مُتعب، صحيح؟ ألن يكون الموت راحة؟
لا.. لا لا لا! انا خائف، لا اريد ان اموت!!
هممم انت فقط خائف لأنك لا تعرف ماذا سيحصل بعد الموت، لكن ما الضرر في ذلك؟ انظر عدد من ماتوا قبلك، هل رأيت احدهم عاد ليندم؟ كيكيكي تعال إلى جواري، تعال إلى الراحة الابدية لجميع المخلوقات.
لا، اريد ان ابق في جسدي! اريد ابقى لأساعد ابي!!
ألست انت من تضع قدماً عندي كل يوم؟ إلى متى تظن انه يمكنك الذهاب و الإياب كما يحلو لك؟ و اليوم تخطيت حدودك! مُت~ الموت جميل~ الموت راحة~
لا.. لا.. لا..
“لا.. لا.. لا اريد ان اموت..” قيصر اخذ يتمتم هذيانه بصوت مسموع، جسده اصبح بارد كالثلج و قطرات عرقه نزلت كنقطار من الجحيم البارد، و إذا به فجأة يشعر بطاقة لطيفة تدخل ظهره، “..ايه؟”
نظر قيصر بسرعة للخلف، فوجد جناحين معلقين على ظهره مصنوعين من اللهب لاخضر، و رأى ريتشارد يرفع له إصبع الإبهام مبتسماً، ” هدية بسيطة من طاقة حياة خمسة اشخاص، استعملها كما تشاء.”
“طاقة حياة خمسة اشخاص؟ حتى زارا لا يمكنها صنع هذه الكمية من طاقة الحياة خلال اشهر، كيف لك ان توزعها بهذا الـ… همم؟” رفع قيصر يده ببطئ، الرعشة لم تعد موجودة فيها، فأغلق عينه و بدأ يتحكم في طاقة الحياة و ينشرها في جسده
*شهيق عميق*
“هااااااا~~”
بعد اول زفير، العرق المُجمد و الارتجاف اختفى، لونه الاساسي بدأ يعود لطبيعته.
*شهيق عميق*
“هااااا~…” بعد الزفير الثاني، لم يعد يشعر قيصر بأي رهبة في قلبه
“هاها.. هاهاهاااااي!!!” ضحك قيصر بصوت عالٍ نحو السماء، “ألهذا قال ابي اني سأكون كافٍ؟ أكان يعرف ان هذا هو الحل لمعضلتي؟ هاهاها، من يمكنه ان يوقفني الان؟ من يمكنه اعتراض طريق أبي الان!!”
ثم فتح فاهه و زأر “راااااووورر!!” *شوالاااا* اللهب الاسود اندفع من فمه كفوهة بركان، ثم اندفع نحو المارشال دايروث!!
“كيه!!” انتفض المارشال و تراجع بسرعة
كون قيصر لم يعد يشعر برهبة الموت، لا يعني ان البقية اصبحوا منيعين ايضاً، فقط زئير اللهب الاسود قبل قليل ضاعف قوة الفطر العملاق و كتم على قلوب الجيش اكثر!
*بووم* *بووم*
“اررغ!!”
“لا لا ابتعد!!”
بوجود ضغط فطر الموت الذي تضاعفت شدته، جيش الامبراطورية عانى خسائر اكثر، ريتشارد لم يعد حتى يشعر بأي ضغط في التعامل معهم!
“تراجعوا! انسحاب كامل!!” صاح المارشال بقوته الكامل، ثم اندفع لخارج المدينة، صحوة قيصر الان لم تترك له مفر.
“تعال هنا!!” صاح قيصر عليه و استخدم لهب الموت ليزيد اندفاعه، لكن الفجوة بينهما ازدادت فحسب
المارشال ما يزال خبير حقيقي في المستوى 48، قد يتمكن من اخافته بمسار الموت او حتى قتله، لكن لو اراد الهرب فلن يتمكن من اللحاق به!
لكن هذا لم يكن بالمثل لبقية جيشه…
“تراجعوا!”
“انسحبوا بسرعة، دعونا نخرج من هذه المصيدة اللعينة!!”
