المنطقة الشرقية– موقع المعركة
مرت اكثر من ساعتين على فرار اسطول الغزاة، تلك المعركة القصيرة خلفَت 4 الاف قتيل في صفوف العشيرة و اكثر من 7 الاف مصاب اصابة خطيرة، فوراً بعد مغادرة الاسطول بدأ الجنود يحملون زملائهم و يركضون بهم نحو مصفوفتا المشفى الميداني لإنقاذهم، لكن نظراً لشدة الاصابات و اعداد المصابين بدى ان الامر سيأخذ وقتاً، فأقاموا معسكر اماكنهم لحماية زملائهم…
فالطبع لا يمكنهم استعمال مصفوفات البوابات الفضائية الفورية للعودة فحتى لو كانت تعمل على نفس الكوكب هى ما تزال تحرق الكثير من الطاقة، هذه المرة سيكون عليهم المشي رجعواً للحصون
قتلى كثر و مصابين اكثر و مشوار طويل امامهم.. و مع ذلك معنوياتهم كانت تلامس السماء
لقد اجبروا غزاة قادمين من عالم اخر على الانسحاب امامهم، و أصابوا جينرالهم!!
بالطبع جابا لم يرى الامر هكذا، “”سحقاً! سحقاً! سحقاً!” حتى بعد مرور الساعتين كان ما يزال واقف مكان ينظر نحو الافق، يعيد شريط الاحداث و يلعن كل لحظة.
“انت تقسو على نفسك كثيراً…” اوروزن جاء من الخلف و ربت على كتف جاب، “ماذا كنت تتوقع من اول قتال ضد امبراطورية متخصصة في غزو الكواكب؟ في الحقيقة ما كنت لأطلب نتيجة افضل..”
“ألم تسمعه؟ يقول انه سيجلب ضعف ذلك الجيش و يعود لنا!” اشار جابا نحو الافق
“ما يزال يمكننا قتالهم حتى لو صدق، تلك البوابات لم تخرج كل ما لديها بعد..” رد اورزون بهدوء، بعد عملية توحيد المنطقة الشرقية و تدريب الجنود، اعداد الجيش الفعلي لدى العشيرة كافية لتصدم اي احد، بالطبع هم لا يملكوا المزيد من الاباطرة، لكن لو كسبوا المعركة الارضية فالجيش يمكنه ان يساعد اباطرة العشيرة على الانتصار في معركتهم
“ماذا عن تلك الاساطيل الـ 30؟ هل يمكننا التعامل مع هذا ايضاً؟!” شد جابا قبضته، مجرد التفكير في منظر السماء بكل هذه السفن يجعل هزيمته توهن قليلاً
“…قد يكون يكذب.” نظر اورزون للجانب
“لا لم يكن كذباً، يمكنني معرفة ذلك بمجرد النظر، كان علينا توقع هذا من امبراطورية كوكبية على اي حال. الجنود سعداء لأننا جعلناهم ينسحبوا؟ ياللحماقة! كانوا بين ايدينا و سمحنا لهم بالهرب، كان علينا القضاء على هذه المجموعة هنا لكننا سمحنا لهم بالحفاظ على قوتهم.. سحقاً!!” اعصاب عين جابا ارتعشت قليلاً من الغضب، ” … نحن ضعفاء جداً يا اورزون، ضعفاء جداً… علينا زيادة قوتنا اكثر و كوكب نيهاري كله سيضيع، إن لم نفعل نحن شئ فمن سيفعل؟”
“سيد العشيرة،” في هذه اللحظة جاء امبراطور اخر طائفاً و ادى التحية لجابا ثم اومئ لأورزون “جائتنا رسالة من مستطلعي الخط الفاصل ربما عليك ان تسمعها..”
“ماذا هناك؟ هل ترك الاعداء بعض الجواسيس خلفهم؟ اقتلوهم جميعاً او تجاهلوهم فحسب!” لوح جابا بغير اهتمام، تركيزه لم يكن على هذه الاشياء الصغيرة حالياً
“كلا، سيد العشيرة، انهم يقولوا ان اعداد هائلة من سكان المنطقة الوسطى بدأوا بدخول الحد الفاصل من ناحية المنطقة الوسطى، لا يوجد رقم تقريبي حالياً لكن هنالك مئات الملايين على الاقل و ما يزال الرقم يتزايد.”
