قبل بضع ساعات.. على حدود أراضي الفيسكونت سيتينا..

إمرأة تبدو في منتصف العمر ترتدي درع كامل و تركب فوق حصانها، بجانبها بضعة أشخاص يطوفون في السماء.. و خلفها جيش جرار لا يمكن رؤية أخره.

مشهد مرعب.

لكن الغريب ان ملامح الرعب كاتب بادية على وجوه الفيسكونتة سيتينا نفسها و ليس من يقع على الجانب الاخر.. فقبل بضع ساعات دخل هذا العدو اراضي دوليفار و سحق بارونية خلال قتال دام ساعة واحدة فقط، تمت فيها تدمير جيش من 40 الف جندي حيث قُتل اكثر من نصفهم بظروف غامضة و تم أسر بضع ألاف، من ضمنهم البارون نفسه! و في المقابل خسائر جيش العدو كانت لا تذكر تقريباً
و لم يتوقف الجيش بعدها ليستريح او يجمع غنائم بل تابع التقدم في خط مستقيم حتى وصل لهذه النقطة.. أهذه ثقة مفرطة ام جميعهم يودون التقدم حتى يموت اخر واحد فيهم؟

في الحالتين لم يكن الجواب جيد.

“إلتزموا بمراكزكم! من يتحرك خطوة واحدة بدون أوامر الضابط الخاص به سيتم اعدامه هو و عائلته!” صاحت سيتينا بكامل قوتها بينما كانت تراقب جيش العدو يقترب “قديس الميسرة و الميمنة إبدأوا بتحريك الأجنحة مئة خطوة للأمام”

*دام دام دام* ضُربت الطبول و بدأت جناحا الجيش يتحركان للأمام بينما القلب ثابتاً

” جينرال أوكتافي، خذ مرافقيك و إذهب لرؤية ما يريدون منا بحق الجحيم، انا لا اذكر اني أقمت أي عداء مع الشمس السوداء!! .. إن كان الأمر يمكن حله سلمياً فمعك كل الصلاحيات للتفاوض.”
“حاضر” اومئ قديس مستوى 22 ، ثم نزل على حصانه و تبعه 10 فرسان نحو الجيش القادم

الجينرال و من معه وصلوا بسرعة و بدأوا يتحدثون من جينرال جيش العدو، مرت دقيقة.. إثنتان… تابعت سيتينا و من معها ما يجري بصمت و تخوف، اخيراً إلتفت الجينرال بحصانه و عاده سريعاً و فريقه، لكن المشكلة هى ان جيش العدو كان قادم ورائهم.

” ماذا حدث يا أوكتافي؟ هل فشلت؟”

“سيدتي، انهم عائلتا بورتون و برادلي قادمين بدافع الإنتقام بسبب ما فعله الدوق تينلي بالمدعو قيصر، القصة التي إنتشرت بشدة قبل شهرين.. انهم لا يريدون التوقف، يقولون انهم ينوون تدمير الدوقية بالكامل”

“اللعنة! ما ذنبي انا بما فعله الوغد تايتوس تينلي؟!” إنفجرت الفيسكونتة و نست للحظة انها تتحدث عن رئيسها “سحقاً.. إنسوا الأمر، دعونا نقضي الغزاة هنا، لم يجرؤ احد على الإستهانة بي بهذا الشكل.. سأجعلهم عبرة لغيرهم.”

“سيدتي، لقد لاحقت ان اعدادهم اقل مني، اعتقد ان خطة الكماشة التي إتفقنا عليها سابقاً ستكون المثلى بالفعل.”

أومئت سيتينا ” فلتبعتد الميسرة و الميمنة عن القلب بمقدار 200 متر و يتقدموا 50 متر إضافية، هيا بسرعة”

“حاضر” انحنى القديسين الثلاثة حولها و كلٍ ذهب لموقعه

*بام بام بام*

أصوات الطبول دقت مجدداً و بدأت أطراف الجيش الثلاث تتباعد حتى وصلوا للمسافات التي طالبت بها سيتينا، ثم توقف الجميع مجدداً لخمسة دقائق اخرى حتى أصبحت لمسافة بين الجيشين اقل من كيلومتر واحد، عندها اخرجت سيتينا سيفها من الغمد، رفعته عالياً و صاحت

“تقدموا!”

