المنطقة الجنوبية– البوابة الفضائية

هذه البقعة هى نفس المكان الذي هاجمه الجينرال ديريت و سحقه سحقاً قبل بضعة اشهر، و فيها دُمرت البوابة الجنوبية و سُرق لوح تحكم البوابة… لكن مقر قيادة امبراطورية البداية الحقيقية لم يتخلوا عنها بفضل موقعها المتميز، بل أعادوا حصناً حصيناً اقوى من الاول بأضعاف

الان المكان لم يعد مدينة صغيرة نائية لا يميزها شئ سوى البوابة، بل تحولت لثكنة كبرى تحوطها المصفوفات الدفاعية!

و في هذه اللحظة.. المدينة كانت في حاولة ثوران.

قبل عدة دقائق تم استعداء كل الاباطرة القتاليين بشكل عاجل و انتشرت أنباء بين الجنود ان المعركة الكبرى اقتربت، فتركوا جميعاً ما كانوا يفعلونه و ذهبوا لإرتداء دروعهم و التجمع مع اسرابهم و كتائبهم، يستعدون لحرب ضارية.

الركن الوحيد الذي كان يحتفظ بهدوءه داخل المدينة كان جبل صغير يبلغ طوله عشرات الامتار!

حقيقة ان هنالك مُرتفَع كهذا وسط المدينة كان غريب بما يكفي، لكن الجبل نفسه كان اشد غرابة.. الجبل كان مخروطي يبدو كالبركان و له ثلاث جوانب كل جانب له لون مميز، كما ان قمة كل جانب تحتوي على نوع معين من اوراق الشجر!

*سووش*

بالقرب من قمة الجبل المخروطي ظهر سيف ظل و انحنى قليلاً، ” ايها السادة الثلاثة، نحيطكم علماً بأن المعركة الشمالية قد بدأت بالفعل و انه قد يتم إستدعائكم للخط الامامي في اي وقت برفقة اسياد الحرب لذا رجاءً ابقوا على استعداد.”
ثم بـ *سوووش* اختفى سيف الظل مجدداً بدون ان ينتظر الرد.

“هي هي هي… على الاقل ما يزال الضعفاء بينهم يحترومننا نحن الاشجار الطاعنة في السن بعض الشئ…” احد جوانب الجبل بدأ يضحك

“نحن فقط اسياد الحرب رقم 41 و 42 و 43 في نظرهم، لا شئ مميز… أتسائل لو كنا اتخذنا القرار الصحيح آن ذاك، ربما الموت الهادئ لم يكن خيار سئ جداً.” صوت قوي اخر تكلم بلغة جرينلاند

“سناوست، تافينا، أتفهم ما تشعران به لكن ربما عليكما استعمال التخاطر.” صوت حازم قاطع الاثنان

“و على ماذا نستعمله.. لم يعد هنالك ما يهم~” الصوت الاول رد بنبرة غضب

هذا الجبل المخروطي في الحقيقة كان مكون من الاباء الاشجار الثلاث، ظهورهم تواجه المدينة بينما يغطون في سُبات
مرت فترة طويلة منذ قاموا بإستخدام تقنية روبين للإنفصال عن اجسادهم الحقيقية و المجئ لنيهاري. هذه التقنية ليست كاملة و بإعتراف روبين، فكل يوم يقضونه بعيد عن اجسادهم الحقيقية يشعروا بتجسيداتهم تضعف و ارواحهم تهتز.

بإستخدام تقنية نقل الخواطر، ارسل ديكارت للاثنان الاخران، “هلا كففتم عن التزمر؟ لا تنسوا القسم الذي أخذتموه يوم إستسلامكم، نحن مجرد جينرالات تابعين لإمبراطورية البداية الحقيقية الان، إقبلوا هذه الحقيقة سريعاً.”

الاباء الاشجار الثلاث شعروا في البداية بإمتنان لا نهائي لروبين عندما تملصوا من جذورهم اخيراً بعد مئات الاف، بل ملايين السنين من عودتهم للأرض. و عندما اخبرهم انه سيصطحبهم لكوكب اخر سعِدوا كأطفال يأكلون المثلجات لأول مرة، كيف لهم ان لا يعشقوا وقع هذه الكلمات بعدما طبعوا شكل و خصائص كوكب جرينلاند في اذانهم طوال تلك السنين؟

إن كانوا سيحظوا بفرصة رؤية عوالم اخرى، ما المشكلة إن كانوا سيقاتلوا ضمن جيش امبراطورية البداية الحقيقية؟ ليس و كأنهم لا يعرفوا كيف تتمم الحروب!

لكن اول معركة لهم جائت سريعاً، و كانت صدمة صاعقة.

