بعد شهرين– في مكان عالٍ جداً فوق المنطقة المركزية– كوكب نيهاري

*شهيق عميق* “كح كح! لم يكذب فريق البحث و التطوير، فعلاً كلما ارتفعت عن الارض يكون التنفس صعباً.”

“اخ بيلي، فقط أعد تشغيل القلادة و دعها تتم واجبها، علينا التركيز فيما نفعله هنا.” أليكساندر وبخ بيلي، لكنه لم يستطع المقاومة إلا ان أبطل عمل القلادة للحظة ليجرب بنفسه قبلما يبطلها مجدداً

“ليس و كأننا نقوم بأي شئ، نحن هنا للإشراف فحسب.” هذه المرة نظر بيلي للأسفل، ثم اخرج قارورة مياة من خاتمه الفضائي و تركها تهبط، “….واو.”

المنظر تحت اقدام بيلي كان مهيب، ارتفاعه الشديد جعله يرى الغيوم و الجبال و الانهار كأنها رسمة كبيرة تحته، بل انه لاحظ انحناءة الكوكب على الرغم من ضخامته، مع انه يطير منذ وصل نطاق قديس، إلا انه قطعاً لم يعتقد انه يمكنه ان يصل لهذه المسافات للاعلى!

“انا… انا الذي تم تعيينه للإشراف هنا، ليس نحن.” ارسل أليكساندر نظرة سريعة نحو بيلي، ثم إلتقط شئ بجانب عينه فصاح، ” هاي انت هناك، خذ خطوتين إلى اليمين! اليمين!!”

“حاضر!” امبراطور يرتدي درع ذهبي و اسود و يمسك بعلم ضخم طاف بإتجاه اليمين قليلاً، “هكذا؟”

“ممتاز!” رفع أليكساندر اصبعه السبابة، ثم صاح نحو البقية من حوله، ” تحركوا قليلاً، ليس لدينا اليوم بطوله!”

هذه اللحظة كان يقف حول أليكساندر 250 امبراطور على الاقل، بعضهم بشر من جيش يورا يرتدون الذهبي و بعضهم انصاف بشر يرتدون قطع دروع متناثرة اكتسبوها من نظام النقاط، و بعضهم من بشر جرينلاند و معروفون بدروعهم الخشبية، و بين كل واحد و الاخر كانت هنالك فجوة تترواح من عدة كيلومترات إلى عشرات الكيلومترات. الشئ المشترك فيهم ان جميعهم يتخبطوا كالحمقى يميناً و يساراً رافعين أعلام سوداء ضخمة، مرت ساعات و هم على هذا الحال…

ربما السبب الاساسي انه ليس بيلي وحده الذي كان مفتون بالمنظر اسفله، كل الاباطرة هنا لم يصلوا لهذا الارتفاع في حياتهم، فببساطة الفيزياء تتغير تقريباً كلما ابتعدت عن سطح الارض، سواءً الضغط او الهواء او الحرارة، كل شئ يتغير بشكل خطير كلما ارتفعت، كل من حاول العلو لإرتفاعات كهذه في الماضي قد سقط كالنيزك مغشياً عليه، لكن ليس اليوم.. ليس بالمعدات الجديدة.

بعدما ألقى عدة اشياء اخرى، رفع بيلي رأسه مرة اخرى و سأل، “هاي، أليكساندر، لماذا برأيك روبين غير رأيه فجأة؟ هذا ليس معتاد منه.. في العادة رأسه كالصخر عندما يقرر شئ.”

“لا اعلم ايضاً، الشهرين الماضيين كانا مضغوطين جداً، معاليه لم يبدو في حالته الطبيعية… لكن لدي معلومات من الداخل.” رفع أليكساندر حاجبيه و كانه يغيظ بيلي

“ماذا تنتظر يا رجل!!” تقدم بيلي و لكم أليكساندر على كتفه، مع ان أليكساندر اكبر منه بعدة مئات من السنين إلا انهم ظاهرياً يبدو اصحاب في نفس العمر كما انهم الان في نفس المكانة الاجتماعية كجينرالات لإمبراطورية البداية الحقيقية، خلال السنوات القليلة الماضية كان يمضي بيلي الكثير من وقته مع أليكساندر بسبب حرب جرينلاند، و من بعدها انتهاء الحرب حافظوا على هذه الصداقة الغريب.

