خليط من الحماس و السعادة و عدم التصديق ضربوا الدوق جالان عند سماع كلام روبين، بعد ان رأى ما يمكن لروبين فعله و خاصة بعد الحبوب التي باعها في المزاد أدرك انه لا يمكنه إرغامه على أي شئ، بل بقائه حياً و عمل علاقة جيدة معه هو الخيار الأفضل.. بل الوحيد

لهذا لم يتوقع يوماً ان يأخذ أي تقنية او طريقة لصنع احد إنجازاته، كتم جالان مشاعره و نظر نحو روبين بعينين لامعتين ” روبين.. هذه الاشياء لا مزاح فيها..”

” و انا لن امزح في مواضيع مهمة كهذه، ساعدني في غزو دوليفار و سيكون لديك مصنع لتصنيع طلاسم النار من المستوى السادس خاص بك وحدك،”

عاد جالان ليسند ظهره على الكرسي واضعاً راحة يده على جبهته، ” انت حقاً تعرف كيف تثير إهتمام الأخرين.. انا تعدني بالقوة و عائلة بورتون تعدها بالأراضي التي يطمحون لها منذ آلاف السنين.. لكن ماذا عنك انت؟ ماذا ستجني من هذه الحرب؟ كيف لعبقري حكيم مثلك ان ينقاد لحرب من اجل ان شخص أغضب إبنه؟ لا تؤاخذني.. هذا مثير للشفقة.

ثانياً سمو الامير ويليام أخبر كل الدوقيات و خص بالذكر الدوقيات الحدودية مع دوليفار – ستانلي، آلتون، ايفرين – بأن مملكة دوليفار تسعى لحرب كبيرة لسببٍ ما و انه لا يجب علينا الإنسياق لأفخاخهم حتى تكتشف المخابرات السبب وراء افعالهم، أتسائل ماذا ستكون ردة فعله عندما يراني انا أقود حرباً ضدهم بعد تحذيره.. أخذاً معي عائلة آيرل!!”

“… لسؤالك جوابين، الأسهل بينهم ان اولائك الأوغاد ارادوا قتل إبني، لذا ببساطة سأقتل منهم بضع عشرات آلاف، انا لست إله.. كيف تكون معي القوة الكافية و أراقب من اهتم لأمرهم يتم التنمر عليهم و لا افعل شئ؟ إذاً ما فائدة كل ما افعله؟ لكن بصراحة هذا جزء من الحقيقة فعلاً..

بالنسبة للجواب الاصعب، و حتى لا ترجع تسألني على اسباب اخرى لاحقاً… دعني أرد على سؤال الاول بسؤال، سيد جالان، لقد أنُعم علي بالذكاء و طرق بحثية هائلة تؤهلني للبحث في الطب و الهندسة و تطوير العالم كله إن اردت، لكني بدأت مباشرةً بتطوير أسلحة للحروب الكبرى.. لماذا برأيك؟”

“..لماذا؟” جالان لم يسأل نفسه هذه السؤال ابداً، فمن الطبيعي ان يسعى الشخص لزيادة قوته، صحيح؟

عدل روبين جلسته و قال بصوت جاد” إليك اجابة السؤال و معه إجابة سؤالك الاول… انا شخص احب العمل بحُرية، و هذه الحرية لن تأتي إلا ببسط نفوذي المطلق، او على الاقل نفوذ اشخاص اثق بهم.
مثلاً طالما دوقية برادلي تحت سيطرتك و انت تُعد حليف قيم لي، فأنا سأوفر لك السلاح و الدعم لتدافع عنها و توسعها اكثر. لا يمكنني إعطاء غرباء أغراض تقويهم و ترفع من شأنهم فيستخدمونها ضدي، ألا توافقني؟

لن اكذب عليك سيد جالان، لقد كنت افكر منذ فترة من اين ابدأ توسيع دائرة نفوذي، الدوق تينلي من دوليفار قدم نفسه لي على طبق من ذهب، و ها انا ذا أخبرك انه لن يكون الاخير.. بل مجرد البداية، فطموحاتي أبعد من هذا بكثير.”

ميلا لم تستطع منع نفسها “…لماذا تحاول إخفاء الحقيقة بالكلام عن الحرية و الإنتقام إذاً؟ انت فقط مريض بالعظمة، تريد ان تقف على رأس العالم و تُكتب عنك الاساطير، أليس كذلك؟”

“هاهاها قد أكون كذلك فعلاً، أهذا يزعجك كثيراً ؟” ضحك روبين بصوت عالٍ

“همف، طالما لا تنسى اننا حلفاء فهذا يسعدني.” ميلا رفع كتفيها و رجعت للسكوت

“جيد! بالنسبة لسؤالك الثاني سيد جالان، إن سأُلت عن سبب كسرك للنصائح و الإنضمام لعائلة بورتون في الهجوم، اخبرهم ان قيصر تلميذ الشخص الذي أمدك بالطلاسم و انه إستشاط غضباً لأنهم حاولوا قتل تلميذه و انت تحاول التقليل من غضبه حتى لا تخسر دعمه لمملكة الشمس السوداء.. إصطنع بضع تفاهات يعني لن تكون صعبة عليك فأنت معتاد على السياسة..”

عمت لحظات من الصمت على المكان، جالان اول من كسره ” حسناً موافق، لكن يمكنني المشاركة بثُلث جيشي فحسب لأن لدي حدود مشتعلة مع مملكة المياة الراقدة ايضاً و لا يمكنني ترك الدوقية بلا دفاع، لكن لأرسل معك النخبة منهم.. تعداد ما سأشارك به سيكون 30 الف جندي ،500 فارس في المستويات بين 11~20و عشرة جينرالات بمستوى قديس .”

” هيه~ نحن ايضاً سنشارك، لكن جيشنا المستدام الحالي تعداده 15 ألف جندي.. مع ذلك يمكنني عمل تجنيد إجباري و جمع 15 الف اخرين ، 100 فارس، و لدينا 5 قديسين غيري سأرسلهم كلهم ايضاً” أوضح البطريرك براين

“هممم إذاً المجموع 60 الف جندي، 600 فارس و 15 جينرال قديس… هذا اكثر من كافٍ! إبدأوا الإستعدادات، سنتحرك بإتجاه الحدود بعد شهرين من اليوم. الجيش المنطلق من دوقية برادلي سيضطر للعبور في اراضي عائلة بورتون على اي حال لذا ستكون نقطة الإلتقاء هناك

دوق جالان، أوصي ان يتوجه جينرالاتك في أقرب وقت نحو مدينة يورا لبحث افضل الطرق لقيادة الجيش المجمع و افضل إستخدام للطلاسم خلال الحرب، كل الطلاسم التي أصنعها خلال الشهرين ستذهب مباشرةً نحو مدينة يورا ايضاً، ألدى احدكم مشكلة في هذا؟”

“لا مشكلة عندي” اومئ جالان

“انا موافق ايضاً، مدينة يورا ستسعد بإستقبال ضيوفنا الكرام هاها” براين كان يحاول إخفاء شعوره بقدر الإمكان لكن مع ذلك كان باديٍ عليه، لكن اليوم كان اكثر يوم حيوي و حماسي عاشه في حياته الطويلة..

“جيد، انتم إبقوا للتحدث عن التحدث عن الامور التي لا افهمها، أما انا سأذهب للبدأ في العمل على الطلاسم، اراكم بعد شهرين!” وقف روبين ثم توجه نحو الباب مباشرةً، تاركاً خلفه الاربعة ليبدأوا التنسيق الاستراتيجي للحرب الكبرى القادمة..

من Zeus

-+=