خبرتهم الهائلة في قيادة البراعم و عمل المكائد لبعضهم لم تنفعهم، و تجسيداتهم الضخمة لم تشفع لهم… بدأوا المعركة ظناً منهم انهم سينتصروا على كل الاعداء بدون مساعدة، لكن انتهت و هم بالكاد تمكنوا من ابقاء بعض الجينرالات مشغولين، بل و لولا لحائهم الصلب لربما قُتلوا يومئذ!

بعد تلك المعركة أهميتهم لدى صناع القرار في الامبراطورية انخفضت كثيراً، بل و ثقتهم في انفسهم اهتزت بأخذ صعفة يصعب الرجوع منها، مع انه لم يؤنبهم احد إلا انهم فعلوا ذلك بأنفسهم و زيادة… لطالما رؤوا انفسهم على انهم سادة، شعور ان تكون فرداً اخر من القطيع في يوم من الايام لم يرّد على اذهانهم مطلقاً.

“نحن جينرالات؟ اين الجنود الذين نقودهم؟ هيهي قل مرتزقة افضل.” الاب الشجرة تافينا بنبرة ساخرة، “عندما يجمعوا المزيد من اسياد الحرب لن يكون هنالك حاجة لنا، سيتم إلقائنا جانباً.”

“…أهذا جيد ام سئ؟” ديكارت نظر للإثنين، “ان لم يكن هنالك حاجة لوجودنا فيمكنكما ببساطة العودة لأجسادكم الحقيقية و البقاء في فقاعة العظمة التي كنا نكسوا انفسنا بها، اما انا فلا، سأبق هنا و استكشف العالم برفقة معاليه، لا اريد ان اكون مجرد شجرة!”

“…اخشى ان هذه ليست طريقة عمل الكون، لقد كنا غافلين، هذا الكون هو رقعة البشر و اشباههم، نحن مخلوقات الترينت نعيش فيه فحسب.” الاب الشجرة تافينا تنهد

حتى الاب الشجرة سناوست اومئ… الاب الشجرة تافينا كان هو قائدهم حتى في اسوأ فترات الحروب، ان يقول كلمات كهذا لهو شئ يحطم القلب و الروح، لكنه يتفهم، لقد رآى هذه الحقيقة بنفسه مرة ضد جيش امبراطورية البداية الحقيقية، و مرتان ضد جيش امبراطورية الثعبان العظيم، “نحن ليس مقدر لنا القيام بأي شئ عظيم…”

الاب الشجرة ديكارت حاول ان يقول شيئاً لكنه توقف و نظر للأرض، إن واساهم فمن يواسيه هو؟ ثقتهم التي اهتزت لن تعود ببعض كلمات، او ربما الحقيقة هى ما قالوا…

كل ما عليهم فعله هو الانتظار الان حتى يأتي بشري اخر يقتادهم لميدان معركة اخرى ليحرجوا انفسهم مرة اخرى، آملين ان ينتهي هذا الكابوس سريعاُ و يعودوا لكابوسهم الاول كمجرد اشجار في كوكب نائٍ…

*قعقعة* *قعقعة*

في هذه اللحظة السماء اضطربت، الغيوم اخذت شكل قوس و بدأ تتحرك بعيداً بسرعة، حتى الهواء و الفضاء اهتزوا بشدة
“ياللهول، ما هذا؟” انتفض الاب الشجرة ديكارت و نظر حوله، الاب الشجرة تافينا و الاب الشجرة سناوست إرتعدا ايضاً، ” هنالك شئ يحدث في الشمال!”

*سقوط* *سقوط*

جنود امبراطورية البداية الحقيقية تحت مستوى قديس كلهم سقطوا على رُكبهم، بينما الضعفاء بينهم فقدوا الوعي مباشرةً.

“اشعر بروحي تهتز، ما الذي قد يتسبب في موجة التدمير هذه؟” الاب الشجرة سناوست تمتم و هو ينظر شمالاً
الاب الشجرة تافينا ظل ينظر شمالاً لبضع ثوانٍ اخرى ثم وقف ببطئ فاتحاً عيناه في هلع، ” بصمة الروح هذه… انها مختلفة قليلاً لكني لن اتوه عنها… انه هوفنهايم!”

“هوفنهايم؟!” الاب الشجرة سناوست وقف ايضاً بسرعة، بعد تذكير تافينا اصبح يمكنه تمييز بصمة الروح بسهولة ايضاً، “انه هو حقاً!! ألم يمت؟ …و كيف له ان يكون بهذه القوة؟!”

“هاي انت هناك،” الاب الشجرة ديكارت على جانب اخر لم يكن لديه وقت ليتعجب، بل بحث بسرعة عن اقرب سيف ظل و صاح عليه، ” افتح لنا بوابة للمعركة الشمالية فوراً!”

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : ko-fi.com/teamxtruth

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

إجمالي دعم هذا الشهر: 100$$

+في اوبشن جديد، اي 10$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE

من Zeus

-+=