*بوووووو* على صوت البوق فبدأت الأرض ترتعش، 70 الف جندي بدأو التحرك في نفس الوقت.

المسافة بدأت تتقلص.. 950 متر.. 900 متر…

جيش العدو لم يبدي أي تشكيلة قتالية حتى الأن، مما جعل الفيسكونة تعقد حاجبيها اكثر

850 متر.. اخيراً هنالك بعض التغيير، لقد توقف جيش العدو فجأة و تقدم فرقتين من النشابين كل فرقة فيها 200 نشاب عالي المستوى ليقفوا في المقدمة

800 متر.. إتخذ النشابين وضع الإطلاق، و جاء من جانبا الجيش فرقتي فرسان على أحصنة، كل فرقة فيها 300 فارس فوق المستوى 11، و لشخصين على رأس كل فرقة مستوى 20، فرقتي الخيالة وقفوا على الجانبي بسرعة في وضعية الرمح

“ما الذي يحاول ذلك الجينرال فعله؟” لم تفهم سيتينا أي شئ، هذه لم تكن إستعدادات إلتحام لجيشين يضمان عشرات الآلاف!

اولاً 400 نشاب لن يستطيعوا احداث اضرار كبيرة في جيش بهذا الحجم، انها مضيعة للوقت.. من الأفضل ان يأخذ المشاة زخماً من الركض قبل الإلتحام و إلا سيتم تسويتهم بالأرض، ثانياً لو تقدمت الخيالة بهذا الشكل الأن سيتمكنوا من الإختراق لمسافة معينة في التشكيلة لكن سيتم الإطباق عليهم و قتلهم

“هل هذا جينرال مبتدأ؟” فكرت سيتينا لكن أزالت الفكرة بسرعة.. لو جينرال مبتدأ يمكنه تدمير 40 الف جندي بلا خسائر تقريباً فماذا تكون هى؟ “هذه خدعة، سيقوم بتغيير التشكلة في أي وقت الان.. ابقوا حذرين

750 متر.. رفع النشابون الأقواس للأعلى و شدوا أحبالها، بدأت فرقتي الخيالة تتقدمان ببطئ

700 متر.. “إلى الأمام!” جائت صيحة من الخلف جعلت الخيالة تندفع بكل قوتة، “فلتستعد النشابة”

650 متر… “إطلاق!”

*سووووووش* إنطلق 400 سهم في نفس اللحظة، لكن المفاجأة ان السهام لم تستهدف الصف الأول او حتى منطقة معينة بل تم توزيعهم على ميمنة و ميسرة جيش سيتينا بشكل عشوائي

“لقد إستخدم هذه الخطة البلهاء فعلاً؟ ماذا يريد ان يفعل بالضبط” عقل سيتينا توقف عن العمل تقريباً، لكنها صاحت ” الميمنة و الميسرة ارفعوا الدروع!”

رفع الـ 30 الف جندي دروعهم الخشبية الخفيفة و إستعدوا لتلقي الـ 400 سهم بلا خوف

*با با با با* نزلت السهام تتراشق في الدروع الخشبية، لم يُقتل برأس السهام الحاد سوى 16 جندي

“هاهاها يبدو ان البارون هو الذي كان بلا فائدة، سنحقق فوز ساحق اليوم!” ضحك القديس أوكتافي بصوت عالٍ

فقط سيتينا كانت ما تزال مُركزة على جيش العدو، فرقة النشابين لم يجهزوا للرشقة التالية، بل كلهم تركوا القوس و بدأوا بعمل أختام بسرعة، بإبتسامة كبيرة على وجوههم

رجعت سيتينا للنظر عن الأسهم فوجدت جلود معلقة في مؤخرة كل سهم، ” اوه لا…”

*بوووووم*

من Zeus

-+=