” معاليك، هولاك يرفض توفير أي دعم من الشمال!”
“….” امام انفعال سيف الظل، روبين لم يرد.
لكنه شعر بجسده يبرد و عيناه المتحمستان انطفئتا قليلاً، حتى عضلاته التي كانت في قمة الاستعداد لدخول ساحة المعركة قد إرتخت مجدداً.
*فوو* الرمح اختفى من يد روبين مجدداً لداخل خاتم الفضاء، ثم عاد ليضع يده وراء ظهره و هو يتمتم بصوت منخفض، ” …تريد اللعب، هاه؟ في وقت كهذا؟ لا بأس، دعنا نلعب اذاً.”
“مـ.. معاليك؟” سيف الظل تمتم، لا يعرف ماذا يفعل، كان ينتظر منه ان يصرخ او حتى يضربه على هذه الاخبار السيئة!
اما روبين فـ رد بصوت بارد، “يمكنك الانصراف.”
“…..” سيف الظل انحنى مجدداً و غادر و القلق ظاهر على وجهه، هو كان يعلم ان اليوم سينتهي بشكل سئ جداً لكنه لا يستطيع ان يقول لأحد!!
اما روبين فعاد ليراقب بهدوء المعركة الرئيسية اعلى مصفوفة ختم السماء الكبرى و كأن شيئاً لم يكن…
بخلاف اسياد الحرب الثلاث الذي يوقفوا المارشالات، و سيدا الحرب المسؤولان عن الدفاع عن سماء المدينة، يوجد حالياً 35 سيد حرب حر يمكنه فعل ما يشاء، او يجدر القول انه يوجد 35 حصن طائر في السماء، و يطير حول هذا الحصن الـ 250 امبراطور التابعين لإمبراطورية البداية الحقيقية.
خطة الحصن الطائر ممتازة في حالات الدفاع، فحتى بعد مُضي نصف ساعة تقريباً من بدأ القتال ما يزالوا صامدين و لم يُقتل احد، و يبدو انه طالما اسياد الحرب صامدين، هذا الوضع سيستمر طويلاً.
الاباء الاشجار الثلاثة ايضاً هاجموا بأجسادهم العملاقة، كل واحد فيهم طوله ما بيهم 60 ~ 100 متر من القوة الخالصة يمكنهم الاشتباك مع ساحة المعركة كلها في وقت واحد، لكن للأسف قوتهم المحدودة في المستوى 48 جعلتهم في افضل الاحوال يُقارنوا بـ 3 اسياد حرب اخرين، لكنهم ايضاً حجزوا عدد كبير من الاباطرة معهم و هذا يحتسب لهم.
المشكلة كلها كانت في قتال العفاريت… اولائك القوم لا يعرفوا معنى قتال دفاعي، حتى الان قتلوا و أكلوا 20 نصف بشري، و في المقابل قُتل منهم 23!
مظهرهم و هم يأكلوا ضحاياهم في منتصف الهواء و هالاتهم التي تصبح اقوى بعد كل وجبة دبت الرعب و الاشمئزاز في قلوب اعدائهم و جعلتهم مرتبكين امامهم، لكنهم ايضاً جعلهم اكثر جنوناً و صرامة القتال، فلا يوجد واحد بينهم يتمنى ان يحدث له هذا! لذا اعداد القتلى في تلك المعركة مرتفع جداً مقارنة ببقية الساحات…
تابع روبين المعركة بصمت، مئات الاحتمالات و السيناريوهات تقفز امامه، حتى سمع صوت في رأسه، ” يا صااااح~ حسب تقديري فقد وصلتك المعلومة بالفعل، لماذا لم تتواصل معي؟ كنت انتظرك هنا!”
“لا يوجد شئ لنتحدث عنه، انت تتبع الاتفاق، صحيح؟” رد روبين ببرود، بالطبع عرف مباشرةً ان الراسل هو هولاك.
“هاها بالضبط يا صاح، يجب ان أبق مكاني و احرس الشمال و ان لا اسمح لهم ان يأخذوا حجر واحد، هذا هو ما وافقت عليه، لماذا قد تغيره الان؟ لا تعتب علي إن لم أتي فور استماع الاوامر يا صاح فأنا لست تابع لك.” ضحك هولاك
“انت صح.” لم يبدو على روبين الاكتراث، عيناه لم تبتعدا عن ساحة المعركة بعد.
بعد بضع دقائق اخرى جاء صوت هولاك مجدداً، “…الوضع يبدو سئ ان اخذت رأيي، قد تستفيد ببعض المساعدة هناك.”
