سلسلة الجبال الشمالية ضخمة بمعنى الكلمة، حجمها يكافئ المساحة الكلية لعدة كواكب بحجم كوكب يورا.

و مع ذلك هنالك جبل واحد موجود في اقصى نقطة في الشمال و مع ذلك يمكن رؤيته من على حدود سلسلة الجبال، بل يمكن رؤيته بوضوح من الفضاء! جبل الطرف الشمالي العظيم… ما مدى ارتفاع هذا الجبل؟ لا احد تجرأ و خمن رقماً.

بطبيعة الحال وضع كل المغامرين و الشجعان هذا الجبل نصب اعينهم، لقد كان البوصلة عندما يتوهوا، كان المُشجع عندما يشعروا بالوهن… لكن لا احد وصل لذلك الجبل ابداً بل لم يقتربوا حتى، فذلك الجبل هو قلب سلسلة الجبال الشمالية، الوصول له يعني اجتياز بحار من الوحوش الارضية و الطائرة، حتى دخول بضع كيلومترات في حدود سلسلة الجبال الشمالية يعد انتحاراً فماذا عن التحرك نحو الجبل؟!

و هنالك سبب اخر، يقال ان سيد سلسلة جبال الشمال، الوحوش المتربع على قمة السلسلة الغذائية في كوكب نيهاري، يقتن ذلك الجبل… الويفرن كريكسوس العظيم.

لا احد يعلم عُمر ذلك المخلوق المهيب، لكنه يخرج كل فترة و يقود موجة بنفسه لقتل اكبر عدد ممكن من المخلوقات الذكية قبل ان يرجع للجبل مجدداً… هذا شئ عادي بالنسبة لوحش، لكن الغير العادي ان اول هجوم مُسجل حضوره فيه كان منذ 420 الف عام، أي في عهد مختار السماء الاول تقريباً.

اما عن قوة ذلك المخلوق فلا احد يعرف يقيناً ايضاً، حجمه الضخم و طول عُمره الغير العقلاني كافيين لدب الرعب في قلوب الجميع، كل مرة يظهر فيها كريكسوس العظيم يظن ابناء الشُمال كلهم ان الموت أتى، لكن دائماً ما يحدث شئ غريب
الويفرن دائماً يدمر و يحرق و يأكل ما يحلو له و خلفه جيشه من الوحوش، لكن عندما يجتمع الخبراء من كل القبائل و يقاتلوه يظهر قوة كبيرة تجعله يقتل حفنة منهم لكنه في النهاية يتراجع متألماً و مليئاً بالجراح.

اي انه و على مر التاريخ و بإختلاف الحقبات، قوة الويفرن كريكسوس دائماً ما تعادل قوة الصفوة من كل قبائل العمالقة الاثناعشر مجتمعين، سواءً كان الصفوة في ذلك الوقت هم محاربين عاديين او شامان او تنانين او حتى اباطرة، هنالك دائماً توازن!

بعض المفكرين بينهم قال ان مستوى قوة كريكسوس دائماً ما يساوي مستوى اقوى عملاق موجود، أي انه ان كان اقوى شخص في قمة امبراطور متوسط، إذاً كريكسوس سيكون في مستوى امبراطور متوسط.. اما قدرته على قتالهم جميعاً فهذا يعود لحجمه الضخم و خبرته الطويلة و نسل دمه القوي و لهب القاتل، و لهذا لُقب بالعظيم.

فمثلاً: منذ ظهوروه اول مرة قبل 420 الف عام، كريكسوس العظيم ظهر خلالهم بضع المرات، و كل مرة يقتل عشرات الالاف من العمالقة و يدمر مئات المدن و المستعمرات، و في كل مرة يقاتل العشرات من الاباطرة متوسطي المستوى قبل ان يقتل حفنة منهم و يتراجع متخم بالجراح، و هكذا~

و الامر زاد سوءً بعدما اخترق احد العمالقة لبداية نطاق امبراطور عالي، كريكسروس اكتسب قوة هائلة و تطلب الامر اضافة جيوش القبائل الاثناعشر من اجل اجباره على التراجع، الوضع كان يزداد دموية و سوء كل مرة لكنهم كانوا يتمكنوا من فعلها بطريقةٍ ما، ثم يسبوا اول شخص اخترق لنطاق امبراطور عالي المستوى في سرهم لأنه من وضعهم في هذه الضائق، لكنه على الاقل ساعدهم في القتال عندما ظهر كريكسوس في عهده.

