فتح ريتشارد عيناه عندما سمع الصوت المألوف و نظر بجانبه بسرعة، فوجد شاب اسود الشعر يرتدي درع كامل ذهبي اسود و لديه عباءة ذهبية طويلة تطاير وراءه، “اخي قيصر؟!”

*باا* لم يرد قيصر، بل فتح ذراعيه على اخرها ثم صفق بقوة، قبل ان يفتح كفيه ببطئ و يتمتم، “العودة للعدم، 4%!!”
*صرررررر*

من بين يديه ظهرت شعلة صغيرة عديمة اللون تخرج منها ألسنة لهب سوداء، ثم اندفعت من يده نحو المارشال دايروث!

“سحقاً، رأسك وحدها لن تفي للتعويض عن ما فعلته، لن ابقي كائن حي واحد على سطح هذا الكوكب، كلهم سيذهبوا ليونسوا وحدة المارشال ستراغا!!” صاح المارشال دايروث منزعجاً، مع انه لم يكن افضل صديق لتسراغا فهو ما يزال زميل يحمل نفس رتبته، مقتله في حضوره هو اهانة كبير

في نظره ففي اللحظة التي خرج فيها سم دروغر، ريتشارد قد مات، الان عليه فقط التفكير في طريقة ليحدث بها انجاز كبير يشفع له امام جلالة الامبراطور بايثور و يجعله ينسى اخفاقه في حادثة مقتل ستراغا… اما تلك الشعلة الصغيرة التافهة، فلم يلقي لها بالاً.

*فروووم*

“هممم؟” ضيق المارشال دايروث عينيه

كلما تقدمت الشعلة الصغيرة ينبعج الفضاء امامها و يتلوى و كأنها تحوله إلى زيت!

*تشششششــــ*

في اللحظة التي تلامست فيها الشعلة عديمة اللون مع السم الارجواني تم غمرها كلياً

“هاها كما توقعت تماماً، لا احد يمكنه ان يقف امام سُم دورغر الملتهم، هذا هو هجومه الاقوى الذي نشر به الدماء في جميع انحاء كوكب صخرة السم! كيف لك انت، مجرد فانٍ، ان تحاول الـ…” ضحك دايروث بصوت عالٍ عندما رأى الشعلة تختفي وسط السائل الارجواني الذي وضع معظم دم دروغر في جسده لتنفيذه، لكن ضحكته توقفت فجأة “ايه؟”

*تشششــ* *تشششششـــ*

غير عكس المتوقع، السائل لم يطفئ الشعلة، او حتى يتجاوزها و يكمل طريقه نحو ريتشارد و قيصر، بل توقف مكانه في منتصف الهواء و كأنه حُبس في نسيج الفضاء المُسال… و بدأ يتضائل!

خلال ثانية واحدة كان قد تبخر السم كلياً، و الشعلة عديمة اللون ظهرت مجدداً.. اصبحت اصغر بشكل ملحوظ لكنها كانت ما تزال تشتعل بقوة، و استمرت في طريقها نحو المارشال دايروث!

“سحقاً!!” قلب المارشال ارتعد و هو يراقب تلك الشعلة التي تبدو كعقلة الاصبع و هى تتسارع نحوه

حاول التفادي بسرعة لكنها تبعت في كل الارجاء بلا كلل، فصرخ “اللعنة!!” ثم حاد نحو اقرب معركة فأمسك بأحد الجنود و ألقاه نحوها، يريد ان يعرف ماذا سيحدث ان لمسته

“ما الذي–” صاح الجندي عندما رأى مارشاله يلقيه هكذا، لكن الجملة لم تكتمل، الشعلة اختفت بداخله و هو سقط على الارض ميتاً بلا جروح، حتى هو لا يعرف ماذا حدث…

“بحق الجحيم…” تراجع المارشال دايروث عدة خطوات، هالة تلك الشعلة ادخلت في قلبه الرعب منذ رأاها، و الان بعدما رأى مفعولها تأكد مما هى، العدو الاول لكل كائن حي، “أهذا الشئ له علاقة لمسار الموت؟!”

اما قيصر فتركه يخمن كما يحلو له و عاد للنظر نحو ريتشارد من الاعلى لأسفل… لا يخلو إنش منه بدون قطع او حرق او كسر، كما انه لا توجد قطرة طاقة في جسده

لكن قيصر تجاهل كل هذا، هذا كان طبيعي في معركة هائلة كالتي تجري… ما ركز عليه كان شعره الابيض و تعابيره المتألمة الراضية في نفس الوقت، شعر او كأنه ينظر لشخص ميت بالفعل.

أدار قيصر ظهره للمارشال و ربت على كتف اخاه، “…ليس عليك ان تأخذ كل شئ على محمل شخصي، هذا ما تفعله الحروب، ما دُمر اليوم سنبنيه غداً.”

بالطبع هو كان يعرف ما الذي أوصل ريتشارد لهذه الحالة!

منذ قليل هو فتح بوابة فضاء فورية و هبط في مكان عشوائي فوق المدينة، فور خروجه منها رأى أثار الحرب المدمرة، و كحامل لقانون لهب الموت، شعر بسهولة بأعداد القتلى في المدينة، حتى ايام يورا لم يتلقوا خسائر بهذا المقياس!

لكنه لم يسقط في غضبه و حزنه، بل استجمع شتات نفسه بسرعة و نشر حسه الروحي بسرعة، قام بتحديد مكان اقوى شخص، و فتح بوابة اخرى اتجاهه.

هز ريتشارد رأسه بإبتسامة مصطنعة، “أمن ماتوا اليوم سيستيقظوا غداً ايضاً يا اخي؟”

“سننجب غيرهم!” ضغط قيصر على كتفه عاقداً حاجبيه، “كجينرال اعلى لجيش امبراطورية البداية الحقيقية انا اشكرك لأنك تدخلت و حافظت على ارواح العديد من سكان العاصمة، و كأخاك، اطلب منك ان تتحامل على نفسك اكثر و تساعدني على الحفاظ على حياتهم… الان ليس وقت الإستسلام”

*سوووش*

في منتصفه كلمه إلتف قيصر بسرعة و اخرج رمحه ثم ارسل طعنه لهب اسود نحو الجينرال سميلات الذي كان يحاول الاقتراب خلسة

“هسسس!!” الجينرال ارتعد و قفز للخلف

بعينان نصف مفتوحتان و إبتسامة صغيرة، اومئ ريتشارد و جلس على الارض، “… طاقتي انتهت لكن المدينة ما تزال محتفظة ببعض الفائض، سأحاول استخدامها لمساعدة الناجون، لكني سأترك هذين الاثنين لك.”

قيصر لم يكن يعرف ان كان اقتنع بكلامه او لا، لكن هذا ليس وقته، فأومئ و اعطى تذكير اخير، “سأحاول ان ابتعد بالمعركة عنك حتى لا يطالك لهب الموت اكثر، اعرف انه مزعج.” *سووش* ثم اندفع نحو المارشال دايروث

فتح ريتشارد عينه بتفاجؤ، “…ما المزعج بشأنه؟” ثم اغلقها مجدداً.


عدد الفصول الناقصة: 2

من Zeus

-+=