“إتبعوا خطى العمدة، يجب ان نحمي الأبراج!!”

“ساعدوا صاحب السمو ريتشارد!”

“دمروا تلك المباني السوداء اللعينة!!!”

امام اعين ريتشارد التائهة، جنود امبراطورية الثعبان العظيم بدأوا بالاقتراب تدريجياً من الابراج.. و في المقابل قام عشرات الآلاف من سكان المدينة في التجمع حولها بسرعة في جميع انحاء العاصمة!

صيحة المارشال قبل قليل كشفت خطة ريتشارد بالفعل للجميع، عدد كبير من جنود و اباطرة الثعبان العظيم حاولوا التملص من قتالاتهم لتدمير احد الابراج و احراز انجاز عسكري كبير

بينما عندما عرف سكان المدينة ما ينويه إبن معاليه كلهم قرروا المساعدة فوراً، تركوا القتال للزومبي و الجوليم و الثعابين المعدنية بينما هم ذهبوا لتطويق الابراج، صانعين بذلك دروع من اللحم جاهزة لإعتراض اي هجوم يقترب

“تلك المدينة اللعينة… شخصيات جانبية تافهة تجرؤ على اعتراض طريقي؟!” جز المارشال على اسنانه و قام بإستدعاء مطرقته الملحمية ليده، مستعداً لإلقاءها مجدداً، “ان اراد هذا المارشال شيئاً فسيكون، موتوا جميعاً تحت رحمتي هاهاها!”

*زلزلة*

في هذه اللحظة الارض اهتزت بقوة، كل من تحت مستوى قديس سقطوا على الارض مغشياً عليهم او يتقيؤوا

“ماذا يحدث؟!” حتى المارشال ستراغا في منتصف الهواء شعر بالهزة و لم يتمكن من إلقاء هجومه التالي، المدينة كانت تهتز و كأنها تريد الانفصال عن القارة!

تحت هذه الظاهرة الغريبة، سمع المارشال صوت ريتشارد و كأنه قادم من قعر الجحيم، ” العم هنري، شخص شريف مثله لم يكن عليه ان يموت ميتة كهذه… شخصية جانبية تافهة؟ سأريك كيف يتم التعامل مع الشخصيات الجانبية التافهة!”
*سووش* *سووش* *سووش*

“احذروا!!” صرخ المارشال بقوة، لكن الاوان قد فات

عشرات آلاف الاعمدة من المعدن و الصخور اخترقت الارض و اندفعت من اسفل اقدام جيش

*باا* *باا*

هذه المرة كان جيش امبراطورية الثعبان كان في حالة استعداد و تأهب شديد للقتال فلم يتمكن ريتشارد من اخذهم على حين غرة بالخوازيق كما فعل سابقاً، لكن تلك الموجة الاولى كانت كفيلة بخزوقة اكثر من 30 الف جندي مباشرةً، كلهم تم رفعهم و عرضهم للملئ على ارتفاع اكثر من 50 متر لكل خازوق.

*كراك* *كراك*

الارض اسفل المباني السكنية و الحدائق تشقتت بعمق و بدأت الحمم البركانية تخرج منها، ثم تشكلت هذه الحمم بسرعة على هيئة وحوش طول الواحد منها لا يقل عن 30 متراً، و بعد صيحة عالية “رووووااااااارر!!” قفزوا على اباطرة جيش الثعبان العظيم

“اللعنة ما هذا؟! اررغغـ–!!”

التصادم الاول ضد اباطرة الثعبان العظيم المشغولين بالفعل بقتال الجوليم و الثعابين المعدنية ادى لمقتل عشرة منهم في لمح البصر!

البقية قاموا فزعين بزيادة حرق دماء دروغر الملتهم في اجسادهم و مهاجمة وحوش الحمم، لكن الوحوش الضخمة لم تسقط بسهولة، و كلما دمروا واحد كلياً بإستخدام قانون التآكل، يخرج واحد اخر فوراً من تحت الارض!

“سحقاً، تراجعوا!!” اباطرة الثعبان العظيم و لأول مرة فقدوا مراكزهم و اجبروا على الانتشار بعيداً عن بعضهم

التوازن الذي كان يسعى ريتشارد لخلقه قد كُسر، الان المدينة اصبح لها اليد العُليا!

“يعيش ولي العهد!”

“ولي العهد لا يقهر! نحن لم نخسر بعد!!”

“تحيا امبراطورية البداية الحقيقية للأبد!!”

وسط المشهد الملحمي حولهم، سقط عدد من اهل المدينة في نوبة بكاء هستيري

المارشال ستراغا اخذ يلتف حوله كالمجنون يراقب موجة القتل العنيف الذي اجتاحت المدينة، ثم عاد للنظر نحو ريتشارد بغضب مستعر، فوجد الفتى يبادله النظرات.

*با-دوم* امام نظرة ريتشارد الباردة، شعره الذي شاب في صغره، و ملامحه المتهجمة التي تجعله يبدو و كأنه مستعداً لأكل لحمه حي، خفق قلب المارشال بقوة… لكنه ابتسم، “طاقتك التي تغلف بها جسدك لم تعد مستقرة كالسابق، يبدو ان ما فعلته للتو لم يكن بلا ثمن…”

حافظ ريتشارد هدوءه و لم يظهر شيئاً، لكن المارشال كان على حق… لقد اضطر للتفريط في نصف الاحتياطي الذي كان يبقي لنفسه من اجل قلب الموازين و دفع الجيش بعيداً عن الابراج

او ربما فعلها من اجل التنفيس عن غضبه في المقام الاول… هو نفسه لا يعلم.

*باام* *باام*

احد وحوش الحمم اخذت خطوات سريعة و وقف امام البرج ذا العشر طوابق يحدق في المارشال

ستراغا عرف انه يمكنه التعامل مع ذلك الوحش، لكن لن يكون بسهولة… لذا عاد للنظر نحو ريتشارد، “لم يعد هنالك داعٍ للتركيز على شئ اخر على اي حال، سنقتلك اولاً فحسب…” *فروووم* الضباب الارجواني حول المارشال ازداد مجدداً، لقد ضحى بربع نصيبه من دماء دروغر الملتهم حتى الان على الاقل!

*خطوة* *خطوة*

المارشال دايروث و الجينرال سميلات تقدموا ببطئ اخذين مسافة آمنة من ريتشارد، ليس قريب جداً بحيث يمكن لريتشارد الوصول لهم بسهولة، و ليس بعيدين جداً بحيث يمكنهم التدخل في اي وقت، ثم ثبتوا اماكنهم، و اعطوا المارشال ستراغا نظرة ذات مغزى…

المارشال دايروث اُصيب عدة مرات منذ بدأ القتال لأن كان يندفع نحو ريتشارد بتهور، منهم ثلاث اصابات خطيرة غيروا معالم رأسه، في حين ان الجينرال سميلات تضرر بشدة من التفجير الاخير، كما ان ما حدث للجينرال واجوز ما يزال حاضراً في ذهنه ولا يريد ان ينتهي به الامر مثله… لذا قرر الاثنان تكتيكياً اعطاء شرف القتال القادم لستراغا وحده هذه المرة!


الفصول الناقصة: 5

من Zeus

-+=