*بززززت*

*خطوة* *خطوة*

خرج سيف الظل ليونيد بورتون من بوابة فضاء مدينة يورا، فوراً تنهد ارتياحاً ان البوابة ما تزال موجود بعد مرور خمسة ايام و نصف على مغادرته، ثم بدأ ينظر حوله بجنون ليترقب ان كان هنالك اي اعداء في الجوار

لكن على خلاف ما حسِبه، لم يكن هنالك احد، بل لم يمكن هنالك اي صوت، فقط مدينة صامتة خاملة كما تركها يغطيها الضباب و الهالة الكئيبة.

*بزززت*

من ورائه اهتز فضاء البوابة مجدداً و خرج شخص اخر… يرتدي الدرع الذهبي الاسود و عباءة ذهبية تتطاير وراء ظهره، شعره اسود داكن قصير و لديه لحية خفيفة، لقد كان قيصر.

سيف الظل نظر وراءه بسرعة و انحنى، فاتحاً عيناه على اخرهم و ضربات قلبه تتعالى

لقد كان حاضراً عندما قام معاليه بإستدعاء الجينرال الاولى و اخبره بشكل شخصي على الوضع في يورا و جرينلاند و دم اليتيم

الخبر وقع كالصاعقة على كلاهما، فحتى سيف الظل لم يعرف ان جرينلاند و دم اليتيم تحت الهجوم ايضاً!

منذ تلك اللحظة و الجينرال الاعلى قيصر تحوطه هالة من الغضب الهائل، بعدما تكليفه بالعودة ليورا بمفرده للمساعدة في التصدي للغزاة لم يعترض للحظة، هو فقط امسك سيف الظل من قفاه و فتح بوابة ثم قفز نحو بوابة الفضاء الجنوبية، من ثم انتقلا إلى هنا معاً.

فور خروج قيصر من البوابة خال ليونيد انه سيفرغ غضبه عليه مجدداً، لكنه رآه هادئاً ينظر حوله بعين هائمة بدلاً من ذلك، ” مدينة يورا الجميلة دائماً~ لكم احب ان اراك ، و لكَم اكره ان اراك في مثل هذا الثوب الكئيب. اولاً الجميع قال انك مدينة صغيرة لا تستحقي الخير الذي بدأ فيكِ فكنت سبب في إعادة هيكلة الكوكب و قيام الامبراطورية، و اليوم الكل يقول انك اصبحت مقبرة بلا روح فأضحيتي الامل الوحيد في انقاذ الكوكب كله… تسمية الكوكب كله على إسمك لم يوفيكِ حقك.”

ثم اخذ وقته ناظراً حوله، “…سمعت كثيراً عن قدرة اخي ريتشارد، لكنها اول مرة اشهد عليها، انها فعلاً ليست بقدرة بشر…” عقد قيصر حاجبيه قليلاً و هو يتقدم بعيداً عن البوابة بإرتياح، لكنه كان يحافظ على طاقة كثيفة حول يده جاهز لإنتاج نار الموت في اي لحظة.

قد لا يشعر سيف الظل بذلك، و حتى لو جاء احد مارشالات الثعبان العظيم قد لا يدرك الفارق، لكن هو الذي لامس قانون الموت يمكنه الشعور بسهولة ان هذه المدينة *حية*.

في اللحظة التي خرج قيصر فيها من البوابة شعر ان المدينة فتحت عينها عليه، جاهزة لقتله، لكن ذلك الشعور اختفى بسرعة.. لعل المدينة قررت ان قيصر لا يشكل تهديدياً.

“يوجد الكثير من الموت حصل هنا..” تمتم قيصر و هو ينظر حوله

“هذا طبيعي ايها الجينرال الاعلى، مدينة يورا حصل فيها عدة مجازر..” لم يعرف ليونيد ماذا يقول غير ذلك، ألم يكن الرد على قيصر بديهي جداً؟

“كلا، بل خلال الايام الثلاث الماضية.” ركع قيصر على ساق واحدة و وضع يده على التربة ثم اغلق عينيه، ” قُتل هنا ما لا يقل عن 70 الف شخص، و عدد ليس بالقليل من الاباطرة ايضاً، اخر مجموعة قُتلت كان قبل ساعتين فقط.”

