بضع دقائق قبل الركلة–
“لا لا لا، هذا لم يجب ان يحدث! كنا على بعد ساعة واحدة من الانتهاء من الجنود هنا و الخلاص، ما هذا النحس؟!” اخذ روبين بضع خطوات للخلف، “هذا خطئي، كان علي ان اقتلهم جميعاً منذ وصلوا! ما كان علي الانتظار حتى اليوم! ما كان علي الانتظار حتى اصنع مصفوفة ختم السماء العظمى!!”
“أبي، إستجمع شتات نفسك! إن اضطربت انت فماذا يفعل بقيتنا؟!” اخذت زارا بضع خطوات نحو والدها
“ماذا افعل؟ ماذا افعل؟! انظر لهم، يوجد 1800 امبراطور على الاقل في الاعلى، لو جمعناهم مع اولائك الذين تبقو من الاساطيل الخمسة فنحن نواجه تقريباً 2200 ~2300 امبراطور قتالي، هذا بغض النظر عن ان الجنود على ظهر تلك السفينة، لو كانوا يحملون نفس معدل الاساطيل الخمسة فنحن ننظر لـ 2 مليون جندي يمكن مقارنتهم بجنود النخبة عندنا!” اخذ روبين يشير نحو الاعلى صائحاً بـ فزع، “خطتي المبدئية كانت تتضمن مجئ 5 اساطيل بالكثير، و لو حصلت معجزة لربما يرسلوا 10، لماذا ارسلوا 16 بحق الجحيم؟ ماذا عن كل تلك الكواكب الاخرى التي يحاربوا فيها؟!”
تعابير وجه زارا تغيرت للفزع ايضاً، لكن ليس من ما يجري في الاعلى بل بسبب تصرفات والدها، فأمسكت بكتفيه و هزته بقوة، “انت الإمبراطور الكوكبي روبين بورتون، هل نسيت تاريخك كله؟ كيف لبضع اعداء زيادة ان يصيبوك بالاحباط لهذه الدرجة؟!”
“انا…” فتح روبين عيناه على اخرها للحظة، ثم نظر بعيداً… لقد ترك فأل الحق يسيطر على تفكيره.
لو تكرر نفس هذا الظهور بدون شعور روبين بفأل الحق سابقاً لتصرف بهدوء اكثر، ربما امر بإتخاذ تشكيلة دفاعية او عمل استراتيجية جديدة، او ربما يأمر التراجع ببساطة حتى يجد حلاً، لكن توقعه للأسفل افقده التركيز… بدلاً من ان يتعامل مع القادمين الجدد على انهم دخلاء و يجب وضع خطة جديدة، بدأ يعاملهم على انهم جالبي الكارثة المحتومة.
تملص روبين من بين يدا زارا و عاد ليجلس على الصخرة مجدداً، هذه المرة الارتعاش الذي كان في يسري في جسده هدأ بالكامل…
*بااام*
في هذه الاثناء موجة الطلقات الثانية كانت تضرب بكل قوة، و الـ 250 امبراطور في الاعلى يوقفوها.
“نحن لم نجلب الكثير من الجنود للمدينة يا ابي، يمكننا الانسحاب بسهولة عبر فتح بضع بوابات مؤقتة، هل نتراجع و نعود لإستراتيجية الحصار من الجهات الاربعة؟” زارا حاولت التكلم بهدوء لكن التوتر كان بادٍ عليها، لو ظلوا جالسين فحسب بدون فعل شئ فسيقضى عليهم لا محالة
لكن اباها بالتبني لم يعر لها بالاً، و سمعته يتمتم: “…من اجل معركة اليوم قمت بإستدعاء الجميع، لدينا في هذه اللحظة 200 امبراطور قتالي من دم اليتيم، 350 من جرينلاند، و 400 من يورا، 950 في المجمل، و لدينا فوقهم 700 من اباطرة العفاريت المنتشرين في كل مكان في المنطقة الوسطى، يكون العدد الكلي 1650 امبراطور قتالي تحت رايتي المباشرة، هذا بخلاف اسياد الحرب و الاباء الاشجار… لدينا فرصة.”
