رؤية اللهب الابيض يلامس اللوح المعدني جعل نية القتل في عينا هولاك تتلاشى في لحظة، ” ما الذي تفعله ايها الوغد المتهور؟ لو دمرت اللوح فلن تكون هنالك حاجة لأبقي على وعدي بحماية الشمال، يمكنني ارسال رجالي للفتك بقواتك و ربما ابحث عن حل وسط مع رجال الثعابين، هل جننت؟!”
“ألم تهدد بفعل المثل على اي حال؟ طالما وعدت بحماية الشمال فببساطة لن تسمح لأحد بالوصول له اصلاً، يا لك من عبقري يا هولاك! اُفضل ان ادمر اللوح و نكون اعداء افضل!” صاح روبين بغضب لدرجة ان زارا انتبهت له، “إسمع، اعترف ان حياتي لم تكن سلسة ابداً و اني دائماً اواجه المشاكل و الكوارث، لكني في النهاية دائماً انتصر! لو إخذتك عدواً صريحاً اليوم، فحتى لو تمت ابادة جيشي كله سأحرص على حرقك على وتد يوماً ما، هل كلامي واضح؟ إن لم اكن واضح كفاية رد بكلمة واحدة، أي كلمة.” اللهب اشتد تحت اللوح
“……” هولاك لأول مرة لم يجد ما يقوله، اي كلمة يتفوه بها الان قد يغضب روبين اكثر، هو فقط كان يريد بعض المنافع الاضافية، لكنه قطعاً لا يريد ان يتخذ روبين عدواً صريحاً!
“جيد، يبدو ان ما يزال هنالك امل فيك.” *شوو* روبين اطفئ اللهب الابيض، أرجع لوح القسم لخاتمه الفراغي و عادت الإبتسامة لوجه، “سأبق على اللوح معي سليماً لمدة اسبوع، إن حدث شئ، أي شئ، يوقف المطاردة طوال الاسبوع، سأدمر اللوح و اضم نيهاري لسُلطتي الأبدية… اولائك الوحوش الذين كنت تريد ارسالهم لعرقة الرجال، ربما عليك ارسالهم لإفساح الطريق لهم هيهي.”
“…تذكر ما حدث اليوم.” لأول مرة منذ آلاف السنين شعر بهذا الغضب و الإهانة
“كُل خرا.” قطع روبين التواصل مع هولاك بهذه العبارة، ثم بصق بقوة *تفووو*، بعدها صاح على الجنود، ” لماذا لم ننتهي بعد؟ مسمروا اولائك الملاعين اسرع!!”
———
داخل نطاق روح كوكب نيهاري–
بعينان كبيرتان لامعتان و فم صغير مبتسم، حدقت روح الكوكب في صورة روبين المنزعج و هى تتمتم: “اووه~ حاسم، قوي، فخم و ذكي، لدي قوات جبارة بينما ما يزال صغير السن… فقط شخص كهذا يستحق ان يكون لي حاكماً!”
بجوارها، هولاك لف رقبته ببطئ و ظل ينظر لها لبضع ثوان بإستغراب، “…انا حرفياً ما زلت هنا، ألا تملكين اي احترام ايتها العاهرة الصغيرة؟”
“حسناً لا يمكنك ان تلمني فأنت لا تعرف اي شئ عن الاحترام ايضاً، من شبه مالكه فما ظلم هيهي.” ضحكت روح الكوكب ثم اخذت دورة حول جسد هولاك الروحي، “لا اعرف إن كان علي كتابعة مؤقتة لك ان انصحك بعدم مواجهته، او كباحثة عن المالك المثالي ان اشعل بينكما شرارة ليقتلك و يصقلني، هذا مرهق للغاية..”
“حتى انتِ يا نيري؟ جميعكم تستخفون بي اكثر من اللازم.” قبض هولاك كلتا يداه
“اووه يا عزيزي لا احد يعرف مدى قوتك اكثر مني، في كامل النطاق اليافع يصعب ايجاد احد ليرفه عنك في قتال، لكن…” جلجلت روح الكوكب لوهلة ثم توقفت و عادت للنظر نحو صورة روبين، ” تلك المرأة اقوى منك بكثير و هو ما يزال يجرؤ على استفزازها، لا اعرف ما إن كان لديه قوة مخفية لا اعرف عنها، او ان لديه داعم اقوى… في الحالتين هنالك شئ مخيف حوله، هو يلعب في نطاق بعيد عنك.”