كل جنود الامبراطورية المتبقين حاولوا التملص من خصومهم و الاندفاع في اتجاه عشوائي
“ليس بهذه السرعة!!” ضرب ريتشارد بقدمه الارض بسرعة
*بزززت*
مصفوفة درع السماء ظهرت مجدداً في سماء العاصمة!
“اللعنة!!”
“تباً، فالنتراجع!” السفن المتبقية في الخارج إلتفت و اندفعت بعيداً
*كاتشااا*
المصفوفة بدأت فوراً بإمطار اسهم من الطاقة على الجنود الهاربين، الجوليم و الثعابين المعدنية و وحوش الحمم ايضاً طاردوا خصومهم بكل قوة، موجة جديدة من الذبح غطت على المدينة لكن هذه المرة كان ضحيتها جيش امبراطورية الثعبان العظيم!
“دعوني انضم للمرح! هاهاهاها” فرحاً بأن القيود قد رُفعت عنه، توقف قيصر عن مطاردة المارشال و عاد ملوحاً مطرده بمرح مطلقاً بحور من لهيب الموت
هذه كانت اول مرة يستخدم فيها قيصر قوته بـ حرية، و كانت اكبر مذبحة يقوم بها ايضاً
منذ بدأ غزواته كفرد من جيش روبين و هو دائماً يذهب نحو اقوى شخص ليقتله، و ان لم ينجح فهو يكتفي بإبقاءه بعيدا عن الساحة، او ربما يتدخل في اللحظة الحاسمة من المعركة فيصنع جدار لهب او شئ كهذا…
كجينرال اعلى، عُرف في جيشه انه قليل الظهور و قليل التدخل، لكن ذلك لم يكن ما يريده، بل ما اُجبر عليه!
لكن ليس اليوم.. *شوالاااا*
موجة لهب اسود عظيمة غطت عدة آلاف جندي، كلهم سقطوا كالبعوض من السماء بدون وقت للصراخ.
“..مثير للإهتمام” فرك ريتشارد ذقنه قليلاً و هو يراقب موت اولائك الجنود، ثم اطلق شعلة خضراء صغيرة من اصبعه السبابة نحو المكان الذي ماتوا فيه، و أبقاها هناك.
*فرررر*
خلال بضع ثوان الشعلة الصغيرة اخذت تكبر بسرعة حتى اصبحت بقُطر بضعة امتار!
“هكذا إذاً… لهب الموت يطرد كل مظاهر الحياة من الجسد لكنها لا يدمرها بالكامل، اي مكان يموت فيه اشخاص بلهب الموت يكون غني بطاقة الحياة و الارواح البدائية.. قد لا اعرف كيف استفيد بالارواح البدائية، لكن طاقة الحياة هذه ببساطة تأتيني على طبق من فضة!” تمتم ريتشارد، ثم ذهبت عينه نحو قيصر، قبل ان يشعر بإصبعه نحو ايضاً
*سووش* كرة اللهب الاخضر العملاقة اصطدمت بقيصر، جناحيه الذان كانا قد على وشك الاختفاء تجددا و اصبحا بطول عدة امتار
“شكراً لك، اخي!” صاح قيصر، هو عرف مباشرةً انه حصل على المزيد من الوقت في هذه الحالة الرائعة!
*سووش* *سووش*
المذبحة استمرت بلا توقف، بوجود المصفوفة في الاعلى و قيصر في الاسفل، لم يكن هنالك احد ليحمي جنود امبراطورية الثعبان العظيم
لكن للأسف الحصار لم يمكن محكم بالكامل… اندفاع مئات الاف الجنود نحوها و على رأسهم 300 امبراطور في نفس الوقت نحو المصفوفة، كلهم فزعين يحرقون دمائهم كالمجانين، أظهرت العديد من الثغرات في المصفوفة و تمكن عدد كبير منهم من الهرب، معظم الاباطرة تمكنوا من اختراق طريقهم ايضاً.
بعد ساحة واحدة قُتل اخر جندي داخل العاصمة، معلناً نهاية المعركة.
الفصول المتبقية: انتهى.