*كرااك* *كرااك*
*بوووووم*
انكسار السفينة الفضائية لنصفين كلعبة اطفال في منتصف الهواء ثم ابتعاد كل نصف عن الاخر و ارتطامها بالأرض… كل شئ حدث بالحركة البطيئة في اعين الجميع
هذه كانت اول سفينة فضائية يتم اسقاطها على مرآىً من العفاريت!
قبل خمسة ايام حدثت واقعة غريبة، بوابة الفضاء في مقر العفاريت في كوكب دم اليتيم أنارت فجأة و اخذت اعداد ضخمة من عفاريت يورا تندفع نحو دم اليتيم، مرعوبين.
عندما تمكنوا من سؤال بعض اولائك اللاجئين عرفوا بما حصل، بعض السفن الحربية الغريبة تحمل المئات من الاباطرة القتاليين هاجمت البوابت الفضائية بالقرب من العاصمة الإمبراطورية و تلك السفن تتجه نحوهم بسرعة تقتل كل من يقف في طريقها، لذا فُتحت البوابة في مدينة العفاريت لتهريب عائلات اباطرة العفاريت قبل ان تبدأ المعركة.
سايريل، الامبراطور عالي المستوى المسؤول عن حامية كوكب دم اليتيم كان قد جهز الجيش و استعد ليندفع نحو مدينة العفاريت في يورا فورما تنتهي العائلات من العبور، لكن خلال ساعة واحدة و بعد ان عبر اكثر من مليوني عفريت البوابة، توقفت البوابة عن العمل… هذا يعني انه غالباً تم اسقاط البوابة في ناحية يورا.
لم يعد احد يعلم ماذا حل بمدينة العفاريت، تلك المدينة التي تسيطر على النصف الشرقي من القارة المركزية في يورا و يسكن في عشرات ملايين العفاريت، كيف يعقل انها سقطت و دُمرت البوابة المبنية في قلب المدينة بهذه السرعة؟!
و لم يكن لدى احد وقت للتفكير ايضاً، ففي اللحظة التالية أمطرت السماء عليهم هجمات من كل جانب، و مئة امبراطور قتالي منهم واحد عالي المستوى هبطوا عليهم و عاثوا في الجميع تقتيلاً!
اباطرة العفاريت الـ 50 قاموا بما في وسعهم لكبح الاعداء الجدد، بينما ملوك العفاريت اكتفوا بمحاولة صد مطر القنابل القادم من الاعلى، ثم اشتبكوا مع جنود امبراطورية الثعبان العظيم الذين ترجلوا من سفنهم بدروعهم الفضية اللامعة.
دُمرت مدينة العفاريت في دم اليتيم ذلك اليوم، قُتل 7 اباطرة عفاريت و المئات من ملوك العفاريت، لكن على الاقل تمكن الضعفاء من الهرب، و بعدهم انتشر اباطرة العفاريت و الملوك في كل اتجاه، تاركين المدينة المُخربة خلفهم.
على مدار 4 ايام الماضية تم مطاردتهم في كل مكان و قتل المزيد منهم، لكن ايضاً حاسة شم العفاريت الخارقة و غريزتهم للصيد مكنتهم من قتل عدد كبير من جنود امبراطورية الثعبان العظيم الذين خرجوا لمطاردتهم، ثم ببطئ تمكنوا من تتبع رائحة زعيمهم و تمكنوا من الاحتشاد مجدداً
بعدما احتشد ما يقارب المليون عفريت مجدداً قرر الامبراطور العفريت عالي المستوى اخذهم و التوجه نحو الشمال و الاختباء هناك، لكن تم ايجادهم مجدداً خلال بضع ساعات.
“هاا.. هاا..” تابع الاكثر من مليون عفريت الركض كالمجانين، غير عابيئين بكل ما يحدث خلفهم و من يقع منهم
لكن الاباطرة و ملوك العفاريت ظلوا ثابتين اماكنهم، ينظرون نحو السفينة المُحطمة بإستغراب
*قعقعة* *قعقعة*
“هاها سمعت ان الحفل صاخب هنا، فجئت لأشارك!” صوت كالرعد دوى في آذان الجميع، من فوق السحاب الملغم بالصواعق هبط شخص طوله يصل لثلاثة امتار، لديه قرنان مدببان للأعلى و شعر ابيض طويل، البرق يسري على جسده كله لكنه يتركز بشكل خاص بين قرنيه
“هذه المواصفات… ثور الرعد آرو؟” جينرال الاسطول كشر عن انيابه، “اخيراً قررت اظهار نفسك، هاه؟ كنت اظن انك ستختبئ في جحرٍ ما للأبد.” بدى الجينرال مسترخٍ لكنه ظل متحفزاً.
في الحقيقة هجم على هذا الكوكب 3 اساطيل و على رأسهم مارشال… كل اسطول من الثلاثة تول ثُلث من الكوكب بينما سفينة المارشال هبطت في وسط الكوكب للتنسيق و البحث في خصائص الكوكب.
