*باا*

*باا* *باا* *باا*

سواء على ركبهم او مؤخراتهم، كل عمالقة قبيلة عزيل سواء كانوا اباطرة او جنود سقطوا على الارض، بعيون مصدومة و افواه مفتوحه

على وجوههم تعابير تملأها اليأس و الضياع…

بالأمس كان لديهم امل ان تساعدهم القبائل الاخرى، و عند ظهور ريتشارد كان لديهم امل القبض عليه و مساومة مختار السماء الثالث، و اثناء القتال كان لديهم امل ان يُخلصهم داودار من الاعداء بقوته المرعبة، ثم وصل الأمل لأقصاه عندما ظهر السلف هولاك و معه الويفرن العظيم كريكسوس… و كل مرة يتم كسر آمالهم بأبشع الطرق.

الكسر الاخير خاصةً كان مرعب، ماذا يكونوا اولائك العمالقة المدعوين اسياد حرب؟ كيف ظهر اربعة منهم من العدم؟ و الاربعة اقوياء بما يكفي لمقارنة اساطيرهم؟ لماذا عليهم ان يقاتلوا حتى؟!

لقد ماتوا، لكنهم ماتوا من الداخل، فهم لم يعد لديهم الشئ الوحيد الذي يبقى الجميع احياء، الامل.

اباطرة البشر تنهدوا مرتاحين و شكروا السماء، ليس لأنه تم انقاذهم، بل لانهم لم يتخلوا عن ريتشارد و يهربوا في اللحظة الحاسمة…

اما داودار فإكتفى بالرقود على ظهره فاتحاُ ذراعيه و قدميه على مصرعيهما، يتأمل السماء الصافية فوقه بعينين نصف مفتوحتين

لم يبدو عليه التوتر او الانزعاج، لم يبدو علي اي حصرة او غضب، هو فقط بدى… مُرتاح.

بعد ذلك الهجوم لم يبق في جسد داودار طاقة حياة تذكر، قلبه بدأ يخفق ببطئ و كبده و رئته الوحيدة ضعُفا و لم يعودا قادرين على دعم جسده الضخم، لن يمر الكثير قبل ان تفشل اعضاءه الداخلية و يموت ميتة طبيعية

هذا محزن، اجل، لكن لا يوجد طريقة لإيقافها، و نظراً لم وصل له حال القبيلة و ما سيحل بهم من عذاب و مهانة او قتلهم بأسوأ الطرق، الموت ميتة طبيعية الان ليس خيار سيئ جداً.

“اللعنة!!!” الوحيد الذي كان لديه شعور مخلتف من بين الجميع كان ريتشارد، و ذلك الشعور كان الغضب

“اللعنة! اللعنة!! اللعنة!!!” رفع ريتشارد قدمه بضع مرات و اخذ يضرب الارض صائحاً حتى تشققت، “كل هذا بسببك انت!!”
ببضع خطوات سريعة تقدم ريتشارد بغضب و ركل فخذ داودار

*كراااك*

“اررغغ!!” جسد داودار كان ضعيف جداً حالياً، هذه ضربة بسيطة من ريتشارد كسرت له عظمة الفخذ بسهولة

ثم جلس ريتشارد فوق صدره و امسك بشعر داودار رافعاً رأسه، ثم صرخ في وجهه، ” هل لديك الوقت الكافي لتنم ايه الحقير؟ هل تعلم ما يعنيه ظهور اسياد الحرب؟ انهم السلاح الاقوى الخاص بأبي و لا يتحركوا إلا بأمره، ظهورهم في تلك اللحظة الحاسمة لم يكن مصادفة، هذا يعني ان ابي كان يراقب ما يجري طوال الوقت، يعني انه كان يجهز جيش للتدخل طوال الوقت.. يعني انه لم يثق في اني سأجهز لك بمفردي! و المشكلة انه اتضح انه على حق!! انت هو السبب!!!”

*بااام* *بااام* *بااام* رزع ريتشارد رأس داودار في الارض عدة مرات

“بففتــ ما دخلي انا بحق الجحيم؟!” لم يتمكن داودار من الحفاظ على هدوءه اكثر، حاول داودار إزاحته من فوقه لكنه كان كطفل يحاول دفع رجل بالغ، ” هل تشعر انك قوي و انت تتنمر علي في هذه الحالة؟ ان كنت رجل فأقتلني! ام انك كبرت لتكون عاهرة مثل امك؟!”

