و كأن الزمن توقف، كل شئ تجمد في عينا ريتشارد

في اللحظة التي خرج فيها من البوابة مبتسماً، رأى نصف بشري ضخم يتجه نحوه بسرعة شديدة حاملاً سيفه

ريتشارد لم يكن يعرف من هذا، و كيف كان مستهدفاً حتى قبل ان يخرج من البوابة، لكنه عرف شئ واحد… ذلك الشخص قوي و عليه الدفاع عن نفسه!

*شوالاااا*

ابتداءً من اسفل قدمه للأعلى، اللهب الاخضر اشتعل على ريتشارد بشكل شديد الكثافة و اخذ يغزي جسده كله، ثم اندفع بقوة نحو ذراعه الايمن.

*تمزيق* *تمزيق*

كُم قميص ريتشارد اليمين اخذ يتمزق بشكل طولي بسبب تضخم عضلاته المفاجئ، الضغط المفاجئ الذي نتج خلال اجزاء من الثانية جعل المارشال يفتح عينيه على اخرها و يضع المزيد من القوة في هجومه

لكن لم يكن هنالك مجال للقيام بالكثير من التعديلات، ريتشارد لكَم للأمام!

*صرررر*!!!

القوة الهائلة التي وضعها ريتشارد في قبضته كانت تقريباً مساوية لسيف المارشال فخلق نوعاً من الجدار العازل بين الاثنين
*بوووم*

الهواء المضغوط بين قبضة ريتشارد اليمنى و سيف المارشال اصدر انفجار هائل كالقنبلة الصوتية دفع بالجمع مئات الامتار للخلف يبصقون دماً و ينزفون من آذانهم، بعضهم حتى اصيب بنزيف داخلي و اخرون ماتوا فوراً

“بـ ـحـ ـقـ..!!!!” بعد مرور اقل من ثانية على التصادم سُمع صوت المارشال متألماً، ثم…

قبضة ريتشارد تقدمت قليلاً فقط، فألصقت الناحية الاخرى من سيف المارشال بجبهته، ثم دفعه للخلف!

*بوووووووم*

“مارشال دايروث!!!”

انطلق جسد المارشال كقذيفة المدفع للخلف، مدمراً في طريقه عدة مبانى سكنية.

*صمت…*

في هذه اللحظة المدينة وقعت في صمت رهيب، سواء حليف او عدو ينظرون نحو القادم الجديد

“صاحب السمو ريتشارد!!”

“ولي العهد جاء من اجلنا!!”

“اقتلوه، لابد انه تضرر من التصادم ايضاً!”

“و كأننا سنسمح لك!!”

معركة جديدة قامت امام المبنى الدائري، لكن هذه المرة لم يكن هدفها اقتحام المبنى… الان كل الاعين على ريتشارد، سكان المدينة المتبقيين يريدون حمايته و التجمع حوله، و جنود امبراطورية الثعبان العظيم يريدون قتله!

“من هذا الشخص؟ لماذا لم يتم اخباري عنه؟!” المارشال ستراغا اخرج سلاحه ببطئ و قبض عليه بقوة، هو كان اكثر الموجودين علماً بقوة المارشال دايروث و اكثرهم صدمةً بما حدث للتو، اياً كان القادم الجديد فهو شخصية لا يستهان بها

“رداً على المارشال، لو اخذنا ردود الفعل و إسمه بعين الاعتبار فيفترض ان هذا هو ريتشارد، ابن مختار الحقيقة الثالث.” رد مستشار المارشال المقرب

“إبنه؟ انه فعلاً ليس عادي، يليق بكونه سليل امبراطور كوكبي… لقد توقعنا في البداية ان يكون هذا هو مسقط رأس مختار الحقيقة الثالث بسبب كثرة الذهاب و الايهاب بين هذا الكوكب و نيهاري، لهذا تم تعييني انا و دايروث هنا معاً، و بعدما وصلنا تأكدت الشكوك عن لسان الثوار، حتى اننا وجدنا عائلته محشورة هنا الكلاب و الدجاج داخل المدينة، و الان يأتي لنا ابنه ايضاً. بعد قتل الجميع هنا لن يكون لدى مختار الحقيقة الثالث مفر إلا اظهار نفسه، لن يكون قادر على الهرب!”

ضحك المستشار، “بصيرتك نفاذه كالعادة سيدي، اجل هذا صحيح، جلالة الامبراطور بايثور أمرنا بالهجوم على كل الكواكب من اجل محاصرة مختار الحقيقة الثالثة و قتله، فهى مُهمة من السيد الأعلى لا تقل أهمية عن القبض على كوكب نيهاري، لو تمكنت سيادتك من قتله بنفسك لعلك تستطيع الهرب من ذلك الكوكب الفقير و الانتقال لتكون حاكماً على نيهاري!”

