“سحقاً!!” عندما سمع ريتشارد صيحة المارشال ستراغا، نسي الألم الشديد الذي يسري في انحاء جسده و وقف بسرعة
كلمات المارشال كانت في الواقع صحيحة، هذه كانت خطة ريتشارد من البداية
امام جيش قادر على احتلال كواكب، فرد واحد لن يمكنه فعل كل شئ، حتى و هو في أوج غضبه و انهياره العقلي كان يدرك جيداً انه سيفشل لو حاول القتال بمفرده.
و هناك مشكلة اخرى، اعداءه يستخدمون قانون ثانوي تابع لقانون التدمير، لذا القتال ضدهم صعب جداً
مع انه يملك قانون مُدمج يحتوي على قانون الحياة الرئيسي الذي لا يقل منزلة عن قانون التدمير، إلا ان لكلٍ استخدامه، لا يمكن المقارنة بين طول الزرافة و سرعة الظبي… عندما يأتي للقتال فمن يمكنه ايقاف قوانين التدمير؟!
لذا عملت روحه الفضية مباشرةً على محاولة ايجاد حلول بأقصى سرعة.
عندما ضخ ريتشارد طاقة حياة ما يقارب الـ 30 مليون شخص في العاصمة و امدها بطاقته الروحية ليعطيها الوعي، اصبح يمكنه قراءة المدينة بالكامل كأنها على راحة يديه، و بطبيعة الحال شعر بمصفوفة درع السماء الهائلة، و الاهم، هو انه شعر بأن المصفوفة ما تزال تعمل و انها تسحب الطاقة من المبنى الدائري، أي من خزينة العاصمة الامبراطورية مباشرةً!
في تلك اللحظة عرف ريتشارد انه وجد الحل، فهذه المصفوفة الهائلة كانت تتصدى لهجمات هذا الجيش الجرار لما يقارب الستة ايام، و الاهم حسب كلام سيف الظل، اها كانت ترد عليهم الهجوم حتى انها اسقطت عدد من اباطرتهم
لو تمكن من ارجاعها لكامل قوتها و استخدمها للإغلاق على كل من في المدينة ستتمكن المصفوفة بسهولة من مهاجمتهم من الاعلى كالنمل و قتلهم جميعاً!
فـ تول ريتشارد قيادة المصفوفة و توجيهها بدلاً من اباطرة الحياة العشرين الذين سقطوا او يقاتلوا، و امرها بأن تجدد نفسها في صمت و ان تبقى مُتخفية لأطول وقت ممكن
هو لم يقلق ان هذا سيطول، فبدون وجود احد ليهاجم المصفوفة، و وجود خزينة تحتوي درر طاقة لا نهاية لها، لن تمر ساعة إلا و المصفوفة ستعود إلى حالتها المُثلى، و عندما ستكون الغلبة له!
لكن..
“توقف!!” صاح ريتشارد بقوة و هو يرى المطرقة القصيرة تفلت من يد المارشال و تقترب بسرعة من البرج، عالماً تماماً انه لم يتمكن من الوصول لها
ضحك المارشال ستراغا بقوة عندما رأى رد فعل ريتشارد، تأكد حينها من شكوكه… حتى لو كانوا يريدون من قبل السيطرة على المصفوفة، لن يتمكنوا من فعلها ان كانوا موتها، تدميرها الان سيمنع اي مشاكل مستقبلية! “هاها الان اركع بطاعة و اقبل هزيمتك ايها الغر، الان اهرب على راحتك لأواخر الكوكـب ان شئت– هاه؟”
“قبل ان تهدم شئ عليك طلب الإذن من العمدة اولاً!!” ظل جاء مسرعاً من العدم و وقف في مسار المطرقة، جسده كان ملئ بالاصابات و يتصبب دماً من رقبته و بطنه، كان بالفعل نصف ميت.
*بوووم*
المطرقة ارتطم به و حصل انفجار كبير افقدها جُل زخمها
“بففتتتـ!!!” غيمة من الدماء تناثرت في كل مكان، جسد ذلك الشخص تحول إلى عجين و تناثر في كل مكان.
