جلس روبين امام جسد ابنه التبني، يحدق فيه من شعره حتى اظافر قدميه، *لقد ابلى ريتشارد حسناً!*

روبين كان يشاهد المعركة بشكل مباشر و بالطبع رأى الانفجار الانتحاري الذي قام به بيون، وقتها انتفض هو و قيصر عندما شعروا بما يريد هذا المتهور فعله لكن الاوان كان قد فات

كل شئ حدث بسرعة جداً سواء الانفجار او بدأ العلاج، خلال ثانيتين او ثلاث ربما، عندما استفاقا من الصدمة و قررا استدعاء مصفوفة انتقال فورية كان ريتشارد بدأ يعالج اخاه بالفعل، فأوقف روبين المصفوفة و صاح على قيصر ليجلس مكانه مجدداً و يترك الامر لريتشارد، فجلس الاثنان مجدداً بغضب و قلق… و بعض الارتياح.

غضب من قلة حيلتهم، فكلاهما كره من اعماقه حقيقة ان ريتشارد طلب الاعتناء بكل شئ بنفسه و انه لا يمكنهم التدخل إلا في موقف لا رجعة فيه، و قلق على مصير بيون الذي بدى انه وضع قدم في عالم الموتى، لكن ايضاً راحة لأن ريتشارد هناك… فلا يوجد شخص في كامل الامبراطورية كان بإمكانه انقاذ بيون في تلك اللحظة سوى ريتشارد، و بالفعل لم يخيب املهم، ريتشارد فوراً بدأ بضخ كم هائلة من طاقة الحياة في جسده ، و هذه هى النتيجة امام عينه..

“انفجار الريح القريب تسبب في تمزيق الجلد و اللحم من الناحية الامامية من جسده و كسر ضلوعه كلهم، تلك الضلوع المكسورة طعنت اعضاءه الداخلية كالرئتين و القلب و المعدة و الامعاء، هذا بخلاف الكسور في كامل جسده و الاضرار في بقية اعضاءه الداخلية بسبب الضغط، لكن كل هذا اختفى كلياً..” تمتم روبين و هو يراقب حالة بيون، حتى الندوب على وجهه اختفت و عاد ليكون فتىً وسيم، ” لو تأخر العلاج بضع ثوانٍ اخرى او لم يكن ريتشارد موجوداً لمات بيون بلا شك، العلاج السريع جعل جسده قابل ليكون حاوية روح مجدداً، لكن..”

“لماذا لم تستيقظ بعد؟” عقد روبين حاجبيه ثم وضع يده على جبهة بيون، ثم اغلق عينيه

“هكذا إذاً…” تمكن روبين بسهولة من ايجاد نطاق روح بيون، النطاق كان مهشم كلوح زجاج سقط على الارض، الجيد في الامر انه ليس مكسور كلياً بحيث يسبب الموت

 

ثم وجد طريقه من بين احد الشقوق و تمكن من الدخول، فوجد روح بيون المبدئية…

بيضاء دُخانية و صغيرة الحجم تتخذ شكل بيون، انها تماماً كما يعرف روبين، الجديد ان الروح المبدئية كانت ملقاة على ارضية نطاق الروح بلا وعي، و حجمها يتناقص بشكل ملحوظ، و رأى روبين بنفسه تلك الطاقة تتسرب و تخرج من الشقوق في نطاق الروح

سحب روبين روحه للخارج مجدداً و حاجبيه بشدة، لقد وصل نطاق روح بيون لمرحة الاضمحلال، هذا لم يكن بشئ يمكن لتقنية تجديد الروح التعامل معه، تقنياً هو في سكرات الموت!

“…..” ظل روبين عدة دقائق ينظر في وجه بيون بحاجبين معقودين و قدميه تتحركان بقليل، ثم ضرب على فخذيه و صاح، ” تباً الجلوس لن يفيد، مع اني لم اجربها من قبل لكن سأحاول!”

بعدها اشار نحو احد ملوك العفاريت و صاح عليه، “هوي، اجلب لي احد العمالقة، اقرب واحد تجده سيفي بالغرض.”

