*بووم* *بووم* *بووم*

معركة المدينة ضد جيش امبراطورية الثعبان العظيم اشتعلت اكثر، ليس لأن المدينة تلقت المزيد من الطاقة، بل لأن ريتشارد وضع تركيزه كله عليها، ماددٍ إياها ببالمزيد من طاقة روحه الفضية الهائلة، فأصبحت اسرع في اتخاذ القرارات و اصبح الوحوش افضل في تنسيق الهجمات و استهداف نقاط ضعف الخصوم

*شهيق* “هووو~ افضل بكثير” اطلق ريتشارد زفيراً طويلاً، ثم وقف مرة اخرى

ريتشارد لم يمرر للمدينة طاقته الروحية فقط، بل اخذ لنفسه طاقة حياة… لكن القليل فقط ليستعيد عافيته، الان لو قاتل امام المارشال مجدداً سيُهزم بسهولة.

“همم؟” ألقى ريتشارد نظرة بعيدة، نحو ساحة المعركة الوحيدة التي لا يمكنه قراءتها بالكامل.

*شوالاااا*

قيصر كان يطوف بهدوء في سماء المدينة يرسل انصال اللهب يميناً و يساراً نحو المارشال دايروث و الجينرال سميلات

الغريب من وجهة نظر ريتشارد انه لم يندفع نحوهم ليقضي عليهم بسرعة، ولا هم اندفعوا نحوه ليقتلوه. هو اكتفى بالتلويح باللهب الاسود و هم اكتفوا بالتفادي و حصاره من بعيد، و ربما إلقاء هجمة او اثنتين بين كل حين و اخر!

و الاغرب ان ملامح قيصر بدأت تتحول للشحوب، بينما ملامح المارشال و الجينرال كان يتملكها الخوف!

“ماذا يجري هنا؟ من لديه اليد العُليا؟!” عقد ريتشارد حاجبيه بقوة، لا يفهم اي شئ.

تلك المعركة استمرت لأكثر من نصف ساعة اضافية بنفس الشكل…

ريتشارد كان قد ضخ في المدينة طاقة حياة 30 مليون شخص، ثم زادهم بـ 5 مليون اخرين فأصبح المجمل 35 مليون شخص، لكن معظم فانون… لذا معدل الحرق في قتال ضد مئات الاباطرة كان عالٍ جداً

المدينة بالكاد تمكنت من قتل 15 امبراطور قتالي و بضع الاف جندي، كما ان ريتشارد اعطى اوامر للمدينة بإبتلاع كل سكان المدينة المتبقيين و حمايتهم في مكان آمن تحت الارض… لكن في المقابل تم حرق طاقة حياة ما يقارب الـ 25 مليون شخص بالفعل، لو استمر هذا الرتم العالي ستسقط المدينة قريباً!

من موقعه حاول ريتشارد التحكم في بعض وحش الحمم ليخفف الاستهلاك قليلاً ، لكن الوضع ساء، تخفيف الاستهلاك ادى لكسب جيش امبراطورية الثعبان الحقيقي اليد العليا

عندما شعر ان الوضع خطر، ارسل ريتشارد لأخاه عبر خاتم الصوت، “متى سيأتي باقي الدعم؟”

” انا هو الدعم.” رد قيصر كان قصير جداً

“المدينة على وشك السقوط و انت لديك وقت للمزاح؟” عقد ريتشارد حاجبيه

“لا يوجد احد قادم، سأشرح لك لاحقاً، انا و انت سنتعامل مع الامر.” ارسل قيصر نظرة سريعة للخلف، “كم من الوقت متبقي على سقوط المدينة، و كيف يمكنني ان اساعد؟”

عقدة حاجبي ريتشارد ازداد عمقاً، “… متبقي 15 دقيقة بالكثير على نفاد طاقة الحياة من المدينة، بينما متبقى 25 دقيقة على استعادة المصفوفة لقوتها الكاملة و عندها سيكون انتصارنا. هل يمكنك اجبار جيش الاعداء كله على تخفيف ايديهم اثناء الهجوم؟ سأكون شاكر لك!” سخر ريتشارد، مع انه لن يؤنب اخاه على عدم جلب دعم في وقت كهذا، إلا ان بالتأكيد الامر لم يعجبه.

