في مكانٍ بعيد جداً، في اعماق الظلمة الحالكة للكون— كوكب صخرة السم

*اضطراب* *قعقعة*

السماء الارجوانية اضطربت كعادتها، امطار خليط من الماء و سم التآكل الارجواني وقعت على البشر المساكين الراكضين اسفلها

هرب الجميع يمينا و يساراً كالمجانين، بعضهم تمكن من الاختباء تحت احدى الشجيرات الارجوانية القصيرة الذابلة، و بعض الاذكياء الذين لم يبتعدوا كثيراً خشية المطر دخلوا بيوتهم المُعرشة بافرع الشجر اليابسة بسرعة و اغلقوا ابوابهم المحطمة… لا هؤلاء و لا هؤلاء سيتمكنوا من تجنب اضرار المطر المسموم بالكامل، لكنهم افضل كثيراً من غيرهم.

“ااه! ااااه!!”

“عيني! عيني!!”

الشوارع التي كانت تملأها الحياة قبل قليل تحولت فجأة لمدينة اشباح، نصف المتجولين اختبؤوا و البقية سقطوا الارض يتألموا، او يموتوا…

“احتمي معي هنا يا ولدي!!” امرأة بشرية بملابس رثة سحبت طفلاً عمره لا يتجاوز الست سنوات تحت شرفة منزل فخم
*تيررررشششـ*

الام نظرت نحو الامطار الغزيرة و إرتعدت شفتاها، الامطار لا تقتل من يلمسها بشكل فوري لكنها تسبب تآكل الجلد و تسبب ألم فظيع، و إن كانت كثيرة بما يكفي فهى تتغلغل في اللحم و العظام حتى يختفى الشخص كلياً، لو عادوا للركض في هذه الامطار الغزيرة فسيكون مصيرهم هو الموت لا محالة.

“امي لا يجب ان نقترب من منزل احد الاسياد لهذه الدرجة، نحن لا نملك اي سيد في العائلة، لو امسكوا بينا نلوث الجدران ستحل علينا كارثة.” الولد الصغير لم يرمش له جفن عندما هطلت الامطار المسمومة و لا عندما بدأت الرياح الارجوانية تُفتت جدران منازل البشر فهذا ليس بالجديد عليهم، كل بعض اسابيع يُعاد بناء بيوت البشر في هذه المدينة من الصفر… لكنه ارتجف عندما اقتربوا من ذلك المنزل!

ثم ابتسمت نحو صغيرها، ” لا بأس لن يلحظنا احد في هذا المطر الكثيف، سنكون بخير، حسناً؟ سنكون بخير…”

الولد ظل يرتجف للحظات، قبل ان تقع عينه على اسطبل صغيرة بالقرب من الشرفة، هناك كان يقف مخلوق يبدو كخليط بين الخيل و العظاءة، فوق رأسه سقف من حجارة مضادة للتآكل كتلك التي يصنع منها بيوت الاسياد، و امام الحصان طعامه عدد من الضفادع الميتة، عاد الطفل ليدفن رأسه في حضن امه، يبكي، ” …ذلك الحصان يعيش افضل منا يا امي، لماذا يعاملونا بهذه الطريقة يا امي؟ لماذا قطرة من الدم تحدث كل هذا الفارق يا امي؟ لماذا نحن– ااه!!”

قطرة مطر سقط على كعب الولد فصرخ صرخة مزقت قلب والدته، كل ما كان في يدها ان تضمه نحوها اكثر، لكنها لم تأخذ الخطوة التالية نحو الجدار خشية ان تلمسه.

لم يكن منها إلا ان سرقت نظرة سريعة نحو الحصان، ثم بكت على رأس ولدها.

…قبل عشرة آلاف عام هذا الكوكب كغيره، ملئ بالممالك و الامبراطوريات الصغيرة المتحاربة، ملئ بالاجناس المختلفة و الضغائن التي لا تعرف نهاية… حتى حصل شئ غير مسار التاريخ

زعيم جنس البشر، جلالة الملك بايثور، ترك الحرب و كل شئ وراءه يشتعل ثم غادر هو و اتباعه المقربين نحو جحر الوحوش، المنطقة المحرمة على كل كائن ذكي… اثناء غيابهم خسر البشر عدة حصون و الكثير من الاراضي المهمة، لكن الجيد ان الملك لم يتأخر كثيراً، و عندما ظهر الملك مجدداً أعلن انهم تمكنوا من إصابة دروغر الملتهم بجرح و جمع جرة من دمه.

