“……. هذا اخر ما حدث قبل إسراعي إلى هنا” أتم القديس ماركو تقريره ثم إنحنى قليلاً نحو الحكيم ألبيرت، و تراجع ليقف جانباً
التقرير إنتهى.. لكن صدمته ما تزال مستمرة.
لم ينطق احد من الحضور بكلمة واحدة ، جميعهم يفكروني فيما سمعوه للتو.
معركة البارون الأولى كانت سريعة جداً و الرسول لم يتابعها شخصياً، وصل متأخراً و جلب المعلومات النهائية، أما احداث معركة الفيسكونتة سيتينا… كل شئ كان جديد عليهم!
التقرير ببساطة كان منافٍ لما يعرفونه حول الحروب! أسهم منفجرة لتدمير تشكيلات جيش العدو قبل الإلتحام؟ إستخدام لفرسان من البداية كخيالة لـ شل جناحي الجيش؟ إرسال ميلا برادلي كمغتال امام الجميع لطعن قديس العدو في قلبه بدون ان يراها احد؟
اخيراً قديس كسر الصمت، “إدوارد برادلي قام بتدمير جيشين بمجموع 110 الف جندي خلال يوم واحد تقريباً، و في المقابل لم يخسر سوى ألفين جندي مشاه اثناء الإلتحام العشوائي الاخير مع تلك المجنونة سيتينا؟”
“فعلاً، كان لدينا جينرال عبقري و لم نلحظ حتى الأن..”
“أي عبقري؟ أعطني تلك الأسهم المتفجرة و لن يسقط مني جندي واحد!”
“صحيح، ما هى تلك الأسهم بالضبط؟!”
إحتدم النقاش و توجهت أنظار الجميع نحو الإعجاز الحربي الجديد *الاسهم المتفجرة*
من ضمن الأصوات المتاخمة ظهر صوت في الوسط خطف كل الأنظار نحوه، “انتظروا لحظة.. هذه النتائج… ألا يعني هذا ان إدوارد و جيشه ليسوا هناك لتفريغ غضبهم او لتأجيج حرب فعلية… بل من اجل غزو حقيقي؟”
غزو حقيقي؟ غزو مملكة اخرى بـ 60 الف جندي؟!
إعتدل الحكيم ألبيرت، ” نحن لدينا فرصة حقيقية لإنتزاع أراضي من دوليفار هذه المرة، لا اعرف ماذا سيحدث على الجبهة لكن لا يجب ان نترك هذه الفرصة تضيع.. دوقيات إيفرين، ستانلي، ألتون، اطلقوا النفير العام و إستدعوا جيشوكم،
أرسلوا لتقف على الحدود مع دوليفار لدعم حملة عائلة برادلي إن إقتضت الحاجة، اخيراً حالة الجمود التي تسود منذ مئات السنين ستتوقف!
ثانياً ارسلوا شخص في قمة مستوى قديس ليجلب لنا الاخبار بشخص اسرع، أم تريدوني ان اذهب بنفسي لأجلب الاخبار أسرع؟!
و ايضاً فليجلب لي أحدكم الوغد جالان برادلي، لا اهتم إن قال سيأتي بعد اسبوع، اريده ان يقف امامي في ظرف يوم!”
======================
بعد ساعتين – مدينة لؤلؤة برادلي- قصر الدوق
وقف جالان من مكتبه و تقدم نحو الزائر الجديد “هاها الرسول ماركو شخصياً هنا؟ تعال تعال، هل لديك اخبار من اجلي؟”
إنحنى القديس ماركو بشكل خفيف ” أحييك دوق جالان، جيشك قام بالقضاء على بارونية و جيش تحالفي مكون من فيسكونتة سيتينا و حلفاؤها القريبين، الخسائر في جانبكم كانت ألفي جندي فقط، هم حالياً يقومون بعمل تحصينات في مدينة شارونا، و هنالك اخبار ان جيش اخر يضم قوات من اكثر من عائلة، قوامه العام حوالي 120 الف جندي يتم تشكيله لمهاجمة جيشك، هذا كل شئ.. اوه، الحكيم ألبيرت يريدك ان تقف امام المجلس اليوم بدون تأخير.”