“…عشر دقائق زيادة؟ مفهوم.” اومئ قيصر، ثم بدأ جسده يشتعل باللهب الاسود، “إحتمي، و كرر في ذهنك ان ذا مجرد شعور لا يمت للواقع بصلة، لا تجعله يسيطر عليك.”

“همم؟ أي شعور؟” استغرب ريتشارد ان اخاه اخذ كلامه بجدية

*شوالااااا*

“هياااااااا!!!!” صراخ قيصر بعلو صوته، عامود من اللهب الاسود اندفع من جسده نحو السماء، “فِطر الموت، 6%!!”

“سحقاً!!” شعر المارشال بقلبه توقف للحظة فتراجع للخلف بسرعة

اما اللهب فوصل لنقطة معينة ثم بدأ ينتشر جانباً، حتى اخذ بسرعة مظهر الفطر مغطياً سماء المدينة بالكامل، راسمةً ذلك جمجمة كاحلة السواد فوق رؤوس الجميع

اللهب في هذه الحالة اصبح رقيق جداً، على الارجح يمكن لإمبراطور قتالي إبعاده بسهولة، و الجنود العاديين لن يصابوا بأذى عميق لم لمسهم… لكن هذا لم يكن المراد، اللهب ظل طائفاً في الاعلى لم ينزل.

*با-دوم*

قلوب مئات الاف الجنود و مئات الاباطرة خفقت بقوة، بعض الجنود الاضعف ذهناً سقطوا على الارض مباشرةً من الخوف
“همم؟” لم يعرف ريتشارد ماذا يحدث، لكنه اسرع و اعطى المدينة و الوحوش اوامر بإنتهاز الفرصة و الهجوم

*بووم* “رااااورر!!”

“اررغغ!!”

موجة الهجوم تلك كانت الاعنف منذ بدأت المعركة، الخسائر في صفوف الجنود كانت عالية جداً لدرجة ان ريتشارد استغربها… لقد بدأوا بالتصرف كالمارشال دايروث، يُقاتلوا بحذر شديد و يستمروا في التراجع!

عندها عاد للنظر نحو قيصر مجدداً و ادخل حسه الروحي في خاتمه مجدداً ليسأله عن كيف امكنه التأثير في جيش كامل بهذا الشكل! لكنه سرعان ما توقف…

قيصر ازداد شحوباً ليصبح كالشبح، يمكن رؤيته يتعرق بشدة و يبتلع ريقه بإستمرار، النظرة التي تعتلي وجهه اصبحت نظرة شخص مريض، حتى ان طيرانه لم يعد ثابت و اصابعه ترتعش!

“…أبي، ما الذي اقترفته هذه المرة؟” نظر ريتشارد نحو اخيه بشفقة، هذه كانت اول مرة يراه يقاتل بجدية

هو كمستخدم لنار الحياة اضطر لقتل عشرات الملايين من الناس من اجل مواجهة جيش امبراطورية الثعبان العظيم، اما اخاف كمستخدم لنار الموت فأثر عليهم جميعاً بمفرده… اياً كان ما يفعله له ثمن.

*لكن لماذا لم يؤثر علي اياً كان ما يفعله؟ هل يقصد ان يستثنيني؟ ..لا، كلماته قبل قليل لا توحي بذلك.* اطال ريتشارد النظر نحو اخاه، ثم نظر نحو كفه *شوالاااا* لهب الحياة اشتعل فيها بخفة

“لهب الموت، الموت… أيعقل؟” تمتم ريتشارد ثم عاد لينظر نحو قيصر، و ألقى الشعلة إتجاهه!

*كاتشاااا*

الشعلة اصابت ظهر قيصر غائب الذهن.


عدد الفصول المتبقية: 1

من Zeus

-+=