“هاها صحيح، سأتعاون من دايروث للقضاء على هذا الولد اولاً و سنستخدم رأسه لإستدراج ابيه، عندها سيكون نيهاري ملكي!” قبض المارشال ستراغا على سلاحه، و القى نظرة خاطفة نحو المكان الذي هبط فيه زميله دايروث، هذه اللكمة لن تكون كافية لإسقاط زميله، لو تعاون معه سيتمكنوا من قتل ابن مختار الحقيقة الثالث بسهولة، لكن سواءً ضد هذا الولد او ابيه، عليه ان يخطف الضربة القاضية الاخيرة لنفسه!

*با- دوم*

فتح المارشال ستراغا عيناه على اخرها، ففي لحظة سمع صوت ضربة قلب قوية، و في اللحظة لتالية شعر بقشعريرة شديدة تسري في انحاء جسده.

*با- دوم*

لف المارشال ستراغا رقبته ببطئ نحو مصدر الصوت، نحو مدخل المبنى الدائري، نحو ريتشارد…

*با- دوم*

ليس المارشال وحده الذي لاحظ، القتال حول المبنى الدائري توقف مرة اخرى، الجميع بدأ يتراجع ببطئ، حتى سيف الظل الامبراطور الذي انتقل مع ريتشارد و كان يقف وراءه، اخذ بضع خطوات بسرعة للخلف ثم اختفى.

بعد اصطدامه مع المارشال فُتحت الصورة امامه، رأى الارض كنت تحولت للون الاحمر من كثرة الاشلاء، بعدما استوعب ان هذه هى العاصمة الامبراطورية التي يتذكرها، نشر حسه الروحي خائفاً، آملاً ان تكون هذه هى ساحة القتال الوحيدة…
*با- دوم* *با- دوم*

اخذ ريتشارد خطوة للأمام بضعف، ضربات قلبِه الهائلجة المدعمة بطاقة حياة عشرات ملايين الاشخاص اخذت ترج العاصمة رجاً

لقد رأها.. العاصمة كلها مدرجة بالدماء..

رأى جثث محروقة و اجساد اطفال مُقطعة، رأى نساء يحضنون جثثاً باكين و عجائز يرقدون بجانب اطرافهم، رأى مئات آلاف القتلى مُلقون في كل شارع و كل زقاق

لقد رأاها… رأى مأساة يورا من جديد.

*شوالااا* *شششـ* *شوالااا* *شششـ*

اللهب الاخضر اخذ يشتعل على رأسه و يرتفع حتى يلامس عنان السماء مكشراً عن انيابه غضباً و كراهية، ثم ينطفئ فتسقط دمعة من عينه و يرتعش جسده خوفاً و حزناً

هذا المشهد اخذ يتكرر امام اعين الجميع، كأن الربيع و الخريف يعبران على جسده فقط دون البقية

“أأه… أأأأه…”

فتح ريتشارد فمه و كأنه يريد ان يقول شئ، لكن لم يخرج صوت… رفع يده ببطئ و كأنه يريد ان يصل لشئ، لكن كل شئ تحول لسراب.

“لماذا… لماذا مجدداً… ا- انا هنا الان… انا اقوى الان!! … لماذا…” مع كل خطوة مُحطمة يخطوها شعره الذهبي المجعد كان يفقد بريقه شيئاً فشيئاً

بحلول الخطوة الثالثة تحول شعره للأبيض كلياً.

“أما زلت تهذي؟ اقتلوه! من يجلب لي رأسه سأجلب له من دم دروغر الملتهم ليكون الجينرال التالي!!” شاعراً ان هنالك شئ خاطئ، امر المارشال ستراغا اتباعه بالهجوم اولاً لتقييم الوضع

“مُت!!” المئات من جنود امبراطورية الثعبان العظيم تمكنوا بسهولة من التملص من خصومهم و اندفعوا نحو ريتشارد بجنون

امام موجة الاعداء القادمين من كل اتجاه، وقف ريتشارد اخيراً، بعينه اليمنى تنزف دماً و عينه اليسرى تسيل دمعاً، شد قبضتيه بإحكام، ثم تمتم بصوت تردد صداه في ارواح الجميع: “جميعكم… تستحقون… الموت.”

*سقوط*

*سقوط* *سقوط* *سقوط*

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamx15699

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

إجمالي دعم هذا الشهر: 110$$

+في اوبشن جديد، اي 10$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE


يوجد صورة جديدة ليتشارد في سيرفر ديسكورد!

من Zeus

-+=