في المنطقة الوسطى—

*باااام*

“سأقتلك!!” الجينرال سولي لكَم ديريت فألصقه بجدار السفينة، ثم انقض عليه مجدداً

“تمالك اعصابك، بالتأكيد هنالك تفسير!!” الجينرال بارس اخذ بضع خطوات بسرعة و قبض على سولي من الخلف
“أي تفسير؟ لقد تركنا وسط المعركة فعرضنا لهجوم شديد من تعزيزات المحليين، ثم جاء فأمر بتراجع سريع مما جعلنا نفقد الكثير من اتباعنا الجيدين، ما الذي سيقوله يمكنه ان يعوض كل هذا؟” دفع سولي نفسه للأمام للتخلص من قبضه بارس، ثم اشار نحو الجينرالين مولاد و جايك، “انظر لوجوههم، حتى هم لا يعرفوا ما الذي حدث!”

في هذه اللحظة مولاد و جايك كانا جالسين على الجانب بصمت، احدهما واضع كلتا يديه على رأسه و الاخر يبدو انه يكبح نفسه من البكاء!

لم يتم حصر كل الخسائر بالتفصيل بعد، لكن المؤشرات الاولية تقول انه فقدوا اكثر من 50 امبراطور و 40 سفينة اليوم… هذه كارثة بكل معنى الكلمة!!

“هذا ما جنيتموه على انفسكم لأنكم فضلتم هذا الوغد علي، لو اخترتموني قائداً للجيش الموحد لكنا نحن المنتصرين اليوم!”

بصق الجينرال ديريت بعض الدماء و وقف بإستقامة مجدداً، ” و كيف كنت تنوي الانتصار على الـ 550 امبراطور مخلي الذين شاركوا في المعركة بالضبط يا سيد منتصر؟ لا، بل ربما علي ان اسأل عن ماذا كنت تنوي ان تفعل ضد عمالقة الترينت الثلاثة؟”

“..كـ كنت سأجد حلاً!” صاح سولي بعد التلعثم لثانية، ” ماذا فعلت انت؟ حملتنا خسائر هائلة و لم نقتل امبراطور واحد منهم، تقولون انكم قمتم بتدمير بوابة الفضاء، يا فرحتي! بعدها مباشرةً انتقل الـ 400 امبراطور من موقع البوابة و وصلوا عندنا قبلكم، حاصرونا و عاثوا فينا قتلاً! تلك البوابة كانت في الغالب فخ! تباً يا ديريت، حتى لو تولى جندي عادي مكانك لجنى بعض الثمار، سأرفع تقريراً للقيادة العليا عن فشلك و ألقي بك وراء الشمس!”

ابتسم الجينرال ديريت ثم طق بإصبعه، فدخل شخصان يحملان لوح معدني… منذ وقعت عين الجميع على اللوح عروف انه ليس قطعة معدن عادية، اللوح لم ليس بالصغير ولا الكبير، كان ملئ بالطلاسم التي تبدو كحروف و ارقام متفرقة، و الغريب ان اللوح له طاقة و له هالة خاصة!

تقدم الجينرال بارس، “هذه الهالة.. لقد شعرت بها من قبل عندما استخدمت بوابة الفضاء الخاصة بنا… شكل هذا الشئ ليس غريب عني ايضاً،” ثم فتح عينه على اخرهما و نظر لديريت، ” أهذه لوحة ادخال الاحداثيات؟!”

اومئ ديريت مبتسماً، “نحن نستخدم بوابة الفضاء منذ عشرة آلاف سنة و سافرنا بها مرات لا تحصى للحزام الكوكبي المتوسط، لو ارسلنا هذا اللوح للمختصين في بوابة الفضاء بالتأكيد سيتمكنوا من معرفة الاحداثيات التي تم ادخلها فيه، عندها…”

قاطعه سولي، “عندها ستعرف الادارة العليا انك مجنون و خسرت ربع الجيش تقريباً من اجل لوح تافه! انها مجرد بوابة تافهة في عالم يافع تافه، ما نوع الاحداثيات التي سيجدوها مثلاً؟ موقع المحليين في المنطقة الشمالية؟ موقع بيت الدعارة المحبب لدى مختار الحقيقة؟”

عقد ديريت حاجبيه لكنه لم يعلق، ما يقوله سولي ليس بالبعيد ابداً، إن لم تكن الاحداثيات التي سيجدوها مهمة كفاية لتعويض كل هذه الخسائر فرقبته ستكون الثمن

جينرال بارس حدق في اللوح، “كيف… تمكنت من اخذه منهم؟” هذا اللوح شئ مهم جداً، السيد الاعلى اخبرهم ان يموتوا قبل ان يقع لوح بوابتهم في يد عدو!