———-
قبل اسابيع–
“هاها إذاً انت هو ابن الاخ ريتشارد، يا لك من شاب تسر العين و تُقر القلب! اعذرني ان كان الاحتفال لا يناسب مجيئك لكني ألوم ابن الاخ قيصر لأنه لم يعطا خبر بحضورك!” اقترب عمدة المدينة هنري بإبتسامة طيبة على وجهه، فاتحاً ذراعيه على اخرهما
“لم يكن هنالك داعٍ لكل هذا، جئت فقط لأخذ نظرة في الارجاء.” إبتسامة خافتة علت وجه ريتشارد
“تأخذ نظرة فقط؟ ثم تذهب اين؟! هذه مدينة اباك و مدينتك من بعده!” تكلم العمدة بهلع ثم نظر نحو قيصر، ” هل سمعت هذا يا ابن الاخ قيصر؟”
“هيهي هو فقط يحاول اللعب يا عم هنري لا تلقي له بالاً، يمكنك العودة لمتابعة تنظيم الاحتفالات، انا سأتكلم معه.” اعطى قيصر ضحكة صافية
“هيه~ حسناً انا مطمئن الان.” تنهد العمدة هنري ثم اخرج بطاقة معدنية صغيرة، ” ابن الاخ ريتشارد، هذه بصمة روحي، لو احتجتني او احتجت المدينة في اي شئ فقط أعلمني، حتى لو اردت اعلان الحرب على العالم ستجدنا في ظهرك، سأتركك الان تستريح.”
إستلم ريتشارد البطاقة، ثم انتظر حتى غادر هنري القصر و اختفت الابتسامة من على وجهه قبل ان يضع بطاقة بصمة الروح في الخاتم بعد اهتمام، “يبدو ان والدي ترك بعض الوصايا لمسؤولي المدينة…”
“هاها تعال بجانبي و انظر للشوارع، هل ترك والدك وصايا لهم جميعاً؟” شد قيصر اخاه بلطف نحو نافذة القصر، و اشار له نحو المهرجان الهائل في شوارع العاصمة، ” لما لا تقول انه يرونك كمستقبل الامبراطورية و يحبونك بصدق؟”
استغرق ريتشارد بعض الوقت ينظر في اعين الاولاد و الشيوخ في الشوارع، “…هل يمكنك الوثوق بحبهم؟ من فتح بوابات يورا من الداخل كانوا شيوخ العائلة، كلهم كانوا يعاملوننا بإحترام قبل فعلتهم ايضاً.”
“لكن كان هنالك الكثير من الشيوخ الذين ماتوا من اجل اعطاء فرصة نجاة للشباب، هل نسيتهم؟ العمدة هنري نفسه كان ما يزال في الاربعينات عند حرب يورا و كان من اوائل من اختار التضحية بنفسه برفقة الجد براين بورتون و البقية لكن تم القبض عليه و إيداعه في سجون امبراطورية اللهب، لم يتم اختيار الشيوخ الحاليين عبثاً يا صاح، و كل الجيل الجديد الناشئ خرج من اصلاب اولائك الرجال الجيدين و تربوا على وحدة العائلة و الموت من اجل البقية، حرب يورا جعلتهم جميعاُ اشداء، جعلت عائلة بورتون تليق بأن تكون عائلة لإمبراطور كوكبي!”
“…لا اعلم، حسب خبرتي هذا يبدو خيالي جداً.” إبتسم ريتشارد و هز رأسه
قهقه قيصر، “اتمنى ان لا تأتي محنة ثانية، لكن لو اتت، سترى كم انا محك…” ثم عاد للنظر من النافذة مبتسماً
———
“العم… هنري…” تمتم ريتشارد بصوت منخفض و هو يرى جثة العمدة هنري تتناثر في كل مكان
لم يبق منه سوى رأسه، بعينان خاليتان من اي معالم للحياة، و فم عليه إبتسامة راضية.
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : ko-fi.com/teamxtruth
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
إجمالي دعم هذا الشهر: 150$$ هى بقت كدا؟! ماشي يا بني ادمين :’)
+في اوبشن جديد، اي 10$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:
novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
تم رفع فصل متأخر، متبقي: 6 خخخ