“انتظر يا ابي!!” تقدمت زارا بسرعة، احتضنت ذراع والدها بالتبني و دكت قدماها في الارض، ” ألا يسري كل شئ حسب الخطة؟ لماذا انت متوتر جداً؟”
“لا اعلم! لا اعلم!! لكني اشعر اني بحاجة للدخول إلى هناك و انهاء هذا القتال على الفور!” على الرغم من ان زارا التي وصلت مستوى امبراطور متوسط تمسك به بكل قوتها إلا انه بطريقةً ما تمكن من اخذ بضع خطوات اخرى
“فقط انظر هناك، انها معركة واسعة النقاط يشترك فيها مئات الالاف، ماذا ستفعل ان تدخلت؟ كم شخص ستقتل بقوتك العادية؟ و ربما تخطط ان ترهق نفسك و تسقط مغشياً عليك مجدداً كما حدث في واقعة اسياد الحرب؟! لا يوجد فيها واحد في المعركة يستحق وقتك يا ابي، الاخ الاكبر قيصر سيتكفل بهم.” تركت زارا ذراع والدها و احتضنته من الخلف بقوة اكبر، “…ارجوك اهدأ، ماذا حدث لك قبل شهرين؟ انا لم ارك بهذا التوتر من قبل، هل انت بخير يا ابي؟”
فقط عندما سمع بكاء طفيف في صوت زارا توقف روبين عن التقدم و ضرب الارض بقدمه مرتين، ” اللعنة! اللعنة!!” ثم أفلت من يده زارا و وجد صخرة كبيرة نسبياً جلس عليها، ضاغط على صدره بيده اليسرى.
“أبي، ما الخطب؟ كلما وقعت عيني عليك خلال الشهرين الماضيين اراك تُمسك بصدرك، أهو ذلك الشعور السئ مرة اخرى؟” تقدمت زارا و ركعت امام روبين، واضعة يديها على ركبتيه، و بخباثة ارسلت سيل صغير من طاقة الحياة الدرجة الرابعة تتفحص جسده من اي ضرر.
“لن تجدي شئ، لقد فحصت نفسي مراراً…” ضغط روبين اكثر على صدره، ” انه مجرد *شعور* بلا علامات جسدية لكنه يمزق صدري، اشعر ان هنالك عائلة من العقارب تسكن صدري و تلدغني من الداخل بإستمرار ليحاولوا الخروج!!”
“ربما هى حالة نفسي من الضغط؟ انت دائماً تبحث في شئ او تواجه شئ، عليك ان ترتَح اكثر..” إبتسمت زارا بصعوبة، لكنها ايضاً كانت قليلة جداً
“لا، لا راحة لي حتى اعرف ما يحدث و اين يحدث، لقد تجاهلت هذا الشعور مرة ولن اكررها.” وقف روبين بغضب و نظر نحو الافق و هو يعصر يديه
جاءه هذا الشعور، مرتين بدرجات متفاوتة من قبل… اول مرة عندما ذهب قيصر إلى دورة الممالك الثمانية و كان هنالك مكيدة لقتله، لكنه من حسن الحظ انه إستجاب لذلك الشعور و ارسل خلفه بيون و ثيو و معه طلاسم عالية المستوى فأنقذوه، و تبعات هذه المكيدة الصغيرة كانت حرب ضد مملكة دوليفار تطورت لاحقاً لحرب ضد ثلاث ممالك ثم استدعاء امبراطورية اللهب و الذي انتهى بتدمير مدينة يورا.
المرة الثانية كانت في كوكب نيهاري، لكنه وقتها كان قد خرج للتو من تعذيبه على يد منظمة سلمندر النار و كان يظن ان ذلك الشعور جاءه من الاكتئاب، او ببساطة إن حدث اي شئ سيحدث لكوكب نيهاري الذي لا يطيقه اصلاً، فنسي امره… بعدها مباشرةً يورا احترقت و زوجته قُتلت و إبنه تعذب لعدة عقود، و تبعات ذلك كان مجازر في اربعة كواكب و قيام امبراطورية البداية الحقيقية على ظهورهم.
أهى صدفة في المرتين؟ صعب جداً… كما انه في حوار سابق له مع المستبصر اخبره ان هنالك بعض اسياد الحقيقة يكون لهم قدرات خاصة بهم، و ان قدرة روبين على استشعار المصائب قبل حدوثها قد يكون قدرته الخاصة.
*فأل الحق* هذا هو الاسم الذي اعطاه روبين لهذه القدرة الغريبة.
