*شااا* *شااا*
“هناك، اقبضوا عليه!”
منذ دخول روبين للمدينة لم يستخدم سوى الوشم الالهي ثاقب الفضاء للتنقل و رمحه الاسود للطعن، لم يستخدم اي ورقة رابحة او هجوم مبهرج، يمكن حتى القول ان عدد كبير من الاباطرة كانوا اقوياء بما يكفي للشعور بمساره و هو يتحرك في فضاء المدينة، لكن لم يستطع احد الامساك به.
جزء من هذا يعود إلا ان روبين وصل بالفعل لقمة نطاق حكيم و مجرد امبراطور منخفض المستوى او حتى متوسط المستوى لن يُمسك به بسهولة، و الثاني هو ان كل واحد من اهدافه له خصم بالفعل، ففهي النهاية الغلبة العددية ما تزال في جانب امبراطورية البداية الحقيقية، مهما كان اباطرة الثعبان العظيم يريدون قتل روبين لا يمكنهم ببساطة تجاهل خصومهم و السعي خلفه!
لهذا تمكن روبين بمفرده من قتل 3 اباطرة و استخدام مسمار الختم على 7 اخرين، لكن هذا لم يكن تأثيره الوحيد، فالفوضى التي سببها مكنت اباطرة البداية الحقيقية من استغلال فرصة تشتيت انتباه خصومهم و اسداء ضربات قاتلة او ختمهم
خلال 20 دقيقة من انضمام روبين للقتال نزل عدد اباطرة الثعبان العظيم القادرين على القتال تحت خط المئة اخيراً و ما يزال ينزل بسرعة، الان كل واحد منهم يقاتل اثنان على الاقل من اباطرة البداية الحقيقية، و بعضهم يقاتل ثلاثة او اربعة، هذا بجانب وجود روبين!
في هذه الاثناء، معركة فرسان التيرا ضد مشاة الاساطيل الخمسة انتهت بالفعل، بعدما وصل تعداد الجنود المتبقيين لـ 70 الف انهارت كل التشكيلات و ما بقي لديهم من عزيمة فسُهل اخضاعهم و أسرهم… نتائج هذه المعركة كان أسر 160 الف مستخدم قوانين و مقتل 180 الف اخرين من صفوف الاساطيل الخمسة، بينما قُتل 40 الف من فرسان التيرا، معظمهم سقطوا بسبب الهجمات الانتحارية و انتشار الغيوم الارجوانية في ارجاء المعركة.
بعدما تم التأكد من اخضاع الجميع و دك مسامير الختم في صدورهم، تُرك في الخلف ألف فارس تيرا فقط لينظموا المساجين و يبدأوا بترحيلهم من خلال بوابات فضائية فورية، كما انهم بدأوا بدفع المركبات الفضائية للأساطيل الخمسة لداخل البوابات فأخذت تختفي واحدة تلو الاخرى.
بينما خرج ما يقارب من 130 الف من فرسان التيرا من مصفوفة ختم الارض و انضموا لزملائهم في الخارج في معركة *المشاة* الرئيسية.
جيش امبراطورية الثعبان العظيم الرئيسي كان يعاني بالفعل من الهجوم الجوي فوقهم، و من مطر الطلاسم الذي يبدو و كأنه لا ينتهي ابداً، لكن على الاقل لم يكن هنالك أي خطر عليهم من الاسفل لأن من بقي على الارض هم الفرسان فقط، فكان كل تركيزهم كان منصب على التصدي للهجمات و الطلاسم التي تأتيهم من الاعلي. لذا عندما جاء مد من عشرات الآلاف من فرسان التيرا لم يكن هنالك أي رد فعل قوي، صفوفهم تمزقت إرباً و الاشلاء تطايرت في السماء
جيش امبراطورية الثعبان العظيم الذي كان يقدر تعداده بإثنان مليون قد فقد مئات الالف من الجنود بحلول الان
“اااااه، لن اغفر لكم!!”
“ابتعد عن طريقي ايها الوغد!!”
في هذه الاثناء تمكن المارشال سيربال من تدمير سيد الحرب الذي يوقفه، سيد الحرب تفكك لآلاف القديسين و الحكماء، سقط بضع مئات منهم قتلى على الفور، بينما البقية انتشروا و استخدموا الاسوار لدخول مصفوفة ختم السماء و الاحتماء داخلها
“دمروا هذه الجدران اللعينة!!!”
