“جينرال مولاد، لاااا!!!”

مقتل واحد اخر من الجينرالات الخمسة على يد قيصر ارسل موجات من صيحات النصر و الاستياء داخل المدينة، و ضيق الخناق على البقية اكثر

*بووم* *بوووم*

اما المعركة *الارضية* خارج المدينة فأخذت في الاشتعال بمرور كل ثانية، اعداد القتلي بدأ يتراكم بشكل مهول، لكن اعداد المُختطفين بدأت تفوق ذلك!

“تعال هنا!!”

نزل احد الحكماء من السماء كالصقر المنقض على فريسته و قبض على احد ضباط العدو من رقبته، ثم اخرج شئ يبدو كمسمار معدني من داخل درعه، و ضربه في صدر الضباط.

“ارغغغ!!” صرخ ذلك الضابط من امبراطورية الثعبان العظيم بقوة و هو يشعر بقوته تتلاشى، بدأ يستعيد ذكريات حياته امام عينه كشخص على وشك الموت، لكن *سوووش* وجد نفسه يتم القاءه نحو احدى البوابات الفضائية، “هوااااا~~”

 

*بزززت* *بووف*
رفع ذلك الضابط رأسه بصعوبه ليرى ما يحدث حوله، فوجد المشهد تغير امامه بالكامل… السماء فوقه ما تزال زرقاء داكنة و التربة التي دخلت فمه كانت زرقاء ايضاً لذا عرف مباشرةً انه ما يزال في نيهاري، لكن اصوات الحرب لم تعد موجودة و المدينة التي يقاتلوا بجانبها اختفت، الان لا يوجد سوى بحر من اجساد رفاقه ملقاة بجواره بضعف، كلهم يئنوا بألم، كلهم احياء!

و بجانبهم وجد صفوف لا آخر لهم من جنود يرتدون الدروع الذهبية، ينظرون نحوهم بطمعهم ثم يحركوا اقدامهم و اسلحتهم بتوتر، واضح انهم ينتظرون دورهم لدخول البوابات بفارغ الصبر… كيف لا و هم يروا كل اولائك الاسرى يتحدفون فوق رؤوسهم؟ عليهم الدخول و حصد بعض النقاط هم ايضاً!

…تم ابتكار مسمار الختم من قِبل معاليه ليكون سهل التصنيع و تم انتاج كميات كبيرة منه، ففور ابتكاره تم تصنيع 30 الف منهم خلال بضع ايام و تسليمهم لبيون و البقية لأسر جيش قبيلة عزيل، اما الان بعد مرور عدة اشهر، تقريباً كل جندي من جيش يورا يحمل اثنان او ثلاثة منهم على الاقل طوال الوقت.

بالطبع القتل اسهل بكثير و اقل تكلفة، لكن لسببٍ ما معاليه أمر بإعطاء نقاط مضاعفة على الاسرى، و لهذا بدأت ظاهرة الاختطاف الغريبة تلك فور بدأ المعركة، خلال بضع دقائق قُتل 10 آلاف من جنود امبراطورية الثعبان العظيم لكن تم أسر اكثر من 17 الاف و ترحيلهم من ساحة المعركة!

بالطبع هذه الاعداد بالكاد تخدش الجيش العظيم الذي قوامه 2 مليون جندي تقريباً، لكن المرح بالكاد بدأ…

“…حسناً لم اتوقع هذا، إعتقدت انك ستحدث اختراق في تدريبك و تخرج بعض الاوراق الرابحة كوحش اسطوري اليف او سيف إلهي لامع، و ربما تظهر بعض الهالات الشيطانية و صفوف من عواجيز الجبل، يعني اشياء بطولية كهذه… انت ممل يا رجل~” اخيراً صوت هولاك صدى في رأس روبين مجدداً، الاحباط كان بادٍ عليه

إبتسامة كبيرة ظهرت على وجه روبين، ” بصراحة فكرت في الامر، لو بذلت كل ما بوسعي يمكنني قتل المارشالات الثلاث ، نصف جينرالات الثعابين، و ربما 40 او 50 امبراطور قبل ان افقد طاقتي، لكن بعدها سأكون بلا حول ولا قوة، كما اني لا اضمن ان هذا سيقلب الموازين، قد يكملوا قتال ببساطة و يتسبب هذا في خسائر فادحة لقواتي، و ايضاً… أليس تدخلي شخصياً سيكون إقرار مني بضعف إمبراطوريتي؟ بفشلي كمُخطط؟ لا، لن اعلن هزيمتي بهذه السهولة.”

“يوووه~ تقتل المارشالات الثلاث؟ نصف الجينرالات؟ 50 امبراطور قتالي؟ أتظنهم دجاج هنا؟! هؤلاء يستعملوا قانون من مسار التدمير يا صاح! لحظة، على ما اذكر انت لم تدخل نطاق امبراطور اصلاً صحيح؟ تسك تسك~ كنت اظن اني متغطرس بما يكفي، لكن العالم ملئ بالمجانين حقاً..” هولاك نفسه لم يعرف ما إن كان روبين كاذب ام جُن حقاً

“…” حافظ روبين على ابتسامته و لم يقل شيئاً

بالتفكير في الامر، عدد البطاقات الرابحة في حوذته تراكمت بدون ان يسعى خلفها، ابسط واحدة فيهم و التي رآاها الجميع مسبقاً هى قانون الزمكان السيادي… قام روبين مؤخراً بتطوير وشم ثاقب الفضاء بوضع قطع من قانون الزمن تظهر عند الحاجة، بإستخدام ذلك الوشم الإلهي سيتمكن بسهولة من قتل مارشال او اثنين قبل ان يبدأ الزمكان يفتك بأساساته!

