العشرة دقائق الذي أمهلهم القديس إدغار لتنظيم الجيش مرت على الجميع كأنهم عشر ساعات…

الجو الخانق يزداد كثافة بمرور كل دقيقة، ففي جانب يقف اقل من 50 الف جندي متخوفين مما سيفعله هذا الجيش الجرار أمامهم.. و في الجهة الاخيرة الجميع متخوف بسبب الأسهم المدمرة التي أطاحت بجيشين في يوم واحد…

في تلك الاثناء لم يزل إدغار عينه من خصومه لحظة واحدة، يحاول تحليل الوضع اكثر… بعد مرور بضع دقائق علقت عينه على نشابي العدو الواقفين فوق الأسوار الأمامية بدروع قوية لامعة تغطي  جسدهم كله….

اخيراً تكلم و كأنه يوجه الكلام لنفسه، “لماذا النشابون مكشوفين بهذا الشكل؟ يمكن رؤية كل واحد فيهم من رؤوسهم حتى أصابع اقدامهم بسهولة.. أما كان من الأفضل لو خبأهم وراء ساتر؟”

قديس عالي المستوى جانبه رد ” ربما جينرال العدو يحاول إستخدامهم لرفع معنويات جنوده؟”

“إممم.. اعتقد ان هذا ممكن ايضاً” اومئ إدغار بعد بضع ثوان من التفكير

“جينرال، الإستعدادات إكتملت”

“إقرعوا الطبول!”

*بام بام بام* ثمانية مزارعين عالي المستوى بدأوا بضرب 4 طبول عملاقة في مؤخرة الجيش

“تقدمواااااا”

الأرض بدأت تتزلزل مع تلك الصيحة، الصفوف تتحرك طبعاً لكن ليس بالمشية العسكرية الطبيعية.. بل ركضاً!

الـ 3 كيلومترات بسرعة اصبحوا 2.5 كيلو متر، منظر الـ 170 الف جندي الذي كان مخيف في الأصل، أصبح مرعب.

حتى جنود عائلتا برادلي و بورتون الذان إكتسبوا زخم هائل بعد الإنتصارات المتتالية بدأ يساورهم الشكوك عن نتاج معركة اليوم

2 كيلو متر..

رفع إدوارد برادلي يده للأعلى، واضح انه يستعد لإنزالها في أي وقت، النشابين رفعوا أقواسهم و سحبوا السهام للخلف و ظلوا في وضع الإستعداد

القديس إدغار الذي كان ما يزال بجانب الجيش لاحظ هذا فـ صاح ” فلتتخذ فرق القديسين مواقعها، كل الجنود إرفعوا دروعكم فوق رؤوسكم و اسرعوا للأمام اكثر”

صوت القديس دخل أذن الـ 170 الف شخص، كلهم تبعوا أوامره فوراً، مع ان القديسين سيكونوا اكثر من كافين لحجب السهام، لم يبقى فرد واحد لم يرفع درعه للأعلى و يلصقه بدروع الجنود المجاورين له حتى لا يترك أي ثغرات تمر منها السهام، الجيش كان يبدو من الأعلى كدرع كبير يزحف على الأرض

فهذا سيكون خط الدفاع الثاني… الوقاية خير من الندم

1.5 كيلو متر..

*شااا*

أنزل إدوارد برادلي ذراعه التي كان يرفعها عالياً

“ها هى قادمة، احذروا!!” بدأت صيحات جنود دوليفار تتعالى

لكن.. ما إنتظروه لم يأتي، نشابين الشمس السوداء ما يزالوا رافعين اقواسهم في وضع الإستعداد

“همم؟ ما الذي-” لم يكمل القديس إدغار كلماته حتى…

*بووووووم*

*بوم بوم بوم*

توالت الإنفجارات تباعاً، محدثة وفيات و إصابات هائلة من اول جندي في الجيش حتى اخر فرد في اخر صف.

أعاد إدغار النظر للأسوار بسرعة لعل هنالك شئ حدث قد فاته، فوجد النشابون ما يزالون في وضع التأهب *النشابون لم يطلقوا أي سهم!!*

في تلك اللحظة خطرت في باله فكرة مرعبة.. ترجل عن حصانه و ركع، أنزل رأسه حتى لامست أذنه الأرض و أخذ يراقب أقدام الجنود

*بوم بوم وم*

اسوأ كوابيسه تحول لواقع.. التفجيرات قادمة من تحت اقدامهم!