ثم وقف و نفض يديه، “يبدو ان ريتشارد استثمر الكثير من طاقة الحياة هنا، لقد خلق وحش حقيقي متمثلاً في هذه المدينة، لكن يبدو اننا عدنا بالكاد في الوقت المناسب، طاقة الحياة المتبقية بالكاد تكفي للتصدي لهجومين اخريين من هذا المستوى…”

“ما–؟!” نظر سيف الظل حوله بسرعة، لكنه لم يشعر ان كلام قيصر مبالغ فيه عندما تذكر ما حدث قبل دخول البوابة

الان فهم لماذا احتفظ قيصر بهالة قتالية تأهبية منذ خرج من البوابة، حتى هو انتفض و اخذ ينظر تحته و حوله كالمجنون… انه الان يشعر كمن يقف على ظهر اسد نائم، لا احد يعرف ماذا سيفعل الاسد في اللحظة التالية!

*سووش* عدة اعلام سوداء خرجت من خاتم قيصر الفضائي و فُتحت بوابة فضاء فورية امامه، لكنه إلتف نحو ليونيد قبل دخولها، “إبق هنا و تواصل مع منظومة سيوف الظل و اخبرهم ان ينشرو لكل رجل قادر على القتال في كوكب يورا أوامري: اخبرهم اولاً اني عدت و ان الدعم قادم، ثم ابدأوا بجمع القوات التابعة لنا في كل قارة في منطقة آمنة و ابدأوا بتشكيل جيش نظامي.”

“لكن سيدي الجينرال الاعظم، ألا يعني هذا ان نتخلى عن كل المدن على طبق من فضة؟!” سأل سيف الظل بسرعة

اعطى قيصر ايمائة صغيرة، “و ماذا في ذلك؟ المتابعة في نظام قتال كل مدينة على حدى سيضيع الكثير من الحيوات و سيجعل قواتنا مترامية الاطراف يسهل الاستفراد بها و يصعب ارسال التعزيزات لبعضهم، فقط عبر جمع كل قواتنا في منطقة واحدة سنتمكن من وضع يدنا على الاقل على قطعة كاملة في كل قارة، و من هناك سنبدأ الهجوم المضاد.”

“حاضر ايها الجينرال الاعلى، سأنقل كل كلمة!” انحنى ليونيد بسرعة

بعد الانتهاء دخل البوابة الفورية و اختفى…

*با-دوم* *با-دوم*

متروكاً لوحده، نظر ليونيد حوله بإرتعاد للحظات لكن بعدما تأكد ان كل شئ ما يزال ساكن، ارتاح قلبه قليلاً، “فيو~ اعتقد انه يمكنني التبجح بأن مدينة يورا بنفسها تعتبرني صديق، هذا رائع عند التفكير فيه!”

ثم *شهيق* اطلق سيف الظل زفيراً طويلاً، ثم عقد العزم و ادخل حسه الروحي في خاتمه، “سيدي مشرف المنطقة، هذا السيف الظل رقم 777 يُكلمك، لدي اخبار هائلة ارجوك أجب.”

“سيف الظل رقم 777، يمكنك المتابعة.” صوت رد بسرعة في رأس ليونيد

ليونيد اطلق تنهيدة راحة ان مشرف المنطقة ما يزال على قيد الحياة، ” سيدي، الجينرال الاعلى قيصر قد وصل لكوكب يورا، رجاء انشر رسالته لبقية القادة: انه يخبركم ان تجمعوا الجيوش الحلفاء في القارات كلها في منطقة واحدة و–.”

رئيس المنطقة قاطعه برساله اصاب عقل سيد الظل بالشلل الذهني قليلاً، حيث سمع: “اخبر انت سيادة الجينرال الاعلى انه لم يعد هنالك داعي لأياً من هذا.”

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamx15699

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

إجمالي دعم هذا الشهر: 110$$

+في اوبشن جديد، اي 10$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE

من Zeus

-+=