تم الانتهاء من احد الفصلين الاضافيين، باقي واحد :’)

========

بعد انتهاء معركة قبيلة عزيل تم تعيين قيصر ليرافق ريتشارد و يريه اراضي الإمبراطورية الشاسعة، مرت شهور منذ ذلك اليوم و بالفعل قيصر أتم مهمته و سحب ريتشارد ورائه في كل مكان
لكن قبل شهر واحد تلقى قيصر رسالة من سيف ظل تخبره ان معاليه يبدأ تحضيرات لحرب ضخمة في نيهاري و انه سيتم إستدعاءه في اي وقت، لذا قطع الاجازة المطولة و اصطحب ريتشارد للعاصمة الإمبراطورية.

هناك خرج حاكم المدينة و الشيوخ لإستقبال قيصر بشكل مهيب كإبن روبين بالتبني و الجينرال الأعلى للإمبراطورية، لكن عندما علموا ان ريتشارد معه، تحول هذا الإستقبال مهرجان.

إبن جلالة الإمبراطور الكوكبي الوحيد، ريتشارد بورتون، قد عاد!!

الإحتفالات اجتاحت العاصمة لسبعة ايام كاملة، كان فيها الطعام عالي المستوى و الدرر و حتى الحبوب المخترعة حديثاً يتم توزيعها في الشوارع على حساب الخزينة الإمبراطورية، تقدم كل من له شأن في العائلة للتعرف على ريتشارد، بعضهم حتى إتدعي انه رأى ريتشارد بعينه عندما كان صغير!

إبتسامة صافية عَلت وجه ريتشارد طوال إقامته في المدينة الإمبراطورية، يراقب صبيان العائلة و هم يتدربون و الفتيات الصغار يلعبون، لقد احس بفرح حقيقي في نفوس اولائك الاشخاص الذين لم يرهم مرة من قبل.

و مع ذلك في اليوم الذي تم فيه إستدعاء قيصر لقيادة الجيش، إختفى ريتشارد من المدينة الإمبراطورية.

*كرااك* *كرااك*

قطع ريتشارد بضع ألواح اخرى بفأسه المكسور، ثم جلس و سحب احد الألواح لحِجره، و بدأ يستدخل سكين صغير لتنعيم الألواح يدوياً كأي فانٍ.

*كاا* *كاا*

صوت الغربان كانت الاكثر شيوعاً، يليها اصوات حفيف الافاعي و هسهسة العقارب و دبات اقدام العناكب و أم اربعة و اربعين، و كل ما هو مؤذي او سام!

هالة الشؤم و الموت التي تحيط بهذه المدينة كانت كثيفة بالفعل منذ يوم المذبحة، و الان و بعد ثلاثون عاماً، تلك الهالة المشؤومة اصبحت أكثف و اشد خطراً، الفانون العاديون لم يعد بإمكانهم الدخول هنا حتى لو ارادوا.

ربما السبب هو كمية الدماء التي شربتها الارض، او ربما هو قرار روبين بتحويل المدينة بالكامل لمقبرة و منه إتصالها بالعالم الخارجي، اياً كان السبب، هذا المكان يشبه اكثر فأكثر الاطلال المظلمة التي ضاع فيها ثيو و هو صغير، يتحول ببطئ لأرض موت مُحرمة على من هم تدريبهم اقل من مستوى معين.

الشئ الوحيد الذي لم يجعل المدينة مأوىً لجميع انواع الوحوش حتى هذه اللحظة هم الحراس، و الزوار النادرين مثل ريتشارد، لكنهم لا يمكنهم منع تلك الحشرات و الطيور المؤذية من الدخول…

بعدما انتهى ريتشارد من تنعيم بضع ألواح، رفع وجهه نحو الشمس الظاهرة من وراء الضباب، و اخذ شهيق عميق من هواء يورا الثقيل ثم اخرجه، و نظر نحو قبرين متجاورين مبتسماً، “هاااه~ السلام، ما اجمله… امي، جدتي، لأصدقما القول لديكما مكان لطيف هنا، لن تمانعا بقائي معكما، صحيح؟”

امام الصمت التام من القبرين، إبتسم ريتشارد و هز رأسه بعدها بدأ يسحب الألواح واحدً وراء الاخر نحو كوخ صغير غير مكتمل، و بدأ يدق بصبر *باا* *باا*

في قرارة نفسه قرر ريتشارد البقاء هنا.

الرحلة مع قيصر عبر 4 كواكب كانت تعليمية حقاً، علمته انه لا ينتمي إلى أي مكان، لا يملك رغبة نحو شئ، و لا يملك دافع لفعل أي شئ…

البقاء هنا في صمت و سلام، شئ لم ينعم به منذ عشرات السنين، سيكون تغيير جيد على الاقل.

*فليحارب من يحارب و يحترق من يحترق، لا دخل لي بأي شئ يعد اليوم.* قال ريتشارد هذه الكلمات عندما جاء هنا قبل بضع ايام، بعدها مباشرةً خلع ملابسه الملكية التي جلبها له قيصر و إرتدي خرقة وجدها نصف مدفونة، كانت بالكاد كبيرة لتحيط بعورته، بعدها وجد فؤوس و اسلحة و دروع قطعها و حولها لمسامير، ثم بدأ في بناء الكوخ الذي قرر قضاء بقية حياته فيه.

لكن في هذه اللحظة إلتقطعت آذان ريتشارد كلمات قوطع بها الصمت: “هاها بعد التخلص من الحراس لم يعد امامنا أي عائق، .”

“اجل، هدفنا التالي المفترض انه في المدينة الداخلية بالقرب من قصر السفاح.”

“المواصفات هى مخزن معدني مُغلق ضخم بما يكفي ليخبئ بوابة فضاء، هذا لن يكون صعباً هيهي.”

“همم؟” عقد ريتشارد حاجبيه ثم مرر لهب اخضر تحت الارض، بعد قليل ظهر وجه ريتشارد على احد المباني، فقط ليرى 5 اشخاص يطيروا بإتجاه منتصف المدينة بسرعة عالية، كلهم قديسين.
“سيادة الملازم، هذه اخر بوابة صحيح؟ لو كانت هنالك واحدة لا نعلم عنها قد يقع الاسوأ.” احد القديسين الخمسة أبدى ارتيابه

“هاها من تحسبنا؟ كل صغيرة و كبيرة في القارات الخمسة تمر علينا اولاً، كل خام يتم نقله، كل سيد نقوش يترك عائلته، كل حداد يغادر متجره، كل شئ يمر امامنا اعينا، كيف يمكن ان يكونوا جهزوا بوابات بدون علمنا، نحن الشعب؟”

“نحن الشعب!”

“نحن الشعب!” هتف الاربعة الاخرين وراء الملازم

“همم؟ ها هى هناك! هاهاها هذا اسهل من اللازم” اشار احدهم نحو مبنى معدني ضخم، مدمر قليلاً لكن معالمه واضحة، و بوابة الفضاء ظاهرة بداخله.

*سووش* *سووش*

كلهم توقفوا امام المبنى، و احدهم اشار، ” ماذا الان؟ لن نتمكن من تدمير قوس الشيطان هذا بقوتنا وحدها، السفاح صنعه ليكون متين جداً.”

“همف.” إبتسم المُلازم ثم اخرج جهاز بيضاوي من جيبه, سحقه *بزززت*

بعد دقائق ظهرت فوق مدينة يورا مركبة فضائية على شكل ثعبان.

 

 

من Zeus

-+=