حتى الأن سمع اكثر من 200 تفجير و ما تزال الإنفجارات متواصلة واحداً وراء الاخر، لأن هنالك غطاء من الدروع اعلى رؤوس الجنود فقوة التفجيرات ظلت محصورة أسفل غطاء الدروع و قوتها تضاعفت، إن إستمرت على هذا الحال…

“توقفوا!!! انزلوا دروعكم و قفوا عليها ايها الحمقى!! الخيالة توجهوا نحو اليمين بسرعة و ابعتدوا عن منطقة الإنفجارات” صاح القديس إدغار بكل قوته

توقف الزحف و بدأوا بتنفيذ اوامر الجينرال فوراً، وقف المشاة على دروعهم القوية، حدثت بضع تفجيرات اخرى لكنها كانت تتسبب بتفجير الشخص الواقف فوقها فقط و لم تكن واسعة المدى كالسابق.. تكتيك الجينرال إدغار اوقف الخسائر

لكن إبتسامته لم تدم طويلاً، جينرال إدوارد فوق القلعة رفع يده اليمنى و قبضها فتوقفت الإنفجارات القادمة من تحت الأرض.

*هذا سئ!*

لو كان بإمكانه تفعيل الهجمات و إيقافها وقتما يشاء.. فكيف سيقترب منه؟

مرت اكثر من دقيقة على ثبات جيش دوليفار مكانه و لم يستطع القديس إدغار التفكير في شئ يمكنه من إكمال طريقه.. ولا حتى الرجوع للخلف!

مندفعاً باليأس نظر نحو الجينرال إدوارد و صاح ” أستبقى مختبئ مكانك للأبد؟ إن كنت رجلاً تعال و بارزني!”

ضحك القديس إدوارد بصوت عالٍ، “إن كنت رجلاً إخترق دفاعاتي و قاتلني هنا”

لم يستطع القديس إدغار قول شئ اخر، هذه كانت حرب و ليس لعب أطفال، إستعاد فكره الصافي بسرعة و بدأ يحلل الوضع..

سواءً حاول التقدم او العودة سيكون على الجنود حمل دروعهم، لكن في لحظة رفعها من الأرض.. فالإنفجارات قطعاً ستبدأ مجدداً

بينما كان ما يزال إدغار يحاول التفكير في حل دخل صوت أذنه “هاهاها حسناً حسناً لقد أثرت شفقتي، لن أتركك على هذا الحال، ما رأيك في لعبة؟”

لقد كان صوت الجينرال إدوارد.. لكنه بدا كصوت الشيطان لكل الجنود الواقفين على دروعهم

رفع الجينرال إدوارد ذراعه اليسرى و أنزلها، فإنطلقت السهم من 400 نشاب دفعة واحدة

“همف! فالتتقدم فرق القديسين” إدغار صاح بقوة، إدوارد برادلي كان اضعف منه بمستويين كاملين و معه جيش اقل بقليل إلى انه هو من يتحدث مع بغطرسة لا متناهية.. هذا ببساطة غير مقبول! على الاقل ما سيحدث الان سيعلمه ان يغلق فمه

تقدم عشرون قديساً على هيئة 4 فرق لمقدمة الجيش، أربعة من كل فرق إنشغلوا بعمل جدار من الطاقة الصافية و الاخر وقف لحمايتهم من اي شئ قد يقلقهم

في هذه اللحظة وضع الجينرال إدوارد إصبعين في فمه و صفر بقوة..

كل قديسي دوليفار بدأوا يرفعون تأبهم و ينظرون بإتجاه القلعة ليروا ما القادم، لكن لم ينجح احدهم بإستشعار شئ حتى إنهالت عليهم هجمات نارية قريبة المدى من الأعلى!

إنكسرت دروع الطاقة تباعاً كأنه زجاج، نظر الجميع للأعلى فلم يروا شيئاً في البداية لكنهم شعروا بوجود 15 قديس في هذا الإتجاه و على بعد 20 متراً فقط!

حسب المعلومات التي أعطتها سيتينا للقديس إدغار و مساعديه، فهؤلاء هم كل القديسين مع جيش الأعداء، كلهم خرجوا دفعة واحدة!!

من بين العشرون قديساً من دوليفار، كان هنالك من يحاول الهجوم على المهاجمين، و بعضهم يحاول إستيعاب لماذا لا تراهم عيناه لكن يشعر بهم، و بعضهم أصيب إصابات خفيفة بفعل الهجوم المفاجئ،
لكن هنالك شئ واحد غفل جميعهم عنه…

*سووووووووش*

مطر من السهام مر بجوار أذانهم، و إجتيازهم لينزل على الجنود تحتهم..

*بوم بوم بوم بوم*

“ااااااه ذارعي!”

“النجدة!!”

من Zeus

-+=