بعد بضعة دقائق اخرى جاء صوت هولاك مجدداً، “يا صااح~ لماذا لم تتصرف بعد؟ واضح انك فاشل استراتيجياً لكن ليس لدرجة ان تكون اعمى، اباطرتك يتم ذبحهم بالجملة في الاعلى!”

“اووه، انا فاشل استراتيجياً؟ لم تعتقد هذا؟” إبتسم روبين، ما يزال يراقب ساحات المعارك الثلاث في الاسفل حصراً.

“هيه~ اسمح لي ان اُعلمك شيئاً إذاً. ما فعلته في معركة المشاة كان حماقة، فطالما معركة الاباطرة ما تزال لم تحسم فمهما يحدث في بقية ساحات المعارك لن يهم، كل ما تفعله هو انك تستفزهم زيادة و تسرع من نصرهم، انت الان تتصرف كالشرير الذي يترك البطل و يذهب لتعذيب عائلته، فقط ليجد البطل عاد لينتقم بجنون.” تنهد هولاك

“…ما خطب تشبيهاتك عن الابطال و الاشرار اليوم؟” قهقه روبين، ” ثانياً ربما يكون لدي خطة من هذه الفعلة..”

” و ما هى خطتك العبقرية بالضبط؟ بالفرض انك قتلت كل رجالهم في الاسفل، ماذا بعد؟ هل سترسل مستعملي الدرجة الثانية و الثالثة هؤلاء ليقاتلوا الاباطرة برفقة العفاريت؟ فقط لأنهم يستطيعوا الطيران؟ القتال سيكون كجيش من الرُضع يحاولوا تدمير تماثيل معدنية، لو ارسلت مليون جندي سيُقتلوا، لو ارسلت عشرة ملايين سيُقتلوا!” صوت هولاك بدى محبطاً و كأنه يُعلم تلميذ فاشل، ” ربما تظن انه عبر التضحية بهم و تحويلهم لعلف مدافع سيتمكن اباطرتك من عمل معجزةٍ ما و الفوز، لكن لم كل هذا يا رجل؟ فقط وافق على عرضي و سأنهي لك المعركة على الفور.”

“اوه، تبدو واثق جداً…” حرك روبين نظرته قليلاً ليركز على معركة الاباطرة في المدينة

بعد مقتل الجينرالين مولاد و سولي اصبح فلورا و رايدين محررين، فإنضموا للقتال ضد الجينرالين بارس و جايك. برؤية انه الان لم يعد بحاجة له ليراقب الاوضاع بعدما اصبحت كل الميادين واحد ضد اثنان، قيصر انضم لأليكساندر ليقاتلا الجينرال ديريت معاً!

قتال جينرال لجينرال كان عصيب بما يكفي، اما الان كل واحد فيهم يقاتل ضد اثنان. حتى لو عادت قوتهم بالكامل للمستوى 47 بعدما تلاشت صدمة تقنية انفجار العودة للفراغ، فهم عرفوا في قرارة انفسهم انهم يرقصوا على حافة الموت، لكن لم يكن في ايديهم شئ سوى متابعة الرقص حتى يصل الدعم…

معركة فيلق التيرا ضد جنود الفيالق الخمسة تصل للخاتمة ايضاً، كان لدى فيلق التيرا اغلبية ساحقة بالفعل، و بعد اعلان روبين امكانية استخدام السوار ترك كل راكبي التيرا مطياتهم و حلقوا في السماء.. لذا في حين ان وحوش التيرا الذكية ما تزال تفتك بأعدائها في الاسفل، راكبيهم سيطروا على السماء و بدأوا عمليات أسر موسعة، في هذه اللحظة عدد الاشخاص الذين تم اختراق صدرهم بمسمار الختم يتألموا على الارض وصلت لعدة عشرات من الآلاف، يمكن القول ان المعركة انتهت بالفعل و يتم حالياً التنظيف!

صوت هولاك قاطع تفكير روبين مجدداً، “يوو! بالطبع انا واثق انه يمكنني تحويل الهزيمة إلى نصر، من تظنني؟ المنطقة الشمالية كلها في قبضتي الان، جمعت 450 امبراطور من العمالقة تحت رايتي، كما انه بمساعدة شريكي العزيز يمكنني إستدعاء ما يقارب الـ 200 وحش بقوة نطاق امبراطور، لو اضفنا هذه القوات للمعركة الجارية سنكسب زخم كبير و نجربهم على الفرار لا محالة، هذا بالطبع بغض النظر عن قوتي الجبارة هاها.. هيا يا صاح، انت تعرف اني محق، كل ما عليك فعله هو مد يدك و عقد الاتفاق.”

