“..ماذا؟!”

“كيف يمكنهم العيش معنا؟ بالكاد يمكنني السيطرة على نفسي و انا اراهم الان!”

“لكن ايها المولى..!!”

كلمات روبين ارسلت موجة كبيرة من التساؤلات بين العفاريت… لو سؤل جنس العفاريت ككل من هم اعدائهم سيقولوا في نفس واحدة *العمالقة* هذا ليس سراً، لذا عندما سمعوا انه سيكون عليهم العيش معهم في نفس المكان بدون قتلهم و اكلهم، اصيبوا بالهلع

حتى مساجين قبيلة عزيل رفعوا رؤوسهم و اخذوا يلقون النظرات لبعضهم و للعفاريت حولهم، مستغربين و مرتعبين
ريتشارد ايضاً غرقت حواجبه و كاد ان يعترض، لكن قيصر فرصه من كتفه و اومئ له ان ينتظر

“من المسؤول هنا حالياً؟” نظر روبين حوله

“امر معاليك.” جاء ذلك العفريت ذا الشعر الابيض و ركع امام روبين بسرعة، ” في غياب الاباطرة، انا المسؤول هنا.”

اومئ روبين، “انت؟ جيد، سأسلمك المساجين الان، قم بتوزيعهم على عائلات العفاريت، بدأً من اليوم سيعملوا على تنظيف و بناء المدينة من اجلكم، يطهوا طعامكم و يرضعوا اطفالكم، يمسحوا مؤخراتكم لو اردتم، من الاخر هم عبيدكم.”
“من سيفعل شئ كهذا؟”

“افضل الموت!!”

العمالقة لم يتركوا هذه الكلمات تمر مرور الكرام، لقد جاؤوا مستعدين للسجن او الموت او حتى التعذيب للأبد، لكن ليس لهذا النوع من الاهانة، هم ما يزال سلاسة عزيل الشريفة!!

“أمر معاليك سيُنفذ!! لكن…” حتى ذلك العفريت لم يسعد كثيراً بالأمر، اخذ ينظر نحو السجناء ثم نحو الالف من العفاريت الواقفين وراءه، ” لا اعتقد انهم سينجو بضعة ايام هنا.”

إبتسم روبين ثم مرر نظره حوله حتى وقع على عفريت صغير نحيف، ثم اشار له مبتسماً ” تعال يا عزيزي.”

الشبل اشار لنفسه غير مصدق ان تم ملاحظته، ثم بدأ يمشي بخطوات ضيقة و غير ثابته نحو *المولى*

بعدما وصل شعر بيده روبين تربت على رأسه، ” ما اسمك؟”

“شال— حوف–” تمتم الشبل، واضح انه ما يزال غير معتاد على تقنية السمع و الكلام بعد

ربت روبين على رأس الشبل مرتين اخريين ثم نظر خلفه نحو داودار و مد يده نحو بطنه

“اااااااااهههـ!!!!” صرخ داودار من شدة الألم فجأة، عندما نظر نحوه الجميع ليروا ماذا حدث، وجدوا ثقب في بطنه، تحديداً في موقع المعدة

و وجدوا شئ كروي لزج ضخم في يد روبين، الذي بدوره مرره نحو الشبل النحيف، ” كُل.”

“هـ ذه… لي؟” تمتم الشبل بصوت غير واضح، ثم احتضن المعدة الكبيرة كأنه اول مرة يرى طعاماً في حياته و بدأ ينهش فيها بنهم

ظل روبين صامتاً يراقب الشبل و هو يأكل معدة داودار بدون مشاعر على وجهه، ففي هذه المعدة هُضمت زوجته…

*شششيييــ* بعد عدة ثوانٍ بدأت تغيرات تحدث على جسد الشبل النحيف، طوله بدأ يتزايد و اذرعه التي كانت كأغصان الشجر الميتة بدأت تتضخم، جسده كله بدأ يصدر حرارة عاليه و انيابه و مخالبه اصبحت اطول!

*بلع* كل العفاريت الحاضرين بلعوا ريقهم، بعض ضعفاء النفوس بينهم كاد ان يتقدم و ينتزع ما تبقى من المعدة من يد الشبل لكن من حوله اوقفوه.. كيف لا يعرفون ما يحدث؟ هذا الشبل يشهد تحول لأنه اكل لحم عالي المستوى، هذا النوع من اللحوم في العادة يكون حصري على ملوك و اباطرة العفاريت!!