“أي امرأة؟ أي داعم؟!” إلتفت هولاك نحوها بسرعة، ناسياً استيائه في لحظة كعادته
“لا يمكنني التفوه بالمزيد للأسف، كما اني لن اتدخل في خطوتك التالية، فقط كمالكي المؤقت سأخبرك بشئ واحد.. اختر بحكمة.”
————
بعد قطع الاتصال مع هولاك، عاد روبين ليراقب ساحتي المعارك المتبقيتين بدون ان يقلق حيال شئ اخر، فخطته توجييهم للشمال هى حبل النجاة الاخير و الوحيد حالياً، لو قام هولاك فعلاً بخيانته و ايقافهم فلا شئ يمكنه فعله حيال ذلك، لذا بدلاً من الانتظار بقلق، فض روبين تجاهل هذه الامكانية، و التركيز على إحتمالية اختيار هولاك للمسار الذي يعيش فيه.
فحتى هذه اللحظة، روبين لم يجد في نفسه غضب اتجاه هولاك.. الاحمق لا يعرف شئ عن الخبث، لقد اخبره بفمه انه ينوي ايقاف قواته قبل وصولهم للشمال!
إبتسم روبين و هز رأسه، اياً كان ما يختاره هولاك سيجعل الفترة القادمة مثيرة.
بسرعة مرت ثلاث ساعات—
بعد بدأ المطاردة لم يعد هنالك أي زخم في المعارك حول *المدينة الآمنة*… قوات امبراطورية البداية الحقيقية ظلوا يحكمون قبضتهم على اعدائهم و يضيقون الخناق ببطئ حتى يتجنبوا الخسائر قدر الامكان، و في نفس الوقت اصبح القتل غير موجود تقريباً، معظم قوات امبراطورية الثعبان العظيم تم القبض عليهم و زرع مسمار الختم في صدورهم قبل ترحيلهم عبر البوابات.
بالطبع حاول الاباطرة التابعين للثعبان العظيم المساعدة اكثر من مرة، لكن ما من فائدة.. لقد غادر عدد كبير منهم بإتجاه الشمال و من بقي منهم بالكاد يمكنهم الحفاظ على توازن ضد قوات البداية الحقيقية، خلال الثلاث ساعات لم يمت احد من الطرفين.
بعد ساعتين اخريين–
جيش امبراطورية الثعبان العظيم انتهى امره تقريباً، لم يبقى سوى 10~ 20 الف اخذين تشكيلة دائرة و يدافعوا عن انفسهم بهلع كجرذان وسط قفص من الاسود
في قلوبهم و اذهانهم علموا يقيناً انهم ميتون لا محالة، فحتى الأسر هو موت مؤكد في الحروب الكوكبية، لذا لم يتهاونوا في الهجمات الانتحارية و الغيوم الارجوانية ملأت ساحة المعركة، لكن قوات البداية الحقيقية الذين اعتادوا على التعامل مع هذه الغيوم لم يتأذوا كثيراً، انها مسألة وقت قبل ان يقضوا على هذه البؤرة الاخيرة
لكنه صوت روبين جاء اوقفهم، ” حسناً هذا يكفي، أخلوا المنطقة بالكامل على الفور!”
“حاضر، معاليك!” صاح ضباط الجيش و بدأوا بالاخلاء، زارا ايضاً تقدمت مع وحوشها لكبح اولائك الـ 20 الف جندي من الثعبان العظيم امكانهم حتى لا يقوموا بأي حركة مشبوهة
خلال نصف ساعة تقريباً كل المساجين المتبقين، كل السفن الفضائية، و كل قوات امبراطورية البداية الحقيقية اختفوا من الموقع، تاركين ورائهم جنود الثعبان العظيم العشرون ألف ينظرون حولهم بضعف و إستغراب غير مصدقين ان كتب لهم عمر جديد.
اما روبين فعاد ليتابع المعركة فوق مصفوفة ختم السماء الكبرى لساعتين اضافيتين، و زارا تقف بجواره
استمرت المعركة حتى لمح روبين طاقة احد اسياد الحرب بدأت تخرج عن السيطرة، فأخرج رمحه مجدداً و صاح، ” إلى كل اباطرة و اسياد حرب البداية الحقيقية، إنسحاب!!”
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamx15699
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
إجمالي دعم هذا الشهر: 150$
+في اوبشن جديد من اول الشهر دا، اي 10$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE