فور خروج روبين من الإجتماع عاد مباشرةً لسكنه، ترك أبحاثه الجارية جانباً و إنكب هو و زارا على صنع الطلاسم منخفضة المستوى،
في الحقيقة روبين كان بإمكانها الان صنع طلاسم اقوى بكثير، وصل اقوى طلسم ناري لـمستوى 17، لكنهم بلا فائدة في الحروب.. فكل طلسم منهم يلزم روبين قرابة الاسبوعين لصنعه، خلال اسبوعين يمكنه صنع اكثر من الف طلسم مستوى 6 ! لهذا على المقياس الكبير فالطلاسم الأقل قوةً تفوز بإكتساح
الطلاسم الاقوى روبين قرر تركها للدفاع عن نفسه و أتباعه و ربما بيعهم إن احتاج نقود.. لكن لم يكن لهم أهمية على المقياس الكبير من سير الأمور، او ربما قد يكون لهم أهمية يوماً ما عندما تصبح روحه اقوى ..
———-
بعد ثلاثة أسابيع من الإجتماع وصل اخيراً الثلاثي قيصر بيون و ثيو لمؤسسة برادلي، مكتسين بالدماء و الإصابات و الطين.. كان يبدو عليهم بوضوح المعاناة التي مروا بها حتى خرجوا من الحدود، أعداد جنود دوليفار الذين كان عليهم قتلهم غير معلوم..
عندما دخل الثلاثة للمنزل تفاجؤوا بجبال صغيرة من طلاسم النار، فأدركوا فوراً ان روبين عرف بما حدث معهم..
ذهب الثلاثة فـقاموا بتحية روبين بإنحناءه، لم يشتكي قيصر من شئ.. و لم يحاول روبين مواساته ايضاً، كل ما قاله كان ” اذهبوا إغتسلوا و ابدأوا تدريب، لقد بقيتم فترة كافية المستوى التاسع، اريدكم ان تصلوا للمستوى العاشر خلال شهر”
بدون كلمة اخرى اومئ الثلاثة و تفرقوا نحو غرفهم…
————-
مر شهر اخر بسرعة، خلاله إخترق الثلاثة للمستوى العاشر كما وجه روبين،
و خلالهم.. كانت دوقتي برادلي و آلتون في صفيح ساخن.
كلما تجهز كتيبة من ألف جندي في دوقية برادلي، يتوجهون فوراً نحو مدينة يورا. طول المسافة متبوعاً بعدد الجنود الهائل الذي يزلزل الأرض يومياً، يجتازون عدد من اراضي النبلاء الخائفين، جعل العامة يترقبون عن كسب ما يحدث
لكن لم يتدخل احد ليعرف ما يحدث.. القتالات الداخلية منتشرة بكثرة، و لربما الدوق برادلي يريد مساعدة عائلة بورتون في توسيع رقعتهم قليلاً ، او هم إستأجروا منه جيش لعمل شئٍ ما..
الإحتمالات الكثيرة تركت الناس يعيشون احلاماً و يختلقون اسباباً، لكن لم ينجح واحد فيهم بتخمين السبب الحقيقي…
تبقى 6 أيام على الموعد المتفق عليه لبدأ الزحف نحو دوقية تينلي.
*دق دق* صوت طرق صدر من باب مسكن روبين
“من هناك؟ لا يهم.. ادخل!”
فٌتح الباب و دخل إمرأة ناضجة رائعة الجمال، لقد كانت ميلا.. ” روبين، اخر كتيبة ستتحرك اليوم بإتجاه يورا و انا سأذهب معهم، حان الوقت لتسليم الطلاسم التي أعددتها”
“إمم لا بأس، ستجدي بعضهم هنا و بعضهم في المسكن المجاور، بمجموع 5631 طلسم ناري مستوى سادس، 150 طلسم طلاسم ذا 5 ثوانٍ، و 200 طلسم حيوية ذا 10 ايام.”
“لحظة لحظة.. طلسم الحيوية؟ ما هذا..؟” ميلا تجاهلت الاعداد الهائلة التي تمكن روبين من إنتاجها خلال الشهرين و ركزت بالكامل على الصنف الجديد
نظر روبين نحوها “كنت اعمل على شئ كبير قبل موضوع الحرب لكني لم أكمله، لكن إستطعت الإستفادة بما وصلت إليه حتى الأن من أبحاثي و وضعتها في هذا الطلسم.. عند تفعيل طلسم الحيوية ذا العشرة ايام يقوم بتسريع عملية الشفاء الطبيعي للشخص بشكل فوري، جسده سيشعر كما لو ان عشرة أيام مرت في غمضة عين..
يعني الجروح الصغيرة ستشفى فوراً، الجروح المتوسطة ستلتئم، و الجروح القاتلة ستفقد خطورتها.. حتى لو قمت بتفعيلها على شخص تم ذبحه ستنمو الانسجة بالسرعة الكافية لإنقاذ حياته قبل ان يتصفى دمه..
طبعاً هذه الطلاسم ستفيد الإصابات التي يمكن شفاءها بمرور الوقت، يعني إستخدامها المثالي هو اصابات الحرب من طعنات بالسيوف و حروق و خلافه.. لكن لا يمكنها شفاء الامراض و لا يُرجع الطاقة.. انه يحفز الخلايا المسؤولة عن علاج الجروح بقة ”
تسمرت ميلا مكانها لم تدري ماذا تقول.. الطلسم الواحد من نوع الحيوية يمكنه إنقاذ حياة شخص في ساحة المعركة، روبين سلمها الأن 200 فرصة جديدة للحياة..
قيمة الطلسم الواحد من نوع الحيوية أعلى بكثير من طلاسم النار و الظلام.. قيمتها تقترب من الحبوب التي تساعد على الإختراق للمستوى التالي!
“روبين، انت…هيه~ كما قلت لي سابقاً، علي التوقف عن الإندهاش و انا اتعامل معك” تنهدت ميلا و إستدارت لتستعدي عربات لتحميل الطلاسم
صف طويل من العربات دخل المؤسسة و فرسان عالي المستوى من ذوي الثقة دخلوا و بدأوا يعبؤون كل خمسون طلسم ناري في صندوق حتى يسهل توزيعهم لاحقاً، ثم تحميل الصناديق على العربات.. العملية كلها اخذت حوالي 4 ساعات
بعد إنتهاء تحميل اخر عربة لم يتبقى سوى ميلا، روبين و زارا داخل المنزل، ميلا وجهت نظرها نحو روبين ” الجيش سيتحرك الأن، هيا بنا”
” لا لا انا لن أنضم لكم، أفضل البقاء هنا لعمل المزيد من الطلاسم و إمدادكم بها طوال مسيرة الحرب” هز روبين رأسه و أكمل الدائرة التي كان يرسمها
“كما تشاء، ألديك أي توصية قبل مغادرتي؟”
توقف روبين و رفع رأسه و صرخ، ” قيصر، ثيو، بيون”
ثلاثة ظلال ظهرت حوله، قيصر من رد فيهم ” بماذا نساعدك يا أبي؟”
لم يرد روبين عليه بل وجه نظره نحو ميلا “خذي الثلاثة معك، اخبري مركز قيادة الحرب ان يضعوا بيون في فرقة الإستطلاع و ثيو في فرقة الإغتيال، و اعطوا قيصر 100 رجل ليقودهم اثناء المعركة، لو أظهر موهبة في القيادة إرفعوا رتبته، و اشكروني لاحقاً!”
الموضوع التاليالموضوع السابق