مدينة يورا المنكوبة–
بجانب العاصمة الإمبراطورية التي تقع في القارة المركزية، فهذا المكان هو الاكثر حراسةً بلا شك، يأتي كل يوم المئات بلا الالاف من الزوار من ثلاث عوالم مختلفة، لكن لا يدخله إلا قلة قليلة.
بعد عملية التطهير التي قادها بيلي، المدينة لم تعد فوضوية كالسابق، ما تزال تقشعر الابدان عند دخولها نعم، لكنها على الاقل منظمة اكثر.
حالياً كل بضع خطوات تجد ضريح بلا اسم، اي ضريح عشوائي منهم قد يحتوى جثة كاملة و ربما بضع اشلاء، و ربما مجرد لعبة مغطاة بالدماء.
حالياً يوجد شخصين فقط داخل المدينة، احدهما جالس امام ضريحين عاديين بدون تعابير على وجهه، و الاخر واقف وراءه واضعاً يداه وراء ظهره، لقد كانا ريتشارد و قيصر.
اخيراً ريتشارد قطع الصمت المدقع، “علاقة ابي مع نساء العائلة مثيرة للسخرية، ألا تعتقد؟”
“كيف ذلك؟” إبتسم قيصر، هذه كانت اول مرة يسمع صوته منذ بضع ساعات
“الامر بسيط لو فكرت فيه، انظر هنا..” اشار ريتشارد نحو الضريح الاقدم شكلاً، “سمعت ان جدتي ماتت وحيدة و بصمت تام، حتى موتها كان يلومونها على هرب ابنها.” ثم اشار نحو قبر والدته، ” و بالطبع لست بحاجة للتكلم عن ما حصل لأمي، التي انتهى بها الامر ان يتم دفن بضع ملابس و اكسسوارات لها و يتم تسميته ضريح.”
بعد بضع ثوانٍ طق ريتشارد اصبعيه، ” بالتفكير في الامر، ابي له اخت بالدم، صحيح؟ لي عمة و لم ارها مرة في حياتي مع انها لم تقترف اي خطأ، سمعت و انا صغير انها تزوجت زيجة عادية و اختفت كلياً بعدما تم اعدام اخيها جون بتهمة التآمر مع مملكة دوليفار، اخوها امبراطور لعدة كواكب و هى حياتها او موتها غير معلومين.”
“أبوك لم–”
“اعرف اعرف~” قاطعه ريتشارد، “هو لم يقرر مصائر الثلاثة، لكن لو تلاحظ قدر كل واحدة فيهم مرتبط به بشكل وثيق، انا اجد الامر مثير للسخرية هذا كل شئ..”
رفع قيصر حاجبيه قليلاً، بالتفكير في الامر حتى الفتاة ريتا التي كان يقضي والده بالتبني معظم وقته معها قُتلت بعدها على يد زبون متهور… أذلك الشخص ملعون مع النساء او شئ كهذا؟
تنهد ريتشارد مرة اخيرة ثم وقف و ابتسم نحو قيصر، “لقد اخذتني لكل بقعة في قارة السلف تقريباً خلال الايام الماضية قبل ان تجلبني هنا، اعتقد ان هذا يكفي.. خذني لتلك العاصمة الامبراطورية، لعلي اجد وجوه اعرفها هناك.”
تقدم قيصر و لف يدها حول عنق قيصر، “هاها، تبعت بالفعل؟ اين حماس الشباب؟ اولاً سأريك قارات العناصر الاربعة ثم سنذهب لكوكب جرينلاند ثم–” لكن توقف عن الكلام فجأة، حاجباه عُقدا قليلاً
انتظر ريتشارد بضع ثوانٍ حتى هدأت ملامح قيصر قليلاً ثم سأل، “ماذا، هل جائتك رسالة مهمة؟”
ازال قيصر يده من على ريتشارد و فرك ذقنه، “اجل، يوجد تقرير ان الخمس اساطيل يستعدوا لمهاجمة المنطقة الجنوبية اليوم، هذا تقريباً 450 امبراطور و حوالي 600 الف جندي مستخدم قوانين، بخلاف قوة السفن نفسها بالطبع… ستكون معركة كبيرة.”