لكن في معركة بهذا الحجم فالمجد الفردي بلا وزن له، حتى لو قتل مئة امبراطور بمفرده سيظل التفوق العدد لصالحهم مرعب. لا يمكنه ان يفعل كما حدث في الحرب ضد هوفنهايم فيتدخل و يجد نفسه مغمىً عليه اسابيع او شهور، ليس في موقف كهذا… البقاء هادئاً و ايجاد حلول للنصر هو مسؤوليته حالياً.

“.. لكن بصراحة يمكنني ان اعترف، كان هذا جيد، لقد خبئت قدرة الطيران هذه بشكل متقن للغاية، لكن للأسف، ان كان هذا كل ما تعتمد عليه فسيخيب املك.”

“اوه، و لما هذا؟” رد روبين مبتسماً، عيناه تشعان قليلاً بالذهبي و هى تحوم على ميادين المعارك الثلاث الواقعة تحت مصفوفة ختم السماء العظمى

“ارفع وجهك و انظر للأعلى يا صاح، انت نكزت عش الدبابير و اخشى انك لا تملك ما تحمي به نفسك هيهي.” رد هولاك، ثم ركز الاثنان على المعركة في الاعلى قليلاً

“سحقاً سحقاً سحقاً!!”

“اخترقوهم!!”

“اللعـنــــــــــــــــة!!!”

الاباطرة القتاليين لإمبراطورية الثعبان العظيم جُن جنونهم في الاعلى، رؤيتهم لزملائهم يتم ذبحهم فوق المدينة، و معركة التيرا البشعة كان ضغطاً عليهم يكفي، لكن ما يحدث في جيشهم الرئيسي الان كان القشة التي قسمت ظهر البعير

قد يكن لديهم النية في انقاذ زملائهم من الاساطيل الخمسة المحاصرين، لكن ما يزالوا غرباء عنهم، اما من يُقتل في هذه اللحظة كانوا رفاقهم و مرؤوسيهم الذين رافقوهم لسنين، اولائك الجنود لو قُتلوا فستنهار قوة اساطيلهم، بل و اسوأ.. لو فقدوا كل تلك القوات دفعة واحدة ستنهار قوة امبراطوريتهم بالكامل!

و ايضاً كل سفنهم الفضائية في الاسفل، لو تدمرت ستحل كارثة اضافية، بغض النظر عن انه سيتم حبسهم هنا لفترة طويلة جداً بدون طريقة لإرسائل رسائل لكوكبهم الام، لقد عملوا على هذه السفن لآلاف السنين حتى كونوا الاساطيل!

لو تدمرت سفن الـ 21 اسطول و قُتل كل مستخدمي الدرجات الاولى و الثانية و الثالثة من القوانين فقوة امبراطورية الثعبان العظيم سيخسف بها الارض، سيعودوا آلاف السنين إلى الوراء، سيستحيل عليهم الحفاظ على بقية الكواكب الثمانية!

*هذا الجنون يجب ان يتوقف.. يجب ان يتوقف!!* عقول كل اباطرة الثعبان العظيم صاحت في نفس الوقت

لم يعد اباطرة الثعبان العظيم يقاتلوا كالطرف الاقوى في المعادلة، بل كشخص يرى الكلاب تُهاجم ابنه، بدأوا بحرق دمائهم و الضغط للأمام بكل قوة غير واضعين في الاعتبار سلامتهم الشخصية

اعداد القتلى منهم و من العفاريت اخذت تتضاعف ايضاً، حتى الان سقط 60 من الطرفين و ما يزال العدد يزداد بسرعة، حتى الاباطرة البشر حول اسياد الحرب بدأوا بالتساقط، حتى الان قُتل منهم 15، بل و اسياد الحرب انفسهم بدأوا يتلقوا هجمات قااسية من كل حدب و صوب!

و ليسوا هم وحدهم من اصيبوا بالجنون… اباطرة الاساطيل الخمسة داخل المدينة رأوا اثنان من جينرالاتهم يسقطوا واحد تلو الاخر، و هم انفسهم اصبحوا 230 بعدما كانت اعدادهم 400، عندما رأوا ان الدعم في الاعلى تأخر و رأوا ان جيشهم الرئيسي يتم اغتصابه خارج المدينة، بدأوا يتصرفوا بشكل انتحاري ايضاً، كلهم بدأوا بإحراق دمائهم و القتال بدون تحفظ، لقد ضاهوا جنون اباطرة يورا!

إبتسم روبين برؤية هذا، و تمتم: ” إذاً هذا هو شعور ان تكون انت من يحاصر الارنب…”

من Zeus

-+=