*بااا*
هبط قيصر من السماء بخفة امام ريتشارد، جناحيه تقلصا لطول 2 متر فقط لكلاً منهما، ” يبدو اننا انتهينا اليوم، يمكنك اخراج مواطني المدينة الان…”
نظر ريتشارد حوله لبضع ثوانٍ، لم يبق احد غيرهم في العاصمة، لا وجود لجندي من امبراطورية الثعبان العظيم ولا وجود لمواطن من عاصمة البداية الحقيقية، لا وجود لقط ولا فأر ولا حتى صرصور، كل المباني التي ليست بلون داكن قد هٌدمت، ” اجل، اعتقد اننا انتهينا.” تنهد ريتشارد بعمق، ” لكني لا اريد مواجهتهم.”
“هاي، لا تقسو على نفسك، لقد شعرت بعدد الناجين الكبير و انت تسحبهم للملاجئ، لولاك لما بقي احد على قيد الحياة اليوم!” اخذ قيصر خطوتين للأمام و تكلم معقد الحاجبين
“…..” اومئ ريتشارد عدة مرات، ثم اعطى الامر للمدينة
*كرررر*
الارض انشقت في عدة مواقع من المدينة و مُد سلم بدى و كأنه ينزل لباطن الارض، بعد عدة دقائق بدأ الناجون بالظهور واحداً تلو الاخر
“هيا لقد ارتحنا بما يكفي… لقد امرت سيوف الظل بحشد قوات القارات كلها لبدأ هجوم مضاد ضد منظمة الشعب، لو عثر الاباطرة الهاربين على اماكن حشد قواتنا ستحدث مذبحة عظيمة اخرى!” قيصر بدى جاداً و هو يراقب ناجيّ المدينة يخرجوا،
“امرت بحشد قوات للقتال ضد المتمردين؟ لا اعتقد ان اوامرك ستتم هذه المرة يا اخي.” هز ريتشارد رأسه
“همم؟ لماذا؟” عقد قيصر حاجبيه، من يجرؤ على التقاعص في امر يعطيه؟!
“لأنه لا داعي.. انا قمت بالفعل بقتل معظم الخونة، من اين برايك جئت بكل طاقة الحياة هذه؟” ضحك ريتشارد، “ما يزال متبقي عدد منهم لكنهم متناثرون و يمكن محاصرتهم بسهولة، لذا استبعد ان سيوف الظل سينفذوا اوامرك هذه المرة، هم كيان مستقل بعد كل شئ و ليس عليهم الاستماع لك.”
“انت.. قتلتهم كلهم؟ الفتى الذي ارسلته قال انه كان هنالك ما يقارب الـ 60 مليون منهم قبل بضع ايام!!” صاح قيصر مندهشاً
اما ريتشارد فرفع كتفيه مبتسماً
“…” قيصر راقبه لبضع ثوانٍ بدون قول شئ، كأنه ينظر لوحش…
قتل عشرات الملايين خلال اقل من اسبوع؟ هذا بجانب ما سمعه من حكايات رعب من فم الاباطرة الذي ساعدوه في الاطاحة بقبيلة عزيل
الفتى الذي امامه قد لوث يده بقتل اكثر من مئة مليون شخص… هذا اكثر مما قتله كل جيش امبراطورية البداية الحقيقية مجتمعاً، فقط جنس العفاريت مكنهم ان ينافسوه!!
“ماذا، هل خفت؟” اطلق ريتشارد ضحكة ساخرة، “لا يهم، ليس عليك ان تشعر بالسوء حيال ذلك فأنا لا ألومك…”
سكت قيصر قليلاً ثم اخذ بضع خطوات، و احتضن اخاه بقوة، “…شكراً لك.”
“ايه؟ ما خطبك يا رجل ابتعد.” ريتشارد كان فعلاً مرتبك، هو كان ابعد ما يكون عن هذه الامور العاطفية كالأحضان الاخوية.
امسك قيصر بكتفيه و نظر في عينه مباشرةً، “ما حدث اليوم.. هذان الجناحان.. انت لم تساعدني في قتال، انت اعطيتني سبب جديد للحياة.”
حك ريتشارد شعره الابيض محرجاً، “ان كنت تقصد تأثير نار الحياة فعليك ان تشكر اباك على هذا فهو من اخترع هذه التقنية، لكن لو اردت ان تشكرني على شكل الجناحين الرائع فسأقبله بكل سرور!”
“هاه؟ أليس شكل تلقائي اتخذته الطاقة لتلائمني؟” استغرب قيصر
“هدئ من روعك ايها المتغطرس، كنت اريد ربط الطاقة بك و ادخالها لجسدك ببطئ فإخترت لك شكل الاجنحة، إن كنت تريد سأربطها بشكل ذيل المرة القادمة!” ضحك ريتشارد بصوت عالٍ
“أتجرؤ؟!” ضربه قيصر على رأسه، ثم ابتسم و عاود متابعة خروج الناجين، “…لقد رأيتك و انت تجمع طاقة الحياة من موقع قتلاي، أتعتقد انها صدفة؟”
“ما هى؟” ربط ريتشارد على رأسه مكان الضربة
عاد قيصر لينظر نحو اخاه، ” انت تخفف عني اعراض لهب الموت، و انا ازيد لهب الحياة قوة، معاً يمكننا الوقوف امام جيوش السماءو الارض رافعين رؤسنا! …أتعتقد ان أبانا فكر في هذا و هو يصنع التقنيتين؟”
“…لقد صنع تقنية لهب الحياة لأمي بعد فترة قصيرة من صنع لهب الموت لك، لا استبعد انه وضع هذه الاحتمالية في حسبانه، ان يعينك انت في الصفوف الامامية لتقاتل و تكون امي في الصفوف الخلفية تدعمك، لكن رؤيته تحققت من خلالي انا…” بعد صمت قصير ابتسم ريتشارد مجدداً، ” او ربما هى مجرد صدفة، فذلك العجوز لم يخبرنا ان نجرب شئ كهذا من قبل!”
نظر قيصر نحو اخاه قليلاً بعد، ثم عاد ليتابع المشهد امامه بدون قول كلمة
خرج الناجون من المدينة من باطن الارض كالنمل، معظمهم ذهبواب مباشرة للبحث عن جثث المقربين لهم، و هذه العملية كانت اسهل بكثير بعدما جمع ريتشارد رفاتهم جميعاً و حسن من تماسك اجسادهم الذي كانت قد تحولت لأشلاء، ثم امرهم بالرقود على الارض في حالة سلام قبل ان يسحب طاقة الحياة منهم
المدينة كلها سقطت في نوبة من البكاء…
بعضهم يبكون على من فقدوهم، و في نفس الوقت يبكون فرحاً ان من تبقى من عائلاتهم نجو من هذه المحنة العظيمة
على عكس ما اعتقده ريتشارد لم يأتي شخص واحد ليلومه او يصرخ عليه انه تأخر، كل من خرج من حالته السيئة جاء باكياً شاكراً، بعضهم حتى سقط راكعاً مباشرةً امامه، اخيراً جاعلين قلب ريتشارد الذي شاب حزناً يرق قليلاً.
بعد ساعة اخرى، و بعدما شعر قيصر ان جسده عاد لحالته المُثلى، ربت على كتف اخاه، ” هيا بنا، قد تكون المعركة الكبرى انتهت، لكن البحيرة واسعة و السمك كثير.. علينا ان نبدأ في الصيد.”
الفصل الـ 31 التام لشهر 7، تم تسليمه، مع انه غير مدفوع هيهي.
فليشهد التاريخ ان هذا الزوس قام بالانتهاء من 9 فصول خلال يومين، همف، تباً للداعمين المتأخرين و شكراً لهم!