“تظاهرنا بتدمير البوابة، جعلنا اكبر قطعة فيها عبارة عن غبار هيهي هم لن يلحظوا اختفاء قطعة صغيرة كهذه، سيظنوا انها دمرت مع ما تدمر!” ضحك ديريت بخبث

“همف، حماقة! اولائك المحليين في الاغلب لا يعرفوا انه يمكننا استعادة الاحداثيات، ربما لو طلبت منهم بلطف كانوا سيعطوها لك هاها” اخرج سولي لسانه المشقوق

“ليس عليك ان تقلق انت حيال حماقته، من سيكافئ او يعاقب هو ديريت وحده.” اقترب بارس مجدداً و حدق بقوة في اللوح متحمساً، ” وسواء عوقب او كوفئ، في جميع الحالات سنحصل على كل الاحداثيات التي يستخدمها المحليين، عندها سيكون هذا العالم لنا…”

“..تظاهر انك مهتم بمصيري على الاقل.” بصق الجينرال ديريت جانبه

“هاه؟ اها، هاهاها بالطبع انا مهتم، هيا ارسلها بسرعة للادارة العليا حتى يتم مكافئتك!” ضحك بارس بصوت عالٍ و ربت على ديريت

ديريت ايضاً لم يتأخر، بعدما استخدم اللوح ليهدئ غضبهم اتجاهه امر فوراً مُساعديه بإصطحابه بأنفسم إلى العالم الام و العودة بالنتائج

ثم عاد لنفس الحجرة ليتابع الاجتماع، “حسناً إذاً، اعتبروني تنحيت عن منصبي حتى تظهر النتائج، ماذا تريدون ان تفعلوا الان؟” هذه المرة بدى مرتاحاً، فإختر كرسي كبير و سند رأسه للخلف.. القيادة تطلب ضغط نفسي كبير.

“يجب ان ننسى لأمر المنطقة الجنوبية حالياً، يمكننا الانتصار لا ريب، لكنهم يتطلبون كل ما لدينا من قوة للتعامل معهم، علينا حماية ظهرنا ايضاً.” واضح ان الجينرال بارس كان يفكر في الامر قبل ان يسأل ديريت، “هل نذهب للشرق؟ الاخ سولي صمد هناك بنصف اسطول فقط.”

“تريد ان تذهب للشرق حيث يقبع مستخدم قانون سيادي لعين؟ حظاً موفقاً في هذا!” الجينرال سولي هز رأسه، ” لا يغرنكم ان ظهر هناك 70 امبراطور فقط، اليوم رأينا انهم يخفوا قوتهم عمداً، لعله يوجد المئات من الاباطرة هناك ايضاً لكنهم ينتظروا اللحظة المناسبة للخروج.”

“ماذا عن الشمال؟” عقد بارس حاجبيه

الجينرال مولاد هز رأسه، “التحريات عن قوة الشمال تقول انهم ليسوا اضعف من الجنوب.”

“…إذاً لم يبقى سوى الغرب”

قهقه ديريت و ارسل نظرة نحو سولي لكنه لم يتكلم.

*كراااك* كاد سولي ان يسحق ضروسه

“……” لم يتكلم احد اخر ايضاً لكنهم فهموا المغزى وراء تلك الضحكة، حسب ما رأوه حتى الان فاختفاء نصف الاسطول الرابع عشر في المنطقة الغربية لم يكن صدفة

على الاقل هم تمكنوا من المقاومة و التراجع في الشرق و الجنوب، لكن من ذهبوا للغرب اختفوا ببساطة!

الجينرال جايك اخيراً اخرج رأسه من بين يديه، ” لا اريد الذهاب لأى مكان اخر، لدينا المنطقة الوسطى كلها تحت سيطرنا فلنبق هنا فحسب و نبحث عن درر الطاقة.” كان هو اخر جينرال تم تعيينه و أقلهم من حيث عدد السفن و الاتباع الاباطرة، و اليوم فقط خسر اكثر من ربع قواته!

“كل منطقة من المناطق الاربعة لديها قوة تساوي المقاومة في احد الكواكب التي نقاتل فيها و ربما اكثر، و مع ذلك هنا في المنطقة المركزية تم اخلائ الجميع فور وصولنا…” تمتم الجينرال بارس،”…بدأت اشعر اننا سيطرنا على المنطقة الوسطى بسهولة اكثر من اللازم؟

نظر الجميع لبعضهم لكن ليس بصدمة، بالطبع جميعهم فكروا في هذه النقطة بحلول الان، لكن ماذا يفعلوا بهذه المعلومة؟
“نحن خمسة اساطيل لعينة ولا يمكننا فعل أي شئ!؟” *باام* تعالى صوت الجينرال بارس تدريجياً حتى صاح و ضرب الجينرال بارس الطاولة المعدنية فحطمها، ” …ديريت، متى ستأتي الاحداثيات؟”

عقد ديريت حاجبيه الرفيعين قليلاً و بدأ يحسب، “..لقد استغرقنا عام حتى وصلنا لمساعدة الاخ سيجال لأنه تحتم عليهم استدعائنا من كواكب مختلفة و انتظرنا حتى نجتمع و تتم تعبئة الرجال و المؤن، كما اننا كنا نتحرك ببطئ بسبب حجم الاسطول و لأن بعض السفن ابطئ من الاخرى، لكن لو كانت رحلة ذهاب و إياب سريعة إلى كوكب صخرة السم بإستخدام سفينة مراسلات فـ… أعتقد اننا لن ننتظر اكثر من شهرين.”

 

من Zeus

-+=