“….إيه؟”
=====================
بعد ساعة اخرى -مؤسسة برادلي العسكرية- تحديداً المعهد العسكري- مسكن روبين
*طرق طرق طرق*
“روبين، افتح افتح!” صوت جالان برادلي كان بادٍ من وراء الباب
ترك روبين ما كان يفعله و ذهب ليفتح الباب، فوجد جالان و خلفه 5 اشخاص، واضح ان جميعهم قديسين، “دوق جالان، أهناك شئ يمكنني مساعدتك به؟”
دخل جالان مباشرة للمنزل ” بالطبع عليك مساعدتي! تأثير الطلاسم كان افضل مما توقعت، نحن فعلياً لدينا فرصة لإقتلاع قطعة ارض كبيرة من دوليفار!!”
“اوه…” اومئ روبين و ذهب ليكمل القسم الاخيرة من الطلسم
“ما الذي تقصده بـ أوه؟! الشمس السوداء و دوليفار على قدم و ساق الأن، لا… بل كل الممالك تتابع ما يحدث عن كثب!”
رفع روبين وجهه ” هذه كانت الخطة من البداية، كونك بهذه الحماسة يجعلني اشعر انك لم تثق فيّ منذ البداية و هذا مؤلم!”
“يا قاتل الحماسة اخبرك اننا نأكل دوليفار، تحمس معي قليلاً”
“أهناك اخبار عن قيصر؟” رجع روبين ليكمل الطلسم
“اها، تقريباً هنالك اخبار.. الرسول ماركو رأى المعركة بالكامل، عندما اعطيته مواصفات قيصر اخبرني انه رأى شخص يرتدي درع و مطرد ابيض و يقود 100 جندي نخبة و كان من أبرز الشخصيات في الإلتحام الشامل، حتى انه أصيب بشدة مرتين بسبب إندفاعه إلى معارك ضد فرسان العدو لكن *جلد اخضر غريب كان يعيده على قدمه مجدداً* لا شك انه هو قيصر هاهاها يبدو انه يصول و يجول هناك”
توقف قلب روبين للحظة ثم أكمل الرسم، ” شكراً على المعلومات دوق جالان، لماذا انت شخصياً هنا؟ كيف يمكنني مساعدتك؟”
“قررت زيادة إستثماري في هذه الحرب، سأرسل 5 قديسين اخرين و 100 فارس، جئت لأرى إن كان لديك طلاسم جديدة يمكنها مساعدة الجبهة، فحسب وصف الرسول تم إستهلاك حوالي ألفين طلسم خلال المعركتين”
لم يرد روبين لثانيتين، ثم رفع القلم و ألقى قطعة الجلد نحو كومة كبيرة بجانبه “بهذا يكون إنتاجي خلال اخر 8 ايام تحديداً 1136 طلسم ناري، خذهم كلهم”
“ألف.. اكثر من ألف في حوالي اسبوع؟!” صُدم جالان بسماع هذا، لو كان إنتظروا لسنة إضافية و جمعوا طلاسم على هذا المعدل..
“اجل، هذه المرة ركزت على طلاسم النار لأني اعلم انها ستكون اسرع ما ينفد، كما انه يمكنني رسمه بشكل اسرع بكثير من طلاسم الظلام و الحيوية.. المهم، لقد أرهقت روحي كثيراً خلال الفترة السابقة و سأحتاج للراحة بدأً من اليوم، لا تنتظر مني دفعة لاسبوع القادم..”
“هذا ما يزال جيد جداً! لا تقلق على الجبهة، كل شئ سيدار حسب توقعاتك و افضل. تعالوا يا رجال، عبؤوا هذه الطلاسم في حقائب و هيا لنغادر بسرعة”
تقدم الخمسة قديسين حوله و بدأوا التعبئة بهدوء
“دوق جالان، موعد إنطلاق الهجوم كان قبل يومان تقريباً، لماذا جلبت لي الاخبار الأن؟” وقف روبين بجانب جالان برادلي يشاهد الطلاسم و هى يتم حزمها
“لأن الاخبار وصلتني للتو ايضاً! حتى بوجود قديس متوسط المستوى كرسول، الاخبار تحتاج يوم تقريباً لتأتي من ساحة المعركة
” أهذا يعني ان الاخبار التي اعطيتها لي للتو كانت منذ يوم؟!” نظر روبين جانبه بسرعة
“صحيح، لكن لا تقلق.. إدوارد بدأ بعمل تحصينات و الاعداء بدأوا يجمعون جيشاً لائقاً هذه المرة.. على الاغلب المعركة القادمة ستكون بعد اسبوع او اكثر.”
“يوم كامل لتوصيل المعلومات… هذا لا يبدو عملياً جداً..” تمتم روبين لنفسه
“عفواً، أقلت شيئاً؟”
هز روبين رأسه، “لا ابداً.”
الموضوع التاليالموضوع السابق