“لا، هو… معاليه لا يفكر بهذه الطريقة.” نظر جابا للأسفل، جبينه امتلئ بالعرق

حتى هذه اللحظة كان يظن ان تجار عائلة بورتون يغالوا في الاسعار إنتقاماً لخيانة عشيرة اتحاد نيهاري لروبين في السابق، و لأنه هو قطع علاقته بمعلمه، لم يأتي في حسبانه ابداً ان روبين يحاول استنزاف الكوكب بهذه الطريقة… هو يعرف ان مُعلمه لديه مهمة من شخص يدعى المستبصر، لكن ألم تكن المهمة هى التصدي للغزو؟ لا، ماذا لو كان يكذب؟ ماذا لو كان لديه نفس مهمة الثعابين و قد جاء ليفرغ العالم من خيراته؟!

” همم ما يحيرني هو موضوع التنبؤ بوصول الغزاة هذا، انه دقيق جداً ليكون صدفة، مهلة الخمسين عام قد انتهت و قد مر اكثر من عام على موعد وصول *الغزاة* الذين تكلم عنهم لذا من الامن القول انه يقصدنا… هذه ليست احد قدرات قانون الحقيقة السيادي بكل تأكيد، إذاً ماذا يحدث؟” تجاهلت شظية الروح السوداء انهيار جابا كلياً و اخذت نقل على ذقنها بلطف، ثم تغيرت هالتها لتضطرب قليلاً، “قدرة التنبؤ العالية و طويلة الامد… أيعقل ان الامر له علاقة بأحدهم؟ همف، لو يعتقدوا اني سأتراجع فقط بسبب مكانتهم فهم مخطئين!”

بعدها عادت لتنظر نحو جابا غاضبةً، ” هاي، استجمع شتات نفسك قليلاً، الامر لم يعد متعلق بك و مُعلمك و اتباعي الحمقى، انت كمحلي تقف في الوسط بين قوتين عظمتين يريدان ما لديك، و اليوم ستأخذ جانب!”

“انا اخذ جانب موطني، سأقاتل للنهاية لن ادع احد الغزاة يأتي و يأخذ كل شئ، اياً كان من هو!” صاح جابا بقوة

“احمق! ما هو الموطن؟” شظية الروح السوداء علَت صوتها قليلاً، “التراب و الكنوز هو موطنك أم الناس الذين يعيشون فيه؟ ألو إنتقل كل من تعرفهم لمكان اخر أستبق تدعو حفنة من التراب موطنك، ام ستذهب ورائهم؟”

هدئ جابا قليلاً، “…مقصدك؟”

ردت شظية الروح السوداء مباشرةً، “مقصدي اني اُقدر المواهب، و اريد ان احظى بمستخدم قانون سيادي بجواري، مُعلمك لديه سيد بالفعل لذا انا سأرضى بك حالياً… إقبلني سيد اعلى عليك و ساعدني في تسيد هذا الكوكب، بعد انتهاء الحرب سأمر امبراطورية الثعبان العظيم بالتراجع و سأعلمك طريقة صقل روح الكوكب ليكون كوكب نيهاري ملكك، سأمرر لك تقنيات و اسلحة اعلى من التي اعطيتها لهم لتشكيل امبراطورية خاصة بك، و الاهم اني سأعطيك الامان على حياة الجميع و اوفر لك موطئ قدم في الحزام الكوكبي متوسط… و في مقابل كل هذا سترسل لي 95% فقط من اي درر طاقة تجدها، البقية سأتركهم معك لتطور امبراطوريتك.”

“95%؟ ياللكرم.” أصر جابا على اسنانه

” على الاقل انا صريحة معك، بعدما نفوز بالحرب سأفعل معك مثلما فعلت مع بايثور، سأعطيك كل ما تحتاجه من معلومات و تقنيات بعدها انت ستأتي إلي لتعطيني ما هو لي و تغادر، لن اتدخل في شئ اخر، كما انك ستحظى بداعم قوي يمكنه حمايتك و جلب ما تحتاجه لك… ارى انك بشري، يمكنني حل هذه المشكلة اجلك، و هذه المرة سأوفر لك دم وحش بدائي بعمر 50 مليون عام على الاقل و سأفعلها بجهاز تغيير دم الذي استخدمه على اتباعي المقربين و ليس القمامة الذي تركته مع بايثور.”

