرت مارلي، ثم صلب ظهره و إبتسم، ” ايها السيدات و السادة… لقد إنتصرنا.”

“ما- ماذا قلت؟!”

“ماذا تقصد بإنتصرنا؟!”

“هل تمكن الكثير من جنودنا من الهرب بنجاح..؟”

فرحة ثم إستغراب ثم تساؤولات، بضع سياسيين وقفوا بالفعل و بدأوا بطرح الأسئلة

الحكيم ألبيرت ايضاً لم يستطع إستخلاص شئ من جملة الرسول، فعقد حاجبه و سأل ” وضح اكثر يا نيكولاس، ماذا تعني بإنتصرنا؟”

“صاحب السمو، كلامي كان واضح و انا اقصد ما اقوله، نحن إنتصرنا! ليس نصر معنوي كما ظن البعض، لقد إنتصرنا نصر كامل و ساحق!” أعلن القديس نيكولاس بصوت عالٍ

الحكيم ألبيرت و كل الحضور تسمروا في أماكنهم لوهلة عنده سماع هذا الإعلان المدوي، النصر… النصر….

“نحن.. إنتصرنا؟”

“عااااااااااااا!!!”

“هاهاها ذوقوا هذا يا أوغاد دوليفار، من كانوا يظنوننا؟! هاهاهاهاها”

البعض بدأوا يحضنون بعضهم و البعض بدأوا يلقون بقبعاتهم نحو السقف، كانت فرحة عارمة للجميع، هذا إنتصار سيُخلد في التاريخ…

فقد ثلاثة لم تبدو عليهم السعادة الغامرة، جالان و براين.. اللذان ضحكا برضاء بصوت منخفض لكن بدا و كأنهما على وشك الإغماء! الايام الماضية كانت تمثل ضغطاً هائلاً عليهم، فنخبتهم كلها هناك و خسارتهم يعني ضرب العائلتين في مقتل

الراحة النفسية من هذا الإعلان كان تكفيهم للإسترخاء و النوم سنة للمستقبل

أمل الثالث كان ما يزال الحكيم ألبيرت، الذي رجعت ملامحه لتتغير من الدهشة لعقد الحاجبين و الإستغراب مجدداً، ثم سأل نيكولاس ” إشرح لي كل شئ حدث هناك، بالتفصيل الممل..”

عند سماع هذه الكلمات هدأ الجميع و رجعوا لأمكانهم فوراً خشية ان يفوتهم تفصيل واحد

إنحنى نيكولاس قليلاً و بدأ يحكي “امرك سيدي، في البداية عندما ظهر جيش دوقية تينلي قاموا بـ …….”

ذكر نيكولاس كل تفصيل صغيرة و كبيرة، لأنه هو ايضاً جينرال كبير لديه معرفة واسعة بشؤون الحرب تمكن من ملاحظة أشياء اكبر من الشخص العادي، أنصت الجميع لكل كلمة و تغيرت ملامحهم اكثر من مرة.. خاصةً عند سماع تكتيك الإنفجارات من تحت أقدام جيش دوقية تينلي، عندها نظروا جميعاً لبراين و الدوق برادلي الذي قهقه و لم يقل شيئاً

“…بعدما تم تطويق خيالة العدو بواسطة المشاة المدرعين، حاول خيالة العدو إختراق اخر صفوفهم من الامام و الإندفاع نحو البوابة، لكنهم فوجؤوا ان البوابة تُفتح و من بداخلها هم من يدفعون نحوهم، سريعاً خرج حوالي 40 ألف جندي مشاة و شددوا الحاصر على فرسان العدو،

حاول قديسين الاعداء إرسال قديس او اثنان لفتح طريق للخيالة لكن تم إعتراض طريقهم بواسطة 5 قديسين من جانبنا، و تم إحكام معركة القديسين بالكامل، لم يستطع احد منهم التنفس حتى إن أراد، فضلاً عن محاولة الذهاب لمساعدة جبهة اخرى!

بعد نصف ساعة فقط.. تم مسح كل خيالة الأعداء، العشرون ألفاً لم يبقى منهم سوى بضع آلاف من الأحصنة التي يركبون عليها!

بعدها تم توجيه الجيش نحو معركة الفرسان التي كانت ما تزال دائرة و كان لنا فيها الغلبة بالفعل،عندما إندفع خيالتنا و مشاتنا إلى هناك حاصروا كل فرسان العدو فقتلناهم في غمضة عين و لم يهرب سوى اقل من 100 فارس عالي المستوى

ثم ذهب فرساننا لمساعدة القديسين في معركة.. فقتلنا 5 قديسين إضافيين من الأعداء قبل ان يهربوا!

الجميع كان ينتظر تحرك القديس إدغار و إنضمامه للمعركة، حتى انا كنت مستعد للقتال إن هو قرر القتال بنفسه.. لكنه في النهاية فضل الطيران بعيداً

عندما رأى مشاة الأعداء الذين تراجعوا هذا، خافوا اكثر و ركضوا في كل الإتجاهات، عندها أمر الجينرال إدوارد بملاحقتهم.. قام جيشنا بملاحقتهم لبضع كيلومترات حتى إستطاعوا أسر اكثر من عشرون ألفاً منهم!

خسائرنا إنحصرت في 3 قديسين و بضع آلاف جندي، بالإضافة إلى كل الطلاسم التي كانت معك جيشنا.

فوزنا ساحق، دوقية تينلي سيعجزوا عن تعويض خسائرهم و لو بعد خمسون سنة!”

من Zeus

-+=