*بااام*
صوت قوي رج قلوب كل الحضور، كأن الاف الاشخاص يتحدثون في نفس الوقت، “قلت انك تريد لقاء معاليه؟ هذا يوم حظك.”
“كييييه!!!” الوهج الذهبي الكثيف و الصوت القوي وحدهما كافيان لإدخال الرعب في قلوب الجنود الاقل مستوىً، لكن حتى الاباطرة لم يسلموا، عندما شعروا بهالة صاحب الصوت و رأوا مظهره كل اباطرة العمالقة بلا استثناء اخذوا بضع خطوات للوراء و تغيرت ملامحهم للأسوأ، بعضهم حتى نسي ان يتنفس
ما يروه الان لا يقل صدمة عن رؤية الويفرن… لقد كان عملاق!
و ليس احد عمالقة نيهاري المزعومين، لا، بل عملاق حقيقي ذهبي اللون بطول 25 متراً
*بلع* اخذ العمالقة خطوات اخرى للخلف، اياً كان ما هو هذا الشئ فهو بالتأكيد ليس في صفهم طالما دعى مختار السماء الثالث بـ معاليه… و ما خطب هالته؟ انه يعطي شعوراً انه ليس اضعف من الويفرن او السلف هولاك نفسه!!
“سيد حرب جوليان!! ماذا يفعل سيد الحرب هنا؟!” احد اباطرة البشر صاح مستغرباً، لكنه في نفس الوقت خفف يده عن رمحه بشكل تلقائي، لقد عرف انه في أمان الان
“هاها افتحوا اعينكم و انظروا لقوة امبراطورية البداية الحقيقية ايها الاوغاد! هاهاها” احد اباطرة البشر صغار السن لم يكبح نفسه و صاح متحمساً.. قبل دقيقة كان متأكداً من الموت، هذا التغيير المفاجئ اصابه بالنشوة!
اما هولاك نفسه فقد فتح عيناه على اخرهما و حتى اذناه تحركتا للأعلى قليلاً و هو ينظر نحو *سيد الحرب* هذا من الاعلى لأسفل مبتسماً، ليست إبتسامة تحدي او ثقة، بل إبتسامة حقيقية تنم عن السعادة، “جميل.. كم عددكم في الداخل؟ أهذا من فعل مختار السماء الثالث؟ هاها مثير للإهتمام!”
سيد الحرب حدق للأسفل نحو هولاك، “معاليه يدعوك للتعرف عليك، تعالي معي.”
هولاك توقف عن تمرير عينه على سيد الحرب عندما سمع كلماته و عاد لينظر في عيناه مباشرةً، ” أليس من التهذيب ان يأتي هو ليُعرف عن نفسه؟ في النهاية هو الدخيل على منطقتي و ليس العكس.”
*راااااااااااوووورر!!* الويفرن كريكسوس فرد جناحيه و اطلق زئير مدوي ابعد به السحاب في جميع الاتجاهات، ثم حدق نحو سيد الحرب بنية القتل التي راكمها على امتداد 400 الف عام فاتحاً فمه، “نذهب إليه؟ رااااوور، احضروا ذلك البشري و ليسجد امام عظمتي على الفور، عندها فقط سأنسى هذه الاهانة و أترك مصيره في يد شريكي.” تكلم الويفرن بصوت اقل ما يقال عنه انه دموي، كل من سمعه شعر بقشعريرة تسري في جسده و روحه
“الويفرن تكلم؟ الويفرن تكلم!!”
“الوحوش يمكنها ان تتكلم؟!”
“اخرس! أتقارن كريكسوس العظيم بالوحوش العادية؟!” احد اباطرة عزيل صاح فخوراً، ما كان ليتوقع احد ان يمدح احد من العمالقة هذا الويفرن بعد كل ما فعله بهم، لكنه اليوم في صفهم و هذا ما يهم
سيد الحرب جوليان رفع رأسه مركزاً نظره على الويفرن للحظة ثم عاد لينظر في عيناه هولاك، ” افهم انك ترفض دعوة معاليه؟”
اومئ هولاك بضع مرات رافعاً كتفيه، ” اسف على الاصرار على هذه الشكليات لكن اول لقاء بالذات يجب ان يسير وفق نهج معين و إلا ستقل هيبتي، انت لا يرضيك ذلك صحيح؟ فأنا ما زلت هولاك العظيم و كذا… ادرك انك قوي في حالتك هذه، لكن اخشى ان كريكسوس يمكنه التكفل بك وحده، ستحتاجوا لما هو اكثر بكثير إن اردتم إرغامي على التحرك.”
