قبل خمس دقائق– قارة الرياح
هذه مدينة نسيم الشتاء، كثالث اكبر مدينة في القارة يعيش فيها عشرات الآلاف من عائلة ليفان و الملايين من بقية العائلات التي كانت تلقب بالعائلات الخادمة سابقاً… بأسوار عالية و مبانٍ عتيقة تنضح بالتاريخ و الكثير من المواهب الشابة، هذه التي كانت عاصمة امبراطورية الرياح قبل 4 الاف سنة كنت تلقب بالمدينة التي لا تصمت ابداً…
…لكن اليوم صمتت.
*سقوط*
“أأ.. أأهـ…” نزل رجل في الاربعينات على مؤخرته فاتحاً فمه، من هول المشهد لم يعد قادر على قول كلمة.
هذه المدينة تتعرض للهجوم منذ عدة ايام على يد جيش عرمرم من اتباع حركة الشعب. ابناء المدينة يفوزوا في معركة فيقتلوا احد القادة، ربما الثوار يحققوا انتصار في يوم فيدمروا جزء من احد الجدران. حتى الامس نجح السوار في اقتحام المدينة، لكن السكان ايضاً قاوموا بقوة و استمرت المعركة في جميع انحائها
حتى اليوم كانت الحرب على المدينة سجال بدون منتصر واضح، لكن كل شئ تغير في لحظة.
مئات الالف من الخوازيق خرجت من الارض في طرفة عين و اخترقت اجساد الثوار، وقبل ان يصل الخازوق لأعلى ارتفاع له كان بالفعل الجسد المعلق عليه مُمتص كالمومياء على وجهه تعابير رعب شديد.
المدينة العريقة مُلأت بالخوازيق و المومياءات، كل واحد منهم يقف كصاري العلم اعلى من اي مبنى اخر في المدينة، أينما و كيفما نظرت لأعلى لن ترى سوى هذا المنظر البشع!
سكان المدينة انفسهم، الذين كانوا يتعرضون للقتل على ايديهم، لم يعرفوا كيف يشعروا و هم يروا هذا المشهد.. معظمهم سقط ارضاً يلهث من شدة الخوف و اخرون بدأوا بالصراخ خائفين ان يحدث لهم المثل!
واقفاً على البوابة، فتح ريتشارد عينه بعدما عادت طاقة الحياة كلها إلى باطن قدمه مجدداً، “أنفقت طاقة حياة 50 الف شخص و في المقابل حصلت على طاقة 970 الف، لا بأس.”
“حكمة صاحب السمو في اختيار طريقة الهجوم الخاطفة هذه لهو شئ يفتح الاعين.” سيف الظل الامبراطور الواقف وراء ريتشارد انحنى عميقاً، مهما رأى هذا المشهد فهو يجعل شعر جسده يقف كل مرة!
“لا داعي للمجاملات، أهنالك مدينة اخرى تحتاج تدخلي؟” رفع ريتشارد عيناه الهادئتان ينظر نحو تحفته الفنية
“للأسف يوجد الكثير يا صاحب السمو، ما يزال هنالك الكثير من الاعداء في قارة السلف ايضاً..” رد سيف الظل بسرعة
“لا لا، اقصد التجمعات الكبرى، أما يزال يوجد تجمع فيه اكثر من 200 الف متمرد في أي قارة؟” لوح ريتشارد
اغلق سيف الظل عينيه قليلاً ليجلب البيانات، “يوجد حالياً 7 مدن فقط في الكوكب بأسره يواجهوا هذا النوع من الهجوم يمكننا الانتقال لحظياً إلى هناك في اي وقت، لكن ماذا عن البقية؟”
“هذا متروك لكم، حسب كلام اخي قيصر فكل سكان كوكب يورا تلقوا تدريب عسكري بطريقة او بأخرى، لقد نظفت لكم العقبات الكبيرة و الان حان دوركم لتنظيف الحصى الصغيرة.”
“هذا بالفعل سيكون سهل يا صاحب السمو، لكن ماذا عن طاقة الحياة، هل جمعت بما يكفي؟” اومئ سيف الظل، تنسيق لقتل ما تبقى سيكون سهلاً بالفعل، سيزهق المزيد من الارواح، لكنهم سيُقتلوا جميعاً بلا ريب.