“همم ربما..” رد روبين مبتسماً و عاد ليراقب المعارك الثلاث، غير عابئ بهولاك، و لا بمذبحة الاباطرة التي تجري في الاعلى

بعد مرور بضع دقائق اخرى تمتم، ” حسناً الان مناسب..” ثم وضع يده في فمه و اطلق صفيراً ذا نغمة معينة *ووسسسـ*، خلال لحظات تجمع حوله المئات من سيوف الظل.

بعد سماع الصافرة نظرة زارا بإتجاه والدها بترقب، تفكر في انه سيكون من الجيد لو كانت بجواره لتعرف ماذا يريد ان يفعل الان، لكنها تنهدت و عادت لتنظر امامها، “هيه~” حتى لو كانت تقف فوق رأسه هو لن يخبرها شئ ينوي فعله قبل ان يتم.

لكنها فجأة سمعت صوت والدها يدوي بقوة فوق ساحة المعركة، كل من هم في محيط عشرات الاميال سمعوه بلا شك و هو يصيح، “يا حثالة الكواكب، لقد تجرأتم قتل رجالي و تدنيس من هم تحت حمايتي، اليوم سأثأر بيداي هاتين!!”

“تعيش امبراطورية البداية الحقيقية! يعيش معاليه!!”

“تعيش امبراطورية البداية الحقيقية! يعيش معاليه!!”

عندما إلتفت بسرعة اتجاه أباها بسرعة وجدت ان سيوف الظل قد اختفوا بالفعل و انه يقف وحيداً الان بشموخ و معالم غضب، ثم اخرج رمح الفضاء الاسود و طار بسرعة بإتجاه المدينة!

“يبدو ان ذلك الوغد هو زعيمهم”

“ماذا يريد ان يفعل بإستخدامه للمستوى الثالث من القانون؟ اقتلوه!!” بعد سماع اباطرة الثعبان العظيم داخل المدينة لخطاب روبين القصير، و برؤيته يقترب نحوهم بسرعة، كل الانظار ذهبت عليه، مع انهم يقاتلوا قتال حياة او موت ضد خصومهم إلا ان جميعهم كان مستعد للإنقضاض على روبين في اللحظة التي يدخل فيها الحاجز!

لكن في هذه اللحظة و قبل ان يلمس روبين الحاجز مباشرة، *وووش* روبين اختفى

“ماذا؟! اين ذهـ–” قبل يتمكن ذلك الامبراطور القتالي من اكمال سؤاله، رمح الفضاء الاسود كان اخترق فمه

“حـ حاصروه!!” مع انهم لم يفهموا بعد كيف فعلها روبين، إلا انهم بلا شك عليهم انتهاز الفرصة و قتل زعيم الاعداء، كلهم انتفضوا نحوه

*سووش* *سووش* *سووش*

روبين ظل يستخدم وشم ثاقب الفضاء ليختفي و يظهر في كل مكان في المدينة كالكابوس، في كل مرة يظهر إما يدك مسمار ختم في صدر إمبراطورية او يتصدى لهجوم كان ليطيح بأحد رجاله، ام ربما يظهر ببساطة لتشتيت انتباه احد اباطرة الثعبان العظيم الذي يستعد لعمل هجوم كبير، ثم يختفي مجدداً.

*كرر* *كراك* *كراك*

ليس ببعيد عن روبين بدأت اصوات تصدع و تكسر تصدر بكثرة، لكن اصوات المعركة الصاخبة غطت عليها بالكامل

ربما لو كان اباطرة الثعبان العظيم في كامل وعيهم الاستراتيجي لرأوا ما يجري او حتى شعروا به، لكن تدخل روبين كان جاذب للانظار بشكل كبير… فلم ينتبه احد للتشققات التي بدأت تحدث في احد جدران مصفوفة ختم الارض.


كنت ناوي ارفع فصلين اليوم لكن توفى اثنين من اقربائي اليوم، مش عارف دي صدُف و لا حد فيكم نحس…

من Zeus

-+=