“..!!” سيف الظل كان ما يزال يرتعد قليلاً من هول الم

شهد، لكن انصل لأوامر ريتشارد و إتتبعه حتى وصلا لجانب لوحة التحكم في البوابة

هنالك مرر ريتشارد حسه الروحي في خاتم الصوت و عاد ليغلق عيناه، تاركاً سيف الظل خلفه تقتله الأفكار

سيف الظل لم يجد ما يفعله فألقى نظرة خاطفة للخلف، نحو المدينة التي شهدت عشرات الآلاف من القتلي في ظرف بضع دقائق، لقد عادت تماماً لما كانت عليه عندما جاؤوا، لا توجد بقعة دم جديدة او آثار حرق على الارض، حتى الصخور عادت لأمكانها

لولا السفن الفضائية المدمرة في الخارج و جبل الموميائات لظن سيف الظل انه كان يهذي!

“..حسناً لقد حصلنا عليها.” بعد قليل فتح ريتشارد عينه مجدداً، ثم وضع درة طاقة على لوحه التحكم

*بززززت*

لوحة التحكم اضائت اخيراً بعد خمول لعشرات السنين، ثم امتد الوهج حتى احاط بالبوابة كلها، بعدها بدأ ريتشارد يُدخل احداثيات في لوحة التحكم

*فروووم*

الفضاء داخل قوس البوابة بدأ يتميع، ثم فُتحت البوابة بشكل كلي، لقد تم ربطها بالجهة الاخرى.

عندها إلتف ريتشارد و خاطب سيف الظل، ” لقد خاطبت العمدة هنري بورتون و اخذت منه احداثيات اخر بوابة تم ارسال جيش يورا نحوها، البوابة الجنوبية. هذا سيسهل عليك مهمتك بعض الشئ.”

” و ما هى مهمتي بالضبط، يا ولي العهد؟” رد سيف الظل بأقصى احترام ممكن، بعدما شهد بنفسه على قوة ريتشارد لم يعد يحترمه كإبن معاليه فقط بل كأحد مراكز القوى الكبرى في الامبراطورية، شخص ليس اقل من الجينرال الاعلى قيصر!

“والدي على الاغلب لا يعرف ما يحدث هنا، اذهب و اخبره، بعدها القرار له فيما يريد ان يفعل. لكن اياك ان تخبر اي احد قبل ان تصل له فلو انتشرت هذه الاخبار بين الجيش ستقع فوضى مدمرة.” اخذ ريتشارد خطوتين نحوه، “…لقد حقنت نصف طاقة الحياة التي املكها في مدينة يورا، طاقة مليون عملاق منهم 9 اباطرة، هذه الكمية ستكون كافية للدفاع عن المدينة، حسب شدة الهجوم عليها قد تستمر الحماية لبضع اشهر او ربما يوم واحد قبل ان تتبدد طاقة الحياة و تعود المدينة خاملة، عليك ان تصل لأبي بأقصى سرعة و تجلب الدعم قبل ان تبدد طاقة الحياة و تُدمر المدينة و معها البوابة، هل تستوعب كلامي؟”

“مفهوم!” وقف سيف الظل بإعتدال و صاح، لكنه سأل مجدداً، ” لكن.. ماذا عنك يا ولي العهد؟”

إبتسم ريتشارد، “لو غادرت الكوكب قد افقد السيطرة على المدينة و عندها ستتدمر البوابة، و ايضاً … ابي لم يأخذ الجيش لنيهاري ليلعبوا بل لحرب، حتى لو سمع بالمعلومة لا اعلم ان كان سيتمكن من العودة او لا، انا سأقوم بما في وسعي حتى يرجع.”

اطال سيف الظل النظر في وجه ريتشارد لبضع ثوانٍ، ثم نزل في انحناءة كاملة، “…سأوصل الرسالة مهما كلفني الثمن.”

“ما اسمك؟” سأل ريتشارد مبتسماً

“ليونيد بورتون، يا ولي العهد.”

“ليونيد… سأتذكر الاسم.” اومئ ريتشارد، “مصير كوكب يورا في يدك.”

“…” اومئ ليونيد بقوة، ثم ادى التحية العسكرية، بعدها قفز نحو البوابة.

*فييينــــ*

انتظر ريتشارد حتى انطفئت البوابة مجدداً، ثم تنهد ، “هيه~” و اخذ بضع خطوات نحو ما كان يوماً قصر روبين و ربت عل سوره، “مدينة يورا، عُدتي لتكونين مركز الاحداث مجدداً مع انك لم تطلبي كل هذا، لكن عليك التحمل، هذه المرة فقط…”

*كرررررر* زلزال صغير كان الرد على كلمات ريتشارد

الذي إبتسم بدوره ثم تمتم لنفسه، ” حسناً يا صاح انا سأغفو قليلاً، حان دورك، تمالك اعصابك و قم بما اتفقنا عليه فقط.”

اللهب اشتعل على شعر ريتشارد، عيناه الهادئتان التي تليقان بملك تحولتا لعيون مجرم مدان و ضحك بضح هستيري نحو السماء، “هاهاها، لن تجدني اتذمر ابداً من القتل المفرط!!!” ثم انطلق بعيداً، لكن ليس بإتجاه الشمال نحو العاصمة الإمبراطورية، بل غرباً بإتجاه مدينة قريبة من يورا.

اثناء طيران ريتشارد لاحظ بحسه الروحي ان هذه المدينة قد احتلها انصاف البشر بالكامل و قتلوا الجميع فيها، يوجد ما لا يقل عن 5 الاف نصف بشري يقبع هناك، و بجوارها قرية سقطت تحت حكم المتمردين، يوجد حوالي 3 الاف متمرد هناك ايضاً.

