“ااااااه”
“انا لدي إبن يحتاج أباه، هذا يكفيني!”
“فلتذهب العقوبات للجحيم، إقطعوا رأسي خير من انت تُمزق جثتي كلها و يدوس عليها الأخرون!”
صيحات مماثلة تعالت بين البضع آلاف المتبقين في جيش دوليفار، كانت كالسكاكين تقطع قلوب فرسان و ضباط دوليفار
لكنها كانت كزقزقة العصافير بالنسبة لرجل متوسط العمر يقف على قمة جدار القلعة و يتابع كل حركة بإبتسامة كبيرة…
جيش دوليفار قُتل منه الآلاف و اصيب عشرات الآلاف.. في الحقيقة خسائرهم كانت ما تزال يمكن تجاهلها بسبب الفارق العددي الضخم، حتى إن خسروا 70 الف، فأعدادهم ما تزال ضِعف اعداد الشمس السوداء!
جينرال إدوارد كان يعرف هذا جيداً، لهذا سخر كل ما معه من طلاسم من اجل هذه المعركة لقتلهم معنوياً قبل ان يقتلهم جسدياً، هذا بالفعل قد نجح!
إغراق السهام المتفجرة من الأعلى و إنفجار الطلاسم المزروعة تحت الرمال الخفيفة خلق رعباً بلا مثيل لأولائك المواطنين الذين لم يروا شبيه لهذا الموقف من قبل.. بدت الإنفجارات و كأنه لن تنتهي ابداً
لكنها بالفعل كادت تنفد، لو تقدم جيش دوليفار مئة متر اخرى… لكان النصر حليفهم
بينما كان الجينرال إدوارد مستمتع بالمشهد أمامه، شعر بريح خفيف تقترب منه بسرعة و جاء صوت من خلفه، ” جينرال، هنالك فيلق خيالة كامل يقتربون من ناحية اليسار”
“همم؟” إلتفت الجينرال فلم يجد شيئاً، طاف للأعلى قليلاً و حاول التركيز فوجد سحابة غبار بعيدة جداً تقترب من ذلك الإتجاه، بعد تدقيق النظر وجد انهم خيالة.. الكثير منهم!
“عددهم تقريباً عشرون ألف.. تشةِ، ذلك الشخص لا يستسلم! انه يريد التضحية بعشرون ألفاً من الخيالة فقط من اجل تدمير مشاتنا امام البوابة و يفتح البوابة ثم يعيد توجيه مشاته نحونا، انه مختل عقلياً! عمل جيد يا بيون، لم أخطئ ان اجعلك مسؤول عن الإستطلاع، روبين كان محق..”
تقدم مُساعد الجينرال و إنحنى قليلاً “أعطنى اوامرك، جينرال إدوارد”
سكت القديس إدوارد لوهلة “كم جولة من سهام الطلاسم تبقت مع النشابين؟”
“لا يوجد سوى 200 سهم يا جينرال…”
غرق القديس إدوارد في التفكير مجدداً، 200 سهم مقابل 20 الف من الخيالة.. من المعروف ان الخيالة يكونوا من صفوة الجيش، في العادة يتكونون من الجنود في المستويات بين 6~10، لذلك الأسهم لن تؤثر لهم كما تؤثر في المشاة.. بل إلى حدٍ ما يمكن تجاهلها حتى
“ضع كل النشابين سواءً ذوي الطلاسم او العاديين في وضع تأهب للناحية اليسرى و أرسل اوامري بخروج كل خيالتنا من الباب الخلفي للقلعة و أرسلهم ليهاجموا خيالة العدو من الخلف اثناء إشتباكهم مع مشاتنا أمام السور”
“تحت امرك”
عاد القديس إدوارد ينظر نحو جينرال الأعداء، ” تريد اللعب؟ سألعب معك.”
—————-
في نفس الوقت، مملكة الشمس السوداء – مؤسسة برادلي العسكرية
روبين جالس في وضعية تأمل في غرفته، هو لم يصنع طلسم واحد منذ تسليم اخر دفعة قبل عشرة آيام، فخلال الفترة التي سبقت ذلك أرهق روحه كثيراً في صنع الطلاسم بكميات هائلة بلا راحة لذلك قرر أخذ فترة راحة طويلة حتى لا تصاب روحه بأذىً دائم بسبب الإرهاق، زارا ايضاً فعلت المثل و إكتفت بالتأمل و التدريب بمفردها في المسكن المجاور…
لكن روبين لم يجلس فحسب خلال هذه الفترة، تدريبه الذي كان في قمة المستوى الثامن إخترق للتاسع مباشرةً بعد اول 3 ايام من التدريب، ثم بدأ يحاول إكتشاف المزيد من الإحتمالات في عالم الطلاسم.
