مرت نصف ساعة إضافية، مرت و كأنها عشرة أعوام..
الدماء التي كانت كالبحر بالفعل زادت إرتفاعاً، الصخور كستها اللحوم و العظام المكسرة مُلقاة في كل مكان من أثر الإنفجارات…
ما يجري الان هى واحدة من أكبر الحروب الشخصية المصغرة بين الممالك خلال البضع قرون الأخيرة.
الحرب ما تزال جارية و الثلاث جبهات ما تزال مشتعلة، لكن في إحداهما بدأت كفة الميزان تنقل لصالح احد الطرفين
اولاً جبهة القديسين المتحاربون في السماء، ما تزال كفة الميزان مُعتدلة نوعاً مع بعد خسارة قديسين اخرين من كل جانب، خسارة قديسين الشمس السوداء اعظم بالطبع لأنهم اقل عدداً، لكنهم اكثر تماسكاً بفضل طلاسم الحيوية، و لهذا ما تزال المعركة بدون مُنتصر واضح
ثانياً جبهة الفرسان، فرسان دوليفار اكثر عدداً لكن فرسان الشمس السوداء اكثر عتاداً.
المعركة على جبهتهم اصبحت اكثر إتساعاً و بحر من النار و الصواعق إبتلع منطقة قتالهم بالكامل تقريباً، اعداد القتلى تتراكم بسرعة مخيفة، كل بضع ثوان يسقط فارس من الطرفين، لكن الغريب ان معدل موت فرسان دوليفار اعلى بكثير!
السبب؟ طلاسم الحيوية أنقذت فرسان الشمس السوداء بضع مرات بالفعل لكنها قليلة جداً على معركة بهذا الحجم، السبب الحقيقي بالتأكيد يرجع لفرق الإغتيال!
لأن طلاسم الاختفاء تعمل بشكل أقل ضد القديسين، قام الجينرال إدوارد بجمع فرقة خاصة من الفرسان المشهورين بالسرعة و أعطاهم معظم الطلاسم الظلام التي تمكنهم من الإختفاء المؤقت لخمس ثوانٍ، و ثيو ذا المستوى العاشر تم تعيينه في هذه الفرقة بسبب ترشيح روبين المباشر له.. هو الوحيد تحت المستوى 11 في المجموعة
و هو الوحيد ايضاً الذي تسبب في موت عشرات الفرسان من دوليفار حتى الأن!!
تنقل ثيو داخل الظلال ثم الخروج للإنقضاض فجأة على الفارس الغافل مكنته من العيث فساداً ضد كل الفرسان الاقل من المستوى 12، حتى انه في بضع مرات كان يتدخل في معاك بين فرسان عالي المستوى ليشتت انتباه فارس دوليفار مما يتسبب في موته
بقية الخبراء في كتيبة المغتالين ايضاً إستغلوا الخمس ثوان من الإختفاء لحصد عشرات الحيوات من فرسان دوليفار حتى الأن، لقد اصبحوا رعباً يخيل على أذهان كل فرسان دوليفار.. جميعهم يقاتلون بنصف ذهن، جزء من عقولهم يركز على القتال الجاري و الجزء الاخر يحاول الإستعداد لتلقى احد الهجمات الغادرة من الخلف.
طلاسم الحيوية أظهرت مفعولها بالكامل في جبهة القديسين، بينما طلاسم الإختفاء المؤقت و معهم ثيو أظهروا فاعليتهم بالكامل ضد الفرسان.
ثالثاً و اخيراً جبهة الخيالة ضد جنود المشاة المدرعين، خيالة دوليفار ما يزالوا يحاولون شق طريقهم نحو البوابة و بالفعل إخترقوا بضع صفوف إضافية، لكن المشكلة هى.. انه ايضاً يتم إختراقهم من الخلف.
خيالة الشمس السوداء بالتعاون من النشابين اعلى الجدران يقومون بعملية إبادة كاملة في الجزء الخلفي لخيالة دوليفار!
