فيسكونتة سيتينا كانت ما تزال واقفة بجوار الجينرال إدغار.. فاتحة فمها مصدومة، و تنظر لمظهر مألوف… شكل جيش و هو يُذبح قبل ان تبدأ المعركة.

لا.. بل على الاقل جنودها في الحرب السابقة دافعوا عن أنفسهم قليلاً بالدروع ضد السهم النازلة على رؤوسهم، هذا بالتأكيد لم يحدث الأن…

موجة التفجيرات الأولى دمرت الجنود من تحت اقدامهم بدون عازل بين الانفجار و أجسادهم.. و في المرة الثانية نزلت عليهم الإنفجارات من الأعلى بينما كانت دروعهم على الاقل.. في المرتين إبتلع الجيش القوة الكاملة للإنفجارات بالكامل

الأن فقط فهم الجميع كلام الجينرال إدوارد عن *اللعب* ، هذا فعلاً كان قاسٍ… حتى خيار البقاء مكانهم سُلب منهم.

أما القشة التي قسمت ظهر البعير كان عندما رأوا نشابين العدو يجهزون للرشقة التالية… أليس لتلك الاشياء المتفجرة نهاية؟!

لم يقوى الجينرال إدغار على تحمل الضغط اكثر، “ااااااااه!! إرفعوا دروعكم و اركضوا نحو تلك القلعة، لا تتوقفوا مهما حدث!!”

سيركضون فوق أفخاخ و تحت مطر من سهام متفجرة؟ هذه الصيحة عرفت الجميع ان *الخطة المضادة للماء* قد إنهارت بالكامل..

لكن هذه بالفعل كانت افضل خطة، لو حاول إيجاد طريقة للتراجع ببطئ حتى يخرج من مدى الإنفجارات من الأسفل سيكون عُرضة لأمطار الأسهم و ستكون الخسائر مروعة، طبعاً نفس الكلام عن التقدم ببطئ..

لم يتبقى سوى الإندفاع و محاولة الفوز عن طريق التضحية.

رفع الجنود دروعهم و بدأ بالركض بأقصى سرعة نحو القلعة بشكل عشوائي، و الإنفجارات من تحت أقدامهم عادت للعمل ايضاً..

الفارق ان التفجيرات لم تكن كثيفة كالأول، بل عشرة إنفجارات في مرة في اماكن عشوائية من الجيش، لم يتقدم الجيش 100 متر اخرى قبل ان تحولت التشكيلات إلى ما يشبه قطيع من الأبقار الخائفة،
بعضهم حتى بدأ بالركض نحو الجوانب حتى يبتعد عن مركز الإنفجارات مما جعل صفوف كاملة تتصادم و تسقط

بينما الجيش ما يزال في تخبط بسبب الإنفجارات القادمة من تحت أقدامهم، موجة ثانية من الاسهم نزلت من السماء فزادت الطين بلة

“اااااااه!”

“جينرال! أنقذنا!”

ملامح القديس إدغار تحولت لقبح شديد، سقط من جيشه عشرات آلاف الضحايا حتى الأن بين قتلى و إصابات، و معظم هذه الإصابات لم تكن بسبب الإنفجارات.. بل كانت بسبب التدافع!

سواءً بفعل الأشخاص الذين يريدون الذهاب للجوانب، و الأجساد التي تطاير بفعل الإنفجارات، او السرعة العالية في الركض وسط كل هذا… الحقيقة هى ان هذا يسبب الكثير من التعثر و السقوط، و من يسقط اثناء ركض جيش خلفه.. لن يقوم من مكانه مجدداً

و مع ذلك صاح القديس إدغار ” تقدموا! لم يتبقى سوى القليل، عندما نصل لذلك السور كل شئ سينتهي!”

مع انه خسر بضع عشرات الآلاف حتى الأن، إلا انه ما يزال يملك جنود اكثر بكثير من خصمه! فقط لو وصل لذلك السور….

