القارة المركزية– العاصمة الامبراطورية

*بووم* *بووم* *بووم*

المئات من اباطرة الثعبان العظيم و مئات الاف من مستخدمي القوانين هاجموا قبة درع السماء بكل ما أوتوا من بأس، لم يكن هنالك اي جندي احتياطي و لم يحاول احدهم الاحتفاظ بقوته لنفسه… اليوم بالذات لم يكبح احدهم أي شئ.

“مما صنعوا هذه المباني بحق الجحيم؟!” صرخ احد جنود امبراطورية الثعبان العظيم محبطاً، ثم تابع الاطلاق.

الان *قبة* درع السماء لم يعد يليق عليها هذا الاسم، فالمساحة التي تغطيها اضحت أقل بكثير من الثقوب المنتشرة عليها، يمكن وصفها حالياً بخلية النحل.

هجماتهم التي تهبط كالمطر لم تعد تًصد كلها كما كان يحصل في البداية، الان عدد كبير منهم يتمكن من اجتياز الدرع و يصل للمدينة!

*بووم* *بووم*

من كل الف هجوم او ما نحو ذلك يهبط واحد منهم على رؤوس مواطني المدينة، لكن في كل مرة يحدث ذلك يندهش جنود امبراطورية الثعبان العظيم اكثر… فحتى الان قُتل عدد كبير من المواطنين جراء تلك الهجمات، لكن لم يتم تدمير حجر واحد من المدينة!

“مما صنعوا هذه المدينة بحق الجحيم؟ هل ذهبوا لغزو كواكب اخرى فقط من اجل تجميع موارد لبناء هذه المدينة اللعينة؟!” احد الاباطرة صاح غاضباً، حتى عاصمتهم التي ظل شامخة لعشرة آلاف سنة لم تملك سوى لقصر الامبراطور يمكن مقارنته بهذه المباني!

الشئ وحيد الذي يمنع اباطرة الثعبان العظيم من الاندفاع من خلال كل تلك الفتحات هو انهم لا يجرؤوا على استفزاز مصفوفة درع السماء بشكل مباشر.

*سووش* *سووش* *سووش*

مع ان القبة مليئة بالثقوب إلا ان ما بقي فيها من طاقة يتحرك بسرعة لا يمكن للعين تتبعها، فتبدو و كأنها كاملة.

حتى المارشالات لم يروا مثل هذه المصفوفة الواعية من قبل او يسمعوا عن شئ مشابه، فروبين صممها لتكون *حية*، تُحول الطاقة الطبيعية الهائلة في المخازن إلى طاقة حياة، و تسحب قوة روح و وعي من الاشخاص المسؤولين عن تشغيلها

فمثلاً الهجمات التي تعبر من الصفوفة حالياً، لاحظ جنود امبراطورية الثعبان العظيم ان المصفوفة هى ما تسمح لها بالعبور من اجل لتركيز على التصدي لغيرها، فكل مرة يعبر هجوم يكون من شخص في نطاق قديس او يكون هجوم ضعيف رُمي على عجل!

ما مدى الوعي و السرعة المطلوبة التي تجعل مصفوفة كهذه تُحدد عشرات او مئات الاف الهجمات في لحظة و تختار الاضعف منها و تسمح له بالعبور؟!

كما انها قادرة على عمل هجمات مضادة في اللحظات المناسبة، خلال الايام القليلة الماضية هذه المصفوفة قتلت 7 اباطرة و اصابت على الاقل ثلاثون امبراطور قتالي بجروح خطيرة!

لكنها بالطبع ليست منيعة، كم الهجمات عليها اكبر مما يمكنها التصدي له… خلال الخمسة ايام الماضية ملأوها بالثغرات عدة مرات ، لكن كلما اوشكوا على تدميرها خرج عدة آلاف حكيم و قديس ليفجروا انفسهم و يقتلوا اعداد ضخمة من مستخدمي القوانين التابعين لإمبراطورية الثعبان العظيم و يسقطوا سفينة او اثنتين و يصيبوا الاباطرة ببضع جروح و يجبروهم على التراجع! هذه العملية تحدث عدة المرة في اليوم، فتلتقط المصفوفة انفاسها مجدداً.

لكن اليوم يبدو مختلفاً… منذ بدأ اليوم لم يروا هجمات انتحارية سوى 3 مرات فقط، المصفوفة لم تصل لهذا الشكل من الثغرات من قبل و مع ذلك لم يخرج احد بعد.