ريتشارد لم يقع في الفخ و استمر بضرب رأسه في الارض حتى اقتلع بعضاً من شعر داودار في يده، “اقتلك؟ طالما انا حي سأتأكد شخصياً انك لن تعرف للموت طعماً، سأتأكد شخصياً انك انت و ابنك تتعذبان اكثر ما تتأكل و تتنفس!”

“اااه، ايها البشري الوضيع!! لكن، هاها اريد ان اراك تحاول! انا ميت! هاهاها كح كح انا ميت بالفعل!!” الالم و الدماء التي تنهال من رأسه لم تمنع داودار من الضحك بغيظ، انه لشعور غريب ان تشعر انك فزت و انت تعلن موتك، لكن هذا بالضبط ما شعر به الان

” و كأني سأسمح لك!!” لهب اخضر اندفع من تحت الارض و اشتعل في جسد داودار

“هاها اجل، سرع في موتي سرع! هاهاها– ايه؟” ضحكة داودار قوطعت بنظرة تملأها الدهشة، لقد شعر ان شريان حياته عولج و لم يعد يسرب طاقة حياته المتبقة، ثم شعر بكم طاقة الحياة في جسده يزيد ببطئ؟

لكن هذا لم يسعد داودار بل افزعه، ” انت.. انت انت!! ما الذي تخطط لفعله؟!”

“انا سـ.. ســـ–!! اررغغ..” كبح ريتشارد نفسه و خفض رأسه، ” للأسف ليس انا من سيفعل، سأسلمك لأبي و هو سيرى ما يفعل بك، لكن لا تقلق وعدي ما يزال جارٍ… لو سمعت ان أبي لم يعذبك بما يكفي سأعود لأخذك منه و اخترع طرق عذاب جديدة من اجلك!”

“اررغ!! ابتعد عني! ابتعد عني!!!” الوهج الاحمر القاتم بدأ يظهر حول داودار مجدداً، بوجود طاقة حياة جديدة في شريان حاول داودار استغلالها و احراقها مجدداً لعله يموت جدياً هذه المرة

“لا تحلم حتى!!” لكن ريتشارد صاح ثم اخرج شئ يشبه المسمار من خاتمه الفضائي و بـ *سووش* دكه في صدر داودار
“بففففتتتتـ” المسمار الذي دخل قلب داودار جعله يشعر بألم عظيم، لكنه ابتسم ايضاً، اخيراً تمكن من استفزاز ريتشارد بما يكفي لقتله! “…ايه؟ ما الذي– ااااههـ!!!”

ريتشارد راقب داودار يصرخ متألماً لبضع دقائق قبل ان يقوم بإبطال اللهب الاخضر حوله اخيراً، و يتكلم بهدوء نسبي، ” هذه الكمية من طاقة الحياة يجب ان تكفيك لوقت طويل، بعدها سيتكفل مستخدمي مسار الحياة بك.”

ثم وقف و صاح خلفه، “حسناً هذا يكفي، هذه المسرحية طالت بما يكفي، اقبضوا على الجميع و مسمروهم، لا تتركوا جندي واحد يخرج من هنا بدون مسمار في صدره!!”

بعدها ضرب بقدمه في الارض فعادت المدينة للحياة مجدداً و بدأت مهاجمة الجنود، ليس بنفس ضراوة القتال في البداية بالطبع، لكن الجنود لم يكن لديهم اي حافز ليقاتلوا ايضاً، لذا حتى مع ما تبقى من طاقة حياة بسيطة لدى ريتشارد تمكن بسهولة من كبح البضع آلاف المتبقين من جيش العمالقة

اباطرة البشر لم يتأخروا ايضاً، فور سماع الأمر انقضوا على ما تبقى من اباطرة قبيلة عزيل و بدأت معركة مجدداً، هذه المرة المعركة كانت عبارة عن محاولة العمالقة للهرب في جميع الاتجاهات و محاولة البشر اللحاق بهم، لكنهم للأسف كانوا يحاولون الفرار من اشخاص يمكنهم الطيران و استخدام مسارات الرياح و البرق.

نتيجة المعركة الاخيرة لقبيلة عزيل لم تأخذ الكثير حتى تتقرر.


كدا متبقي فصل واحد و اخلص اللي عليا

من Zeus

-+=