مع انه المفروض ان خيالة دوليفار إنقسموا و ان القسم الخلفي مسؤول عن القتال ضد خيالة الشمس السوداء، 10 الاف ضد 5 الاف ما تزال في صالحهم إلى حد كبير…
إلا انهم لم يستطيعوا التجمع في تشكيلة لائقة! بغض النظر عن انه تمت مباغتتهم من الخلف و شقهم نصفين حتى اصبح من الصعب جداً إعادة التشكيل مجدداً…
كلما حاولت كتيبة صغيرة من دوليفار التجمع على حدى لعمل هجوم مضاد، يجدون سهماً متفجراً في وسط تجمعهم يخيف الأحصنة فيرجعون للتفكك مجدداً
أو يجدون كتلة من اللهب الأبيض إبتلعتهم جميعاً بدون إيجاد فرصة للصراخ، كتائب صغيرة كاملة.. كانت تختفي في غمضة عين مُخلفة جثث متفحمة
السبب وراء التنسيق الهائل و الدقة اللامتناهية في قتل أي محاولة للمقاومة كانت بفضل بيون، الذي تلتقط أذنه أي كلمة مهمة تُقال بفعل قانون الرياح الرئيسي، فعندما يسمع شيئاً عن التجمع او اختراق من الجانب او بدأ مقاومة ، إلخ~ يقوم بيون بإخبار نشابين الطلاسم او إخبار قيصر مباشرةً عن مكانهم
فيقوم نشابين الطلاسم بإستهدافهم و تفريقهم.. او يقوم قيصر بالقفز وسطهم و إشعال نطاق اللهب.
قام قيصر حتى الأن بإشعال نطاق اللهب اكثر من 15 مرة، كل مرة تدوم ثانية واحدة او ثانيتين…
لكن هذه الفترة تكون كافية لقتل او إصابة كل من في داخل النطاق بشدة، ففي النهاية بعد ترقيه للمستوى العاشر اصبح نطاق اللهب أوسع حيث يحرق 10 أمتار في كل جهة، و اصبح اقوي بما يكفي لحرق فارس في المستوى الـ 12، فماذا سيحدث لاشخاص في المستويات بين 6~10 وجدوا نفسهم في منتصف النطاق ؟
الجبهة الثالثة.. جبهة الخيالة.. هى ما قد ترجحت كفتها لصالح الشمس السوداء… نصف ساعة اخرى و بالتأكيد سيحاولون جميعهم الهرب.
من فوق السور يراقب الجينرال إدوارد ما يحدث حوله بصمت، اخذ فكرة عامة عن كل شئ يحدث ثم أغمض عينه…
بعد دقيقتين تقريباً فتح عينة فجأة و إستدعى صديقه و مُساعده، القديس و الجينرال المساعد دانيال برادلي، ثم تكلم بجدية، ” حاول الوقت لإنهاء هذا.. أعطي الأوامر بفض تشكيلة المشاة المدرعين الدفاعية و اجعلهم يلتفوا حول خيالة دوليفار من الأعلى.”
“ما- ماذا؟! لكن هذا سيضعف الدفاع امام البوابة بشكل كبير، الخيالة سيخترقوا الصفوف القليلة المتبقية بسهولة و يصلوا للبوابة، ماذا نفعل حينها؟” ذعر الجينرال المساعد دانيال من ما سمعه
“هذا هو الشق الثاني من أوامري، افتح البوابات و اخرج كل المشاة المتبقين، اجعلهم يشددون الحصار حول خيالة دوليفار، لن نسمح لواحد منهم بالهرب!”
*يا للجرأة!* هذا اول شئ تبادر في ذهن دانيال…
حالياً المشاة المدرعين ما يزالوا في وضعية نصف دائرة حول البوابة من الخارج، الجانب الأيسر منهم ما يتم مهاجمته لكن البقية واقفين أماكنهم للدفاع ضد أي هجمات اخرى او لإستبادل الصفوف التي تقتل ان إتدعت الحاجة..
خطة الجينرال إدوارد الجديد كانت جعل النصف الأيمن من الدائرة يتحرك للأمام ثم يطبق من الأعلى على فرسان دوليفار.
حالياً فرسان دوليفار أمامهم المشاة المدرعون، خلفهم فرسان الشمس السوداء الذي لا يرحمون، فوقهم النشابين الذي يمطرون، على يمينهم سور قلعة سيتينا الحصين
و بعد تنفيذ الخطة الجديدة.. سيكون على يسارهم ايضاً مشاة مدرعون… سيتم إغلاق مهربهم الوحيد بالكامل.
عشرون ألف خيالة نخبة سيكونون في مهب الريح إن تمت الخطة.
أومئ دانيال، “حاضر جينرال، ألديك اوامر اخرى؟”
وجه القديس إدوارد وجهه نحو معركة القديسين، ” أرسل الخمس قديسين الذين أرسلهم البطريرك جالان كدعم، حان الوقت للإنتهاء من تلك الجبهة ايضاً.”
الموضوع التاليالموضوع السابق