الجدير بالذكر ان الهجوم على ثُلث مدينة العفاريت كان الاسهل، فكثافة السكان عالية جداً و لم يكونوا مستعدين لأي هجوم، لذا الاباطرة و ملوك العفاريت وضعوا كل طاقتهم في حماية عائلاتهم بدل التعامل مع للأعداء
اما الثُلثين الاخرين للكوكب فكان الوضع مختلف… الثالث الذي يسيطر عليه آرو كان يتوقع هجوم من العفاريت و امبراطورية البداية الحقيقية في اي وقت فأعدوا العدة للهرب
اما الثُلث الثالث المتمثل في القبائل مع تنين اللهب الاحمر و سيد البحار و غيرها، كانوا يتوقعوا هجوم من آرو او من العفاريت لذا ايضاً كان درجة حذرهم على اي درجة
لذا عندما شاهدوا السفن الفضائية قادمة و المدافع تستعد لم يضيعوا وقت، فروا في لحظات بدون ترك أثر، تاركين مدنهم و كل ما يملكونه ورائهم، حتى البوابة الفضائية المقامة في قبيلة تنين اللهب الاحمر قد دُمرت ايضاً…
امسك الجينرالين الاخرين ببعض المحليين و عرفوا وضع الكوكب و عن آرو، لكن الامر كان قد تأخر قليلاً، فآرو و كل الاباطرة و القوات القادرة على القتال قد اختفوا لخمسة ايام
من كان يحسب انهم سيظهروا اليوم في الناحية المقابلة من الكوكب و في وقت كهذا؟!
“هاها هذا يدعى معرفة متى عليك ضرب ضربتك و متى عليك التراجع، لماذا علي التعامل معكم وجهاً لوجه و انتم قادمين لنا بكل هذه الافضليات؟ أتحسبنا حمقى؟” هبط آرو ببطئ واضعاً يديه وراء ظهره، ثم هبط من الغيوم امبراطور قتالي واحداً وراء الاخر وصل العدد الإجمالي لـ 47، هؤلاء كانوا اباطرة دم اليتيم كلهم بالإضافة لوالد فلورا و بقية رؤساء العائلات العشرة الذي جاؤوا للتفاوض مع آرو!
“تركتم ساحة المعركة في نيهاري و جئتم هنا تهاجمواو النساء و الاطفال؟” أصر والد فلورا على اسنانه، “انتم جميعاً.. تستحقون الموت!!”
“معاليه سيفتك بكم جميعأً! امبراطوريتكم لن تعرف يوم واحد من السلام!!” سيد قبيلة اخر صاح بنية قتل ثقيلة
امام نية القتل الثقيلة هذه، العفريت الامبراطور عالي المستوى تراجع قليلاً جاعلاً كلاً من جينرال الاسطول و آرو في مرمى عينه، مستعداً للإشتباك مع اياً كان من يتقدم اولاً.
عندما لاحظ آرو هذا تقدم نحو العفريت، ” سايريل، يبدو انك لا تعرف ما يجري في باقي الكوكب، سأشرح لك فيما بعد، المهم هو ان لدينا عدو مشترك الان، سنساعدكم و تساعدوننا حتى تأتيكم تعزيزات من جانبكم.”
العفريت الامبراطور سايريل بدى متوجساً، آرو كاد ان يوصلهم إلى حافة الابادة قبل وقت ليس ببعيد لولا تدخل المولى، انه الان بين المطرقة و السندان!
جينرال اسطول امبراطورية الثعبان العظيم تدخل بسرعة، “الامر ليس عليه ان يكون كذلك! انتم السكان المحليين، صحيح؟ ألم تغزوكم تلك الكائنات المقرفة و تقتل قبائلكم؟ هذه هى فرصتكم للإنتقام، ساعدونا و معاً سنقضي عليهم اليوم!”
العفاريت الاباطرة اقوياء بدرجة جنونية، بدأ الامر بمواجهة 50 ضد 100، و الان اصبحوا 43 ضد 90 و ما يزال العفاريت يمكنهم كبح كل اباطرة الثعبان العظيم! لو تدخل 47 امبراطور اخر من المحليين للمعركة فقد تحل كارثة.
” وماذا بعد ان نساعدكم؟ هل ستتركوننا و تغادروا؟ ام ننتقل من خدمة محتل إلى محتل اخر؟” إستدار آرو ليواجهه بإبتسامة تملئ وجهه، ” لو كان علي الاختيار سأختار المحتل الحالي، كما يقال سيظان تعرفه افضل من ملاك غريب.” ثم ضحك و نظر نحو والد فلورا و البقية، ” على الاقل المحتل الذي نعرفه يمكن التفاهم معه، ألا تظن يا حماي؟”
“عين العقل يا حبيب حماك.” هز والد فلورا رأسه
“كيف اعرف انكم لن تنقلبوا ضدنا وسط القتال؟” سايريل خفض حذره قليلاً، لكنه لم يكن مستعد للمراهنة بجنسه كاملاً بهذه البساطة
آرو نظر للخلف، ثم مد يده بملامح جادة، ” لك كلمتي، لا تحتاج غيرها.”
“إطلاق!!” الجينرال لم يعد لديه سبب ليستمع اكثر، مستغلاً غفلة الجميع اعطى الاوامر للاسطول بالإطلاق مجدداً
الـ 90 امبراطور التابعين للاسطول ايضاً اخذوا المبادرة و عاودوا المهاجمة، و مباشرةً رد العفاريت و المحليين في معركة هزت السماء.
و مع ذلك آرو لم يتحرك بعد، ما يزال ينظر نحو غريمه بجدية و هو يمد يده.
في النهاية تنهد سايريل ثم تقدم واضعاً يده في يد آرو، “كلمتك كافية.”
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamx15699
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
إجمالي دعم هذا الشهر: 110$$
+في اوبشن جديد، اي 10$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