…و منذ شهرين و هو يختبر المرة الثالثة، و لسببٍ ما الشعور الذي يأكل صدره أكثر ضراوة هذه المرة.
زارا عقدت حاجبها بقلة حيلة، لا تعرف ماذا تقول… لقد ألحت على والدها بالتبني ان يخبرها بشأن ما يزعجه خلال الفترة السابقة حتى اخبرها بالفعل عن المرتين السابقتين، هى تفهم ما يقول، لكنها ببساطة غير قادرة على تفُهم ما يعنيه هذا له، أليس مجرد شعور في النهاية؟
“أبي، هل انهاء المعركة بسرعة سيجلب لك بعض الطمأنينة؟ دعني اعطي الامر لأسياد الحرب بالتدخل إذاً.” اشار زارا ورائها نحو الـ 15 كتيبة المنتظرين خلف جدران الطاقة، ” يمكننا ايضاً إستدعاء مصفوفات سيد الحرب التي تطوق المنطقة المركزية، بهذه الطريقة سنختم هذه المعركة خلال دقائق!”
“لا!” صاح روبين بسرعة، “مصفوفة سيد الحرب مُرهقة عليهم حتى بعد التعديلات، لا اريد ان استهلك قواهم الان و تقع تلك الكارثة فنفقد سلاحنا الاقوى، دعيهم في وضع استعداد فحسب…”
فكرت زارا قليلاً، “…هل أستدعي العفاريت إذاً؟ سيسعدوا إن وجدوا كل هذا الطعام محشور في مكان واحد…”
روبين اكتفى بعقد حاجبيه قليلاً و ارسال نظرة سريعة نحو زارا.
التي رفعت كلتا يديها، ” حسناً حسناً، دعهم يبحثوا عن طعامهم بأنفسهم إذاً، لكن اؤكد لك ان آمون ليس سعيداً بهذا هيهي.”
—————-
في نفس الاثناء– في مكانٍ ما على حواف المنطقة الوسطى–
قبل بضعة ايام هذه المنطقة كانت هادئة، تحتوي بلدة صغيرة فارغة من السكان و حولها بضع مناجم مهجورة بها بعض اللدرر و احجار طاقة عالية المستوى
قبل يومين فقط وجد احدى السفن الفضائية هذه المنطقة و رسُت فيها، خلال اليومين السابقين تحول هذا المكان المهجور لما يشبه المهرجان، اكثر من ثلاثة الاف جندي من امبراطورية الثعبان العظيم هبطوا هنا و بدأوا بتمشيط المكان بسعادة وسط ضحكات جنونية بعدما تمكنوا من جمع اكثر من ألف درة و بضع عشرات آلاف حجر طاقة عالي المستوى!
لكن…
“اااه!! ااااااااه!!”
“ماذا تكونون؟ ماذا تكونون بحق الجحيم؟!” اررغاااا!!!”
جحيم، لا شئ اخر يمكن ان يقال عن المعركة التي تجري حالياً.
لا، ليست معركة، المذبحة التي تدور بين الكائنات البيضاء و القرمزية كانت متكافئة الاعداد، لكن بالتأكيد ليست متكافئة القوى…
الـ 3000 جندي الذي كانوا يقضون اوقاتهم بسعادة قبل ساعة، نصفهم يتم أكله حياً في هذه اللحظة، و النصف الاخر تم قطع اوصاله و اعتقاله.
“هاتشووو” احد العفاريت المراقبين عطس بقوة، “من الوغد الذي يتحدث عني الان؟”
لقد كان ضخم الجثة، 3 امتار على الاقل، شعره ابيض طويل ينسدل على ظهره، لونه القرمزي و قرناه الطويلان يبدون و كأنهما مستعدان لإختراق السماء اعطوه رهبة شديدة، لكن ملامح وجهه كانت اوسم بوضوح مقارنةً بأمثال مورين و معظم العفاريت الاخرين، و هالته بالتأكيد لن تخسر امام امثال أليكساندر!
“الاخ آمون، هل أثرت خرافات بشر يورا على رأسك؟ نحن نصطاد و نأكل و نضاجع فقط هاها.”عفريت امبراطور اخر ضحك بقوة، أخذ قطمة من ساق تشبه ارجل البشر لكن لونها كان شديد البياض و ملئ بالتعرجات السوداء، ” إختر لنفسك واحد سمين بسرعة و إلا الشباب لن يبقوا لك شيئاً.”
“هممم.. فلنتابع التقدم.”
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamx15699
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
إجمالي دعم هذا الشهر: 100$ *كح كح؟*
+في اوبشن جديد من اول الشهر دا، اي 10$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE