المنطقة المركزية– المدينة الآمنة لإمبراطورية الثعبان العظيم–
“زعيم، لقد وجدنا 700 درة طاقة اخرى مخبئة في احد القصور في مدينة ضبع الخريف، و التفتيش ما يزال جاري!!” دخل احد الجنود بسرعة لقاعة مفتوحة الابواب و صاح بتقريره، ثم خرج مجدداً.
بعدها ببضع دقائق دخل اخر، “جينرال، فريقي وجد 500 درة طاقة اضافية و اطنان من احجار الطاقة!” بعدها عاد من حيث اتى
هذه القاعة التي كان يأتي الجميع لإبلاغ التقارير لم تبدو انها مخصصة لمكتب قائد معين، او اجتماع ما يحصل اليوم… القاعة كان فيها 5 اشخاص فقط، كل واحد فيهم يفعل شئ مختلف
احدهم كان ممدد على أريكة يريح عينيه و يضع يده فوق جبهته، و اخر يقرأ كتاب اطفال حول تعليم قراءة و كتابة لغة نيهاري، اما الثلاثة البقية فكانوا يتحركوا في الارجاء بملل.
“كم جمعنا حتى الان؟” سأل احدهم بغير اهتمام.
“هممم اعتقد 70 الف درة طاقة، اقل او اكثر بقليل…” واحد اخر رد و هو يُلقى بـ كرة نحو الجدار و ترجع له.
بعد معركة الجنوب التي خسروا في حوالي 50 امبراطور و عدد كبير من السفن، اتفق الجينرالات الخمسة على عودة قوات امبراطورية الثعبان العظيم للمنطقة المركزية ريثما تعود سفينة المراسلات من كوكب صخرة السم، ففقط حينها سيكون لديهم كل احداثيات المناطق المهمة لدى العدو و سيتمكنوا من ضربهم حيث يؤلمهم.
و ماذا سيفعلوا اثناء الانتظار؟ اتفقوا على شيئين اثنين… الاولى هى شن هجمات صغيرة على الشمال و الشرق و الغرب و الجنوب حتى يختبروا قوتهم اكثر و يخبروهم انهم ما يزالوا هنا، و الثانية هى تحصين المنطقة المركزية و جعلها ملكاً لهم بالكامل و بدأ عملية إستنزافها.
الاولى لم تسر بشكل جيد جداً… السفن التي ارسلوها لمهاجمة المنطقة الجنوبية و الشرقية كان يتم اعتراضها بسهولة، مع انهم اختاروا مناطق عشوائية ليهاجموها بقصد نشر الفوضى فحسب، إلا انه كان يتم كشفهم ثم يظهر عدة عشرات من الاباطرة من تلك البوابات الفضائية الصغيرة فيوقفوهم فوراً و يجبروهم على التراجع.
اما الغارات التي ارسلوها نحو الشمال فكان التقرير منها اغرب، تم ارسال 5 غارات من خلال 5 اماكن مختلفة لضرب ما يمكن ضربه و العودة بسرعة، لكن جميعهم عادوا يقولوا انهم قضوا الغارة كلها يقاتلوا الوحوش الموجودة في الحد الفاصل، قالوا انهم شعروا ان الوحوش جائعة منذ سنوات و انهم هم اخر قطعة لحم في العالم! …لم يتمكنوا حتى دخول اراضي المنطقة الشمالية حتى اليوم.
اما الغارات على المنطقة الغربية فكانت مباشرة اكثر، لم يرجع منها احد.
بعد تلقي اضرار ثقيلة أيقن الجينرالات الخمس ان المناوشات هنا لن تنفع، و بما انهم لم يملكوا الجرأة على بدأ حرب كاملة على احد المناطق، قرروا الثبات على الخيار الثاني و هو جمع الدرر و فرض سيطرتهم على المنطقة المركزية مؤقتاً.
و هذا ما يحدث الان…
الاساطيل الخمس بدأوا عملية تمشيط لكل المدن و القرى و المستوطنات و مناطق التنقيب المهجورة في المنطقة الوسطى، بشرط ان يبق 80% منهم في المدينة الآمنة دائماً مستعدين للحرب لو جد جديد.
ففي خلال بضعة ايام تمكنوا من جمع عشرات الاف الدرر و كمية كبيرة من المعادن التي تُعامل كنادرة حتى في كواكبهم التسعة، هذا بالإضافة لتقنيات تدريب و اسلحة و اعشاب عتيقة.. خلال هذا البحث الذي استهدف المناطق المسكونة فقط وجدوا فيها كنوز لم يجمعوها من كواكبهم التسعة على مدى عشرة الاف سنة، كثيرة جداً لدرجة انهم ملوا من التقارير التي تأتيهم كل بضع دقائق!