لا.. بل قوة الشبل كانت ما تزال تعظم على مرأىً منهم، هذا ليس مجرد لحم عالي المستوى، هذا ليس كأي شئ عرفوه سابقاً!

“انتم يا معشر العفاريت تعتمدون على دماء و لحوم المخلوقات الذكية لتستمدوا قوتكم، و من بين كل سبل التدريب بالتأكيد المخلوقات الذكية التي تتدرب على تقوية الجسد سيعطوكم اكبر نفع ممكن، و هذا بالضبط ما احضرته لكم..” ثم اشار خلفه، “اولائك المساجين ليسوا مجرد عمالقة، لا تنخدعوا من ضعف هالتهم، تلك المسامير في صدورهم تبقيهم ضعفاء لكن اضعف واحد فيهم في قمة نطاق شامان، انهم افضل غذاء يمكن ان تحصلوا عليه.”

*باام* “ااااااااه!! اااررررغغغـ!!!!!” داودار لم يستطع ابقاء نفسه في وضعية الركوع بعد انتزاع معدته منه بهذا الشكل، رأسه إرتطم بالأرض و بدأ ينزف بغزارة، عيناه كانت تفقدان الحياة ببطئ ايضاً، حركة كهذه كانت ستعرض حياته للخطر حتى لو كانت بكل قوته، فماذا عن الان و هو بهذا الضعف و العجز؟

“…هل تؤلم؟” سمع داودار كلمتان ارجعا له وعيه بما حوله فوراً

*تؤلم؟ بالطبع انها تؤلم! تؤلم تؤلم تؤلم!!!!!* صرخ داودار في رأسه، لكنه رفض قول كلمة على لسانه

ثم رفع عيناه بضع تلقائياً نحو مصدر الصوت فرأى روبين ينظر نحوه بلا تعابير على وجهه، كأنه ينظر لتمثال مصنوعٍ من صخر، لكن عينيه هاتين…

امام تلك النظرة الباردة، امام ذلك الغضب الملموس وراء الملامح المجمدة، إبتسم داودار مُتحدياً.

لقد عرف انه في عداد الموتى بعد انتزاع معدته و خروج احشاءه بهذا الشكل… لكنه ابتسم.

الحصول على ميتة سريعة كهذه افضل مئة مرة من العيش كعبد لدى حفنة من العفاريت!!

“همف، ليس بهذه السرعة!” قام روبين بتشكيل عدة نقوش في الهواء بإستخدام طاقته ثم ارسلهم نحو الارض

*فروووومممـ*

“اااررغغغ– هاه؟ لا…” داودار الذي كان يلتقط انفاسه الاخيرة فتح عينه مجدداً، مع انه ما يزال يشعر بالالم و ما يزال ينزف إلا ان الجرح بدأ يُعالج!

عمالقة عزيل لم يفرحوا بما يحصل، بل شعور غريب من القشعريرة تسلل اسفل ظهورهم

“تم الان تفعيل مصفوفة السجن الكبرى.” ثم سمعوا روبين يتكلم بصوت عالٍ، ” الفترة التي قضيتها هنا قمت بعمل مصفوفة السجن الكبرى لتكون بحجم المدينة كاملةً. المصفوفة مصممة لتعمل تلقائياً مع مسامير الختم، تلك المصفوفة ستمنع صاحب المسمار من الخروج خارج حدود المصفوفة و ستقوم بسحب الطاقة من مخزون كبير من الدرر لعلاجه إن تعرض للاذى.”

“حتى اوضح للاصدقاء الصغار فالوضع كالتالي، هذه المدينة ستصبح سجن امبراطورية البداية الحقيقية لأسوأ المجرمين، و ليس الحثالة خلفي فحسب، طالما السجناء داخل المدينة يمكنكم اكلهم احياء، قطع اطرافهم او اخذ بضع اعضاء داخلية او حتى سلخهم و لن يموتوا، فقط كونوا حذرين ان لا تقطعوا رؤوسهم او أي تقتلعوا اي عضو حساس قد يسبب لهم الموت قبل ان يبدأ التعافي، و بعد ان تأخذوا ما تريدونه كل ما عليكم فعله هو تركهم بجوار احد الجدار ليستريحوا قبل ان تأخذوا قطعة اخرى،” صفق روبين مبتسماً

