زارا صمتت بعد نظرة روبين، لم تعرف ماذا تقول…

المعركة التي تحدث في المدينة *الآمنة* الان كانت ممكنة بسبب اشتباك مصفوفة ختم الارض الخاصة بوحوش التيرا و مصفوفة ختم السماء المستمدة منهم، فبدون المصفوفتين لتفرق الاباطرة و السفن كل واحد في اتجاه و لكان الملعب هو الكوكب كله، او حتى خارجه، السيطرة عليهم و التأكد من قتلهم جميعاً قبل تسرب المعلومات كان ليكون مستحيلاً.

روبين عرف هذا و لهذا لم يأمر بالهجوم فور شعوره بـ فأل الحق، بل اتجه فوراً و قام بتعديل مصفوفة ختم السماء التي غطت المنطقة الوسطى كلها، ثم كاد ان يبدأ في مصفوفة اخرى ليقيم جدران حول المنطقة الوسطى بأسرها، إلا انه ذلك الشعور السئ اشتد به كثيراً و اجبره على البدأ بشكل فوري.

لذا بعد تغطية السماء، ظهرت وحوش التيرا و حاصرت المدينة التي تحتوي على 80% من قوات الاساطيل الخمسة، مُعلنة بذلك نهايتهم، فـ إن لم يجد جديد حتى لو هُزم الجميع داخل المصفوفة فـالـ 15 سيد حرب سيكونوا كفيلين بالباقي.

لكن كان هنالك 20% من قوات امبراطورية الثعبان العظيم ما يزالوا متبعثرين في جميع انحاء المنطقة المركزية، أي انه يوجد على الاقل 50 امبراطور و 100 الف قديس و حكيم من امبراطورية الثعبان العظيم يمكنهم الهرب من الجوانب و تبليغ الوكر الذي جاؤوا منه عما يحدث.

و لهذا أقر روبين خطة المسح الممنهج: حتى قبل بدأ أليكساندر لمصفوفة ختم السماء قام روبين بإعطاء الاوامر لـ 25 كتيبة سيد حرب و الاباء الاشجار الثلاثة بالتمركز في المواقع الهامة حول المنطقة المركزية، و بين كل سيد حرب و الاخر كان يمتد كل ما بقي من جيش يورا و جيش المنطقة الجنوبية لنيهاري الكامل، بل و جيش العفاريت ايضاً. الملايين فوق الملايين من الجنود شكلوا حدود جديدة تحيط بالمنطقة الوسطى تمنع اي شئ من الدخول او الخروج.

إلا ان مهمة العفاريت لم تكن تقتصر على الوقوف على الحدود كالبقية، بل تم توكيل مهمة التنظيف لهم.

بدأ المعركة هنا يعني ان العفاريت اخذوا الاشارة الخضراء ببدأ الزحف نحو الداخل لقتل اي شئ قد يكون له علاقة بالغزاة. أنوفهم الحادة و طبيعتهم المحبة لإصطياد الكائنات الذكية ستجعل لقائهم في منتصف المنطقة الوسطى لاحقاً سيكون إعلان للإنتهاء من تنظيف نيهاري.

المعركة لم يمر عليها اكثر من نصف ساعة و المنطقة الوسطى هائلة الحجم، هى وحدها يمكن ان تصل لعشرة اضعاف حجم كوكب يورا، حتى لو اعداد العفاريت في نيهاري حالياً تقدر بالملايين فهم بالتأكيد لم يتموا مسح 5% من الاراضي بعد.
إستدعائهم الان للمشاركة في معركة المدينة سيتخرب المغزى من الحصار.

من اجل اليوم استخدم روبين كل بطاقاته، هذا الجيش الذي حركه اليوم كان يفترض ان يكفي للإشتباك مع 15 اسطول من امبراطورية الثعبان العظيم و ينتصر!

و مع ذلك…

*كراااش* اطبق روبين على صدره اكثر…

هذه المرة فأل الحق شديد حقاً، هذه المرة تخطى الامر مرحلة مجرد شعور سئ، هذه المرة لديه حدس نحو اشياء معينة!!

لسبب ما يمكنه ان يشم رائحة عفن الجثث، يمكنه ان يرى بحور من الدم لا أول لها ولا اخر.

لسببٍ ما يشعر بإكتئاب شديد، إكتئاب شخصي لا يجب ان يشعر به من حرب كهذه لا علاقة له بها.

لسببٍ ما يشعر انه سيفقد اشخاص عزيزين عليه..