جابا نظر نحو ذلك الشيخ ببطئ، حتى اورزون بدى مصدوماً، “مئات الملايين من سكان المنطقة الوسطى قادمين نحونا؟”
لم ينتظر جابا من الشيخ، بل اخرج مباشرةً مصفوفة مراقبة مباشرة و وضع احداثيات الحد الفاصل مع المنطقة الوسطى، فظهر امامهم مشهد عجيب..
*مئات الملايين* التي قالها الشيخ كان فعلاً رقم تقريبي، الارض كانت مردومة بالكامل بالناس و ما يزال يظهر المزيد و المزيد منهم في الصورة بكل ثانية تمر
عندما قرب جابا الصورة اكثر وجد انها اولائك الاشخاص مقسمين لعائلات صغيرة فعلاً، كل عائلة من 3 إلى 20 فرداً، و في كل عائلة يوجد على الاقل جندي واحد مستخدم للقوانين يقود لهم الطريق و يقضي على اي خطر يراه
“اولائك الجنود..” تمتم اورزون
“أهؤلاء هم سكان المنطقة الوسطى كلهم؟!” حتى الشيخ الذي جاء ليسلم التقرير فتح عيناه على اخرها، “ما الذي يحدث هنا؟ لماذا جميعهم ينزحوا إلينا في نفس الوقت؟”
” لو استمروا بدخول الحد الفاصل على هذا النحو فأخشى ان الجنود فقط سيشكلوا جيشاً ليس اقل من جيشنا الحالي… اولائك الجنود الذي شاركوا في المعارك التدريبية ضد فرقة الطلائع لأكثر من سنة، كلهم شاركوا في حروب ضد اباطرة و يمكن اعتبارهم نخبة، كما ان جميعهم مسلحين بأسلحة إلهية ايضاً! حتى بدون وجود اباطرة بينهم، قوة جيشنا ستزداد للضعف تقريباً لو انضموا إلينا…”
“..انظروا لما يحدث في الخط الفاصل نفسه.” اشار جابا نحو الصف الامامي حتى كان يظهر عدد كبير من الحكماء المدرعين بدروع ذهبية يهاجموا اي شئ تراه اعينهم
لتجتاز الحد الفاصل عليك تخطى مئات الكيلومترات من الوحوش و الاجواء المسمومة و المستنقعات المليئة بالكائنات السامة و الرمال المتحركة و كل المخاطر التي يمكن ان يتخيلها عقل
لكن لم يحصل ابداً ان اجتاز الحد هذا العدد الكبير من الناس دفعة واحدة… بهذا الشكل لو وجدوا وحش سيقتلوه، لو وجدوا جو مسموم سيتنشقوه كله، لو وجدوا مستنقعات سيشربوا مياهها و يشووا كائناتها، لو وجدوا رمال متحركة سيحولوا لصخور صلبة بمجرد التبول عليها!
انهم يغيرون طبيعة المكان… هذه النقطة من الخط الفاصل ستصبح ممر امن للأبد!
الشيخ المختص بالمراسلات كان مذهول بما يراه، حتى جاءه اتصال قطع تركيزه، و غير تعابير وجه من الذهول للصدمة، “سيد العشيرة، ضع في المصفوفة احداثيات حدودنا البحرية الشرقية بسرعة!!”
جابا عقد حاجبيه قليلاً، الحدود الشرقية هى عبارة عن محيط عميق لا يوجد بعده سوى المنطقة الغربية، بسبب اتساع و هيجان المحيط و كثرة المخاطر و الوحوش البحرية الضخمة فيه و الذي يتم اعتباره بالكامل كحد فاصل يتم تجاهل هذه الحدود، يتم في العادة اعتبارها كمكان يأتي منه موجات وحوش و يجب الحذر منه، لكن لا احد يراه مخط فاصل يمكن اجتيازه
في العادة من يريد الهجرة للمنطقة الغربية عليه ان يتجاوز الحد الفاصل مع المنطقة الوسطى اولاً بعدها يتجاوز المنطقة الوسطى كلها، بعدها يتخطى الحد الفاصل بينها و بين المنطقة الغربية.. هذا اسهل عليه من التفكير في اجتياز الحدود البحرية الشرقية!
جابا لم يعرف سبب طلب الشيخ، لكنه فعلها على اي حال و وضع الاحداثيات، فظهرت صورة غريبة امامه..
شئ لم يعتقد ابداً انه ممكن.
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamx15699
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
إجمالي دعم هذا الشهر: 110$ *توقف عن هز رأسه و ابتسم و تمتم بخبث، * “على الاقل باقي 4 فصول ممكن اتهرب منهم.”
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة: اضغط هنا
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE