في نفس الوقت – دوليفار – عميقاً داخل مقاطعة تينلي – قصر الفيسكونتة سيتينا

” إستعدوا… إستعدوا……”

رفع الجينرال يده و ردد الكلمات بينما كان يراقب 20 الفاً من الخيالة تسرع بإتجاه الـ 5 الاف جندي مشاة الواقفين امام البوابة،

مظهر الخيالة و هى مسرعة يخطف القلب.. لكن لم يتأخذ واحد من المشاة خطوة للخلف

“إستعدواااااا..” إنتظر الجينرال حتى اصبح الخيالة على بعد خمسون متراً فقط من المشاة ثم أنزل يده و صاح ” إطلاق!”

وابل من خمسون سهماً من النوع المتفجر تم إطلاقهم في نفس الوقت، لكن ليس الخيالة أنفسهم.. بل أمام ببضع أمتار

*بببببوم*

إنفجرت الطلاسم مُحدثة سياج من النار امام الخيالة و مصحوبة بضوباء هائلة، بالنسبة للخيال الذي يتكونون من النخبة هذا لا يعد شيئاً، لكن بالنسبة للأحصنة…

*نيييغغييه* أحصنة الصف الأول توقف بفعل الخوف مما تسبب في احداث موجة تصادمات كبيرة في الصفوف الأمامية، إستغل النشابين العاديين هذه الفرصة و أمطروا الخيالة المُعطلين بوابل من السهام

رفع الخيالة دروعهم و تمكنوا بسرعة من إعادة تنظيم صفوفهم و التقدم مجدداً نحو المشاة.. لكن هذه المرة قد فقدوا زخمهم بالكامل

لو وصلوا للمشاة بسرعتهم الأولى لإكتسحوهم تحت اقدام الأحصنة و وصلوا للبوابة بسرعة، لكن الأن خيالة الصف الأمامي يضربون على دروع المشاة و يحاولون إفساح الطريق فحسب..

“سحقاً، ألا نهاية لتلك السهام!!” القديس إدغار على الجانب الأخر ضرب الأرض بقدمه، المشهد الذي كان يأمله قد سُحق، الإشباك الأول انتهى بتوقف الخيالة و بموت بضع مئات منهم

تقدم مُساعده بسرعة، ” جينرال، لو تركناهم هكذا قد يموت كل الخيالة بسبب النشابين على السور قبل ان يصلوا للبوابة، يجب ان نفعل شيئاً”

صمت إدغار لبضع ثوانٍ، بالطبع هو كان يعرف هذا.. لكن ماذا يفعل؟ يذهب ليقاتل بنفسه؟

ثم لمح بطرف عينه البضع آلاف جندي الذي ما يحاولون شق طريقهم نحو القلعة بإرادة حديدية غير آبهين بالإنفجارات، فتنهد و هز رأسه

“إسحب المشاة العاديين كلهم، و أرسل الفرسان في الصف الأمامي ليهاجموا مشاة العدو وحدهم…”

“أسمحيك عذراً؟”

“إفعلها!” صاح القديس إدغار منفعلاً

في الظاهر هذه الحركة لم تبدو ذكية على الإطلاق، ف اولائك المشاة كان أشاوس الجيش، العمود الفقري له!

وجودهم كان يُقسم تركيز العدو و هذا شئ جيد حتى إن لم يصلوا للبوابة فعلاً،

لكن المشكلة هى انه اولائك المشاة كان يستمدون جزأً من قوتهم من حقيقة ان الصف الأمامي كلهم فرسان، و اولائك الفرسان يساعدونهم احياناً ضد الإنفجارات مثل تلقي إنفجارات بالكامل عليهم او إنقاذ احدهم من الموت عبر دفعه، و اشياء كهذه..

لذا فإن تم فصل الفرسان عنهم فستضعف عزيمتهم كثيراً و هنالك احتمال كبير انهم سيهربون من تلقاء انفسهم مما سيقتل أخر معنويات متبقية للجيش.. لذا فسحبهم بنفسه هو الأحل الأمثل.. بل الوحيد.