“تابعوا لا تتوقفوا!!”

“هاها اراهن ان كل المجانين ماتوا و لم يبق لديهم احد، هذا سيكون اسهل كوكب نسيطر عليه!”

من خلال ثغرات مصفوفة درع السماء يمكنهم رؤية المدينة بوضوح، يرون مئات الالاف من البشر يحضنون بعضهم و يبكون، بعض الاطفال حملوا السلاح و وقفوا امام منازلهم ما يزال لديهم النية في القتال حتى اخر رمق، حتى لو كان يختبئ المزيد من المحاربين في المنازل لن يكونوا كُثر!

مع انهم لم يروا احداث الشغب المنتظرة من مدينة على وشك السقوط، إلا ان هذا لم يعد مهم، فكلهم اطفال و نساء و عجائز، لم يبق فيهم احد يستطيع القتال!

مع انه سقط 7 اباطرة و قُتل منهم عدد كبير من الجنود و دُمرت عدد من السفن بسبب المصفوفة و المجانين الانتحاريين، إلا ان معنوياتهم ما تزال تلامس السماء، فما يحدث الان هو فعلاً افضل سيناريو ممكن لمجموعة غزاة… كل الاعداء مُجتمعين في مكان واحد، طالما يقضوا على هذه البؤرة فكل شئ اخر سيكون تحت تصرفهم، و ماذا إن مات 7 اباطرة؟ بل و ماذا لو مات 7 اضافيين؟ في المقابل سيسيطروا على الكوكب في اللحظة التي يخترقوا فيها الدرع!

في المقابل، هم يقاتلوا في 4 كواكب منذ مئات السنين لأن سكان تلك الكواكب متفرقين، يجيدوا الهرب او يستخدموا طرق ملتوية للضرب و الهرب، مثل هؤلاء يكونوا اسوأ عدو!

“سحقاً…” العمدة هنري جز على اسنانه و هو يسمع التهكمات في الاعلى، و مع ذلك ما بيده شئ، كل ما قالوه صحيح.
ريتشارد اخبره ان يفعل كل ما بوسعه للصمود لخمسة ايام، و لهذا استمر بإرسال الجنود المتقاعدين في مهمات انتحارية، مئة الف تقريباً كانوا في المدينة لم يبق منهم سوى 20الف او اقل!

ارسال اكثر من 80 الف شخص إلى موتهم امام انظار عائلاتهم…

“جدي، ألم تقل صاحب السمو ريتشارد انه أتٍ لإنقاذنا؟ هل تخلى عنا؟” فتاة صغيرة تعلقت بكُم العمدة و شدته، عيناها مليئتان بالدموع

“هاها كيف يعقل هذا؟ صاحب السمو ريتشارد بطل خارق كأبيه، كل ما في الامر اني كلمته و اخبرته ان لا يأتي حتى لا يرمي حياته، انا هو السبب، هل تكرهيني يا حبيبتي؟”

” لا.” هزت الفتاة الصغيرة رأسها، “صاحب السمو لا يستحق الموت معنا.”

*با-دوم* قلب العمدة هنري خفق بشدة عندما سمع حفيدته تتكلم عن الموت، لكن لم يكن يملك من امره شيئاً سوى الابتسام مرغوماً، ” لا تقلقي، القبة التي صنعها معاليه قوية، ستبقيهم في الخارج ليوم او يومين اخريين على الاقل، سيأتي معاليه حينها و يخلصنا!”

“حقاً؟!” فرحت الفتاة و حضنت جدها

“اجل اجل بالطبع!!” إبتسامة العمدة المصطنعة ازدادت قليلاً، اما بقية افراد عائلته و مستشاريه من حوله هزوا رؤوسهم في صمت…

الشئ الوحيد الصادق فيما قاله العمدة ان المصفوفة يمكنها الصمود ليوم او اثنين بفضل احتياطي الطاقة الهائل في المدينة. بدأً من اليوم ستبدأ هجمات الاعداء في العبور تدريجياً من المصفوفية حتى يموت كل السكان او تنهار المصفوفة تماماً، ايهما اقرب~ اما كل كلمة اخرى كانت كذب، هم ميتون لا محالة.

*”يكفي!”* في هذه اللحظة صوت قوي هز السماء و الارض، الجميع بداخل المدينة و خارجها سمعه

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamx15699

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

إجمالي دعم هذا الشهر: 110$$ *يابو ثمانية يابو ثمانية~~*

+في اوبشن جديد، اي 10$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE

من Zeus

-+=