في ذلك اليوم الكثير من الخوازيق ملأت قارة السلف، و الكثير من طاقة الحياة بدأت تنعش مخزون ريتشارد…

———————-

في نفس الوقت– كوكب جرينلاند—

“إنن…” إرتعشت جفون بيون ثم جلس بصعوبة، ” اين… انا؟”

“اوه؟ الجميلة النائمة شرفتنا بإطلالتها اخيراً.” سمع بيون ضحكة ساخرة من الجانب

عندما رأى مصدرها إبتسم و حك رأسه، “معالي القائد الاعلى لسيوف الظل ينتظر قيامي؟ ياللشرف..” ثم وقف بصعوبة، تعابير وجهه كانت تبدو عليه الصداع الشديد، “تسك تسك~ قُمت للتو و مع ذلك اشعر اني لم انم منذ شهور! سأستحم ربما استفيق قليلاً.” ثم مرر عينه حوله حتى حدد مكان الحمام و توجه نحوه بخطوات ثقيلة

لم يعد هنالك حاجة لمعرفة اين هو، طالما ثيو هنا فهذا يعني ان الموقع آمن و هذا كل ما يهم.

جالس على اريكة بجوار السرير، ثيو إبتسم بصفاء، “هيهي هذا فعلاً مثير للسخرية، نظراً إلى انك كنت نائم لشهور.” كان سعيد فعلاً ان اخاه اختار اليوم ليقوم.

“شهور؟!” وقف بيون و نظر خلفه بسرعة مصدوماً، لكنه بدى و كأنه تذكر شئ و عاد ليمشي نحو الحمام مجدداً، “اوه، بسبب تلك المعركة، بالتفكير في الامر كنت انوي الموت وقتها، لابد ان ريتشارد من انقذني، ذكرني ان اشكره لاحقاً.”

“كان عملاً مشتركاً بين ريتشارد و والده في الحقيقة، لقد اقلقت الكثيرين عليك.” اومئ ثيو

“معاليه شارك في علاجي؟ لماذا يوسخ يده بينما ريتشارد موجود؟!” صوت بيون جاء من داخل الحمام، ثم بعدها مباشرةً تبعه منكسراً، “اه!! …ارغغ، انا مدين له على انقاذي و كل شئ، لكن لم يكن على ريتشارد ان بالغ هكذا يا رجل.”

فور دخول بيون للحمام لاحظ رجل غريب في الداخل فأخذ خطوة للوراء، لكنه سرعان ما هدأ… لقد كانت المرآة.

وجهه الممزق الذي كان يخيف كل حليف و عدو قد عولج كلياً، ما تبقى كان وجه وسيم ذا تفاصيل حادة يليق بالنبيل بيون كامدين.

*تششششــ* لكنه بدأ بالإستحمام على اي حال، غالباً سيستعيد كل اصابته بعد معركة او اثنتين.

“ريتشارد استخدم طاقة حياة من عشرات آلاف العمالقة ليعيد بناء جسدك، بينما الاب بالتبني استخدم ارواح عشرة اباطرة ليعيد بناء شئ أسماه بالنطاق الروحي، لقد بذل كل منهما الكثير من اجلك، عليك ان تعيش طويلاً بما يكفي لترد هذا المعروف، هل تفهمني؟” إبتسم ثيو بإطمئنان، الوحيد الذي يتحدث معه بهذه الحرية هو بيون، حتى مع اباه بالتبني و قيصر يتصرف بإحترام.
“سأرى ما يمكنني فعله حيال ذلك.” إبتسم بيون و هو يستحم، اول مرة منذ عشرات السنين تكون إبتسامته بهذا الجمال

كيف له ان لا يفهم ثيو؟ واضح انه يخبره ان يتوقف عن عمل الهجمات الانتحارية، لكن ليس و كأنه يريد الموت حقاً، لو اراد لإنتحر في مكانٍ ما.. كل ما في الامر انه يرغب بعمل شئ و لا يملك القوة لفعلها، فيستخدم حياته ليقترب من هدفه، لو كان قوياً اثناء قتال ريتشارد ضد قبيلة عزيل لما احتاج لتنفيذ ذلك الهجوم!

*تششــ~~~* توقف صوت المياه و خرج بيون من الحمام بشعر مبتل و رداء واسع، ” تقول ان معاليه استخدم ارواح عشرة اباطرة لعلاجي؟ بالتفكير في الامر، اشعر بشئ غريب في رأسي اليوم…”

“اعتقد ان عليك اكتشافه بسرعة إذاً ايها الاخ الثالث،” وقف ثيو و اخذ بضع خطوات نحو النافذة بهدوء ثم فتحها على اخرها، ” لن ادعك تتملص من مسؤولياتك اليوم ايضاً.”

“هممم؟” رفع بيون حاجبيه، ثم اخذ بضع خطوات نحو النافذة

*باا* المنشفة سقطت من يده و فتح عيناه على اخرهما، ” اوه لا…”

في هذه اللحظة، و تحديداً خارج اسوار المدينة، كانت هنالك معركة هائلة.

المدافعون كانوا بشر يرتدون دروع و اسلحة مصنوعة من الخشب، و اضح انهم سكان جرينلاند المحليين

و الطرف الاخر هم جنود امبراطورية الثعبان العظيم

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamx15699

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

إجمالي دعم هذا الشهر: 110$$ *كح كـــــح كح كح!!*

+في اوبشن جديد، اي 10$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE

من Zeus

-+=