*كراااك*

فور سماع الرسالة، روبين لم يبدو مصدوماً بل غاضب!

“اللعنة!!” ركل روبين جدران المنزل الذي كان يختبئ فيه فحطمه، “ذلك الوغد آرو! لابد ان ذلك الوغد هو من دمر البوابة، سأقتله! سأنتزع عموده الفقري ببطئ و بيدي هاتين!!”

“معاليك ما هى اوامرك الان؟” المسؤول عن البوابة الجنوبية المبنية حديثاً ارسل مجدداً غير عالم بحالة روبين الذهنية، “الجينرال فلورا راكعة امام البوابة تبكي هنا..”

“…تسك، لابد انها خمنت نفس الشئ، لا يوجد تفسير اخر.” روبين كان وشك ارسال لفلورا يقوم بتأنيبها، لكن ما سمعه من مسؤول البوابة توقف، ثم ارسل لفلورا، ” هاتِ اتباعك و عودوا للمشاركة في المطاردة، سنرى بشأن دم اليتيم لاحقاً.”

“…حاضر، معاليك.” بعد بضع لحظات وصله رد بضعف، بدت و كأنها لم تدرى في اي مكانٍ هى.

مع ان روبين لم يقل شئ او يحاول تأنيبها، لكن كيف لها ان لا تفهم فيما يفكر الان؟ لابد انه يرى بحور من دماء الان، في اللحظة التي يتفرغ فيها من نيهاري سيدُك كوكب دم اليتيم دكاً، و الأسوأ… سيقتل آرو! افتراقها عنه و قبولها الانضمام لروبين كان ان تسهل له الطريق ليتبعها لأنها تعرف مدى فخره و انه لن يغير موقفه بسهولة

كل الاباطرة الذين يقفون حولها الان ايضاً لا يروه كعدو، بل جاؤوا من اجل فُرص افضل و قد وجدوها، إلا ان جميعهم يحترمونه لدرجة لا توصف.

لو بعد هذه الحرب أعطى روبين الأوامر ان يهاجموا دم اليتيم و يقتلوا آرو… ففلورا بلا شك ستدافع عنه، و لن تكون هى فقط، لن يكون من الغريب لو انقلب معظم اباطرة دم اليتيم ضد روبين.
“…هيا بنا، سنعود للمطاردة.” وقفت فلورا بنظرة حازمة

“لكن…” نظر بعض اباطرة دم اليتيم لبعضهم

“ما يزال امامنا بعض الوقت، سنفكر في الامر لاحقاً.” أدلت فلورا بتصريحها الاخير ثم مسحت دموعها و طارت بعيداً

“..هيه~” ثم تبعها البقية.

روبين ايضاً اخذ بضع انفاس عميقة ليهدأ نفسه ثم طق رقبته يميناً و يساراً مرتين، يستعد لشق الفضاء مجدداً و التقدم لمتابعة المطاردة بشكل حي

التفكير فيما يحدث في دم اليتيم عقيم كلياً، بعدما انهارت البوابة سيستغرق في الجانب الاخر فالوصول إلى كوكب دم اليتيم سيستغرق 7 ايام تقريبا، و هو لا يمكنه التخلي عن قوات للذهاب إلى هناك الان بينما في يده معركة صيرية ستحدث بعد اقل من يومين. كلي شئ يتوقف على معركة حدود الشمال، إن انتصر فسيستعيد كل شئ، و إن فشل، حسناً.. وقتها سيكون لديه شئ اخر ليشغله.

لكن في هذه اللحظة سمع صوت، ” صاحب المعالي و الفخامة، هذا المسؤول عن تشغيل البوابة الجنوبية يتكلم مجدداً.”

“ما الخطب؟” روبين حقاً لم يكن يعرف لماذا يُكلمه هذه الشخصية المغمورة مجدداً

“الجميع كان متردد في مخاطبة معاليك لعلك تكون مشغول في شئ مهم، لكن طالما هنالك فرصة الان فإسمح لي ان اكون من يجلب هذا الخبر.” تكلم المسؤول بتردد، ” قبل 5 ايام وصل سيف ظل من يورا و سأل عن معاليك، عندما عرف انك بالقرب من حدود الشمال طلب ان يتم نقله إلى موقعك او يتم اعطاءه بطاقة بصمة روح معاليك، لكن مسؤولي سيوف الظل هنا رفضوا و بدأوا بزيادة الاسئلة عليه، في النهاية اخذ احد وحوش الدراكو عنوةً و سارع نحوك.”