لم يعرف البشر كان يتصرفوا بهذه المعلومة… هذه فعلاً كانت انباء عظيمة، فدروغر المُلتهم هو وحش ثعبان عظيم يعيث فساداً في العالم كله عندما يشعر بالملل، تقول الاساطير انه يملك سم يمكنه تدمير كل شئ في الوجود! …التسبب في إصابة له هو شئ جيد و كل شئ، لكن هل كان عليه الذهاب للقتال معه في وقت كهذا؟ حتى انه ضحى بثلاثة من اقوى جينرالاته من اجل جرة من دمه؟!

لكن الانباء المفاجئة لم تتوقف عند ذلك الحد، بعدها مباشرة تحول ملك البشر لكائن بشع، اصبح يشبه خليط بين الثعبان و البشر… لكن الملك لم يبدو حزين، بل بالعكس فرح و اعلن ان التجربة قد نجحت و انه اخترق لنطاق جديد يدعى نطاق امبراطور قتالي، و انهم عليهم ان ينادوه بالملك الثعبان!

بل و سرب معلومة للكوكب كله… قال للجميع انه تواصل مع كائن سامي، ذلك الكائن هو من اخبره ان يحصل على دم دروغر الملتهم و انه ان نجح سيكون كفيً كتابع له و سيعطيه طريقة يجعله يحصل على قوة خارقة بإستخدام ذلك الدم، و قد كان.

بعدها مباشرة تفاجئ الجنس البشر بأن الملك قام بتحويل أتباعه المقربين لوحوش مثله.

في البداية ظن الناس انه سحر اسود او ان اعدائهم قاموا بفعل شئ بزعيمهم او انهم غيروه، لكن سلسلة من الاحداث جعلت الناس تصدق قصته شيئاً فشئ…

كأنه بدأ يقيم ورش لصناعة ما يُعرف بالعتاد المنقوش، اسلحة و دروع شديدة القوة غيرت مسار الحرب كلياً، ثم أقام ما اسماه ببوابة الفضاء التي تجعل من يدخلها يختفي و يظهر في مكان اخر! و بعدها صنع سفن تطير في الجو و تطلق هجمات قوة بمدافع طاقة عملاقة!!

ظهور كل تلك الافضليات في وقت واحد منح مملكة البشر انتصارات متتالية على اعدائهم، خلال بضع سنوات قلائل ضاعف البشر مساحة الاراضي تحت ايديهم مما اعطاهم ثقة هائلة في الملك المسخ، حتى انهم غضوا البصر على مظهره الوحشي

لكن مجدداً و عندما كانت المعارك في اوجها إشتعل جنون الملك الثعبان مجدداً و قرر مهاجمة جحر الوحوش مرة اخرى، هذه المرة بإستخدام جيش البشر كله!

في ذلك اليوم خسرت البشرية الملايين من ابناها الصالحين، نصف جينرالاتهم قضوا نحبهم ايضاً… لكن الملك الثعبان ظفر هذه المرة بـ عدة براميل من الدماء.

عندما حاول اعداء مملكة البشر انتهاز فرصة انهيار جيشهم و اعطائهم ضربة قاسمة، وجدوا مفاجئة كبيرة… الملك الثعبان اصحب اضخم حجماً و ووجه ازداد شحوباً، اعداد جينرالاته الامساخ ازدادوا ايضاً، و ليس هم فقط، بل كان هنالك الآلاف من انصاف الثعابين في الجيش هذه المرة!

في الحقيقة المفاجأة لم تكن عليهم فقط، بل حتى جيش البشر نفسه فوجؤوا بظهور تلك الكائنات في صفهم.. قبل بضع ليال كان يتم اختيار الجنود الاقوى بينهم و يتم ترحيلهم للقصر الملكي، و هذه كانت اول مرة يروهم بعدها، رؤوهم و قد تحولوا لوحوش.

المعركة انتهت بسرعة ذلك اليوم، المئات من الغيوم البنفسجية ابادات كل من وقف في طريقها في استعراض قوة مخيف دب الرعب في قلوب كل الاعداء، و قلوب كل البشر ايضاً.

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamx15699

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

إجمالي دعم هذا الشهر: 150$ *ايه يشبب مش عايزني احط علامة الـ + ولا ايه*

~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة: اضغط هنا
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE

من Zeus

-+=