هاتين العينان… إن كان على احدهم وصفها بشئ فسيقول انهما احلك من الليل بدون قمر، و أعمق من بئر بدون قاع.

الامبراطور منخفض المستوى تم إستدعاءه من الحرب في كوكب جودا، تجرع ويلات الحرب لمئات السنين، و قبلها تبِع بايثور في صولاته و جولاته و كان من اول الذين تلقوا قطرات دم دروغر الملتهم

لكن امام هذا الوجه الهادئ كبِركة الصيف و العينان اللتان تبدوان و كأنهما ينظران لروحه مباشرةً، غابت الكلمات عنه، “أ- انت.. أانت من وراء هجوم الهياكل؟ من تكون؟!”

مع ان الامبراطور المتوسط كان بالفعل احرق جزء كبير من دمه و انتج الضباب الارجواني، تصرف بحذر شديد امام ريتشارد مع انه لم يظهر شيئاً من هالته بعد، حتى هذه اللحظة هو لا يعرف مدى قوة الفتى امامه، لكن هنالك شئ بداخله ينذره بالخطر.

إبتسم ريتشارد قليلاً، ” انا حامي هذه المدينة.”

“حامي المدينة؟ هاها.. هاهاها!!” امسك الامبراطور القتالي المتوسط بطنه ثم اشار نحو الجبال الثلاث، “أهذا ما تدعوه بالحماية ايها الاحمق؟ يبدو اني اعطيتك اكبر من حجمك!”

سفن الفضاء الحربية تُبني لتكون عملاقة، يمكن لكل واحد نقل 10 الاف جندي و اطنان من السلاح و المواد الخام، لذا بالنسبة لمدينة يورا الصغيرة هى كانت تغطي نصف المدينة بالفعل

لذا تلك الجبال الثلاث التي استخدمها ريتشارد دمرت السفينة فعلاً، لكنها ايضاً دمرت المدينة، لم يعدل هنالك ضريح سليم، بل لم يعد هنالك حجر في مكانه!

“اوه، هذه الفوضى؟ انها شئ بسيط.” قهقه ريتشارد، ثم طق بإصبعه

*فروووم~~* قمم الجبال الثلاث بدأت تتخذ شكل يد، فرفعت الايادي الثلاث العملاقة السفينة عالياً، ثم ألقوها بعيداً كلعبة اطفال *سوووش!!* هبطت السفينة خارج المدينة بعدة كيلومترات.
“بحق الجحيم؟!” صاح الاباطرة الستة، مصدومين.

لكن الصدمة لم تنتهي عند ذلك، الجبال الثلاث اخذوا يهبطوا بسرعة و يندمجوا في المدينة، الاضرحة المكسورة وجدت اجزائها الناقصة و إلتحمت، و الهياكل بحثت عن قبورها و ناموا فيها، حتى الجدران المُحطمة من اثار المعركة مع امبراطورية اللهب، عادت لشكلها الأصلي!

بعدما انتهت الحركة، بقى فقط شيئاً في غير مكانها… الاول هو بضع مئات من الهياكل الذين يحاصرون الاباطرة القتاليين الستة حالياً، و الثاني هو جثث عدة آلاف من انصاف البشر التي تبدو كالمومياء بعد امتصاص طاقة الحياة منها.

لكن و كأن تربة المدينة ترفض وجود المزيد من الجثث بها، حبيبات الغبار تحت الجثث بدأت تتدحرج برفق و تنقل الجثث معها، رويداً رويدا كلهم تم إلقائهم خارج المدينة كحقائب قمامة!

“هذا.. هذا..” تراجع الامبراطور المتوسط مرتعشاً و عاد لينظر في وجه ريتشارد، هذا لم يكن شئ يجب ان يفعله بشر!!

“إذاً.. كنتم تنوون تدمير المدينة؟” حك ريتشارد رأسه بلطف

“لـ لا! من يجرؤ؟ ليس بيينا أي عداوة سابقة اي الاخ ولا نعرف بعضنا، لماذا قد نريد استفزازك؟” ارغم الامبراطور المتوسط إبتسامة قبيحة على الظهور على وجهه، ” إن لم يكن حدسي خاطئ، فالاخ يريد راحة البال فقط، صحيح؟ نحن مجرد قطرات مقارنة بمطر، حتى لو فنينا سيأتي المزيد غيرنا، سأعقد معك اتفاقاً… سأنسى انك قتلت رجالي و اضع حظر حول هذه المدينة حتى لا يقترب اي احد اخر، بل افضل، ساقول اني اتممت مهمتي! ما رأيك؟”

ثم تغيرت تعابير وجه الامبراطور المتوسط قليلاً و جعل الضباب الارجواني ينتفض من حوله، “…أما اذا كان الاخ مُصر على القتال لنهاية، اخشى ان هذا قد يضر بمدينتك الحبيبة قليلاً، لا احد يريد لهذا ان يحدث صحيح هيهي.”

*شششيييــــــــ*

الاباطرة الخمسة الاخرين لم يعودوا يتحملوا هجمات الهياكل و حرقوا جزء من دمائهم، “هيااااا!!!” المادة الارجوانية بدأت تنتفض من اجسادهم و كلهم شكلوا حقل ضبابي ارجواني خفيف حولهم

“…” إبتسم الامبراطور المتوسط عندما شعر بما يحدث حوله، ما يفعله اولائك الخمسة يعزز موقفه… مع انه ما يزال لا يعرفوا تطبيقات او حدود قوة خصمه، لا يمكنهم ان يخسروا ان هاجمه الستة معاً بإستخدام قانون التآكل الثانوي!

“تسك~” ابدى ريتشارد انزعاجه و لوح بيده فإنسحبت كل الهياكل و عادوا مجدداً لقبورهم.

الان بقي فقط ريتشارد و الاباطرة الذين ظلوا يحدقون في بعضهم لثوانٍ، كلهم ينتظروا من الطرف الاخر ان يتصرف، حتى اخيراً ريتشارد تنهد، “هيه~ قلت انك لن تعودوا؟ حسناً اصدقك، يمكنكم المغادرة.”

الاباطرة الستة ارسلوا نظرات ضاحكة لبعض بأطراف اعينهم و بدأوا يتراجعوا بحذر، ” بالطبع ايها السيد، لهذا المكان مالك، فلماذا قد نعود؟ نستأذنك الرحيل للأن.”

أدار ريتشارد ظهره بدأ يغادر نحو القبرين بالفعل، ” جيد، لو وجدت احد اخر هنا لن اكبح نفسي اكثر.”

“انتظر!!” كان هذا احد البشر *الثوار* ريتشارد ابقى على حياتهم جميعاً و لم يرسل اي هيكل نحوهم، أشار ذلك الانسان نحو ريتشارد و صاح بقوة، ” شاب يافع و تستعمل لهب اخضر له خصائص نار الحياة… انا اعرفك، انت ريتشارد ابن السفاح!”

“ارغغ..” الامبراطور المتوسط كاد يختنق بسبب غباء ذلك البشري، ألم يكن يستطيع الانتظار قليلاً حتى يغادروا بعدها يتكلم؟ لو كلامهم صحيح فهذا الشاب لن يسمح لهم بالمغادرة بعدما عرفوا هويته!

ريتشارد بالفعل توقف، “…هل يهم انا ابن من؟ لم يعد يهم شئ، انا فقط اريد حماية ما تبقى من هذه المدينة، أهذا كثير لأطلبه؟ غادروا رجاءً… لا اريد رؤية احد.” ثم *سووش* اختفى من انظارهم.

“…فيو~” اطلق الامبراطور المتوسط زفيراً طويلاً، “نجونا لليوم.”

“ما بال هذا الولد، لما هو أليف جداً؟ هل يثق بنا اننا لن نعود حقاً؟” احد الجينرالات الاخرين تمتم بصوت منخفض

الامبراطور المتوسط نظر نحو الاتجاه الذين غادر إليه ريتشارد، “..كلا، هو يريدنا ان نتكلم، لكنه ايضاً يريدنا ان ننقل الاخبار عن مدى استحالة العبث بهذه الارض و لهذا أرانا قدراته المهيبة عمداً، و بعدها فليحدث ما يحدث، في نظره لا يهم إن جئنا مجدداً ام لا~ في نظره لو جلبنا الدعم سيقتلنا جميعاً، و لو ذهبنا و لم نعد كما وعدنا فسيستريح من ازعاجنا، هو ببساطة يثق بقوته بشكل اعمى… ذلك الشخص خطير.”

“همف، يحسب انه يمكنه رفع السماء لو وقعت، غطرسته لا تعرف حدود كأبيه!”

قهقه الامبراطور المتوسط، فور مغادرته سيقوم بتبليغ المارشال ليأتي و معه قواته الخاصة ليتصرفوا، قطعأً لا يمكنهم الابقاء على هذه البوابةن و الان المكان اصبح اعلى قيمة بعدما وجدوا ابن روبين، هنالك الكثير من المفاجآت في انتظاره، “هيهي هيا بنا.”

*شششيييـــ*

“هممم؟” سمع الامبراطور المتوسط صوت شخص قادم سرعة من الاتجاه الذي غادر منه ريتشارد

عندما تفحص قليلاً وجد شخص قادم نحوه بسرعة جنونية، بشعر مرفوع لأعلى يشتعل بلهب اخضر و عينان يملأهما الجنون، بدى و كأنه شيطان قادم من قعر الجحيم، و لم يتركهم يخمنوا كثيراً ايضاً، اثناء طيرانه صرخ عليهم ذلك القادم الجديد بقوة: ” قف مكانك يا ابن العاهرة انت و هو، لن يغادر احد اليوم حياً!!”

“ر- ريتشارد؟!”

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamx15699

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

إجمالي دعم هذا الشهر: صيييفر$

+في اوبشن جديد، اي 10$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE

من Zeus

-+=