“حسناً حسناً!” ضيق أليكساندر عينيه قليلاً و تحدث بجدية، “…سمعت انه عندما خرج معاليه من عزلته قبل شهرين توجه مباشرةً نحو برج فاتح السماء و هو يتصبب عرقاً، و فوراً امر الجميع ان يتركوا ما في يدهم و يبدأوا العمل على مصفوفة ختم السماء الكبرى هذه.”

“الكل يعرف يعرف هذا!! ماذا لديك ايضاً؟” سأل بيلي مسرعاً

“حسناً لا تخبر احد.. اخبرني العجوز انه سمع معاليه يكلم زارا و اخبرها بالسبب وراء تغيير رأيه.”

” ما هو؟ ما هو؟!” امسك بيلي بذراع أليكساندر بقوة

“اخبرها…” نظر أليكساندر يميناً و يساراً و كأنه مستعد ان يقول سر خطير، “…اخبرها انه انتابه شعور سئ.”

“……”

“……”

“أهذه مزحة؟ شعور سئ جعله يلقي الخطة التي يعد لها منذ سنوات و يفكر في واحد جديدة و يطبقها خلال شهرين فقط؟ أليكساندر هل تمزح معي؟ لا تعتقد اني سأتردد في ابراحك ضرباً!!” اخرج بيلي قارورة مياة فارغة و رفعها للتهديد

“لو كان يمكنك فعلها تعال و جرب هاهاها” ضرب أليكساندر صاحبه الجديد على قفاه مرتين

“ايها الـ–!!” كاد بيلي ان يتقدم بالقارورة

عندما جاء صوت بجانبهم، “جينرال، اخر واحد اتخذ مكانه، كل شئ جاهز.”

“اوه؟ ممتاز.” تعابير أليكساندر عادت للجدية ثم اخرج هو ايضاً علم من خاتمه الفضائي، و مرر فيه طاقته.

*فروووووم*

العلم الاسود ترك يد أليكساندر و بدأ يرتفع تدريجياً و هو يتوهج، و المثل بدأ يحدث في كل مكان على مرمى البصر حول أليكساندر، كل الاباطرة الـ 250 تنفسوا الصعداء و تركوا الاعلام تقوم بالباقي

*فرووم* *فرووم* *فرووم*

*شوالااااا*

فجأة خرج عدة احبال من الطاقة من العلم الذي كان يمسك به أليكساندر و امتد لأقرب خمسة اعلام، ثم الخمسة اعلان خرج منهم احبال طاقة لـ 25 علم، و هكذا~ حتى في ظرف دقائق تم ربط كل الأعلام الـ 250 في نمط واحد ضخم
“واااو..” رفع بيلي رأسه للاعلى و تعجب، ليس مما يحدث، بل من حجم ما يحدث… تلك المصفوفة الضخم بدت و كأنها تغطي السماء كلها!

“هاااا!!” بعدما تيقن أليكساندر ان المصفوفة تم تفعيلها، فعل كما اُمر و استخدم سوار اسود يحيط برسغه الايمن لتحريك العلم الرئيسي للأسفل، و معه تحركت بقية المصفوفة العملاقة

“…إلى اين؟” تمتم بيلي و هو يراقب الاعلام تسقط بسرعة، و كلما نزلت الاعلام للأسفل كلما بعدت المسافة بين كل علم و الاخر، بعدما كانت المسافة بضع كيلومترات اصبحت عشرات الكيلومترات، ثم المئات، في النهاية لم يستطع بيلي رؤية إلا علم واحد، لولا ن احبال طاقة متوهجة كثيفة ما تزال تمتد عبر الافق لظن بيلي ان المصفوفة التي عملوها عليها لساعات قد كُسرت

“انظر لهذه الحركة.” إبتسم أليسكاندر، ثم طق إصبعه

*سوووواااش*

توقفت الاعلام عندما وصلت لمستوى الغيوم، ثم حقل خفيف كأنه ملاءه من الطاقة بدأ يمتد بين احبال الطاقة المتوهجة، خلال بضع دقائق فقط غطى ذلك الحقل المنطقة المركزية بالكامل.

“…ماذا سيحدث الان؟” تمتم بيلي و هو يتابع المنظر المهيب في الاسفل

“ما كنا نأمل فعله منذ شهور…” ابتسم أليكساندر بعينان تلمعان بنية قتل ثقيلة.

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamx15699

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

إجمالي دعم هذا الشهر: 152.5$
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة: اضغط هنا
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE

من Zeus

-+=