*رااااااااااااااووور*

*باا*

نزلت الركب واحدة تلو الاخرى، في غمضة عين ركع الالاف من العمالقة في خوف و هلع.. تلك الصيحة لم تكن مجرد زئير وحش، لقد شعروا بأرواحهم نفسها تنتفض

“أهذا.. تنين لعين؟!” احد اباطرة البشر اخذ خطوة اخرى للوراء، روحه كانت تصرخ عليه ان لا ينخرط في مشكلة مع ذلك الوحش

كلمة تنين لم تكن غريبة عن سكان كوكبا يورا و نيهاري بل و حتى سكان جرينلاند و دم اليتيم، فهنالك الكثير من الوحوش التي تملك كلمة تنين في اسمها: مثل التنانين الصخرية، التنين الوحشي الجنوبي، تنين النهر الازرق، و غيرهم الكثير و الكثير.. لكن في الاغلب هذه تكون مجرد وحوش من فصيلة العظاءات، و كلمة تنين في اسمها يتم حشرهُ بداعي التعظيم.
لكن وجود هذه الوحوش، و حتى الوحوش الاخيرى الشبيه بوصف التنانين مثل الداركو، لم يعوض مهابة اساطير التنانين في نفوس الناس، فحتى لو كانوا من نفس الفصيل ما يزال للحديث عن التنانين الحقيقية رهبة خاصة، الامر اشبه بالقول ان النعام و الحمام من جنس الطير، لكن شتان بين هذا و ذاك~

“التنانين الحقيقية موجودة فعلاً؟ أليست اسطورية؟!” امبراطور بشري من مستخدمي الظلام تمتم بصوت خافت، ثم نظر نحو ريتشارد و ما تبقى من بيون، بدأ بالفعل يحسب افضل طريقة للوصول لهم ثم الخروج من هنا بسرعة

“لا لا هذا ليس تنين، الاساطير تقول ان التنانين طولها ألاف الامتار و لها اربعة اطراف بخلاف الجناحين، و كل طرف يحتوي على خمسة مخالب… أما هذا فطوله 60 متر تقريباً و له طرفان فقط بخلاف الجناحان، و لديه 3 مخالب في كل طرف… انه ويفرين!” حلل احد اباطرة البشر

بقية الاباطرة نظروا للمُتكلم بأطراف اعينهم و لم يعلقوا، كيف لهم ان يثقوا في تلك الاساطير؟ كوكب يورا لم يعرف وجود هذا النوع من الوحوش ابداً، لا الويفرن ولا التنانين ذُكر انهم ظهروا في اي حقبة تاريخية، الحديث عنهم مجرد اساطير يتناقلها الفانون.

حسب الاساطير فالويفرن هو احد اقرب السلالات من التنانين الحقيقية، وصف هذا الوحش مقارب لمواصفات الويفرن فعلاً… لكن الويفرن يفترض ان يكونوا اصغر بكثير مما يروه الان!

“انه ويفرين حقاً… ملك سلسلة جبال طرف الشمال، كريكسوس العظيم…” تمتم داودار بصوته المتعب و هو ينظر نحو الكائن المجنح المهيب، ثم اومئ مبتسماً و استلقى على ظهره، ” شخص واحد يمكنه اخراج كريكسوس العظيم من جبل طرف الشمال، لم اخل اني سأراك في اخر لحظات حياتي.. كح كح.. عندما اقابل اسلافي و يلوموني على دمار العشيرة سأخبرهم اني إلتقيت بك هيهي كح كح.. لعلهم يعطوني بعد الاحترام… طالما انت هنا، يمكنني الذهاب بسلام، ايها السلف العظيم هولاك.” و اغلق داودار عينيه، واضح انه يستعد للموت بسلام

“هذا الوحش هو كريكسوس العظيم؟ الويفرن الذي يُزعم انه يسيطر على سلسلة جبال طرف الشمال و على كل وحوش العالم؟” احد الاباطرة سقط على ركبتيه، كريكسوس العظيم هو احد القصص التي يخوفوا بها الاطفال ليلاً، مجرد اسطورة غير مؤكدة و غير منفية

في اقصى شمال كوكب نيهاري يوجد سلسلة جبال عملاقة مليئة بالوحوش من كل حجم و لون، و بين كل حين و اخر تخرج موجات وحوش تفتك بالعديد من المستوطنات و القرى و حتى مدن العمالقة الاقل حماية ولا يتوقفوا حتى يتم قتل الوحوش كلها في النهاية

المخاطر في تلك الجبال لا تقل عن الحد الفاصل بين المناطق الخمسة، لكن الشئ المختلف في سلسلة جبال شمال هى ان المخاطر تزداد بشكل تدريجي صارم كلما تعمقت للداخل كأنها لعبة او ارض معدة للتدريب الوحشي

و يقال انه كلما ازداد عدد الوحوش عند حد معين يقوم كائنٍ ما بإطلاق صيحة مميتة تدفع عدد كبير من الوحوش للخروج و بدأ تلك الموجات.