ثم شظية الروح السوداء ابتسمت قليلاً، “الان لنر ما سيحدث لو تابعت إنحيازك لللاعب الاخر، اوه، لا داعي للتخمين او التهديد حتى.. ما الذي يفعلونه في كوكب الان؟ انهم يسرقوا درر الطاقة ببيعك اشياء بأسعار خياليه، تفاهات يمكنك ان تجدها ملقاة على الطرقات في اي كوكب من الحزام الكوكبي المتوسط، هذا طبعاً بدون ذكر ما فعلوه في بقية المناطت حيث يقوموا بجمع كل الدرر و الموارد ليل نهار بدون حساب، و فوق كل هذا يريدون ابادة بنو جنسك و إستعمال بقية الاجناس للقتال تحت رايتهم بإسم الدفاع عن عالمهم، و هم انفسهم غزاة.”

بعدها نظرت بعيداً و هى تكمل كلامها، “فلنفترض انهم انتصروا بفضل الإعداد المسبق و تم هزم اتباعي الحمقى، ما هى النتائج؟ امبراطورية الثعبان العظيم ستظل موجودة تمدني بما احتاجه. لكن ماذا سيحل بك؟ عندئذٍ سيكونوا مسيطرين على اكثر من نصف الكوكب و لديهم زخم قوي، هل ستقف في وجههم و تقول له ان يخرجوا من نيهاري؟ او تقول ان المنطقة الشرقية هى مِلك للمحليين فقط و تكتفي بجعلهم ينهبوك عن طريقة التجارة؟ أم ربما ستخفض رأسك لهم وتصبح مجرد تابع محلي اخر لإمبراطورية كوكبية؟”

“….” فتح جابا فاهه ليتكلم، لكن لم يجد كلام يقال.

لم تكن هنالك كلمة واحدة سمعها يمكن ان يضحدها، هم يتم سرقتهم فعلاً و هو يعرف ذلك، تحدث للعمالقة ابادة و هو يعرف ذلك… ما الذي يمكن ان يفعله ذلك الظل الاسود لم تفعله امبراطورية البداية الحقيقية بعد؟!

بعد دقيقة كاملة من الصمت لم يجد جابا ما يقال إلا: “…و إن رفضت الانضمام لك؟”

“ستنضم.” ردت شظية الروح السوداء بسرعة و بسُلطة مطلقة، “انفاسي التي اضعتها في الكلام معك لها ثمن، و ثمنها هو الانصياع او الدمار.”

إنتفضت جابا واقفاً و اخذ خطوة اخرى للوراء، الكلمات خرجت من فاه الظل و كأنها حقيقة مطلقة

“لقد اعطيتك شروط ممتازة، إن كنت تريد اكثر فهذا يعني انك تبالغ في تقدير نفسك امامي، و انا لا احب هذا…” ثم سمعها تتكلم ببعض الغضب، “لا تدع كونك مستخدم لقانون الحقيقة السيادي يعطيك اكبر من حجمك، إن تكلمنا عن القوانين السيادية فقانون الحقيقة السيادي هو الاكثر انتشاراً في الكون من حيث عدد المستخدمين، و اعداد من تمكنوا من الحصول على مكانة جيدة من بين مختاري الحقيقة قليل جداً حتى عبر التاريخ، انتم مجرد عُمال يعتمد عليكم، أتباع جيدين يتموا العمل الذي يحتاج عام في شهر فقط، لكن هذا كل شئ…”

ثم اخذت خطوتين اتجاهه، ” صحيح اني سأتفاخر بوجود مستخدم حقيقة بجانبي، لكن هذا ليس مختلف عن كوني اتفاخر بمزهرية جيدة او كلب ُمدرب بعناية، انت ستكون مجرد حلية زيادة على عرشي المحتوم، مفهوم؟”

“…ما المطلوب مني؟”

من Zeus

-+=