“هيا بنا، لا تضيعوا الفرصة!”

“ابتعدوا عني!!”

الـ90 امبراطور المتبقين شعروا ان الحياة تبسمت لهم مجدداً بسقوط الجدار، من كان لديه قطرة اخرى من دم دروغر المفترس حرقها و هاجم خصومه ثم اسرع ليخرج

هذا الهجوم البائس الاخير كان مدمر لأقصى درجة، في لحظة واحدة تلاشى اكثر من 30 امبراطور من البداية الحقيقية و تضررت دروع البقية بشدة

الجينرالات الثلاث ايضاً فعلوا كما فعل الراحل سولي، أبقوا على كمية دم تدعم حياتهم فقط و الباقي حرقوا لشكلوا هجوم اخير قوي، لكن على عكس سولي هم لو يبقوا في الارجاء لتوجيه الغيمة الارجوانية، لقد أداروا ظهورهم و انطلقوا نحو الجدار المكسور بكل قوة ليلتحقوا ببقية الاباطرة الاخرين

“هاهاها اجل، لقد فعلها الرجال!!” المارشال زانوكس ضحك بصوت عالٍ عندما رأى ما يحدث في الاسفل

غريزياً، اول ما حاولوا القيام به هو الانتشار في اكثر من جهة و عمل ثقوب في مصفوفة ختم السماء الكبرى حتى يتمكنوا من الوصول للتعزيزات و بهذا سيتم انقاذهم

لكن صيحة من روبين دمرت احلامهم، “لا تدعوا واحد منهم يصعد للأعلى، اولائك الاوغاد هم من قتلوا رفاقكم و أرادوا سرقة ثرواتكم، حاصروهم اولاً ثم طاردوهم لأقاصي الكوكب!”

“همف!” الـ 450 امبراطور قتالي المتبقيين من امبراطورية البداية الحقيقية زمجروا معاً و هاجموا خصومهم مجدداً، قيصر و البقية رصدوا ديريت و بارس و جايك و طاردوهم ايضاً

الفارق العددي كان مهول، كما ان اباطرة الثعبان العظيم فقدوا جُل قوتهم في الهجوم على الجدار و محاولة الهرب، الدخول في معركة اخرى الان من اجل عمل ثقوب في مصفوفة ختم السماء الكبرى فوقهم مباشرةً كان مستحيل

الحل الوحيد كان: “انتشروا في كل الاتجاهات بأقصى سرعة، رجالنا في الاعلى سيصنعوا لنا ثقوب بعيداً عن هذا المكان اللعين!” صرخ ديريت بقوة، و في سبيل هذه الصرخة فقد امامها ذراع بنصل أليكساندر، “اررغ!!”

لكن بالنسبة له كانت صفقة رابحة… اسياد الحرب و العفاريت في الاعلى و المئات من الاباطرة في الاسفل لن يسمحوا لهذا التوحيد ان يحصل، فرصتهم الوحيدة كانت محاولة ايجاد مخرج من مكان اخر!

“حاضر!!” اباطرة الثعبان العظيم المتعبين لم يفكروا مرتين، فقط تلقوا الاوامر و بدأوا بالطيران بأقصى سرعة في جميع الاتجاهات
في الاعلى ايضاً انسحب العشرات من الاباطرة من القتال ضد اسياد الحرب و العفاريت و انطلقوا في اتجاهات مختلفة ليساعدوا اخوانهم على الصعود

لكن كانت هنالك مشكلة *بااا*

*بااا* *بوم* *بوم*

لقد خرجوا جميعاً من ناحية واحدة من الجدار، و تحت اوامر روبين قام الـ 450 امبراطور بشري بتطويقهم من كل الاتجاهات بالفعل، كلما حاول احدهم الفرار من التطويق يتم اعتراضه و ضربه

الوحيد الذي وجد ثغرة و كاد ان يهرب شرقاً ظهر امامه امبراطور من سيوف الظلام و ركله ليعود لداخل التطويق مجدداً!

“تباً، ما العمل؟!”

“هل كُتب علينا الموت اليوم!؟”

“ضعوا الجدار خلف ظهوركم و تقدموا للأمام فحسب، هم لم يحاصروا ذلك الاتجاه بعد!”

“هيا بنا!!”

*سووش* *سووش*

لم يكن هنالك وقت للتفكير، كلهم جعلوا الجدار في ظهورهم مباشرةً و اطلقوا بأقصى سرعة للأمام.

“اتبعوهم!” *سووش* *سووش* اباطرة يورا لم يضيعوا الوقت ايضاً، انطلقوا ورائهم كالسهم بدون العبئ بأي شئ اخر

الجينرالين بارس و جايك ايضاً تمكنوا من الافلات مرة اخرى و اللحاق بالبقية مثقلين بالجراح و كل واحد فاقد طرف او اثنين.