ثم نظر للعفريت ذا الشعر الابيض بجواره، ” الان لديكم العبيد و لديكم الطعام الذي لا ينفد، في المقابل اريدك ان تحرص لي على ان لا يموت سجين واحد، ان قُتل واحد منهم فحياتك انت ستكون الثمن، اتفقنا؟”

“امر المولى!!” العفريت ذا الشعر الابيض لم يأخذ وقته للتفكير حتى، جسده كله كان ينتفض سعادة

و ليس هو واحد، بعد عدة ثوان من عدم التصديق انفجرت حشود العفاريت صياحاً و احتفالات!

“لاااااا!!!”

“لو اقترب مني احدكم سأنتحر!!”

العمالقة ايضاً دخلوا في وصلوا من الصياح لكن لأسباب مختلفة، وقفوا و حاولوا التدافع مستغلين اعدادهم للهرب… ما تكلم عنه روبين الان هو وصف للجحيم بالنسبة لهم

” لـ ا يـ مـ كـ نـ ـك ا ن تـ فـ عـ ـل هـ ذ ا بـ نا!” روبين سمع صوت احد العمالقة من خلفه، الصوت كان مُقطع غير واضح، و يرتفع تارة و ينخفض تارة اخرى، لقد كان ساليدار.. مع انه ما يزال محتفظ بشئ من وعيه، ذهنه لم ينجو بالكامل من العذاب الذي تلقاه قبل قليل

إبتسم روبين، ” افعل ماذا بالضبط؟ هذا النوع من العبودية انتم من ابتدعتموها، و اكل لحوم الكائنات الذكية انتم اكثر المتخصصين فيه، ما الذي فعلته الان و لم تعتبروه العادي قبل بضع دقائق؟ ألم تقوموا بنفس الشئ مع إبني لمدة اربعون عام؟ لهذا قلت انكم فقط ستغيروا المدن، لا شئ سيتغير من نمط حياتكم، كل ما في الامر ان الادوار تبدلت.”

ثم اعطاهم روبين ظهره مجدداً و لوَح ، ” فالتتقدم كل عائلة و تأخذ واحد، إستمتعوا!”

“هاهاها!!” عفريت نحيف تقدم بسرعة و حضن أسمن عملاق يمكنه الوصول له، ثم اخذه وقفز بعيداً، هو يضحك و العملاق يصرخ

المشهد تحول فوراً لفوضى، العمالقة يحاولوا الهرب و العفاريت يختاروا اسمن واحد يمكنهم الامساك به، في ظرف بضع دقائق كل عائلة عفاريت تبضعت و اخذت لها عملاق او اثنان للمنزل كأنهم يصطحبون خرافاً

لولا ان بعض العفاريت ذوي الشعر الابيض تقدموا و حجزوا العمالقة الذين يبدون اقوى، مثل داودار و ساليدار و غيرهم من الاباطرة، لكان انتهى بهم المطاف في احد البيوت الطينية ايضاً، لكنهم تُركوا ليتم اهدائهم لأباطرة العفاريت

“لو كان هنالك جحيم أنت بالتأكيد ستخلد فيه!!” صرخ داودار الذي بالكاد استعاد القدرة على الكلام، رؤية ابناءه و اقاربه يتم اقتيادهم كالبعير بهذا الشكل مزق كل ما تبقى فيه من كبرياء

“لو؟ انت سترى الجحيم هنا بعينك،” ضحك روبين ثم اشار للعفاريت ذوي الشعر الابيض، “خذوهم من امامي و ارسلوهم لعائلات آمون و ساكار و البقية.”

“لا.. لا لاااا!”

“ابتعد! ابتعد!!!”

*بلع* ريتشارد لم يشعر بنفسه إلا و هو يبلع ريقه اثناء اقتياد داودار و بقية اباطرة عزيل بعيداً، هذا المصير…

ثم شعر بأحدهم ينظر عليه فإلتفت بسرعة، و كان هنالك شخص ينظر في عيناه مباشرةً بالفعل، والده.

==========

عدد الفصول اللي تم السحب عليها في هذا الشهر : 1

==========

تعليق زيوسي: الحمدلله رزقت بطفلي الثاني و الثالث اليوم، مفيش مبروك ولا ايه XD

من Zeus

-+=