“لماذا ما ذلت هنا إذاً؟ ألست الجينرال الأعلى؟ اذهب و ساعد اباك.” دفع ريتشارد اخاه بضع مرات
“اخخ ايها اللعين تريد التخلص مني؟!” قيصر لم يقف فيها و امسك برأس ريتشارد و اخذ يفركها، “انا ما زلت غير مطلوب هناك، المقر يعرفني على المستجدات فحسب، جيش الامبراطورية الحقيقية لن يتدخل بعد~”
“لكن لماذا؟ ألم تكن الخطة هى تنتظروا الجيش الحقيقي و تحاصروهم في المنتصف، بعدها تهاجموهم من جميع الجهات؟ كل شئ يسير حسب الخطة، لماذا لم تهاجموهم بعد؟” سأل ريتشارد بسرعة، بعدها هو نفس استغرب.. لماذا هو مهتم اساساً؟
“سؤالك هذا هو موضع الجدال الاول في القيادة العليا حالياً، فقط قبل بضع ايام تجادل أليكساندر و ثيو مع والدك بشأن هذا، نصف الجينرالات يفضلون مهاجمتهم و التخلص منهم الان، لكن والدك ما يزال يفضل كسر الخطة و الانتظار.” لوح قيصر بكلتا يديه كان واضح انه من ضمن الاشخاص الذين يؤيدون الهجوم الان، ” و كل هذا التردد متعلق بمعلومة واحدة استخرجناها من الاسرى، و هى ان امبراطورية الثعبان العظيم لديهم 30 اسطول.”
“30 اسطول؟! لو كل واحد فيهم يحمل 100 امبراطور فهذا…” حدقتا عين ريتشارد إتسعتا
قط قيصر اصبعه و اشار نحو ريتشارد، ” هذا يعني اننا نواجه ثلاثة الاف امبراطور على الاقل، صحيح؟ لهذا تماماً نحاول الإلحاح على والدك ان يهاجم الان و نقضي على الاساطيل الخمسة حتى نقلل من عدد الاعداء المحتملين، انظر مثلاً ما فعله العفاريت في نصف الاسطول الذي نزل عندهم، لقد إبتلعوا اولائك السفلة في دقائق لدرجة انه لم يكن لديهم وقت للصراخ، الان بعدما كنا نواجه 510 امبراطور، اصبحنا نواجه 460 فقط، لما لا نفعل مثلهم فحسب و نقلص اعداد اعدائنا بقتل الاساطيل الخمسة؟”
نظر ريتشارد للأرض و اخذ يتمتم، “…لكن القضاء على هذا الجيش الضخم سيتنزف منا الكثير من الموارد و الأرواح ايضاً، كما ان هذه الفعلة ستنذر امبراطورية الثعبان العظيم بالخطر الحقيقي في نيهاري و تجعل بيننا و بينهم حقد دفين بتدمير كل تلك السفن و الجنود، و المرة القادمة قد يرسلوا عشرون اسطول دفعة واحدة او اكثر، حسب علمي نحن ليس لدينا قوة كافية للتعامل مع جيش كهذا ، خاصة بعدما نرهق انفسنا في قتال الاساطيل الخمسة…”
ثم اكمل بلا توقف، “هذا نفس الخطأ الذي ارتكبته انا عندما زودت الاختطافات في قبيلة عزيل مما جعل بقية القبائل يتحركوا ضدي، لولا ان والدي تدخل و جعل المستعمرات يخرجوا و يجبروا بقية قبائل العمالقة على التراجع لكان زماني محاصر و ميت الان، الفارق اني كنت اتصرف بطيش لأن لدي داعم، اما في موقف كهذا علينا التفكير بمنطقية اكثر قبل التصرف و— ماذا؟!” توقف ريتشارد بعدما لاحظ نظرة قيصر إليه، رافع حاجبيه و فاتح فمه و ارجع رأسه للخلف قليلاً
قيصر هز رأسه، “…هذا ما قاله والدك بالحرف.”
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamx15699
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
إجمالي دعم هذا الشهر: 115.84$ * احب اشكر اللي ارسل 84 سنت -مع ان نصهم راح في عمولة التحويل- و اقول لك انت راجل محترم، لو نص القراء عملوها العمل دا عمره ما هيتوقف ابداً XD*
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة: اضغط هنا
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