“لدينا فرصة في ماذا بالضبط؟ ابي، هل تدرك اعداد القتلى الذين سيقعوا اليوم؟ علينا التراجع فوراً!!” زارا شعرت ان اباها لم يخرج من حالته المتوترة بعد
استدعاء كل قوة الامبراطورية و بدأ معركة وجه لوجه فوراً فهذا نظرياً ممكن لأن فارق الاعداد ليس بعيد، لكن فارق الجودة بعيد جداً!!
هنالك 700 من اباطرة البداية الحقيقية يتقاتلوا ضد 400 من اباطرة الثعبان العظيم منذ نصف ساعة تقريباً و المعركة بالكاد بدأت تميل لصالح اباطرة البداية الحقيقية، ماذا سيحدث لو بدأ قتال يكون في اباطرة الثعبان العظيم هم الاكثر عدداً؟!
“ادرك ما تفكرين فيه، لكن ماذا سنستفيد ان تراجعنا؟ استراتيجية الحصار اصبحت هى و الخراء واحد بعدما اصبح التفوق العدد في صالحهم، هل سيتركونا و شأننا و يجلسوا اماكنهم حتى نحاصرهم؟ سيحشدوا كل قواتهم مباشرةً و يتوجهوا لضربنا في الجنوب او يذهبوا لسحق الشرق او الشمال! في ظرف بضع ايام ستتساقط المناطق الاربع الاخرى تباعاً، سيعيثوا فساداً في الكوكب كله بتلك السفن و ينهبوه قلباً و قالباً!”
عند الوصول لهذه الفكرة بدأ دم روبين يغلي و ارتفعت نبرته تدريجياً، “عندها لن نجد بُد سوى ترك الكوكب كله و الهرب، اكثر من خمسين عاماً من التحضير و التضحيات ستذهب سدىً، زوجتي قُتلت بوحشية من اجل مهمة حماية هذا الكوكب القذر و حتى إن كنت اكرهه حتى النخاع لن اتخلى عنه بهذه السهولة! و بالفرض اني سلمته لهم حقناُ للدماء، ماذا بعد؟ سأعود لأكون مديناً لذلك الوغد، و عندها من يعلم في أي كارثة اخرى سيلقينا! لا يمكنني السماح بهذا، علي قطع علاقتي معه بالانتصار في نيهاري! لا اريد اي شئ له علاقة به مجددا!! هاا.. هاا..”
“….” نظرت زارا للجانب، بضع قطرات من الدموع بدأت تنزل من عينيها.
دموعها كان كالمطر الذي نزل على فوهة بركان، نظر روبين نظر للأسفل و بدأ يقضم إصبعه، “…اسف لأني صرخت عليكِ، اعلم انك تحاولين المساعدة…” ثم نظر نحوها، مبتسماً ابتسامة لطيفة، “…لا بأس، لا داعي للقلق، ادرك ان خطتي مجنونة بعض الشئ و ان الاعداد ليست في صالحنا، لكن…”
ثم وقف روبين و اخذ بضع خطوات نحو المدينة، ابتسامة مجنونة ظهرت على وجهه و هو يكمل: “…رجالي ليسوا مجرد اعداد.”
ثم مرر حسه الروحي في خاتم الصوت، و تكلم بصوت مسموع، ” قيصر، اخشى انه لم يعد لدينا وقت لنضيعه، اصدر الاوامر ببدأ استراتيجية *الارنب المحاصر* ”
قيصر الطائف في منتصف المدينة فتح عينه على اخرها و نظر حيث يقف روبين، “…هذه ستكون مشكلة كما تعلم، إن أرهقنا الجنود في المعركة هنا فلن يكون امامهم فرصة ضد الدعم في الاعلى، هذا إن بقي احد منهم.”
“و ان سمحنا لأولائك داخل المدينة بالعيش حتى يصل الدعم فلن نتكون امامنا فرصة ضدهم ايضاً، افعلها فحسب!” نظرة حزم ظهرت على وجه روبين.
“كما تشاء.” تنهد قيصر و تمتم بصوت منخفض ثم رفع مطرده و صاح بصوت عالٍ، ” الارنب المحاصر!”