عقد روبين حاجبيه، “سيف ظل جاء من يورا؟ …ألم يقل ماذا يريد؟”

رد المسؤول بسرعة، “كلا معاليك، قال انه يحمل رسالة من ولي العهد يجب ان يوصلها لك وحدك. بالطبع هذه ليست طريقة عمل سيوف الظل لذا شك فيه زملاءه و حاول عدد منهم ايقافه حتى لا يزعج معاليك، بما اننا نعرف ما انت بصدده الان، إلا انه تمكن من الفرار ممتطياً الدراكو.” تنفس المسؤول عن البوابة الصعداء ان روبين لم يصرخ في وجهه، “اخر رصد له كان في المنطقة الوسطى يطير بسرعة عالية مُهلكاً نفسه والدراكو كلياً، اعتقد انه لو اكمل على نفس السرعة قد يصل لمعاليك بعد خمسة ايام اخرى..”

“رسالة من ولي العهد؟ أيقصد ريتشارد؟ …ارسل اي امبراطور قتالي متوفر ليعتقله و يجلبه لي على الفور. لو كان شئ مهم فعلي سماعه، و إن كانت تفاهة سأقتله بنفسي و انهي الامر.” انهى روبين التواصل، بعدها انطلق نحو الشمال مجدداً ليتابع المطاردة.

——————–

في نفس الاثناء– كوكب دم اليتيم–

“هاا.. هاا.. هاا..”

*بووم* *بووم*

“اركضوا! اركضوا فحياتكم تعتمد على ذلك!!”

التربة القرمزية الفاقعة للكوكب بدت و كأنها تتحرك من كثرة الاجساد الراكضة فوقها، ملايين فوق ملايين!

كلهم لونهم احمر داكن كلون الدم، لديهم قرون حلزونية و لا يملكون في وجووهم غير فك ملئ بالأنياب، و مع ذلك كان يمكن تحديد كبار السن و الإناث و الاطفل بينهم، كلهم يحاولون النجاة
اينما نظرت ستجد بعضهم يتعرقل و يقع، و من يقع في هذا السيل من الاجساد لن يقوم مجدداً ابداً.

احياناً تجد انفجار او اثنين يظهر هنا او هناك فيفرق الجمع، لكن لا يوقف الزحف للأمام ابداً. فالأن مثلاً تركض احد الامهات و هم ممسكة بيد شبلها الصغير، لكن هذا كل شئ، لا يوجد شئ اخر متصل باليد…

“هاهاها اجل، اجل! تابعوا الركض و أروني إلى اين ستذهبوا!” امبراطور متوسط المستوى من امبراطورية الثعبان العظيم ضحك بصوت عالٍ ثم اعطى الاشارة، فبدأت موجة اخرى من الهجوم القادم من 40 سفينة فضائية حربية، أي اسطول كامل.

*بووم* *بووم* *بووم*

“لااا!!” عدد كبير من العفاريت الطائرين صاحوا و حاولوا التصدي للطلقات، لكنها كانت كثيرة جداً ليتم ايقافها كلها!

مئات الطلقات تركت المدافع و طارت بعشوائية نحو بحر الاجساد في الاسفل، كل طلقة اخذت ارواح العشرات.

“توقف!!” بحر من الدم ملئ السماء و ضرب نحو اقرب سفينة، هذه كانت قوة امبراطور عفريت عالي المستوى!

لكن *تششششـــ* ضباب ارجواني وقف امام بحر الدم، في ظرف ثوانٍ اختفى بحر الدم بالكامل، “هاها، اترك الاولاد يلعبوا مع بعض، لماذا عليك ان تتدخل؟” من وراء الضباب ظهر جينرال الاسطول.

“لو كان بقية الاخوة هنا هل كنت لتجرؤ على التباهي امامنا؟!” صاح العفريت الامبراطور يائساً، لقد تم نقل حوالي مليون عفريت إلى دم اليتيم منذ بداية الغزو، و قبل خمسة ايام انضم لهم اعداد هائلة قادمة من يورا هاربين من هجوم على مدينة العفاريت هناك، اي انه هو وحده الان مسؤول عن كل عائلات العفاريت *المتحضرة* الواقعين تحت حكم امبراطورية البداية الحقيقية
لقد قُتل من بني جنسه اكثر من مليونين خلال الايام الخمسة الماضي، و حفنة من الحامية من الاباطرة القتاليين لقوا حتفهم ايضاً… إن لم يتمكن من ايجاد طريق آمن لمن تبقى منهم فربما جنس العفاريت بأكمله سيفنى تحت رعايته!

“هاها لكنهم ليسوا هنا، اليوم أروني كيف ستهربوا اليوم!” ضحك الجينرال بصوت عالٍ

*قعقعة*

فجأة السماء تغيرت، غيوم قرمزية و ارجوانية ملأت الافق، ثم *كاتشااا*

*بوووووم*

صاعقة هبطت كعامود من النور قسمت احدى السفن لنصفين.

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamx15699

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

إجمالي دعم هذا الشهر: 110$$

+في اوبشن جديد، اي 10$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE

من Zeus

-+=