“اها، الهيبة اجل..” اومئ جوليان بضع مرات ثم اعطى اشارة بيده اليسرى، ” أينما يتواجد معاليه تسقط هذه العبارة من اي احد غيره، هو وحده يحتفظ بهيبته.”
ثلاثة دوامات فضائية ظهروا فوق المدينة في آنٍ واحد
*باام* *باام* *باام*
هبط ثلاث ظلال اخرى من تلك الدوامات، واحد هبط بجوار سيد الحرب جوليان، و اثنان هبطا فوق السور على يمين الويفرن و شماله… ثلاثتهم كانوا اسياد حرب و هالتهم لم تخسر امام سيد الحرب جوليان كثيراً، كل واحد منهم كان يحتوي امبراطور كقلب للمصفوفة.
*غررررر* اظهر الويفرن اسنانه و بدأ يزمجر و هو ينظر يميناً و يساراً، فمه بدأ يشتعل بلهب ازرق فاتح، لكنه لم ينطق بكلمة هذه المرة
الإبتسامة السعيدة و الواثقة على وجه هولاك اختفت ايضاً، يداه المُكتفتان امام صدره انزلهما اخيراً و هو يمرر عينه بين اسياد الحرب الاربعة
بعد بضع ثوانٍ تنهد و فرك المنطقة بين حاجبيه ثم عاد لينظر نحو جوليان مجدداً، ” اين هو مختار السماء الثالث الان؟”
“بالقرب من هنا.” رد جوليان بإقتطاب
“تفضل قُد الطريق.” مد هولاك ذراعه و اشار لجوليان بإحترام ان يتقدم امامه، هذه المرة كان يقهقه بخجل
جوليان عقد حاجبيه بشدة… هذه الإبتسامة الخجولة على وجهه تليق على مراهق سقط امام بضع فتيات، ليست ابداً إبتسامة شخص يواجه الموت!
*ألا يشعر ان اربعة اسياد حرب بقوة قمة نطاق امبراطور يمكنهم التغلب عليه؟ ام عُزلته افقدته الحس السليم في التعامل؟ …لا يهم.* هز جوليان رأسه ثم اشار للخلف و بدأ يمشي، ” تعال ورائي.”
عادت الإبتسامة اللطيفة على وجه هولاك و بدأ يمشي خلفه
“لا… لالالا، انتظر!!” داودار اجبر جسده العجوز على الزحف حتى وصل لقدم هولاك و تعلق بها، ” لا يمكنك ان تتركنا الان! لو تخليت عنا هذا يعني الموت! على الاقل اخبرهم ان يتركونا و شأننا!!”
اباطرة قبيلة عزيل اخذوا بضع خطوات للأمام ايضاً، حتى الجنود العاديين فتحوا اعينهم على اخرها و هو يراقبوا هولاك
لقد اُستلهكوا بالكامل… سقط 13 امبراطور منهم ضحية لتلك المسامير، عبقريهم الاول ساليدار ما يزال يصرخ، و زعيمهم فقد القدرة على القتال، لم يعد هنالك اي مجال لهم في استكمال هذه المعركة
املهم الوحيد كان ما سيفعله هولاك، لكن الان…
هولاك نظر للأسفل نحو داودار بتعابير حزينة، ثم إلتف ليواجه ريتشارد، ” هلا وجدت في قلبك الرحمة لتركهم و شأنهم؟ واضح انهم لا يمكنهم المتابعة.”
جز ريتشارد على اسنانه بقوة قبل ان يصيح، “لماذا لم يرحموني هم؟! حتى إن كان اخر يوم في حياتي انا قطعاً سوف–”
قبل ان يكمل ريتشارد كلامه، عاد هولاك لينظر للأسفل رافعاً كتفيه بتعابير بريئة، ” لقد حاولت و لم يرضى، بالتوفيق.”
ثم نفض يد داودار بعيداً و تابع المشي السريع حتى غاب عن الانظار.
تعليق زيوسي/ عااااااااا المئوية السابعة!!
ايه يا جماعة صار لكم كم فصل التعليقات ميتة ليه، اشتغلوا معايا كدا دا التأليف في رمضان يجيب المرض XD