*قعقعة* *اضطراب*
الاجواء حول المدينة تغيرت بالكامل مرة اخرى، قبل صيحة قيصر مباشرةً كانت معنويات اباطرة الثعبان العظيم تسيطر على الساحة و تمكنوا من اسقاط 15 امبراطور من اباطرة البداية الحقيقية، لكن الان… معنويات اباطرة الثعبان العظيم لم تكن الدافع الوحيد في الميدان، تعطش فظيع للدم اصاب كل اباطرة البداية الحقيقية!
” هل تظنوا ان هذه السخافة ستجعلنا نخاف منكم؟ انتم في عداد الموتى!!” احد اباطرة الثعبان العظيم تقدم ضاحكاً بغضب و نزل بالسيف على خصمه
بعد قتاله لـ 40 دقيقة عرف حركات خصمه جيداً و كان واضح انه سيستجنبها و يحاول ارسال هجوم من بعيد، لكن…
*زيييينج*
جندي البداية الحقيقية لم يتراجع و لم يشكل هجوم مضاد، لقد استخدم ذراعه ليصد الهجوم!
“ماذا؟!” تفاجئ امبراطور الثعبان العظيم و هو يرى سيفه يخترق الدرع و اللحم حتى توقف في منتصف عظمة الساعد و علق فيها!
*باااام*
امبراطور البداية الحقيقية لم يضيع وقتاً، استجمع كل قوته في يده الاخرى و ارسل لكمة اخترق بها صدره خصمه بالكامل و خرج من الناحية الثانية.
“بفففــ!!! هذا.. لا شئ!!!” بصق امبراطور الثعبان العظيم قدراً كبيراً من الدم و القى بسلاحه جانباً، ثم رفع يديه التي تغلفت بالضباب الارجواني و بدأ يسحق رأس خصمه، لولا الخوذة الذهبية التي بدأت تتلاشى رويداً رويدا لكان تحول امبراطور البداية الحقيقية لكومة رماد بشكل فوري، ” انت ميت! هاها انت ميت!!”
بذراع اصبحت عاجزة من ضربة السيف و ذراعه الاخرى تخترق صدره و رأسه الذي اصبح بيه يديه، هو كان يعلم انه المنتصر في هذه المعركة… و بالنسبة له الذي تفجر قلبه، فهو يمكنه ان يعيش نصف ساعة اضافية يمكنه فيها الهرب لأحد الجوانب و محاولة علاج نفسه قبل ان يلقى حتفه.
هذا الاحمق كان يريد الموت سويةً معه، لكنه سيموت وحيداً!
*شاااا*
“اغغغ——” اراد امبراطور الثعبان العظيم ان يواصل تهكمه و هو يرى رأس خصمه تُسحق، لكن صوته لم يخرج، القوة في يديه اختفت ايضاً، كان هنالك شئ غريب يحدث..
ازال يداه من على رأس خصمه ببطئ و توجه نحو المكان الذي يشعر في بالألم، نحو حلقِه، فلم يجده، لقد اختفى، لم يعد هنالك شئ يربط رأسه بجسده سوى عاموده الفقري
ثم و بكل ما تبقى لديه من قوة القى النظر جانباً، كان امبراطور بشري اخر يطير بعيداً و هو يمسك بقطعة لحم كبيرة في يده، كان يمسك بحلقه الذي انتزعه، و ذلك الامبراطور بنفسه كان لديه سيف يخترق من ظهره و يخرج من الناحية الاخرى و تتمت مطاردته، واضح انه تلقي هجوم السيف من اجل فرصة انتزاع حلقهِ…
الاول خاطر بذراعه حتى يتمكن من تدمير قلبه، و الثاني خاطر بحياته من اجل الاجهاز عليه.
ثم سمع خصمه الذي يخترق صدره يتمتم، ” لا تستهن… بمن ذاقوا ويلات يورا!!”
اخر شئ شعر به امبراطور الثعبان العظيم كان نية قتل بشعة، تليها رأسها و هى تطير للأسفل.
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamx15699
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
إجمالي دعم هذا الشهر: 100$ *عايزين نجيب لحمة العيد يا رجالة!!*
+في اوبشن جديد من اول الشهر دا، اي 10$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:
novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
=============
الفصل ضخم 1400 كلمة تقريباً، المتوسط 700، يلا قولوا في التعليقات الفصل طويل جداً لازم تصغره XD