“لا ابداً كل شئ على ما يرام، هذا هو حال المعركة يوم لك و يوم عليك…” رد روبين ذهنياً، “انت تراقب الوضع بشكل جيد، هاه؟ انا لم اعطك مصفوفة المراقبة المباشرة، من اين تشاهد؟ اوه.. لابد انك في نطاق روح الكوكب.”
“بالضبط يا صاح، لديك معلومات جيدة عن نطاقات الروح، لكن معلوماتك عن الحروب سيئة جيداً بحيث انه يتم ايساع مؤخرتك ضرباً حالياً..”
“إنن معك حق.” اومئ روبين، ثم رفع صوت و نادى، ” زارا، ارسلي وحوشك الثلاثة لمهاجمة تلك النقطة هناك.”
“حاضر!” اطلقت زارا زفيراً طويلاً ثم أعطت الامر للوحوش الثلاث، في لحظات تم دمج نقطا تجمع هائلتين.
بعد بضع دقائق صوت هولاك جاء مجدداً، “… تحسين الوضع في الاسفل لن ينفعك كثيراً يا صاح، بل يمكن القول انه ميؤوس منه، عليك التركيز على قتال الاباطرة في الاعلى، الامور ليس في افضل حال هناك، يبدو لي انك تحتاج مساعدة قوية و في اقرب وقت.”
“لما لا تتوقف عن العبث و نتكلم بصراحة؟” إبتسامة صغيرة ظهرت على وجه روبين، ” لا احد منا سازج هنا، انت لست غبي حتى لا تعرف ما الذي سيترتب على معركة اليوم، لو هُزمت او انسحبت من هذه البقعة و عدت لكوكبي فأكثر شخص سيتضرر سيكون انت ولا احد سواك.”
“اووه لكن لا يمكنك الانسحاب يا صاح، حتى لو سحبت اباطرتك بطريقةً ما فكل قواتك الارضية ستُقتل و كل الترتيبات التي وضعتها لهذه الحرب ستتهاوى، و اعدائك اللطفاء هؤلاء سيسرقوا درر الكوكب و ستكون قد خسرت اياً كان ما تحاول حمايته… انت ستقف و تقاتل حتى اخر نفس، أليس كذلك؟”
“ربما…” حافظ روبين على إبتسامته، “ماذا تقترح؟”
هولاك تكلم بسرعة، “ما رأيك بتعديلات بسيطة على الاتفاقية؟ اريد تقنية تقوية الروح الان، كما اني اريد طريقة عمل اسياد الحرب و طريقة صنع بوابات الفضاء، و لا اقصد الفورية الرخيصة بل تلك الكبيرة، و اريد تقنية الفضاء الرئيسي حتى الدرجة الثالثة على الاقل – اعرف انك تملكها – اوه، و اريد تقنية اللهب الاخضر التي كان يستخدمها ابنك ذاك. و بالطبع سنحافظ على جزء من الشروط الاصلية و هى انك ستأخذ رفقتك و تتركوا نيهاري للأبد فور الانتصار.”
“اوه… إذاً طريقة لتسريع سيطرتك على روح الكوكب، طريقة لتصنيع اسياد حرب، طريقة للسفر عبر الكواكب، غير تقنية لقانونا الفضاء و نار الحياة الذان لا يقدران بمال. و بالطبع لا ننسى كل تلك التقنيات و طرق صناعة الاسلحة و الطلاسم التي تركتها مع المحليين سابقاً.” إبتسامة روبين ازدادت، ” من يسمع مطالبك قد يظن انك تنوي عمل امبراطوريتك الكوكبية الخاصة او شئ كهذا.”
“هاها، انت تبالغ في التفكير يا صاح، انها مجرد طرق لحماية نفسي وسط وحوش امثالكم، ثانياً ما سأصبح عليه لن يفيدك او يضرك بعدما تغادر الكوكب، صحيح؟ ام انك… ما كنت تنوي الابقاء على وعدك من البداية؟” ضحك هولاك، ثم اصبحت لهجته اكثر برودة
روبين رفع يده اليسرى من وراء ظهره ليحك رأسه، “إذاً لتلخيص عرضك، انت تريد مني متابعة القتال *دفاعاً عن موطنك*، و انت ستتكرم علي و تأتي للمساعدة *دفاعاً عن موطنك*، فقط إن قمت انا بإعطائك تقنيات و معلومات يمكنها ان تجعلك عدواً لي في المستقبل، و حتى بعد هذا كله لن ابقى لأخذ بعض الغنائم بعد ما عانيته *دفاعاً عن موطنك*، بل سأصطحب من بقي من رجالي و ارحل مباشرةً، أهذا صحيح؟”
بعد لحظات جاءه الرد، “…كان هذا تلخيص جيد في الحقيقة، اجل هذا صحيح كلياً.”