*باا*

بعد قليل جاء عفريتين و ألقوا عملاق امام روبين، العملاق يرتجف، يبكى و هو فاتحاً عينيه على اخرهما، كفه الايمن بأصابعه و حتى معصمه كانوا مفقودين، قطعة كبيرة من لحم فخذه الايمن ايضاً لم تكن موجودة

“تسك~” روبين لم يكن يعلم كيف يشعر حيال ذلك، واضح ان العملاق امامه تعرض لصدمة نفسية لأنه تعرض للأكل حياً، و صدمة اكبر لأنه أيقن ان هذا سيحدث له للأبد بدون مُنقذ، “..الجزاء من جنس العمل، لا تلوموني على جعلكم تذوقوا من نفس الكأس،” ثم مد روبين يده، وضعها على رأس العملاق، و اليد الاخرى وضعها على رأس بيون.

——————

المنطقة الشمالية قُلبت رأساً على عقب بعد ذلك اليوم

ظهور الاسطورة هولاك على ظهر الويفرن كريكسوس العظيم كان خاطف للأنفاس بما يكفي، لكن إعلانه ان لديه معلومات عن وصول غزو خارجي يسعى لتدمير العالم اسقطت المنطقة الشمالية بالكامل في صمت عظيم.. لكن ليس في فوضى.
لو كان روبين او سيوف الظل من افشوا هذا السر لدخلت المنطقة الشمالية في وضعية نهاية العالم بشكل تلقائي، كل قبيلة تغلق على نفسها و تطلق تحرياتها الخاصة و يبدأوا بجمع الطعام و الشراب داخل اسوارهم و ربا يبحثوا عن اماكن للاختباء، لكن بوجود كيان مثل هولاك جميعهم علقوا آمالهم عليه تلقائياً

قبل اي شئ، اصطحب هولاك زعماء كل القبائل فوق ظهر كريكسوس و طاروا معاً لإتجاه المنطقة الوسطى، هناك رأوا الدمار و رأوا المعركة الجارية بين جيش ضخم مكون من الكائنات المتدنية برفقة العمالقة جنباً إلى جنب، ضد جنس غريب في الجانب الاخر، و لاحظوا ان ذلك الجنس لديهم اباطرة و سفينة ضخمة تحوم حول المدينة.. هم بالتأكيد غرباء!

عندما حاولوا التدخل لقتل كل من في المدينة في فورة غضب، اوقفهم هولاك و اعطاهم نفس الاسباب التي رصها له روبين، ثم اخبرهم ان الجيش الحقيقي للغزاة قادمين و ان عليهم التحالف مع بعضهم و مع مستعمرات الكائنات المتدنية لو ارادوا لعالمهم النجاة

ثم هب بالرحيل…

زعماء القبائل اوقفوه و بدأوا يترجوه ليبقى و يقودهم في الحرب و هو رافض بشكل قاطع، فقط بعدما تشبثوا بقدميه و ذراعيه و بكى بعضهم امامه قلبه رَق و قرر ان يتولى هذا المنصب الثقيل

اول قرار بعد تنصيبه كملك للشمال هو بدأ تنظيم جيش موحد، حيث اعلن لكل القبائل ان نظامهم الحالي لن ينفع في مواجهة هذا الكيان المدعو امبراطورية كوكبية، كما انه دعى كل المستعمرات للإجتماع و النقاش حول امكانية التحالف، و على غير المتوقع سار الاجتماع بسهولة كبيرة و كل المستعمرات وافقت على اتخاذ هولاك قائداً ايضاً مما اذهل القبائل الاحدى عشر و اكبر هولاك في اعينهم اكثر

بعدها مباشرةً اعلن هولاك شئ اكبر.. قال انه سيبحث عن مختار السماء الثالث و يتحالف معه لإزالة الخطر عن عالمهم، و بالفعل بعدها مباشرةً اعلن انه تمكن من لقاءه و انه المنطقة الشمالية ستدخل في تحالف مع مختار السماء الثالث و بقية المناطق على الكوكب التي توقع تحت سيطرته من اجل القضاء على الغرباء

في العادة كان ليهلع كل من الشمال عند سماع معلومة ان مختار السماء الثالث تمكن بالفعل من السيطرة على بقية مناطق الكوكب، لكن سماع الخبر من هولاك جعلتهم يشكروا السماء ان الكوكب كله قد توحد بالفعل في المركة الخطيرة القادمة و شكروا السماء على وجود مختار السماء الثالث و هولاك!

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamx15699

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

إجمالي دعم هذا الشهر: 110$

~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة: اضغط هنا
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE

من Zeus

-+=