لكن الليلة مُقدر لها ان لا تمر كـ ليلة عادية..
فتح روبين عينيه ببطئ و سأل، ” من هناك؟ ”
الصمت القاتل ما يزال عالق في الهواء… لم يرد أحد على السؤال
وجه روبين نظره نحو جهة معينة و سأل مجدداً، “إلى متى ستلعب معي؟”
“اووه؟ انت فعلاً يمكنك إكتشاف وجودي..” ظهر شخص من وراء ساتر و إقترب بضع خطوات من روبين، ” يبدو ان سيدي لم يكن يبالغ في تقديرك عندما أرسلني”
” مغتال فارس في المستوى الرابع عشر… انا فعلاً أشعر الإطراء” قهقه روبين بهدوء و كأن الأمر لا يعنيه، لكن كلماته اثرت في المغتال الملثم الذي عقد حاجبه بقوة.. فهم لم يكن من المفترض ان يعرف مستواه!
روبين بعدها وقف من وضعية التأمل و سأل، ” كيف دخلت إلى مؤسسة برادلي العسكرية؟ و كيف دخلت مسكني؟ هل نزع جالان الحماية عني؟ من الذي أرسلك لقتلي؟ ”
“انت تسأل كثيراً بالنسبة لشخص ميت! لُم اخاك الصغير على موتك” لم يضف المغتال الملثم كلمة اخرى، إندفع بخنجره نحو رقبة روبين مباشرةً
في تلك اللحظة تحولت أعين روبين لدوامة من السواد و سرعان ما إنتشر الظلام حوله بسرعة خاطفة، نطاق الظلام تفعل فوراً و غلف المغتال داخله
كل حواس المغتال الملثم تعطلت، سواءً الرؤية او السمع او الشم، لم يتبقى له سوى الحث الروحي الذي اصبح ايضاً مشوش، الخوف ضرب قلب المغتال للحظة لكنه إستجمع شتات نفسه بسرعة.. *يجب ان انهي المهمة اولاً بعدها ابحث في ما حدث*
حسه الروحي المشوش أخبره ان روبين ما يزال في نفس مكانه الأصلي لذلك لم يوقف هجومه و أكمل بالطعنة مباشرةً نحو رقبته، فارق المستوى بين الإثنين جعل من روبين هدف سهل يستحيل التفادي حتى إن لم يراه عدوه
وصل الخنجر بسرعة لرقبه روبين.. لكنه لم يخترق شيئاً، الخنجر لم يجد سوى الهواء ليقطعه
إستخدم المغتال حسه الروحي ليحاول إيجاد مكان روبين لكن بلا فائدة، و كأن الأرض إنشقت و إبتلعته!
ظل يؤرجح الخنجر حوله لكن بلا فائدة، إن كان حتى الحس الروحي بلا فائدة في البحث عن روبين.. فالمهمة كلها فشلت، لذلك إستخدمه حسه الروحي لإيجاد النافذة و إلتفت نحوها ليحاول الخروج منها
لكن في تلك اللحظة حسه الروحي إلتقط روبين الذين ظهر فجأة خلفه على بعد خطوة واحدة منه، فور ظهور روبين قام بالتلويح بشئ ما نحوه لم يستطع حسه المشوش معرفه ما هو و لا المكان الذي ستنزل عليه الضربة بدقة.. حاول المغتال التفادي للخلف لكن روبين كان قريب جداً
“ااااااااااااااااه”
ألم فظيع شعر به المغتال، لكنه تجاهله للحظة و سدد ضربه نحو رأس روبين الذي كان على بعض قدم منه، الضربة كانت سريعة جداً..
حاول روبين التفادي بسرعة لكنه لم يفلح تماماً، الضربة نزلت على كتفه و أرسلته طائراً للخلف و إصطدم بالحائط خلفه بـ *بووووووم*
حاول المغتال الإستدارة و القفز من النافذة مجدداً، لكن قبل ان يدرك ما يحدث حوله وجد نفسه يسقط على الأرض و يصرخ بفعل ألم شديد، عندما مرر يده للمكان الذي يشعر فيه بالألم عند قدمه، لم يجد شيئاً..
ساقه اليمنى قد قُطعت من عند الركبة…
الموضوع التاليالموضوع السابق