“اوه.. ما يزال هنالك من يتذكر اسمي؟ هذا لم يكن متوقع” رفع القادم الجديد حاجبيه

إبتسامة كبيرة ظهرت على وجه داودار العجوز عندما ايقن انه جذب انتباه بطلِه، “.. تحديد هوية فخامتك بعد ظهور واحد فقط كان صعب حتى بعدما حاولت كل القبائل بجد، لكن و كيف يخفى القمر؟ في النهاية تشرفنا بلوصول لإسمك المكرم… هولاك ابن دراءات ابن سولفين، من قبيلة سولفين احدى القبائل الاثناعشر الشمالية، انت كنت العبقري الاشهر في المنطقة الشمالية قبل تسعة آلاف سنة حيث صدمت الجميع بسرعة تدريبك، ثم صدمت الجميع مجدداً عندما سجلت اسمك ضمن الراغبين في الهجرة لسلسلة الجبال الشمالية مباشرةً بعد حصولك على الدرجة الرابعة من وشم تقوية الجسد الإلهي.”

صوت داودار كان ضعيف جداً و متقطع لكنه مع ذلك جذب انظار و اذان الجميع، لو وقعت إبرة الان على الارض لسمعها الجميع، خاصةً اباطرة العمالقة سواءً اولائك من قبيلة عزيل او الخمسة المختبئين في الخارج، كلهم انصتوا حابسين انفاسهم..

اسم هولاك و وجوده يعتبران من المحرمات في المنطقة الشمالية، المعركة الهائلة التي حددت مصير الشمال ظلت طي الكتمان، كل من شهدودها تم تهديدهم ان يظلوا صامتين

مع انه انتشرت بعض الشائعات هنا و هناك، إلا ان سبعة الاف عام كانت كفيلة بقتل كل الشائعات و محو تلك الحادثة من الاذهان… فقط الاباطرة يعرفون عن وجود ذلك الشخص، و فقط زعماء القبائل يعرفون هويته الحقيقية.

*هولاك ابن سولفين* حدق كل العمالقة في وجه القادم الجديد و كأنهم يريدون حفر وجهه في ذاكرتهم…
قبيلة سولفين هى احد القبائل الاثنا عشر فعلاً لكنهم يعتبروا اضعف قبيلة حالياً، كيف يعقل ان شخصية كهذه تنتمي إليهم؟ ألهذا السبب مع انهم الاضعف إلى ان لا احد يحاول التنمر عليهم؟ … ثانياً، أهذا وجه شخص عاش 9 الاف سنة حقاً؟! انه يبدو اصغر من معظمهم!

“…للأسف فخامتك اختفيت فور دخولك سلسلة الجبال الشمالية، قبيلتك حاولت البحث عنك كثيراً لكن بلا فائدة لذا تم احتسابك ضمن قُتلى كل عام و تم نسيان امرك، حتى اظهرت لنا عظمتك مرة اخرى بعدها بألفي عام كاملين عندما ظهرت في اشد احتياجنا لك و انقذت العالم” ثم رفع داودار رأسه قليلاً و نظر نحو المخلوق المهيب الواقف على السور، ” بعد مطاردتك لكريكسوس العظيم ذلك اليوم و اختفائك مرة اخرى، البعض قال انك مُت معه، و البعض قالوا انك تحاول كبحه في جبل الطرف الشمالي حتى لا يؤذي العالم مجدداً كح كـــح لكن يبدو اننا خيالنا الجامح كان ضعيف جداً.. فخامتك حقاً.. نجحت في اخضاعه؟!”

“فعلاً خيالكم جامح جداً” ضحك هولاك بسخرية، “تظنون اني قاتلت كريكسوس لأنقذ العالم؟ كنت اريد مطية جيدة فحسب.. اموت في القتال ضده؟ لا احد مؤهل ليدفعني لهذا الحد~ ماذا تتعاطون يا قوم؟”

عندما رأى داودار ان اسلوب الحنين للماضي لم يجلب رد الفعل المنتظر، حاول الاعتدال قليلاً و تكلم بهلع،”طـ طبعاً فخامتك، انت سيد الارض و السماء، انت بلا نظير في التاريخ، انت–”

لكن هولاك قاطعه ملوحاً، ” يكفي يكفي، ارقد في هدوء حتى لا تكسر فخذك او شئ كهذا ايها الجد.”

“…حاضر.” عاد داودار للنوم على ظهره و النظر نحو السماء بعينان مليئتان بالدموع. الشخص الذي يدعوه بالجد الان اكبر منه بعضر مرات تقريباً…

اما هولاك فإلتفت اخيراً نحو ريتشارد، ” و انت..”

“هااا.. هااا..” ريتشارد كان ما يزال يلهث بقوة و عيناه مرهقتين نصف مفتوحتين، مع انه طاقة حياته لم تُضر، إلا ان جسده قطعاً لم يكن مهيئ لتحمل هذا النوع من القوة

إبتسامة غريبة ظهرت على وجه هولاك، ” المثل يقول انه لو اردت ضرب كلب فعليك ان تسأل على هوية صاحب الكلب اولاً، هل اخذ احدكم إذني قبل العيث فساداً في المنطقة الشمالية؟”

“هييك!!” شعر ريتشارد بفزع قادم من اعماق روحه و تراجع للخلف بسرعة

امام هذا التراجع بسرعة لم يتحرك هولاك من مكانه، فقط فتح عيناه قليلاً و أمر: “توقف.”