المعركة بين القديسين لم تعدل تشغل بال أحد حالياً، مع انها معركة 20 ضد 15 إلا ان قديسي دوليفار لم يتمكنوا من ردع خصومهم بعد، المعارك الجماعية من هذا النوع لا يمكن حسمها بالقوة الفردية مثل واحد ضد واحد، بل تميل لكونها عشوائية – يمكن لقديس ان يهاجم و يدافع ضد 4 او خمسة في نفس الوقت- كما تعتمد على التنسيق و العمل الجماعي اكثر، لذا حتى لو الغلبة في صف قديسي دوليفار فردياً.. لن ينتصروا في أي وقت قريب
جيش دوليفار المهول تبع الأوامر و أكمل ركضه، تفجيرات من تحت أقدامهم و مطر من نار فوق رؤوسهم لم يوقفهم

1 كيلو متر قبل الوصول لمشاة العدو امام القلعة..

التفجيرات من تحت اقدامهم تزداد كثافة كلما اقتربوا، حتى الأن سُمع دوي الإنفجار 1500 و ما يزال العدد في إزدياد

700 متر قبل الوصول لمشاة العدو امام القلعة..

خلال المسافة القصيرة – 300 متر – سمعت الإنفجارات 1500 مرة اخرى! الإنفجارات اصبحت كثيفة جداً لدرجة ان الجيش تقريباً توقف، لم يقوى احد على أخذ خطوة اخرى للأمام بدلاً ان يموت منفجراً و تطاير أشلائه كما حدث مع اصدقائهم و اقرابهم الذي كانوا يمشون بجوارهم قبل قليل

600 متر قبل الوصول لمشاة العدو امام القلعة..

بسبب تعنيف الضباط و الفرسان، و بسبب انهم اقتربوا كثيراً بالفعل.. تمكن الجيش بشكلٍ ما من قطع 100 متر إضافية، خلالهم سُمع دوي الإنفجارات القادمة من تحت الارض ألف مرة اخرى و نزل عليهم مطر السهام مرتين!

*إذاً ماذا عن بقية المسافة؟ هل ستبقى منا احد عندما نصل للجدار؟*

السؤال دار في مخيلة كل جيش دوليفار، الحماس إنهار، إرادة الدفاع عن المملكة دُمرت، الدافع وراء وجودهم هنا اختفى..

“هذا يكفي، انا انسحب!”

لم يكن معروف من قالها، لكن سرعان ما بدأ الجيش بالتفكك و الركض نحو الجوانب و بعضهم كان يلتف و يرجع مباشرةً بإتجاه الخلف

ما ساعد على هذا اكثر ان الإنفجارات التحت ارضية و الاسهم لم تستهدف من حاولوا الهرب.

“ما الذي تفعلونه؟ لقد اقتربنا كثيراً، عندما نصل سيكون نصرنا!”

“خونة! عودوا لمراكزكم!!”

“من يعصي الأوامر ستُقطع رأسه!”

الضباط حاولوا إعادة تجميع كتائبهم، لكن بلا فائدة…. الخوف من الموت بهذا الشكل البشع طغى على تفكيرهم بأي شئ اخر

القديس إدغار ما يزال يقف في الخلف يحاول إستيعاب ما يجري.. اكثر نصف الجيش إلتف و عاد أدرجاه بالفعل، البقية معظمهم ما يزالوا واقفين اماكنهم لم يقرروا بعد يكملوا او يرجعوا.. القليل فقط ما يزالوا يحاولون التقدم خطوة بخطوة…

مهما فكر لم يجد طريقة واحد تمكنه من إعادة تنظيم جيشه المتبعثر و دفعهم للأمام مجدداً

“الخيالة…” تمتم إدغار

“نعم سيدي؟” مُساعده لم يدري ما يعنيه الجينرال بكلامه

“الخيالة.. لقد تم إرسالهم سابقاً لأقصى الميمنة حتى لا تؤثر فيهم التفجيرات الأرضية، إجمعهم و أرسلهم لضرب مشاة العدو من الجانب و فتح البوابة، هذا هو الأمل الوحيد لإعادة الأمل للجيش و توجيهه نحو القلعة مجدداً”

فوجئ المُساعد مما سمعه ” لكن.. لكن هذا سيجعل الخيالة عُرض لنشابين العدو ذوي الأسهم المنفجرة و حتى النشابين العاديين، حتى إن تمت المهمة بنجاح سنخسر معظم الـ 20 الف خيالة!!”

“هذا افضل من ان نخسر الحرب! افعلها الأن!!” صرخ القديس إدغار

“….حاضر.”

من Zeus

-+=