“هاي ديريت، ألم تقل ان الدعم سيصل خلال شهرين؟ لقد مر اكثر من شهرين..” سأل الجينرال سولي منزعجاً، هو كان بلا شك الاكثر انزعاجاً من هذا الوضع الممل، في نظره كل يوم يمر بدون قتال هو يوم ضائع بدون انجازات.
“ربما ينتظروا جلب بعض الدعم؟” نظر ديريت نحو اقرب جينرال له
بارس هز رأسه، “مستحيل، لابد ان المارشالات يتقاتلوا على الاسطول الـ 31 مع اقتراب اصداره، لن يرسلوا لنا اي شئ.”
“أهذا يعني اننا سنتابع القتال بمفردنا حتى بعدما يأتي التقرير عن الاحداثيات؟” وقف سولي بسرعة، ” إن كان هذا صحيح فهى بنا نبدأ، تعالوا نختار اي منطقة عشوائية و نضربهم بكل ما لدينا!!”
“ألم نتكلم في هذا سابقاً؟ المنطقة الشرقية هى الوحيدة التي يمكننا ان نهاجمها لكنك تعارض.” جينرالات مولاد تكلم بملل
“و ماذا بعد؟ هل سنبق جالسين وجوهنا في وجوه بعضنا بهذا الشكل للأبد؟!” ركل الجينرال سولي الاريكة التي كان يجلس فحطمها..
بقية الجينرالات تنهدوا و اعطوه ظهوروهم، هذه لم تكن اول مرة يثور بهذا الشكل… هم يعلموا ان لديهم القوة الكافية لإجتياح أي منطقة من الاربعة، لكن الخوف هو ان تقوم بقية المناطق بالغارة عليهم من الخلف حينها، من الافضل لهم ان ينتظروا قدوم الاحداثيات و يهاجموا بعمليات دقيقة.
“جينرال، هنالك تقرير!!” دخل جندي اخر كالعادة
“ألا ترى اننا مشغولون؟ اغرب!!” لوَح الجينرال سولي بغضب، اخر شئ يريد ان يسمعه هو تقرير عن ايجاد المزيد من الدرر التي ستضاف مع اخوتها في مخازن السفن
لكن ذلك الجندي كان تابع للجينرال مولاد، فتجاهل سولي و نظر نحو سيده، ” جينرال، هنالك شئ يحدث في السماء، حقل طاقة غريب ظهر من العدم!”
“هاه؟ ماذا تعني بحق طاقة؟” إستدار الجينرال و سأل مستغرباً
“تقرير!! جينرال جايك، هنالك شخصان غريبان ظهرا امام المدينة.”
“همم؟” الجينرال جايك رفع حاجبه ثم تقدم بضع خطوات حتى وصل للنافذة، “هاي، من انتما؟ هل تريدنا الموت؟”
كان هنالك بالفعل شخصان يطوفان امام بوابة المدينة، احدهما يرتدي درع ذهبي مميز مُطعم بقطع سوداء و يمسك مطرد اسود بالكامل، اما الاخر فكانت امرأة ترتدي درع ذهبي على شكل فستان طويل، تمسك بسيف نحيف اسود اللون و يوجد تاج من الجليد اللامع فوق رأسها… لقد كانا الجينرال الاعلى لإمبراطورية البداية الحقيقية و نائبته، قيصر و فيكتوريا.
حرك قيصر رأسه ببطئ يراقب المدينة لبضع ثوان اضافية، ثم عاد ليركز نظره نحو القصر مبتسماً، ” هل افتتح انا، ام تأخذين هذا الشرف؟”
“هذا الشرف يعود للجينرال الاعلى وحده.” لمعت عينا فيكتوريا، لقد كانت تتحرق شوقاً لهذه اللحظة منذ وصلوا اول مرة
“جيد… فلنبدأ إذاً، هاهاها!” رفع قيصر مطرده الاسود، بحر من اللهب الاسود تشكل حوله، ثم بـ *شوالاااا* انطلق قيصر بمفرده نحو القاعة التي يمكث فيها الجينرالات الخمسة
“انت تغازل الموت!!” الجينرالات جايك امسك بسلاحه و قفز للخارج، في نظرهِ ان يجرؤ شخص اضعف منه بمستويين ان يهاجمه بهذا الشكل لهو الجنون بعينه.
بقية الجينرالات اقتربوا بسرعة من النافذة ليروا ما يحدث في الخارج
“همف، احمق..” هزت فيكتوريا رأسها وهى تتابع المواجهة، ثم رفعت يدها، “اسحقوهم.”
*فرووم* *فرووم* *فرروم*
العشرات من البوابات الفضائية فُتحت على الارض و وسط السماء
“هذا…” اخذ الجينرال سولي خطوة للخلف، لم يكن يعرف ماذا يجدر برده فعله ان تكون…
هل يخرج و يقود ما تبقى من اسطوله ليواجه تلك الجحافل التي تخرج من البوابات؟
ام يذهب ليطفئ زميله من ذلك اللهب الاسود الذي يأكله حياً…