بعد إصدار الأوامر توقف اخر جزء من جيش دوليفار و عادوا أدراجهم مسرعين، لكن ظل الصف الأمامي المكون من حوالي ألف فارس واقفين مكانهم..

على السور يراقب القديس إدوارد برادلي ما حدث بعينين مُضيقتين، ” تشةِ، انه فعلاً سيلجئ لهذه الحيلة،” ثم نظر خلفه و صرخ ” اين هم خيالتنا بحق الجحيم؟!”

“رداً على الجينرال، لقد خرجوا من البوابة الخلفية بالفعل قبل بضع دقائق و هم يلتفون حول القلعة الأن، سيصلوا في أي وقت الأن”

لم يكد الجينرال المساعد يفرغ من كلامه حتى بدأ الجميع يشعر بالأرض تهتز، خلال بضع ثواني ظهر 5 الاف خيالة من الجانب الأيسر للقلعة و إندفعوا نحو مؤخرة خيالة العدو

“هجوووووووووووم”

سرعة خيالة برادلي و بورتون المشتركين زادت شيئاً فشيئاً حتى إكتسحوا الجزء الخلفي من خيالة الأعداء الواقفين مكانهم غير مدركين للخطر القادم من الخلف

و بـ *بوووم* تطايرت الخيول و سائقيها في الهواء، إندفع الـ 5 الاف جندي بضع مئات من الأمتار لداخل جيش دوليفار مخلفين عدد لا يحصى من الموتى و الجرحى

بعدما ادرك قائد خيالة دوليفار ما يحدث أمر بتقسيم الجيش و جعل النصف الخلفي يلتف و يقاتل خيالة العدو بينما هو يركز على مهمته الأصلية

هذا كان حلِه الوحيد، لكنه لم يكن حلاً ايضاً.. مع ان خيالة دوليفار اخترقوا بضع صفوف من مشاة الشمس السوداء إلا انه ما يزال امامهم الطريق طويل، و هم الأن اصبحوا محاصرين بين المشاة من الأمام و الخيالة من الخلف و النشابين من الأعلى… موقف لا يحسدون عليه بأي شكل

بعدما إطمئن إدوارد على الجبهة اليسرى عاد ليراقب فرسان العدو القادمين من الأمام مباشرةً بسرعة عالية، “سلموا كل طلاسم الحيوية لفرساننا و أخرجوهم ليستقبلوا اولائك السفلة، و فريق إغتيال الظلام يعرف ما عليه فعله!”

قفز الفرسان من فوق السور و تقدموا سريعاً للوقوف امام مشاة الأمامية لإستقبال فرسان العدو، خلال بضع ثوان إلتحم أكثر من ألف فارس من دوليفار بفرسان الشمس السوداء الـ 600

*بوووم بوم تاااا*

سرعان ما اصبحت المعركة قليلة العدد هى الاكثر جذباً للإنتباه، اكثر حتى من معركة القديسين التي ما تزال دائرة في السماء

فأعداد الفرسان مع انهم يعتبرو قِلة بالنسبة للحرب، إلا ان جميعهم فوق المستوى العاشر، هذا انه انهم جميعاً قاموا ببناء اعمدتهم من قانون!

هجمات البرق من فرسان دوليفار و النار من فرسان الشمس السوداء كانت تتطاير في الأرجاء بالتنسيق تارة و بأشكال عشوائية تارة

أما في الهواء فمعركة القديسين كانت متزنة إلى حدٍ ما، فقديسين برادلي و بورتون كان معهم عدد من طلاسم الحيوية و طلاسم الظلام قبل بداية المعركة و هذا مما ساهم في موازنة الكفة بعض الشئ،

لكن حتى مع هذا فقد سقط قديسان من كل جانب.. هذا يبدو عادل، لكن إن إستمرت الوتيرة فسيتم تضييق الخناق على قديسي الشمس السوداء الأقل عدداً قريباً

الأن كل القطع وضعت في أماكنها.. لم يبقى شئ للجينرالين سوى الانتظار و ترقب ما سيحدث تالياً..

من Zeus

-+=