كلما حاول احد اباطرة الثعبان العظيم مهاجمة مصفوفة ختم السماء الكبرى فوقه، يأتي من الخلف هجوم يعترض هجومه قبل ان يصل للمصفوفة… الشخص في المقدمة حاول انتهاز تقدمه على المُطاردين و انطلق للأعلى كالسهم ليحدث فجوة، لكن ظهرت امامه بوابة فضائية فورية، خرج منها امبراطور ظلامي لطمهَ بقوة جعله يعود لسربه مجدداً.

معركة الابادة تحولت فجأة لمطاردة مفتوحة، و مع ذلك اباطرة الثعبان العظيم يشعروا بضغط اعظم!

“…ما الذي يخطط له ذلك العجوز؟” تمتم قيصر و هو يراقب رجاله يبتعدوا

“يبدو ان معاليه يخطط لشئ مثير للإهتمام…” تقدم أليكساندر لجواره ببطئ، درعه الذهبي الاسود المصمم خصيصاً لم يعد موجود تقريباً، فقط قطع متناثرة منه ما تزال متمسكة بجسده، اما البقية فتلاشوا تحت وطئة هجمات قانون التآكل الثانوي المستمرة

“اياً يكن، علينا اللحاق بهم او سيضيع جزء من المرح.” ابتسم قيصر ثم ألقى جانباً جثه تحترق بهدوء باللهب الاسود… لقد كان الجينرال ديريت.

*شششييـ* في هذه اللحظة ظهر امامهم امبراطور ظلامي، انحنى قليلاً، قبل ان يقف مجدداً و ينظر في عينا قيصر، ” الجينرال الاعلى، معاليه لديه مهمة لك.”

———

“…يا صاح، إعدل عن ما تفعله، هذا ليس مضحك، هذا قد يفقدنا صداقتنا.” صوت هولاك ظهر في رأس روبين، بدى جاداً

“أي صداقة؟ فقط انتظر، انا لم افعل شيئاً بعد، انظر الحركة التالية.” إبتسم روبين بهدوء

“إلى جميع القوات، إنتباه!” صوت قيصر رج الاجواء، ” فلتبق الكتائب من 1 إلى 3 و الكتيبتان 7 و8 والكتائب 11 و 12 و 13 هنا برفقة فرسان التيرا لقتال الاعداء، اما البقية كلهم فليستخدموا البوابات لإعتراض طريق الاباطرة الهاربين فوراً، عندما نقضي عليهم ستعودوا للقضاء على اولائك الفئران بسرعة!”

*بزززت* فور سماع اوامر قيصر بدأ العمل فوراً

قوات التيرا الـ 10 الاف المُشكلين لمصفوفة ختم الارض حول المدينة أبطلوا المصفوفة بما انه لم يبقوا فيها احد و ذهبوا للإنضمام لبقية الفرسان في القتال، اما كل الكتائب التي لم يتم ذكر اسمها فبدأوا بالانسحاب السريع و دخول البوابات

الجنود المتبقيين و سلاح فرسان التيرا اكثر من كافيين للتعامل مع جيش امبراطورية الثعبان العظيم، لكن بعد الانسحاب سرعان ما ظهر عيب قاتل لاحظه كل القوات…

جبهة القتال الشمالية اصبحت خالية تقريباً، لم يعد هنالك حائل بين الجنود و بين مركباتهم.

و بالطبع، ضباط امبراطورية الثعبان العظيم الذين وضعوا احدى اقدامهم في الموت، لم يفكروا مرتين عندما لمحوا هذه الفرصة، ” عودوا للسفن بسرعة و جهزوا المدافع!!”

كل الجنود تركوا ظهورهم عارية للهجمات و سارعوا نحو السفن كالمجانين، في هذا الاندفاع الكثيف وحده سقط اكثر من 100 الف جندي اخر بين قتيل و جريح

كما انه كان هنالك عدد ضخم في الناحية الاخرى من المدينة ما يزالوا عالقين مع سُفنهم، هؤلاء ظلوا اماكنهم يتابعوا القتال بلا أمل لهم في المغادرة

لكن من نجى و تمكن من الوصول للسفن لم يعيروا اهتمام للبقية، دخلوا سفنهم ثم بدأوا بالطوف مباشرة، مستغلين المدافع لقتال من تبقى من قديسين و حكماء المطاردين لهم لعلهم يتمكنوا من عكس التيار بإستخدام المدافع او حتى انقاذ رفاقهم، لكن قوات امبراطورية البداية الحقيقية لم تكن لقمة سائغة…

سرعة تحركاتهم و قوتهم الهائلة مكنتهم من اسقاط 5 سفن بسرعة، و تحت قيادة الجينرال الاعلى قيصر و الحاكم أليكساندر بدأوا بفرض حصار شامل ليسقطوا البقية

قتال هذا العدد من نخبة قوات يورا كان متعب بما يكفي، الان ظهور اثنان من اقوى اباطرة الاعداء جعل الجميع يفزع!
“اللعنة، فلنخرج من هنا!!”

مجدداً لم يجد أولي الامر بداً من الفرار نحو الاتجاه الوحيد المتاح، نحو الشمال.


ت/ز: باقي فصل ^^”

من Zeus

-+=