*فسســـــ*

بوابة السفينة الفضائية فُتح ببطئ وخرج منها بضع اشخاص، عندما رآهم ريتشارد و شعر بهالهم فتح عيناه على اخرها و صرخ داخلياً، *كيف؟ ما الذي يفعله هؤلاء هنا؟!*

كانوا جميعاً شاحبي اللون و جلودهم مليئة بالتشققات السوداء، ليس لهم آذان ولا أنوف و فقط فتحات صغيرة مكانها، بالإضافة لأعينهم الحادة و ألسنتهم المشقوقة جعلهم ذلك يبدون كخليط بين بشر و ثعابين!

و ليس هذا كل ما جذب انتباه ريتشارد، بل دروعهم الفضية اللامعة و هالاتهم القوية، كلهم كانوا في نطاق امبراطور!!

ريتشارد لم يرّ قوات امبراطورية الثعبان العظيم من قبل، لكنه سمع قيصر يتحدث عنهم مراراً و كل هذه الاوصاف تلائمهم تماماً

“همم، إذاً هذه هى البوابة الخفية التي قلتم انكم تعرفون طريقها، لا عجب ان اجهزتنا لم تلقط أي اشارات من هذه الناحية يبدو انها كانت خاملة منذ عقود، هيهي جيد جداً.” احد انصاف البشر ضحك مخرجاً لسانه و هو يتفحص البوابة

” و ليس هذا فقط سيدي، انظر حولك..” احد البشر اشار حوله، “نحن الان في ما يعرف بمدينة يورا، المكان الذي سُمي عليه الكوكب، هنا قُتلت عائلة السفاح روبين بورتون و تعد نقطة ضعف له، لو قمت بتدمير المدينة ستسبب له صدمة كبيرة، و لو قمت بنبش القبور ستجد الكثير من الاسلحة و الثروات، بل قد تجد مخطوات من اعمال السفاح شخصياً بما انه قضى جزء كبير من حياته هنا!”

“اووه؟ لا عجب ان هنالك بوابة فضائية تقبع في ارض موت كهذه. هاها، من الجيد ان هذا الكوكب ملئ بالخونة و إلا كنا سنبقى غافلين عن الكثير من المعلومات الجيدة.” ضحك احد الاباطرة بصوت عالٍ، لقد كان يستعمل تقنية الترجمة الفورية في هذه الاثناء، التقنية لها علاقة وطيدة بالروح و يمكنها ان تحول الكلمات التي يقولها المحليين لشئ يفهمه، و تفعل العكس عندما يتكلم هو، لذا مع انهم ينطقوا بلغات مختلفة تماماً، يمكنهم فهم بعضهم.

“ايها السيد، لو سمحت اضبط كلامك، من تقصد بالخونة؟ ذلك السفاح المدعو بورتون هو من خاننا و جلب العفاريت لقتل أهالينا و قمع الكوكب كله تحت سُلطته، و خاننا مجدداً عندما اجبر أهالينا على العمل في مصانعه، و خاننا ثالثاً عندما دعى للحروب في كواكب اخرى لا علاقة لنا بها و اراد قتلنا هناك، نحن الشعب نريد استرداد ما هو لنا فحسب، نحن الثوار! نحن الشعب!!” الشخص الذي كان يدعوه البقية بالملازم تقدم بإضطراب، لكنه كان مستعد للموت حتى في سبيل الدفاع عن ما يؤمن به

الامبراطور نصف البشري نظر له من الاعلى لأسفل بقرف، يفكر ماذا عليه ان يفعل به، لكنه في النهاية ضحك مجدداً و لم يقتله ببصقة واحدة…

يا لها من مبررات يقولها… ما حكاه ذلك الخائن للتو، أليس هو نفس تاريخ كوكب صخرة السم؟ لو إستبدل اولائك *العفاريت* بـ انصاف البشر الذين قام الامبراطور الكوكبي بايثور بصنعهم، كان سيعتقد الاباطرة انه يتحدث عن امبراطورية الثعبان العظيم.

هنالك فارق وحيد في القصة، ان جلالة الإمبراطور بايثور جعل افراد الجيش في مكانة اجتماعية اعلى بينما خسف بالبشر لأسفل السافلين، لهذا عاشوا اسياد لعدة كواكب على مدى 10 الاف سنة بدون ازعاج، بينما الفئران هنا ظهروا للسطح عند اول مشكلة… في هذه النقطة بالذات، جلالته بايثور يفوز على مختار الحقيقة الاحمق.

هذا الكوكب مصاب بمرض يدعى الخونة، لماذا عليه ان يُضعف ذلك المرض بقتل احدهم؟ فليبق و يتمدد، هذا سيكون خير عقاب لهذا المكان، ” لا بأس، لا بأس يا استاذ شعب~ نحن نُقدركم كثيراً، بدونكم ما كان سنستطيع ايجاد هذه البوابة خلال يومين فقط، ولم نكن لنجد المصانع و الورش السرية و سكنات تدريب الجنود الجدد في القارات الخمسة، و حتى مقر اولائك المزعجين المدعوين بسيوف الظل، خلال يومين وفرتم علينا شهور من العمل الجاد!”

“هذا واجبنا يا سيدي، كنا نجمع هذه المعلومات في الخفاء لنستعملها في الوقت المناسب، لكن ذلك السفاح كان يزداد قوة يوماً بعد يوم و لم يكن لدينا طريقة لتدمير بوابات الشيطان تلك، مجيئكم لتخليصنا من الظلم و الاستبداد هى استجابة السماء لدعواتنا!” احد البشر تكلم بحماس

اباطرة الثعبان العظيم نظروا لبعضهم بأطراف اعينهم، عاجزين عن الكلام، ارادو الضحك لكنهم كتموا انفسهم، فهم ما يزالوا بحاجة لأولائك الحمقى.

لكن احدهم لم يضع حسبان لشئ و اكتفى بالضحك بصوت عالٍ، ” هاهاهاها”

“انت!!” ذلك البشري شعر بالإهانة، لكنه صمت.

“ماذا؟ قال المارشال الخاص بكم ان لديكم ثأر شخصي من السفاح روبين، و قد وعدنا المارشال بأن سيدنا هو من سيتولى حكم العالم بعد تطهير كل اثار السفاح و اتباعه من الكوكب، ألديكم اعتراض على كلام زعيمكم؟”اما المُلازم فرد هو بحزم

“اها طبعاً، دعونا نتبع ترشيحات *الشعب* هنا… لا وقت لدينا لنبش القبور و البحث في التراب، لكن طالما هذا المكان له أهمية لدى مختار الحقيقة الثالث و اتباعه، فسندمر المدينة مع البوابة… جهزوا المدافع!” الإمبراطور القتالي الاقوى بين الحضور، يصدر هالة مستوى 44، كشر عن انيابه و اعطى الاشارة للسفينة خلفه، “فللنهي هذا الامر بسرعة و نرجع لنساهم في الحصار.”

*بززت* *كلاك* *كلاك*

البوابات الصغيرة في السفينة فُتحت و خرج ما يقارب الخمسة آلاف آلاف من القديسين و الحكماء اخذوا تشكيلة محكمة حول السفينة الفضائية، و من خلفهم مئات المدافع الصغيرة ظهرت من السفينة و تم توجيهها نحو الارض، ثم بدأوا يضيئوا بالأزرق، يتم حالياُ شحنهم بالطاقة لأقصى درجة… كل واحد من هذه المدافع يستطيع اطلاق هجوم يمكنه قتل قديس، و بالإضافة لهجوم عشوائي من 5 الاف مستخدم قوانين… عندما يتم الاطلاق جولتين او ثلاث سيتم خسف المدينة بضع عشرات من الامتار تحت الارض.

الاباطرة الستة ايضاً اخرجوا اسلحتهم المنقوشة و بدأوا بإمدادها بالطاقة، ضربة موحدة واحدة ستكون كافية لإحداث اضرار كافية بالبوابة و اخراجها عن العمل.

“إطلا—”

*شيووو*

*بووووووووووم*

قبل ان يعطي ذلك الامبراطور متوسط المستوى الامر بالإطلاق سمع صوت انفجار قادم من الخلف، عندما نظر خلفه نحو السفينة وجد شئ عجيب

ثلاث جبال تحترق بلهب اخضر خرجت من الارض فجأة و اخترقت السفينة في ثلاث مواضع…

السفينة الفضائية العملاقة التي غطت سماء المدينة، بدت الان كأنها افعى ميتة جاهزة للشي.


انتظروا كمان واحد ان شاء الله.

من Zeus

-+=