“لم اعد اهتم بالاسماك الصغيرة، مهلة الخمسة ايام انقضوا لابد ان العاصمة تعاني الان، علي الانتهاء بسرعة و التوجه إلى هناك.” هز ريتشارد رأسه ضاحكاً، “كما ان ذلك الوغد مل من هذه المهمات الجانبية و اجبرني على الخروج مجدداً.”
“…اي وغد؟ المهم، لا داعي للقلق ابداً يا صاحب السمو، حسب قراءتنا للموقف فالمصفوفة يمكنها ان تمنع دخول جيش الاعداء اثنين اخرين، خلال هذه الاثناء يمكنك زيارة المزيد من المدن.” سيف الظل حاول اقناع ريتشارد، منذ تواصلوا معه و عرفوا خطته المجنونة و هم يساعدوه في تحديد المدن التي يتكاثر فيها الاعداء و ينقلوه إلى هناك مباشرةً
نظر ريتشارد للخلف، ” انتم تخفون عني شئ، العمدة هنري اخبرني ان المصفوفة ستصمد 5 ايام، بعدها كلما تواصلت معه يخبرني انه امامي يومين اخرين، و انتم ايضاً يا سيوف الظل تخبروني المثل.. هل اصبح الاعداء لطفاء كفاية لمنحنا هذه المهلة؟ اخبرني الحقيقة، هذا امر.”
“…المصفوفة مُلأت بالثقوب و الهجمات الان تُمر من خلالها، لكنها لن تدمر بالكامل إلى خلال يومين.” سيف الظل الامبراطور رد مباشرةً، ” هذان اليومين يمكنك خلالهم جمع المزيد و المزيد من طاقة الحياة و–”
*كرااك*
تقدم ريتشارد خطوتين بسرعة و امسك بعنق سيف الظل، شعره و عيناه بدأ يشتعلان باللهب الاخضر، “أتقول الهجمات تعبر؟ ألا يعني هذا انها تسقط على المدنيين؟ كيف يُسمح بمقتل فرد واحد من العائلة طالما انا حي؟!”
“صا..حب.. السمو، نجاحك اهم.. العمدة يعرف.. هذا..!!” تمكن سيف الظل الامبراطور من بالكاد اخراج كلماته، الخوف ملئ قلبه امام هالة ريتشارد القامعة.
“….” دفع ريتشارد سيف الظل للخلف، “شؤوني ليست لكم لتقرروه كما يحلوا لكم، افتح لي بوابة نحو المدينة الامبراطورية على الفور!”
“حاضر يا صاحب السمو، حاضر!” شاكراً انه ما يزال يتنفس، اخرج سيف الظل عدة اعلام سوداء و بدأ تشكيل بوابة فضاء فورية
“هاي، هل انت من انقذنا؟” قبل ان يخطو ريتشارد، سمع صوت طفولي قادم من الاسفل
نظر ريتشارد للأسفل فوجد بضع اطفال ينظرون نحوه بحماسة، بغرابة شديدة لم يبدو عليهم الخوف من هالته القامعة، مع انه لم يطلق اي نية قتل فهو ما يزال استعملها للتو للضغط على امبراطور قتالي!
*فعلاً العجول الصغيرة لا تخاف النمور.* فكرة ريتشارد و رد عليهم مبتسماً، “اجل، انا القاتل، ابتعدوا من هنا.”
“هيهي شكراً ايها العم المخزوق!!” ضحك الاولاد و الفتيات و غادروا بسرعة، متحمسين لينشروا ما رأوه
“…العم المخزوق؟” تعابير ريتشارد ارتاحت قليلاً و ضحك، ثم إلتف و بدأ يمشي نحو بوابة الفضاء الفورية
—————-
الوقت الحالي– العاصمة الامبراطورية
*بزززت*
مر ريتشارد من البوابة بإبتسامة خفيفة على وجهه، واثق و هادئ بعد تفاعله القصير مع الصبية، مستعد ليدافع عن المدينة بكل ما اوتي من قوة، مستعد ليُرى الكون كله ان مأساة يورا لن تتكرر مجدداً طالما هو حي!
لكن…
*شوالااااا*
“بوابة فضاء مصغرة؟ لا بأس، سأقتلك اولاً!!”
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamx15699
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
إجمالي دعم هذا الشهر: 110$$
+في اوبشن جديد، اي 10$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:
novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
انا كدا صرت ابو 4 ولا ابو 5؟