لكن الوضع اختلف قبل 7 الاف عام… اجتاح كريكسوس العظيم المنطقة الشمالية مجدداً، لكن عندما اجتمع اباطرة العمالقة ذلك اليوم من اجل ايقافه، فوجؤوا بأن الفجوة بينهم و بين الويفرن كانت هائلة، القوة التي اظهرها الويفرن كانت قد تخطت مجرد امبراطور عالي المستوى و بفارق كبير، لقد كان في المستوى 48 او 49 على اقل تقدير!

في ذلك اليوم لم ينفع اعداد الاباطرة ولا العتاد الإلهي، كل شئ تحطم امام جسد كريكسوس الهائل و لهيبه الذي لا يمكن ايقافه… في ظرف ساعة واحدة من القتال الضاري قُتل ربع الخبراء المجتمعين تقريباً قبل ان يتمكن البقية من الفرار في اتجاهات مختلفة.

زئير كريكسوس دوى في السماء و زلزل الأراضين بعد تلك المعركة، بعدما اجبر الباطرة العمالقة على التراجع لم يعد هنالك احد يمكنه التصدي له، خلال شهر واحد من تلك المعركة قام بمسح كل اثار الحياة الذكية من محيط سلسلة الجبال الشمالية و دفع بالعمالقة و عبيدهم للجنوب شيئاً فشيئاً

لكن كريكسوس العظيم لم يكتفي بطردهم، بل تصيد لأكبر جمع من الكائنات الذكية آن ذاك وظهر فوق رؤوسهم، يريد مسحهم جميعاً، الجميع ظن حينها ان امر الشمال قد انتهى… حتى ظهر ذلك الرجل.

بدى ذكر عادي من جنس عملاق نيهاري، لديه شعر طويل و كثيف يحوي خصلات زرقاء، ولا يملك شعر في وجهه غير حاجبيه.. عدى حضوره القوي لم يبدو ان هنالك شئ مميز حياله

ذلك العملاق ضحك بصوت عالٍ فور ظهوره و قال اول و اخر جملة مُسجلة عنه، اعظم شئ يمكن ان يُقال و اكثره جنوناً، ” هاها لقد أتعبتني و انا احاول الوصول لك، اليوم سأركبك!”

زأر كريكسوس غاضباً على هذه الإهانة و بالفعل بدأت معركة هائلة، و على غير المتوقع ذلك العملاق المجنون لم يمت فوراً…

استمرت المعركة لبضع ساعات، قُتل خلالها معظم العمالقة الذين كانوا يحاولون الهرب بفعل الموجات الإرتدادية و الهجمات الطائشة، حاولوا كثيراً ان يترجوا ذلك العملاق المجنون ان يسحب الويفرن بعيداً لكنه بدى و كأنه لا يسمعهم البتة

بعد اكثر من تسع ساعات من القتال المستمر زأر كريكسوس مجدداً، لكن هذه المرة من الألم، ثم إلتف و ضرب بجناحيه مسرعاً نحو الشمال… ذلك العملاق المجنون ضحك بصوت عالٍ و قفز خلفه ايضاً.

هذه كانت اخر مرة يُرى فيها الاثنان.

بعض الموجودين في ذلك اليوم قرروا بناء تمثال لذلك العملاق و تبجيله كالمخلص و البطل، و البعض لعنوه و قالوا ان ذلك العملاق هو من حقق اختراق و تسبب في رفع قوة الويفرن و بالتالي اصلاح الاضرار التي تسبب بها يعتبر شئ بديهي.
لكن سواء التبجيل او السب لم يصل ذلك العملاق، و لم يستمر ايضاً…

هنالك عادة لدى كل المخلوقات الذكية و هى انه اذا حلت عليهم مصيبة لا يتحدثوا عن شئ سواها، بعدها ينشغلوا في حياتهم مجدداً و ينسوا تدريجياً مهما كانت تلك المصيبة كبيرة

و سبع آلاف سنة من تتابع الاجيال كانوا كافين لمسح تلك الواقعة من اذهان العامة، خاصةً عن موجات الوحوش الكبيرة قد توقفت بالكامل.

من Zeus

-+=