لذا تقوم القبائل الاثناعشر بعمل ضربات استباقية و قتل تلك الوحوش قبل بدأ الموجات، و في نفس الوقت هى فرصة جيدة لإستخدام سلسلة جبال الطرف الشمالي لتدريب ابناءهم… و هكذا اصبح انه كلما تعمقت اكثر داخل سلاسل الجبال و قتلت المزيد من الوحوش تكسب المزيد من الاحترام

و ليس الاحترام وحده ما يكسبونه، لسببٍ ما فسلسلة الجبال الشمالية مليئة بالكنوز التي لا توجد في اي مكان اخر.. اعشاب نادرة عمرها ملايين السنين، معادن ذات خواص فريدة، فرصة لسرقة اشبال وحوش نادرة، كميات ضخمة من درر الطاقة ملقاة في كل مكان كالتراب، و غيرها الكثير…

طريقة التدريب الخطرة و المُجزية هذه كانت احد اهم الاسباب التي مكنت القبائل الشمالية من التصدي لمختار السماء الثاني و قتله في النهاية، و هى ما أبقتهم اقوياء حتى هذا اليوم و جعلتهم على أهبة الاستعداد دائماً للحرب مع انهم يعيشون في سلام فيما بينهم

لكن روتين الدخول لمسافة معين و قتل حفنة من الوحوش ثم الخروج مجدداً للتفاخر لم يعجب العديد من العباقرة على مر العصور، العيش في سلام و بدأ عائلة لطيفة ثم التنافس مع القبائل الاخرى في السياسة لم يكن شئ يفقهه الجميع، ما الفائدة من السعي وراء القوة إن كانت هذه هى النتيجة؟!

لذا اعداد كبيرة من العمالقة الشباب كل سنة يوجهون انظارهم نحو سلسلة جبال الشمال و يذهبوا لتسجيل اسمائهم لدى قبائلهم انهم راغبين في الهجرة إلى سلسلة جبال الشمال… اجل، هجرة!

بعضهم اعطى سبب انتقاله للعيش على اطراف سلسلة الجبال هو انه يريد قتل المزيد من الوحوش من اجل حماية الجميع، البعض قالوا انهم بالعيش بهذا الشكل الخطر سيفهموا العالم بشكل اسرع و يحققوا اختراقات تفيد الناس، بعضهم ببساطة قال انه يريد الاغتناء بسرعة عبر جمع المزيد من الكنوز!

هذه الاسباب منطقية و تعتبر دوافع قوية، لكنها ليست كل شئ… الجميع كانوا يعرفون السبب الرئيسي، التعطش للدم.
كل من قرر التوجه لسلاسل الجبال الشمالية هو مهووس بالقتل، و كل من قرر التوغل فيها بمفرده هو مجنون اعمى قلبه التعطش للدم ! هذا تخطى مرحلة الطمع، هذا اشبه بشخص قال لفانٍ اقفز من فوق جبل و ستأخذ ثروة، بماذا ستنفع الثروة و هو ميت؟! لو قفز ذلك الفان فعلاً فسيقفز لأنه جنون انتحاري.

و بالفعل، في كل حملة جماعية تشنها القبائل الاثنا عشر على اعتاب سلاسل الجبال تبحث كل قبيلة عن بنائها المهاجرين، فيجدوا بقايا عظام ابنائهم في غائط احد الوحوش او اثار دمائهم الزرقاء داخل الكهوف، كل عام يموت المئات، بل الالاف من العمالقة بهذه الطريقة حتى اصبحت القبائل الاثناعشر تتجاهل وجودهم فحسب و توقفوا عن البحث عنهم و جمع اشلائهم

نظر الجميع تغير نحوهم من مغامرين لا يهابون الموت إلى منتحرين بلا وزن… حتى وقعت تلك الحادثة قبل سبعة آلاف عام.
كان ذلك عندنا قرر سيد سلسلة جبال طرف الشمال الخروج بنفسه لإبادة عمالقة الشمال.


ت/ز: يوجد صورة لهولاك و كريكسوس في سيرفر الديسكورد

من Zeus

-+=