لسببٍ ما يشعر.. انه سيتعرض للخيانة.

…زارا راقبت ملامح والدها و هى تسوء، و مع ذلك ارغمت ابتسامة على وجهها، إن كان التفكير في حلول لتدمير المدينة اسرع لن ينفع فعلى الاقل يمكنها التخفيف عنه، “أبي ارى انك بحاجة للراحة، هذا الضغط النفسي لن يفيدك ابداً و يجعل التفكير صعباً، ألم تقل انك تمكنت من انقاذ اخي قيصر عبر ارسال المساعدة؟ إذاً اياً كان هذا الشعور فهو ليس اعلان كارثة مُطلق و يمكنك تجنبه، صحيح؟”

ثم اشارت نحو المدينة، “انظر هناك، منذ جائك هذا الشعور انت لم تتدخر جهداً وقمت فوراً بتغيير خطتك و جئت لإبادة كل القوات الغازية في نيهاري، أعددت عدة مصفوفات ضخمة وحركت جيش يورا المهيب… أمام هذه القوة، ماذا يمكن ان يحدث بشكل خاطئ؟”

كلمات زارا بدى انها اثرت على روبين و لو قليلاً، لأول مرة منذ وصل نظر نحو المدينة بشئ من الطمأنينة.

قتال الجينرالات الخمسة كان ما يزال متكافئ، و هذا في حد ذاته شئ يدعو للفخر، ففي النهاية جينرالات الثعبان العظيم كلهم في المستوى 47، و جينرالات البداية الحقيقية كلهم 44~45

المختلف في قتالهم الان انه اصبح اقوى و اوسع مجالاً، فبكل دقيقة تمر ينسحب الخوف ببطئ من ارواح و اجساد جينرالات الثعبان العظيم و ترتفع قوتهم رويداً، بحلول الان اصبح الفارق بين مستويات الطرفين واضح وضوح الشمس و ما يزال يرتفع اكثر، لكن هذا الارتفاع التدريجي ايضاً كان افضل شئ يمكن ان يطلبه جينرالات البداية الحقيقية الذين يسعون لإختبار حدودهم.

هنالك شئ ايضاً بدأ يصنع فارق لصالح جينرالات الثعبان العظيم، قانون التآكل الثانوي. حتى لو كان قانون ثانوي فهو مستمد من مسار التدمير، و في قتالات كهذه يكون اداءه اعلى من قوانين العناصر التي يستخدمها جينرالات البداية الحقيقية!

أليكساندر، فيكتوريا، إليزابيث، رايدين و اخيراً فلورا، كلهم كانوا يقاتلوا و كأن حياتهم تعتمد على ذلك، لأن كانت فعلاً كذلك.

لم يكن هنالك مجال امام لتخبئة اي شئ، في هذه اللحظة كلهم كانوا يستعملون كل ما في جعبتهم، كل سلاح و كل طلسم و كل قدرة درع، حتى مصفوفات نطاق القوانين الخاصة كانت فعالة بالكامل، و مع ذلك كلهم مليئين بالجراح الخفيفة منها و الثقيلة.

روبين اطال النظر فيهم، لا يمكنه ان يجد طريقة ليصقل بها اتباعه انفسهم افضل من هذه، في هذه الاثناء كانوا يظهرون قوة هم انفسهم لم يعتقدوا انها فيهم، تركيزهم يشتد بكل ثانية تمر حتى ان اطرافهم اصبحت تتحرك للهجوم و الدفاع وحدها بدون تحكم منهم، و مع ذلك… كلهم كان على وجووهم ابتسامات!

شئ اخر كان يكبح جينرالات الثعبان العظيم بعض الشئ، شئ جعلهم يفكروا مرتين قبل ان يضحوا بكمية ضخمة من دماء دورغر العظيم للتخلص من خصومهم بسرعة… لقد كان قيصر المتربص في منتصف كل شئ كالصقر.

لم يتواصلوا فيما بينهم، لكنهم جميعاً وصلوا لإتفاق تكتيكي ان يبذلوا ما في وسعهم بدون القيام بأي تضحية تجلب الانتباه… ففي النهاية ولا واحد فيهم مستعد لعمل حركة كبيرة بما يكفي لجعل قيصر يتدخل مجدداً.

من يختبر نار الموت، لن يود ان يراها مجدداً ابداً.

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamx15699

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

إجمالي دعم هذا الشهر: 100$

+في اوبشن جديد من اول الشهر دا، اي 10$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE

من Zeus

-+=