هبط سيربال بجنون للأسفل ارسل عدة هجمات على مصفوفة ختم السماء الكبرى فأصابها بعدة فجوات، ثم هَم ليستعمل ادى الفجوات لينزل و ينقذ ما يمكن انقاذه، لكن سيد حرب اخر قطع طريقه.
“اللعنة!!” سيربال بدأ مجدداً بقال سيد الحرب الجديد، بينما المارشال زانوكس كان على وشك تدمير سيد الحرب الماثل امامه ايضاً
قُتل 200 من العفاريت حتى الان و مثلهم من اباطرة الثعبان العظيم، لكن هذه الوتيرة تعني فقط ان لحظة القضاء على العفاريت كلياً و العصف بمصفوفة ختم السماء الكبرى بات وشيكاً جداً
لكن روبين لم يبدو مهتم جداً بما يحدث في الاعلى، ظل يتحرك بخفة في معركة اباطرة المدينة يحدث الشغب و الثغرات.
“يووو~ كنت اعرف انك تملك القانون الرئيسي للفضاء!” صوت هولاك دوى في عقل روبين
“…” إبتسم روبين بدون قول كلمة، في هذه اللحظة استخدم رمح الفضاء لصفع مؤخرة امبراطور متوسط المستوى ثم فر هارباً.
لكن هولاك لم يقبل الصمت، “يا صاح، اسلوبك في القتال مستفز فعلاً لكن ليس منيع، لو كنت اقاتل ضدك لكنت قتلتك بحلول الان. طالما دخلت القتال بالفعل، لما لا تنفذ كلامك و تقتل المارشالات و الجينرالات و تسقط النجوم و المجرات؟ لو قتلتهم فعلاً سيهتز سلم القيادة و تكون المعركة اسهل، أم انك ملئ بالهراء؟”
“لم يحن وقت موتهم بعد، لدي استخدام افضل لهم.” قهقه روبين
“رجعت للتباهي مجدداً، في ماذا قد تستخدم ثلاثة اشخاص كل واحد منهم قادر على قتلك؟ أتحسب نفسك انا؟”
إبتسم روبين و توقف مكانه، ” انت ثرثار و انا عارف هذا منذ قابلتك اخر مرة، لكنك كسرت رقمك القياسي اليوم، ألا يمكنك ان تراقب بصمت قليلاً؟ الوضع على وشك ان يصبح حماسي..”
“يا صاح تبجحك قد كُشف لا داعي للتصرف بغموض اكثر، خلال خمس دقائق فقط سيخترقوا المصفوفة في الاعلى و عندما سينتهي جيشك بالكامل و يُدفن هنا، هذه فرصتك الاخير لعقد الاتفاق، لو راسلتني بالموافقة في وقت متأخر جداً قد لا ارضى انا! حسناً إسمع، ماذا عن–” تابع هولاك كلامه بسرعة، ليس لأنه يحب الكلام لكنه فعلاً كان متوتر في هذه اللحظة
ففي نظره لو كُسرت المصفوفة في الاعلى، ا قل عدد الاباطرة العفاريت اكثر فستكون هذه الحرب ميؤوسة، و كما قال روبين فأكبر خاسر من حدوث ذلك سيكون هو، هولاك، لا محالة، الشك بدأ يضرب صدره ان روبين قد جُن فعلاً و لن يقبل شروطه حتى لو دمر جيشه كله لذا بدأ يفكر في الانضمام للمعركة على اي حال، لكن مشهد امامه جذب انتباهه و عقد لسانه…
*كراك* *كرااااك*
ظهرت تشققات هائلة في احدى جدران مصفوفة ختم الارض المقامة حول المدينة، في هذه اللحظة بدى و كأنه مصنوع من زجاج!
“هذا سئ، لا تدعوهم يقتربوا من ذلك الجدار حتى نعرف ما يحصل، لو هاجموه الان قد يتمكنوا من الهرب!!” صاح روبين بقوة
“مخرج! هاجموا تلك الناحية بسرعة!!” ما يقارب الـ 90 امبراطور المتبقيين داخل المدينة شعروا بأرواحهم ترجع عليهم بعدما فقدوا الامل، فوراً تراجعوا بعيداً عن خصومهم و هاجموه جميعاً فكسروا الجدار *بوووووم*