“….” لبث ريتشارد مكانه، حتى رئتاه توقفتا عن التنفس و قلبه توقف عن الدق في هذه اللحظة لا ارادياً

هولاك لم يطلق شئ من هالته او حتى يُري شيئاً من نية القتل، لكن ريتشارد آمن بكل كيانه ان هولاك يمكنه قتلِه قبل ان يعرف كيف قُتل.

*سووش* *سووش* *سووش*

امام هذا الخطر المحدق تحرك الاباطرة البشر بسرعة، في غمضة عين شكَلوا حلقة حول ريتشارد و اخرجوا كل اسلحتهم و طلاسمهم، و واحد منهم من مستخدمي الظلام فتح بوابة ظلامية تحت بيون و سحب جسده لداخل الحلقة بجوار ريتشارد
“هاها لا شئ سينقذكم من الموت اليوم!!” اباطرة العمالقة المتبقين صاحوا بحماسة و حاصروا حلقة البشر

عدد الاباطرة القادرين على القتال من قبيلة عزيل حالياً لا يتخطى العشرون بعدما تم مسمرة الباقين، لكن معنوياتهم لامست السماء بعد الحصول على دعم هذا الكيان، و مع ذلك لم يهاجموا، لن يجرؤ احدهم على بدأ شئ قبل ان يعطي هولاك امره.

اما هولاك نفسه فرفع حاجبيه قليلاً امام هذا الوضع الغريب، “…لماذا؟ لا اذكر اني طلبت منكم الثبات ايضاً، كان بإمكانكم الهرب، ما كنت لأوقفكم.”

“معاليه لم يطعم ضباع، لو اردت ايذاء ريتشارد فعليك ان تمر على جثثنا اولاً!!” احد مستخدمي قانون البرق شدد قبضته على رمحه الذهبي و لامس شريان حياته، في اي لحظة سيفتحه و ليحدث ما يحدث

“لولا معاليه لكنت ميت في احدى الحارات الان، لن تلمس إبنه اليوم!” امبراطور اخر اعلن و العرق يتدفق من رأسه
“….” حافظ هولاك على تعابير وجهه المرتبكة، لم يتربى العمالقة على هذا النوع من الولاء

حتى اباطرة قبيلة عزيل ضحكوا امام حماقة البشر، قبل قليل كانوا يننوا الاطاحة بداودار لأنه شعروا انه فقد عقله و بعضهم سب ساليدار بسبب صراخه، ولاء اعمى؟ ما هذا؟ طالما انت قوي و يمكنك القيادة سنتبعك، عندما تسقط فنحن من سندوسك اولاً! هذا هو قانون العمالقة منذ فجر التاريخ، هذا ما جعل قادتهم دائماً اقوى من الجميع!

لكن هولاك لم يضحك مثلهم، هو فقط رفع يده و اشار لهم ان يخفضوا الاسلحة، ” لا داعي للتأهب، وصلتني اخبار ان هنالك مختار سماء ثالث ظهر و جئت لألتقي به، الفتى البشري سيظل معي حتى يأتي والده و يستلمه مني، بقيتكم يمكنكم المغادرة.”

“ايه؟ لكن فخامتك!!!” احد اباطرة العمالقة تكلم مصدوماً، لكنه بسرعة كبح نفسه قبل قول كلمة اخرى، هم لم يعودوا اصحاب الكلمة هنا

“تريدنا ان نترك صاحب السمو و نغادر؟ انت تحلم!!” احد اباطرة البشر صاح بقوة، لكن هذه المرة عيناه بدتا مترددتين قليلاً
“هذا لم يكن طلب، انا فقط اخبركم بما سيحدث.” هولاك اكتفى بهز رأسه، ثم نظر نحو ريتشارد، “انهم اتباع جيدون، أمرهم بالمغادرة و لا تدع المزيد من الدماء تسيل اليوم.”

“هاا.. هاا.. هووو..” اوقف ريتشارد لهاثه بالقوة ثم لوح، “لقد انتهت مهمتكم، غادروا، انا سأبقى هنا قليلاً.”

“…اسف يا صاحب السمو يمكنك معاقبتي لاحقاً لكني لن اغادر.”

” ولا انا.”

“لن اتزحزح من هنا!”

اباطرة البشر لم يبدو اي نية للتراجع، بعضهم كان بؤبؤ عيناه يهتز و هو يحق بهولاك و قلوبهم اخذت تدق كالمطارق، لكنه ظل واقف مكانه

“انتم…” نظرة الارتباك و الاستغراب ازدادت على وجه هولاك للحظة، لكنه في النهاية تنهد و رفع راحة يده، ” هيه~ ياللأسف، هذه ستكون بداية سيئة مع مختار السماء الثالث لكن لا حل اخر، اذهبوا في طريقكم اذاً.”

*بووووووم*

في هذه اللحظة تزلزلت الارض تحت ارجل الجميع، وهج ذهبي ملئ المكان و سُمع صوت قوي، ” تريد لقاء معاليه؟ هذا يوم سعدك.”


ت/ز: كدا متبقي عليا فصلين هاع هاع

من Zeus

-+=